logo

تسجيل الدخول

اشتراك جديد
البحث
البحث
التأريض / علاقة ارتداء الأحذية بالأمراض المناعية / أسرار علاج الأمراض المناعية بالمجان
بقلم : ندى حرفوش
blog-img
قد تتساءل الآن قائلا: هل المشي حافي القدمين هو ما سيجعلني أتعافى من الروماتويد أو الذئبة أو التصلب المتعدد أو السكري من النوع الأول أو أي اضطراب مناعي آخر؟ سأجيب عن ذلك كله بنعم، الانفصال عن الطبيعة هو أحد الأسباب المهمة في حدوث الاضطرابات المناعية والسكري والاكتئاب. فالأبحاث الجديدة أثبتت ذلك، كما أنه أمر قد جربته ووجدت بسببه اختلافا كبيرا في حالتي الصحية والنفسية بطريقة لم أكن أتخيلها.

التأريض - التجذر 


سأحدثكم هذا اليوم عن شيء مجاني بشكل كامل، ومتاح للجميع طوال الوقت، مهما كانت الأحوال المادية أو الظروف الصحية أو المكان المتواجدين به. بسيط لكنه فعال ومهم، سيثبت لنا أن علاج أكبر وأخطر الأمراض متوفر دائما، وأن جميع الشعوب كانت تفعله يوميا بفطرتها وبشكل طبيعي حتى أقل من مئة سنة مضت. وعندما تركت الشعوب فعله (بقصد من جهات معينة) بدأت الحالة الصحية بالتدهور لدى الجميع؛ فبدأت الأمراض المناعية بالظهور، ومقاومة الأنسولين، وتطور حالاتها إلى مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب والتوتر.... إنه التأريض... أي الاتصال بالأرض.

لمعرفة معنى ذلك الاتصال والكيفية والتفسير العلمي خلف ذلك، أكملوا تابعوا المقال لنهايته.

 

 

  • التأريض - Grounding - Earthing:

هو مصطلح كبير وجديد وعميق لأمر بسيط وبدائي جدا، نعرفه جميعا بفطرتنا لكننا غُيّبنا عنه. هو ببساطة الاتصال بالطبيعة.. أي أن نسمح لأجسادنا بالاتصال بالطبيعة، وذلك بالمشي عاري القدمين.

قد تتساءل الآن قائلا: هل المشي حافي القدمين هو ما سيجعلني أتعافى من الروماتويد أو الذئبة أو التصلب المتعدد أو السكري من النوع الأول أو أي اضطراب مناعي آخر؟

سأجيب عن ذلك كله بنعم، الانفصال عن الطبيعة هو أحد الأسباب المهمة في حدوث الاضطرابات المناعية والسكري والاكتئاب. فالأبحاث الجديدة –ستجدون روابطها في نهاية المقال- أثبتت ذلك، كما أنه أمر قد جربته ووجدت بسببه اختلافا كبيرا في حالتي الصحية والنفسية بطريقة لم أكن أتخيلها.


 

  • كيف يعمل التأريض:

سر عملية التأريض يعتمد على مفهوم الأكسدة ومضادات الاكسدة. فالأكسدة هي تفاعل كيميائي تقوم به الخلايا للحصول على الطاقة، وينتج عن ذلك شوارد إلكترونية تسمى بالجذور الحرة (Free Radicals)، والتي تكون في حالة نشاط؛ أي تريد التفاعل مع أي ذرة أخرى سواء بكسب إلكترون أو فقدان إلكترون. هذه الشوارد تتسبب في تلف الخلايا بسبب هذه الإلكترونات النشطة التي هي جزء أساسي في أي ذرة.

للتخلص من هذه الشوارد يحتاج الجسم لمضادات الأكسدة، التي تساعد في التخلص من هذه الإلكترونات النشطة. وإن أفضل مخلص للجسم من هذه الجذور الحرة هي اتصال الجسد بالأرض بشكل مباشر.

لذلك كانت الحياة البسيطة التي كان يعيشها البشر سابقا هي السبب في عدم انتشار هذه الأمراض الخطيرة، بالرغم من عدم توفر رعاية صحية متقدمة أو مستشفيات مجهزة، أو أدوية متطورة. فقد كانت البيوت البسيطة ذات الدور الواحد والمبنية من الطين ومن مواد غير مصنعة مثل السيراميك، مما كان يجعل مشيهم على الأرض شفاء لهم. فكلما زادت الأدوار ازداد البعد عن الأرض.

