إن الكبد عضو مهم جدا، فهو العضو الوحيد الذي لديه القدرة على تجديد نفسه بالكامل تقريبا، فهو لديه قدرات إعجازية. المشكلة أنه في عصرنا الحالي أصبحت السموم منتشرة في كل مكان حولنا، مما وضع حملا كبيرا على الكبد لأنه المسؤول عن تخليص أجسامنا من هذه السموم، وبالإضافة إلى ذلك نقوم بإرهاقه بعاداتنا اليومية الخاطئة. فما هي أكثر الأمور التي نقوم بها وتضر بصحة الكبد حتى نقوم بتجنبها، وما هي أفضل العادات والأطعمة الطبيعية المفيدة جدا لدعم صحة الكبد للتركيز عليها؟
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
قبل الحديث عن العادات والأطعمة الجيدة والسيئة لصحة الكبد، يجب أن نعرف أولا ما هي الوظائف الأساسية للكبد حتى نفهم أهميته، ونفهم سبب تأثير تضرر الكبد على الجسم كله بدرجة كبيرة جدا، لتظهر مشاكل صحية وأعراض مزعجة كثيرة غير مفهومة السبب.
وظائف الكبد:
- تنقية الدم من السموم
فجميع السموم التي تدخل الجسم وتجد طريقا لمجرى الدم سواء كانت السموم التي دخلت مع الطعام، أو دخلت عن طريق الجلد، أو بأي شكل آخر، فإن الكبد يجد طريقة ليخلص الجسم من السموم باستخدام أنزيماته (أنزيمات الكبد)، أي أن الكبد هو ما يمنع تراكم السموم في الجسم، لذلك قد تكون أعراض التعب الزائد التي ليس لها سبب واضح دلالة على تضرر الكبد، أو أن الكبد غير سعيد، وهذا هو سبب تراكم السموم في الجسم التي نتج عنها التعب والإرهاق غير المبرر.
- إنتاج العصارة الصفراوية المسؤولة عن تكسير وهضم الدهون المهمة لعمليات الهضم.
فالكبد يستخدم الكوليسترول لإنتاج العصارة الصفراوية التي تقوم بدورها بتكسير الدهون التي تحتوي على الكوليسترول وتساعد في امتصاصها. لذلك فإن أي تضرر للكبد يتسبب في اضطراب مستويات الكوليسترول لأن الكبد غير قادر على القيام بوظيفته. وأشهر سبب لارتفاع الكوليسترول هو الكبد الدهني.
- المشاركة في عمليات استقلاب الطعام،
وهي عمليات تحويل الدهون والكربوهيدرات والبروتين إلى طاقة وأحماض أمينية يستطيع الجسم استخدامها. لذلك فإن الكبد الدهني ليس نتيجة، بل هو سبب من أهم أسباب الإصابة بالمتلازمة الأيضية التي تحدثنا عنها سابقا بشكل مفصل.
- إنتاج عوامل تخثر الدم،
وفي ذات الوقت ينتج عناصر وقائية تمنع تكوين الجلطات. لذلك لو كنت تريد حماية نفسك من الجلطات فيجب أن تقوم بدعم الكبد حتى يستطيع أن يقوم بوظيفته بكفاءة من جهة، ومن جهة أخرى حتى يكون جسدك قادر على التخلص من الدهون الثلاثية وتنظيم مستويات الكوليسترول، فتحمي نفسك من سبب آخر من الممكن أن يسبب الجلطات في وجود عوامل أخرى مثل الالتهاب.
- إنتاج الجلوتاثيون
وهو أحد أهم مضادات الأكسدة في جسم الإنسان، ولكن هذه ليست وظيفته الوحيدة، فالكبد يقوم بإنتاج الجلوتاثيون لأنه يحتاجه بشكل أساسي حتى يستطيع التخلص من السموم ويطرحها خارج الجسم، بالإضافة إلى بقية وظائف الجلوتاثيون المهمة كمهمته كمضاد خارق للأكسدة.
