logo

تسجيل الدخول

اشتراك جديد
البحث
البحث
احمي نفسك من الإصابة بالحمى النزفية، ما هو سر انتشارها وانتقالها لدول اخرى؟
بقلم : ندى حرفوش
blog-img
ظهر عدد كبير من حالات الحمى النزفية الفيروسية في دولة العراق، وهناك تخوفات من تحولها إلى وباء وانتقالها إلى دول أخرى. وهي عدوى فيروسية لها أنواع مختلفة، بعضها توجد له أمصال والبعض الآخر لا، وتنتقل عن طريق الحشرات والحيوانات، والاختلاط بشخص مصاب.

الحمى النزفية، ماذا يقف خلف انتشارها؟

 

الحمى النزفية الفيروسية (Viral Hemorrhagic Fever)، هي يحمى يتسبب بها فيروس ينتشر في العراق. فهل سيتحول هذا الفيروس إلى وباء؟ هل سينتقل إلى الدول المجاورة؟

في هذه اللحظة التي نتكلم فيها، وصل عدد الإصابات بالحمى النزفية في دولة العراق إلى مئة حالة، منهم عشرين حالة تعرضت للوفاة، والأرقام في زيادة مستمرة، لدرجة أن الحكومة العراقية بدأت تهتم بالأمر وتصدر توصيات للسيطرة على تفشي المرض وانتشاره.

هل يستغرب البعض ما أقوله، فمئة حالة ليست بالرقم الكبير الذي يشكل قلقا بالتحول إلى وباء. لكن في الحقيقة إن الرقم بحد ذاته ليس دليلا إلا حين ندرك ماهية ما نتعامل معه بالضبط.

 

يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،

لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية 



 

ما هي الحمى النزفية؟

هي مجموعة من الأمراض تسببها خمسة أنواع فيروسية، يطلق عليها اسم (حمى الكونغو) لأن أولى الإصابات ظهرت في دولة الكونغو. وقد تحدثنا في المقال السابق عن فيروس جدري القردة الذي يعتبر من فيروسات حوض نهر الكونغو، فهل هذه صدفة أم مؤامرة! لقراءة المقال الخاص بجدري القردة من هنا.

 


كيفية انتقال الحمى النزفية:

تنتقل عن طريق مخالطة الحيوانات أو التعرض للحشرات الحاملة للفيروس. تكمن المشكلة في هذا الفيروس سهولة انتقاله عبر العديد من الحيوانات والحشرات، التي قد لا يتاح معها إمكانية السيطرة. مثل الناموس والقراد الموجود في فراء الحيوانات المنزلية. والقوارض والماشية وغيرها من الحيوانات، كما تنتقل من إنسان إلى آخر عن طريق العلاقات الجنسية، والدم والمخالطة واللمس، وحتى من الممكن عن طريق شم بول أو براز الحيوان المصاب. لذا فإن انتشارها سهل بشكل كبير.
 

أنواع الحمى النزفية:

يتسبب بالحمى النزفية خمسة أنواع من الفيروسات ينتمون إلى عائلة واحدة تسمى بونيا

1- حمى الإيبولا، وهي الأخطر بينهم.

فيروس إيبولا

2- حمى الصفراء، ينتقل عن طريق الناموس، والمميز فيه حصول الاصفرار (اليرقان) والقيء كالذي يحدث عند المصابين بارتفاع الصفراء (bilirubin).

فيروس حمى الصفراء

3- حمى الضنك، التي ينقلها الناموس أيضا.

 

البعوضة الزاعجة المصريةفيروس حمى الضنك



4- حمى ماربورغ التي تنقلها خفافيش الفاكهة.

حمى ميربورغ

5- حمى لاسا، وهي أضعفهم وأقلهم انتشارا لدرجة إمكانية الإصابة بها دون أية أعراض ملحوظة.

فيروس حمى لاسا

أعراض الإصابة بالحمى النزفية:

يبدأ الأمر كما في أي إصابة فيروسية أخرى، بالحمى، وآلام العضلات والمفاصل، وفقدان الطاقة. وليس هناك علامة واضحة أو مميزة للإصابة بالحمى النزفية طالما كانت عدوى خفيفة، لأن الأعراض الشديدة لا تظهر إلا حينما تكون الإصابة شديدة والحالة متقدمة، ولكن الوصول لهذه المرحلة خطير ومهدد للحياة. لذا فالاكتشاف المبكر للإصابة غالبا أهم نقطة في إنقاذ حياة المصاب، لأن الأعراض المتقدمة مهددة للحياة، مثل: القيء والإسهال الدموي، والنزف تحت الجلد، ونزيف الأعضاء الداخلية، وتغير في الحالة العقلية، والغيبوبة والهذيان، والفشل الكلوي، والفشل الكبدي.
 

التشخيص في حالات الاشتباه:

 في البداية وقبل أي شيء يجب عزل المشتبه في إصابته فورا. ثم القيام بالتحاليل التالية:

تعداد الدم الكامل (CBC).

تحليل الأملاح والمعادن مثل: البوتاسيوم والكالسيوم والصوديوم ونقص المعادن، حيث يدل نقصها على وجود خلل في الجسم.

تحليل وظائف الكبد ووظائف الكلى، فارتفاع أنزيمات الكبد والكرياتينين دليل على حدوث الإصابة.