أيضا كان أسلوب الحياة البسيط يتطلب الخروج من البيت وبذل المجهود البدني في الطبيعة، وكانت أفضل الأعمال هي ما لها علاقة بالزراعة والصيد وتربية الحيوانات. بينما نعيش الآن أسلوب العمل من المكاتب أمام شاشات، في محيط ملئ بالدارات الكهربائية. كما أن سابقا كان الأشخاص يلبسون نعولا من الجلود الطبيعية التي تعتبر نوعا من التواصل مع الطبيعة بدلا من النعول المصنعة العازلة التي نرتديها هذه الأيام.

لذا فإن تغيير أسلوب المعيشة والحياة والعمل في المائة سنة الماضية كان سريعا وصادما لأجهزة الجسم، بينما كان حدوث التغييرات سابقا تحدث ببطء مما يساعد على تكيف الجسم البشري مع هذه التغييرات .

هذا التغيير نتج عنه تراكمات في نواتج عمليات الأكسدة التي يقوم بها الجسم طوال اليوم، بالإضافة إلى عوامل أخرى زادت منها مثل: التوتر والضغوط النفسية، والتلوث بكل أنواعه، والتدخين، والأكل المعالج والمصنع الذي يدخل في طعام معظم الأشخاص دون وجود ما يخلص الجسم من هذه الشوارد.

 

  • كيف تؤثر عمليات الأكسدة على خلايا الجسم:

كما قلنا فإن الخطر من عمليات الأكسدة هي نواتجها من الشوارد أو الجذور الحرة، هذه الجذور تتسبب بحدوث التهابات ومشاكل صحية وظهور علامات الشيخوخة بشكل أسرع، والتأثير على قوة الدماغ وذاكرته مثل أمراض الخرف والزهايمر ومرض السكري الذي يتزايد المصابين به كل سنة، وأمراض الاكتئاب والقلق وضعف الطاقة. لذا فإننا نجد أن متوسط عمر الأشخاص الذين تظهر عليهم مشاكل صحية أصبح أقل. فقد كان سابقا متوسط العمر هو  سن الخمسين، بينما أصبح حاليا بين العشرين والثلاثين عاما.

عن نفسي.. فقد عانيت من مرض الروماتويد في العشرينات من عمري..

لذا دعونا نفهم أن خروج الكائن من بيئته يتسبب في ضعفه وموته... تماما كما يحدث للسمكة إن خرجت من الماء، أو إن زرعنا نبات الموز في أحد الأقطاب المتجمدة، وإن جميع الكائنات لديها الوعي الكافي لمعرفة أن تغيير بيئتها سوف يتسبب في موتها إلا الإنسان الذي لا يملك الوعي الكافي بخطورة ذلك.

 

  • كيف نصاب بالأمراض؟

وقد شرحت الدراسات كيف أن الجذور الحرة تجعل الإصابة بالالتهابات تأخذ مسارا غير طبيعي، وأن المناطق التي يحصل لها تتركز فيها الجذور الحرة أكثر هي المناطق المعرضة لأن يهاجمها الجهاز المناعي دون القدرة على التفرقة بين خلايا الجراثيم والفيروسات وخلايا الجسم نفسه، حيث تفقد خلايا الجهاز المناعي الذاكرة للجراثيم والفيروسات. ويبدأ هجوم الخلايا المناعية ليصيب أكثر مكان ضعيف في الجسم، لذا نجد شخصا يصاب بالتهاب المفاصل، وآخر يصاب بالتهاب الكلى، وآخر يهاجم خلايا الدم، وآخر يهاجم خلايا البنكرياس.

بالطبع يضاف إلى ذلك العامل الجيني. فوجود جين يحوي على طفرات قد تتسبب في ضعف الجهاز المناعي واختلال عمله هو عبارة عن قنبلة كامنة، يتم تفجيرها حال تعرض الجسم لأي عامل بيئي أو خارجي مثل نظام الأكل والنوم والإجهاد والضغط النفسي ودرجة الانفصال عن الطبيعة، فيتفعل هذا الجين لينتج بروتينات مشوهة تتسبب في الخلل في الجهاز المناعي.

ولأن المعدة والأمعاء هي أساس الصحة والمرض، فقد وجدت الدراسات أن عدد البكتيريا الموجودة في التربة هي ذاته عدد البكتيريا الموجودة في الأمعاء البشرية. لذا فإن عدم الاحتكاك بالتربة والطبيعة يحرم الجسم من البكتيريا المفيدة والمهمة جدا لصحة أمعائنا ودعم جهازنا المناعي.