هذه أهم الوظائف الرئيسية للكبد، والتي يندرج تحتها مئات الوظائف الثانوية.
ما هي أكثر الأمور الخاطئة التي نقوم بها بشكل يومي فتؤذي الكبد؟
- شرب الكحوليات:
فالكحوليات مؤذية جدا للكبد لدرجة تفوق الوصف.
- الوجبات السريعة والدهون المهدرجة والأطعمة المعالجة والسكر:
فهي المتسبب الأكثر شيوعا في الإصابة بالكبد الدهني (non-alcoholic fatty liver disease).
- التدخين:
لا يسبب أمراض الجهاز التنفسي فقط، بل يتسبب أيضا في الإصابة بأمراض الكبد. فالتدخين عبارة عن سموم تدخلها إلى جسدك ليقوم الكبد بتنقيتها. التدخين باختصار يسبب تليف الكبد، وهو سبب آخر للإصابة بمرض الكبد الدهني.
- قلة الحركة:
حيث يقوم بهذه العادة أكثر من 90% من الناس كل يوم دون أن يعلموا أنها مؤذية. فعدم الحركة أو عدم القيام بالتمارين الرياضية أو حتى المشي بشكل منتظم، يعرضك للإصابة بالتهاب الكبد الدهني. فالجلوس والكسل خطر على صحتك شأنه شأن الطعام غير الصحي والتدخين. فتخيل لو كنت تقوم بكل ذلك في ذات الوقت؟
- تناول الطعام بشكل متكرر (frequent eating):
هذا يعني تناول الطعام بشكل عشوائي وفي كل الأوقات، حتى لو كانت أمورا بسيطة؛ مثل تناول الفاكهة، ثم تناول رقائق البطاطا، ثم تناول الحلويات... فتستمر بتناول الطعام طوال اليوم دون إعطاء الكبد فرصة للراحة. هذا النمط أو هذه الطريقة والعادة السيئة تتسبب في الإصابة بالسكري، كما تتسبب بالإصابة بالتهاب الكبد الدهني. لذا فإن النصيحة التي تقول "تناول خمس وجبات في اليوم" هي نصيحة مضرة جدا بالصحة.
- نقص فيتامين د:
حيث يتسبب نقصه بالإصابة بالكبد الدهني، وتطور أو تدهور الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي. كما أن نقص فيتامين د يجعل الكبد غير قادر على إنتاج العصارة الصفراوية بكفاءة، لأن قلة العصارة الصفراوية تسبب سوء امتصاص العناصر الذائبة في الدهون مثل فيتامين د. ويدور الأمر في حلقة مفرغة من نقص فيتامين د ونقص العصارة الصفراوية المتزايد. لذلك فإن أي شخص يعاني من الكبد الدهني أو مشاكل في الكبد أو لديه أعراض نقص العصارة الصفراوية حينها يجب تناول فيتامين د بجرعات كبيرة، لأن هناك فرق بين الجرعة التي تدخل جسمك والكمية التي يكون جسدك قادر على امتصاصها والاستفادة منها.
- الجفاف:
هناك أشخاص ينسون شرب الماء، وقد كنت أحدهم لفترة طويلة من حياتي، حيث كان من الممكن ألا أشرب الماء لأيام دون أن أتذكر الأمر. إن شرب الماء خطر كبير على الكبد والكلى والأعضاء الحيوية عموما، لأنها تصعب عملية فلترة وتنقية الدم، فشرب الماء مهم جدا لمساعدة الكبد على تنقية الدم من النيتروجين الزائد الذي ينتج عن عمليات الاستقلاب أو التمثيل الغذائي.