تحليل INR، الذي يوضح قياس مدة تجلط الدم، فالفيروس يسبب مشاكل في تجلط الدم فيرفع سيولة الدم.
 

أكثر الفئات تعرضا لخطر الإصابة:

جميع الناس معرضون للإصابة بسبب انتقال المرض عن طريق الحشرات، وبين الأشخاص. ولكن الأشخاص الذين يخالطون الحيوانات بشكل مباشر هم أكثر عرضة للإصابة، لذا عليهم اتخاذ الإجراءات الاحترازية بشكل جيد.

كما قالت وزارة الصحة العراقية بأن أهم سبب لانتشار الحمى النزفية في العراق هو الذبح العشوائي للحيوانات، أي ذبحهم خارج المذابح المعتمدة والأماكن المخصصة، والتراخي في الكشف عن الإصابات بشكل مبكر يجعل فرص انتقال العدوى بين الناس أكبر.

طرق الحماية من الحمى النزفية:

1- عدم الاختلاط بالحيوانات المشتبه بإصابتها بالفيروس.

2- تأمين البيوت جيدا من دخول القوارض كالفئران.

3- التأكد من عدم إصابة الحيوانات الأليفة المنزلية بالقراد.

4- المحاولة قدر الإمكان بعدم التعرض للدغ الناموس.

5- التأكد من تعقيم أية أدوات يتم استخدامها بين الناس (كما يحدث عند الحلاقين)، والأدوات الطبية خاصة الحقن والمفضل أن تكون ذات استخدام واحد...الخ.
 

هل ستنتقل الحمى النزفية من العراق إلى الدول المجاورة؟

من الممكن جدا ذلك، فسهولة انتقالها يساعد على انتشارها، ولكن انتشارها إلى دولة أخرى شيء غير مؤكد، فهو يتوقف على مدى قدرة الفيروس على السيطرة على الانتشار، وقد ظهرت بالفعل حالات للإصابة به سابقا في دول مختلفة، ولكن الإصابات تكون بأعداد أقل من ذلك، فالمقلق هو ظهور حوالي 100 حالة خلال شهر واحد، وهو رقم كبير مقارنة بالأرقام المعتادة.
 

كما قلت سابقا، فإن انتشار الفيروسات الجديدة بشكل لم يحدث سابقا قد فسرته بسبب ضعف الجهاز المناعي، وهو ما يشكل الوباء الحقيقي. ولتقوية الجهاز المناعي يجب إيقاف السكريات والنشويات وتعريض الجسم للشمس والابتعاد عن التلوث، والابتعاد عن التوتر، والحصول على قسط كاف من النوم والراحة بشكل جيد.

وأيضا عن طريق تناول الغذاء الصحي الغني بالمعادن والفيتامينات مثل الكبدة والمحار وشرب حساء العظام. وتناول المكملات الغذائية مثل فيتامين د3، وذلك ليس له علاقة بالتعرض للشمس، وتناول الزنك من مصدر خارجي عالي الجودة إن كنا لا نتناول اللحوم، وتناول فيتامين سي كومبلكس والابتعاد عن فيتامين سي المباع على شكل أسكوربك أسيد (Ascorbic acid). بالإضافة إلى شرب المياه باعتدال، دون المبالغة أو الإهمال بشرب المياه حتى لا يفقد الجسم معادن كثيرة مع البول. هي أمور بسيطة نحتاجها لدعم صحة الجهاز المناعي.
 

لكن السؤال الحقيقي، هل سيحمينا كل ذلك لو كنا نعيش نظرية المؤامرة فعلا؟ ويتم نشر هذه الفيروسات عن عمد لأسباب نجهلها؟ وهل من الممكن فعلا استخدام الفيروسات لأهداف ومصالح معينة؟

لا يوجد إجابة صريحة ومؤكدة عن كل ذلك، ولكن المؤكد أنه قد تم فعليا استخدام الفيروسات كأسلحة بيولوجية في عصور سابقة. مثل فيروس ماربورغ الذي قام الاتحاد السوفيتي قبل ذلك بتطويره لاستخدامه كسلاح. وتم عمل أبحاث على فيروسات الإيبولا وحمى الوادي المتصدع والحمى الصفراء.

حتى الولايات المتحدة قد أجرب ذات التجارب على ذات الفيروسات باستثناء الإيبولا وماربورغ. وهناك تكهنات باستخدام كوريا الشمالية بتطوير فيروس الحمى الصفراء لاستخدامه كسلاح.
 

لذا بالفعل تم تطوير فيروسات لاستخدامها في الحروب سابقا، لذا فالموضوع قابل للتطبيق على أرض الواقع، وهذا يعطي احتمالية أكبر. ولكن على الرغم من ذلك سيبقى الأمر مجرد تكهنات حتى يأتي اليوم الذي يتم فيه الحديث عن ذلك صراحة ونعلم ما الذي يتم فعله بنا.

وحتى ذلك اليوم، فإني أتمنى السلامة لأنفسنا والجميع.

 

حمى الضنك
حمى الإيبولا
حمى ماربورغ
حمى لاسا
حمى الصفراء
حمى الكونغو
حوض نهر الكونغو
وباء
ضعف مناعة
الحمى النزفية الفيروسية
نقترح عليك