 

  • تجربتي الشخصية مع التأريض:

في بداية مرضي بالروماتويد، كنت قد بدأت التأريض من باب تغيير الجو والاحتكاك بالطبيعة لما له من أثر إيجابي على الحالة النفسية. لذا كنت أذهب إلى مكان مفتوح وأمشي حافية القدمين على الرمل والتراب، وقد كنت ألاحظ راحة كبيرة بالنسبة لآلام المفاصل وحالتي النفسية. بعد فترة عرفت فوائد التأريض الأخرى، فبدأت أمارسه بانتظام وبشكل شبه يومي. ومن تجربتي وجدت أن التأريض المستمر يقضي على آلام المفاصل والالتهابات عموما، ويعمل على تحسين الحالة النفسية والمزاجية لقدرة الإنسان على التواصل مع نفسه والتأمل والإحساس بالسلام النفسي وزيادة مستوى الوعي لدرجة لم أكن أتخيلها، وأيضا تحسين جودة النوم . فتركيبة أجسادنا مشابهة للأرض. ومازلت مستمرة بالتأريض حتى اللحظة.

 

فوائد التأريض المثبتة:

 

  • التئام الجروح، حتى في حالات جروح مرضى السكري
  • هناك حالة مرضية مسجلة لسيدة مريضة سكر أصيبت بجرح بسيط لارتدائها حذاء غير ملائم، لكنه لم يلتئم حتى بعد ثمانية شهور، مما تسبب لها بآلام شديدة وعرج في مشيها. تم عمل جلسات تأريض يوميا لمدة ثلاثين دقيقة، فظهر انخفاض بنسبة الألم بنسبة 80%، ولم تعد تعرج وذلك بعد أسبوع واحد، أما بعد أسبوعين فقد انتهى الألم تماما لتنتهي الجلسات بالتئام تام للجرح.

 

  • علاج التهابات المفاصل المناعية وغير المناعية

هناك حالة مرضية مسجلة لسيدة عمرها ثلاث وثلاثون عاما، تعاني من التهابات وآلام في الركبة بسبب إصابة تعرضت لها وهي تمارس لعبة الجمباز، واستمر الألم لخمسة عشرة سنة لم تستطع فيها الوقوف على رجليها لمدة طويلة أو قيادة سيارتها أو النوم من غير وضع وسادة بين فخذيها . بدأت في عمل جلسات التأريض يوميا لمدة ثلاثين دقيقة. بعد ستة أيام وجدت أن الألم قد انخفض بنسبة 50%، ولم تعد المريضة بحاجة لوضع الوسادة بين قدميها عند النوم. أما بعد أربعة أسابيع فقد شعرت بتحسن كبير لدرجة أنها استطاعت أن تلعب بالكرة. أما بعد اثنا عشر أسبوعا من جلسات التأريض انخفض الألم بنسبة 90% واختفى التورم تماما. والمفاجأة أنها بعد ستة أشهر استطاعت الاشتراك في الماراثون، وهو أمر لم تكن تحلم به.


 

 

  • حالات الاضطرابات المناعية بأنواعها المختلفة

حيث يخفف التأريض الآلام الناتجة عن الالتهابات بغض النظر عن موقعه. حيث يساهم في تعديل وظيفة جهاز المناعة وإعادته إلى طبيعته. كما يساهم في تحسين الميكروبيوم أو بكتيريا الأمعاء وإعادة التوازن فيها، فهي التي تتسبب في بدء الخلل الوظيفي للجهاز المناعي. كما أنه يمد الجسم بالكثير من الفيتامينات والمعادن المهمة للجهاز المناعي والتي تدخل الجسم من خلال الجلد خلال احتكاكه مع التربة، ومن خلال تعرض الجلد للشمس وبالتالي الحصول على فيتامين دال.

 

  • ارتفاع ضغط الدم

هناك دراسة أجريت على مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وتأثير التأريض على حالتهم الصحية، فوجدوا تحسنا في مستويات ضغط الدم بعد جلسات التأريض.

 

 

  • لزوجة الدم

تتحدث إحدى الدراسات عن خطورة لزوجة الدم على الأوعية الدموية وزيادة الالتهاب، وكيف أن مميعات الدم لها أضرار جانبية و لا تناسب جميع المرضى. وهنا تمت دراسة تأثير التأريض على بعض المرضى فوجدوا أنه فعال جدا، واعتبروه مميع طبيعي للدم.

 

  • حالات السكر ومقاومة الأنسولين وخمول الغدة الدرقية

تتحدث دراسة عن تأثير التأريض الليلي أو خلال النوم على رفع مستويات هرمونات الغدة الدرقية، وتحسين إفراز الهرمون المنبه للغدة الدرقية (TSH)، وأن التأريض المستمر يقلل من مستويات الجلوكوز في الدم لدى مرضى السكر.