- تناول مشروبات الطاقة:
وهي أكثر انتشارا بين المراهقين والشباب الصغار. وإن مشروبات الطاقة تحتوي على كميات مهولة من السكر والكافيين. فالكافيين بكميات بسيطة كتلك الموجودة في كوب القهوة أو كوبين منها ليس له تأثير سلبي كبير على الكبد. ولكن الكميات الضخمة الموجودة في مشروبات الطاقة سيئة جدا وتسبب التهاب الكبد، خاصة مع التكرار. وهناك تقارير عن حالات حصل لها التهاب حاد في الكبد بسبب الإفراط في تناول مشروبات الطاقة. لذا فهي أمر سيء جدا ويدمر الجسم، وإني أعتبر أن السماح بوجودها وتجارتها بشكل مقنن جريمة.
ما هي أهم العادات والأطعمة المفيدة جدا لصحة الكبد؟
- الصيام المتقطع:
وهو أهم الأمور التي يجب القيام بها وجعلها نمطا للحياة للحفاظ على صحة الكبد وعلاج مشاكل الكبد، وصحة الأعضاء الحيوية. كما يجب أن يكون الصيام المتقطع نمط حياة لجميع الناس حتى إن لم يكن الصيام لعدد ساعات كبير، ولكن يجب تنظيم مواعيد الطعام. على الأقل يجب أخذ راحة لمدة اثنا عشر ساعة، منهم ثمان ساعات نوم، وأن يكون الطعام في مواعيد الوجبات فقط. هذا يجب أن يكون بالأصل نمطا للأشخاص الذي ليس لديهم أية مشاكل. فأي شخص مصاب بالسكري سيكون مصابا بالكبد الدهني، فزيادة الوزن ودهون البطن تؤكد ذلك، وبالتالي يجب أن يقوم باتباع صيام متقطع طويل لا يقل عن 16 ساعة، والأفضل في هذه الحال هو نظام الوجبة الواحدة.
إن الصيام المتقطع يعالج الكبد الدهني، وأفضل نظام لعلاج الكبد الدهني هو الصيام المتقطع مع نظام الكيتو، مما يقضي على الكبد الدهني خلال فترة زمنية قليلة جدا. باختصار شديد، لو كنت مصابا بالكبد الدهني، أو التهاب في الكبد لأي سبب كان، عليك القيام بصيام الوجبة الواحدة (OMAD)، فالدراسات قد أكدت أن هذا النمط من الصيام يحفز تجدد خلايا الكبد بشكل كبير جدا.
- استبعاد جميع الأطعمة المؤذية لصحة الكبد
من الأنظمة الغذائية الغنية بالسكر والنشويات، خاصة المصنعة منها، والأطعمة المصنعة بوجه عام والدهون المهدرجة.
- أما الفاكهة فهي سلاح ذو حدين،
تكون تبعا للطريقة التي يتم تناولها بها. قد تحتوي الفاكهة على المعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة، ولكنها أيضا غنية جدا بسكر الفركتوز الذي يعتبر أهم أسباب الإصابة بالكبد الدهني. لذلك نقول أن الخضار والفاكهة ليست واحدا، فمن الممكن أن تتناول الخضار كما تريد، ولكن يجب أن تتناول الفاكهة بحساب، خاصة الفاكهة ذات السكر المرتفع، ليس لأنها تزيد من وزنك فقط، ولكن لأن الإفراط في تناول سكر الفركتوز يزيد من دهون الكبد.
وإن التوتيات هي أفضل أنواع الفاكهة التي ليس لها تأثير سيء على الكبد، لأن محتواها من سكر الفركتوز قليل جدا، وفي ذات الوقت محتواها من مضادات الأكسدة عال جدا.
- تناول الخضروات الصليبية:
من الملفوف والقرنبيط والبروكلي، وبراعم البروكلي، والكيل، وبراعم البروكسل. جميع هذه الأنواع من الخضروات غنية جدا بمركبات (sulforaphane)، حيث أن هذه المركبات مهمة جدا لصحة الكبد، تستطيع معالجة الكبد الدهني وتحمي من الإصابة به، كما تمنع ترسب الدهون في خلايا الكبد، وتحسن عملية استقلاب الدهون التي يقوم بها الكبد، وتعالج مقاومة الأنسولين، وتحسن مستويات الكوليسترول.