 

  • الاكتئاب والأرق وسوء وتقلب الحالة المزاجية:

تقول الأبحاث أن التأريض يحسن من الحالة المزاجية بطريقة أكبر من الاسترخاء دون تأريض، و أن الأفضل هو ممارسة التأريض مع تمارين التأمل، حيث يقلل الإحساس بالتعب والإرهاق والاكتئاب وتحسين جودة النوم.

 

كيفية ممارسة التأريض بطريقة صحيحة:

أفضل الطرق هي أبسطها، وهي الذهاب إلى الأماكن المفتوحة والمشي بقدمين حافيتين. بل أنه كلما زادت المساحة الملامسة للأرض من الجسم كلما كانت النتائج أفضل، وذلك من خلال الجلوس على الأرض مع وضع اليدين والقدمين بشكل مفتوح على الأرض. ولو أنه كانت هناك شجرة أو نجيل يغطي الأرض فمن المفضل إمساكها مع وضع القدمين في التراب. لو استطاع الشخص دفن قدميه في التراب لكان أفضل، والأفضل من ذلك هو دفن الجسم بكامله في الأرض، وهو أمر شائع على الشواطئ في المصايف، والأماكن المعروفة بالاستشفاء مثل سيوة.

ومن المفضل أن يكون الجسد قد تعرض للماء قبل التأريض أو يكون مبللا، فمثلا أولئك الأشخاص الذين يسبحون في البحر ثم يخرجون ليدفنوا أجسادهم في الرمل، فأولئك قد مارسوا التأريض في أفضل صوره، لأنهم قاموا بممارسة التأريض في البحر وفي الرمل.

وإن الشواطئ والحدائق العامة والأراضي في القرى والريف هي أماكن يستطيع الناس ارتيادها على اختلاف الحالة المادية لهم.

 

 

 


  • أفضل أوقات التأريض:

جميع الأوقات جيدة، لكن من المفضل ترك أوقات الظهيرة والتي تعلو فيها نسبة الرطوبة. ومن المفضل الخروج إلى الطبيعة قبل نصف ساعة من الوجبة، والاستمرار في التأريض لمدة نصف ساعة كاملة. فقد كان الإنسان يخرج إلى مزرعته أو حديقته قبل نصف ساعة من وجبته ليقطف الثمار التي سيصنع منها طعامه. وإن فعل ذلك يعمل على تحسين عملية هضم الطعام وبالتالي تحسن الصحة العامة.

 

  • هل هناك بدائل للتأريض في الطبيعة؟

أجل لقد تم تصنيع بعض المنتجات لتحاكي تأثير الطبيعة دون الخروج إليها، يتسطيع استخدامها وهو جالس في مكتبه أو نائم على سريره، وهي عبارة عن وسائد أو مسند لليد أو منتج يلبس في القدم. بالرغم من إثبات الدراسات لفاعليتها، إلا أنني ضدها تماما، فهي تحرمنا من الخروج إلى الطبيعة والاندماج بها والحصول على الراحة النفسية والروحانية فيها، كما أننا لا نستطيع الحصول منها على التجربة الكاملة فنحصل على الميكروبيوم والفيتامينات الموجودة في الطبيعة، ولأنها تعزز ثقافة الاستهلاك، وتشجع على البقاء في سجون الاسمنت بعيدا عن الشمس والهواء النظيف، مما له الأثر الكبير في منظومة المرض.

مهما لجأنا إلى الأدوية والمكملات الغذائية والفيتامينات ونحن مسجونون في علب الكبريت الاسمنتية مليئون بالتوتر والنفسية المتعبة، لن نجد التحسن الذي نبتغيه، لكن الرجوع إلى الأرض هو مفتاح الرجوع إلى النظام الطبيعي الذي خلقنا الله لنعيشه، وبالتالي يعيد الصحة.

وإني أنقل لكم تجربتي بكل أمانة، وأقول لكم بأني جربت أمورا عديدة للتخلص على آلام مرضي، وإن التأريض كان أحد أهم الأمور التي جعلتني أستطيع فعل أمور كنت قد فقدتها مع بداية مرضي، بعد أن كان الجميع يقولون لي بأنه مرض مزمن علي التعايش معه وتقبل ألمه. القوة والعزيمة والإرادة هي مفاتيح الشفاء.

 

.

 

 

Earthing
Grounding
التأريض
صحة
تعافي
التهاب المفاصل الروماتويدي
أمراض مناعية
أمراض التهابية
وعي
نقترح عليك
ذات صلة