- تناول الثوم:
فهو من الأمور الطبيعية التي تدعم صحة الكبد بشكل كبير. فهناك دراسة أجريت على 24 ألف شخص تناولوا الثوم الخام سبع مرات في الأسبوع، فكانت النتائج أن انخفض لديهم خطر الإصابة بالكبد الدهني بنسبة 29%.
كما أكدت دراسة أخرى أن تناول الثوم يخفض من خطر الإصابة بسرطان الكبد. وقد تحدثنا سابقا عن الطريقة الصحيحة لتناول الثوم.
- تناول الزنجبيل:
فهو مهم لحماية الكبد من السموم، ويساهم في خفض مستويات أنزيمات الكبد، ومنع تراكم الدهون في الكبد، ويحسن مستويات الكوليسترول.
- تناول الكركم:
حيث يخفض مستويات أنزيمات الكبد، ويعالج الكبد الدهني، ويقلل الالتهاب. ستجدون تفاصيل أكثر عنه وعن طرق تناوله في حلقة ومقال الكركم الذي يشفي الجسد كله.
- تناول الليمون:
فهو داعم قوي جدا لصحة الكبد. حيث يحمي خلايا الكبد من التلف، كما أنه مضاد للأكسدة يقلل الجذور الحرة، ويعزز وظائف الكبد، ويساهم في تطهير وتنقية الكبد نفسه. ويمكن وضع قطرات من الليمون على كوب من الماء وشربه بدلا من شرب الماء فقط، فهذه عادة صحية ومفيدة جدا لأمور كثيرة.
- الأطعمة الغنية بالجلوتاثيون:
وهو المركب الذي يقوم الكبد بإنتاجه، وفي ذات الوقت يستخدمه في عملية التخلص من السموم. ويكون الجسم بحاجة للجلوتاثيون الخارجي لأن الكميات التي يقوم الكبد بإنتاجها أقل من احتياجه نظرا للتعرض للسموم وعمليات أكسدة كثيرة جدا.
وإن أكثر الأطعمة الغنية بالجلوتاثيون هي الشمندر (البنجر). لذلك يعتبر الشمندر أفضل طارد لسموم الكبد، ويصنع منه المشروبات الطاردة للسموم.
- تناول البامية، والأفوكادو، والهليون:
فهم مهمون جدا لصحة الكبد.
- تناول البيض واللحوم والأسماك الدهنية، فهم مهمون جدا،
ويجب معرفة أن البيض لا يرفع الكوليسترول. وإن الدهون الموجودة في البيض وشحوم الحيوانات تحتوي على مركب الكولين، والكولين مهم جدا لصحة الكبد، حيث يستخدمه الكبد لتوزيع الدهون بالشكل الصحيح في الجسم، ومنع تراكم الدهون في الكبد. فالأحماض الأمينية والكولين الموجودين في الطعام يساعدون على تخلص الكبد من السموم وتحسين معدل التمثيل الغذائي الذي يقوم به الكبد.
- تناول حليب الشوك (Milk thistle) أو السلبين المريمي:
هي عشبة مذهلة لدعم صحة الكبد. حيث تقوم بجميع الوظائف المفيدة للكبد؛ فهي تحمي الكبد من التلف، وتنقي وتطهر الكبد من السموم، وتجدد خلايا الكبد وتمنعها من التلف، وتزيد من معدلات الجلوتاثيون. هناك دراسة مهمة جدا أثبتت أن حليب الشوك يساهم في تحسين قدرة الكبد على أداء وظيفته في إزالة السموم بنسبة 35%. هذه العشبة موجودة لدى محلات العطارة، ويتم صنعها مثل الشاي.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر
الأملاح الصفراوية - Bile salts
شاي بذور وأوراق الشويكة اللبنية (milk thistle)
مستخلص الشويكة اللبنية (milk thistle)
ومن داخل مصر: