logo

تسجيل الدخول

اشتراك جديد
البحث
البحث
بروتوكول التعافي من داء كرونز / علاج أخطر أمراض الأمعاء الالتهابية بطرق طبيعية
بقلم : ندى حرفوش
blog-img
داء كرونز هو أحد أنواع أمراض الأمعاء الالتهابية، وهي مجموعة من الأمراض التي يقوم فيها الجهاز المناعي بمهاجمة أجزاء مختلفة من الجهاز الهضمي نتيجة لخلل في الجهاز المناعي. في حالة داء كرونز، يمكن أن تؤثر هذه الهجمات على أي جزء من أجزاء الجهاز الهضمي، ولكن غالبًا ما تكون في الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة والقولون، ومع ذلك، يمكن أن يحدث الالتهاب في أي مكان آخر أيضًا. الالتهاب في داء كرونز يؤثر على جميع طبقات جدار الأمعاء، مما يجعله أخطر من مرض القولون التقرحي، الذي يتضرر فيه جدار الأمعاء بشكل رئيسي في طبقة الغشاء المخاطي فقط.

 

بروتوكول التعافي من داء كرونز

 

تعد آلام البطن والإسهال المستمر والشعور بالتعب والإرهاق وفقدان الشهية أعراض لا تدل بالضرورة على عدوى فيروسية في جهازك الهضمي ولا على أنك أكلت طعام فاسد أو تعاني من التسمم الغذائي، لكن أحيانًا تكون هذه الأعراض دليل على الإصابة بفيروس كرونز.

 

داء كرونز.. أخطر أمراض الأمعاء

 

داء كرونز هو أحد أمراض الأمعاء الالتهابية وقد يكون أخطرهم ويتسبب في حدوث اضطراب في الجهاز المناعي الذي يبدأ في مهاجمة أجزاء بعينها في الجهاز الهضمي فيسبب التهابًا شديدًا يتبعه مضاعفات عدة.

حتى الأن لم يقدم الطب الحديث أي علاج أو حل نهائي للمرض سوى مثبطات المناعة ومضادات الالتهاب الستیرویدیة التي لها آثار جانبية كبيرة جدًا وفي نفس الوقت لا تعتبر علاج فعال أو حل نهائي للمشكلة.

 

 

التغذية المناسبة ودورها في علاج داء كرونز

 

ومع الأسف، يتم إغفال دور الأنظمة الغذائية المناسبة التي تأثيرها الإيجابي يتجاوز 50٪ من حل المشكلة. كما يتم تجاهل أيضًا دور العناصر الغذائية والمواد الطبيعية التي يمكنها تكملة خطة العلاج الناجحة للتغلب على داء كرونز ومضاعفاته.

 

 

أبرز محاور المقالة:

في هذه المقالة، سنتناول هذه النقاط بشكل مفصل:

  • طبيعة داء كرونز.. ما هو هذا المرض وكيف يؤثر على جهازك الهضمي؟
  • ما الذي يجعلك أكثر عرضة للإصابة به؟
  • أعراضه ومضاعفاته.. كيف تتعرف على الإصابة وتديرها؟
  • طرق العلاج.. ما هي العلاجات المتاحة وما هي فعاليتها؟
  • النظام الغذائي الأنسب: كيف يمكن لنظام غذائي سليم أن يساعدك في مكافحة المرض؟
  • العناصر الغذائية الضرورية: ما هي العناصر التي يجب أن تتضمنها وجباتك وكيف يمكن لها أن تساعد في القضاء على داء كرونز؟

 

 

كل هذه الأسئلة سنجيب عليها بطريقة مفصلة، لتتمكن من مواجهة داء كرونز والتغلب عليه بدون الحاجة إلى الأدوية التي لا تحل المشكلة وبالطبع مع تجنب آثارها الجانبية الكثيرة.

 

داء كرونز.. الأسباب والأعراض

 

داء كرونز هو أحد أنواع أمراض الأمعاء الالتهابية، وهي مجموعة من الأمراض التي يقوم فيها الجهاز المناعي بمهاجمة أجزاء مختلفة من الجهاز الهضمي نتيجة لخلل في الجهاز المناعي. في حالة داء كرونز، يمكن أن تؤثر هذه الهجمات على أي جزء من أجزاء الجهاز الهضمي، ولكن غالبًا ما تكون في الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة والقولون، ومع ذلك، يمكن أن يحدث الالتهاب في أي مكان آخر أيضًا.
الالتهاب في داء كرونز يؤثر على جميع طبقات جدار الأمعاء، مما يجعله أخطر من مرض القولون التقرحي، الذي يتضرر فيه جدار الأمعاء بشكل رئيسي في طبقة الغشاء المخاطي فقط.
الهجمات التي تحدث بسبب هذا الالتهاب الشديد تسبب أعراضًا متنوعة، ومنها:

 

 

إسهال شديد ومستمر: لا يشترط أن يكون الإسهال مدممًا، حيث أن الإسهال المدمم عادةً ما يرتبط بالقولون التقرحي، لكن في حالة داء كرونز، يكون الإسهال شديدًا وشبه مستمر.

يُصاحب داء كرونز أيضًا آلامًا شديدة في البطن، خاصة في أسفل البطن ناحية اليمين. كما يعاني المريض من فقدان شهية وفقدان سريع للوزن وإعياء مستمر.


تظهر هذه الأعراض بشكل حاد أحيانًا، ثم قد تحدث فترات هدوء، وبعدها تعود الأعراض مرة أخرى وهكذا. عندما تظهر جميع هذه الأعراض ويُشتبه في الإصابة بداء كرونز، يتم إجراء مجموعة من الفحوصات للتأكد من التشخيص، مثل:

  • صورة الدم الكاملة (CBC test)
  • تحليل البراز (Stool test)
  • تحليل معامل الالتهاب (CRP test)
  • تحليل معدل الترسّب (ESR test)
  • تحليل الكالبروتكتين (Calprotectin test)

 

 

تشخيص داء كرونز وكيفية فهم أسباب المرض


إذا أكدت نتائج جميع التحاليل وجود حالة التهاب واستبعدت وجود عدوى فيروسية، وأظهرت أيضًا وجود أنيميا أو سوء تغذية، فهذا يعد دليلًا على وجود أحد أمراض الأمعاء الالتهابية. في بعض الأحيان، يكون من الواضح من الأعراض نوع المرض، ولكن عادةً ما يتم إجراء منظار للتأكد من نوع المرض عن طريق الكشف عن الأجزاء المتضررة في الجهاز الهضمي ومدى شدة الالتهاب.

 

يُمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا

لتحصل على برنامجًا صحيًا متكاملًا ومصمما خصيصًا لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية

 

 

تشخيص المرض.. خطوة مهمة نحو العلاج


بعد تشخيص الحالة، وقبل التفكير في العلاج، من المهم أولًا التفكير في الأسباب. ففهم أسباب المرض هو ما سيمكنني من فهمه والتعامل معه بشكل صحيح.
بالطبع، هنا لا أتحدث عن الطريقة التقليدية في العلاج، مثل مثبطات المناعة والكورتيزون، لأن هذا البروتوكول سيُطبَّق عليك وعلى أي شخص آخر مصاب بداء كرونز بغض النظر عن الاختلافات الجوهرية بين الحالات.
لكنني أتحدث عن العلاج الجاد، لكي أتعافى حقًا، يجب أن أسأل نفسي أولًا: ما الذي جعلني عرضة للإصابة بداء كرونز؟ لابد من البحث عن جذر المشكلة، والتخلي عن التركيز على الأعراض فقط.

 

 

الفئات الأكثر عرضة للإصابة بداء كرونز

 

دعونا نلقي نظرة على الفئات الأكثر عرضة للإصابة بداء كرونز، هناك بعض القواسم المشتركة التي تجمع عددًا كبيرًا من المصابين، وسأشارككم بعض الأشياء التي لاحظتها شخصيًا في حالات عديدة تعاملت معها.

 

  • القاسم المشترك الأول.. تاريخ تناول المضادات الحيوية

 

لن تصدقون، ولكن معظم مرضى كرونز الذين تعاملت معهم كان لديهم تاريخ حافل بتناول المضادات الحيوية، خصوصًا في مرحلة الطفولة.
وأنا هنا أحب أن أقول: لا تعطوا أطفالكم مضادات حيوية بشكل متكرر، ليس كل دور برد أو وجع بطن يتطلب التوجه للصيدليات أو المستشفيات لإعطاء مضاد حيوي.

 


العديد من الناس لا يدركون خطورة تأثير المضادات الحيوية على الميكروبيوم (الميكروبات المفيدة في الجسم) عند الأطفال في المراحل المبكرة من العمر، وهذا يمكن أن يؤثر في وظيفة جهازهم المناعي بشكل دائم.

 

  • سن الإصابة بداء كرونز


عادةً ما يحدث داء كرونز في سن صغيرة، وهو غالبًا بين سن 15 و35 سنة، رغم أنه يمكن أن يظهر في أي وقت. لقد شاهدت حالات لمرضى كبار وصلوا إلى سن 30 عامًا، بينما هناك أطفال أقل من 15 سنة قد تم تشخيصهم بالمرض، مثل حالات عمرهم 11 أو 12 سنة.
إذن، داء كرونز مرتبط بشكل كبير بما يحدث في مرحلة الطفولة، ولعلاج هذا المرض يجب إصلاح الميكروبيوم الذي تعرض للتدمير سابقًا.

 

 

  • دور الرضاعة الطبيعية في الوقاية

العديد من الأبحاث أثبتت أن الرضاعة الطبيعية تلعب دورًا مهمًا في الحماية من الإصابة بداء كرونز، حيث أنها تحافظ على وظيفة سليمة للجهاز المناعي وتعزز صحة الميكروبيوم بشكل قوي جدًا.

عندما نصل إلى نقطة العلاج، سأخبركم بالتفصيل كيف يمكننا معالجة هذه المشكلات بشكل فعال.

 

 

الاضطرابات المناعية الأخرى وزيادة عرضة الإصابة بداء كرونز

 

السبب الثاني الذي يجعل الشخص عرضة للإصابة بداء كرونز هو إصابته أساسًا باضطراب مناعي آخر، حتى وإن لم يكن مرتبطًا بالجهاز الهضمي.
يعني، لو كنت مصابًا بمرض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، خمول الغدة الدرقية، التصلب المتعدد، أو أي اضطراب مناعي آخر، فإنك معرض للإصابة بداء كرونز. لماذا؟

 

 

لأن جهازك المناعي أصلاً لا يعمل بشكل صحيح، حيث يوجد خلل في وظيفته، ولا يستطيع التمييز بين خلايا جسمك وبين الفيروسات والبكتيريا والأجسام الممرضة.

وبالتالي، ستكون عرضة طوال الوقت لأن تلك الهجمات المناعية قد تصل إلى أجزاء أخرى من الجسم طالما أن جهازك المناعي في حالة تأهب ولم يتم تعديل وظيفته بشكل صحيح.

 

  • تأثير تناول مثبطات المناعة


تناول مثبطات المناعة يعد من أكثر الأمور التي تزيد من خلل وظائف الجهاز المناعي، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة باضطرابات مناعية أخرى.
اسألوا أي شخص مصاب بأكثر من اضطراب مناعي، ستجد أن الغالبية منهم كانوا يتعالجون بالأدوية الكيميائية لفترات طويلة جدًا، ثم أصيبوا باضطراب مناعي آخر.
هل لاحظتم شيئًا؟ هل لم يلفت انتباهكم هذا؟

 

 

التدخين وزيادة عرضة الإصابة بداء كرونز


السبب الثالث الذي تم ربطه بالإصابة بداء كرونز هو التدخين. بالطبع، كلنا نعلم أن التدخين ضار بالصحة ويسبب العديد من الأمراض الخطيرة، ولكن لماذا تم ربطه بداء كرونز تحديدًا؟ ربما أكثر من بعض الأمراض المناعية الأخرى.

 

 

  • تأثير التدخين على الجهاز الهضمي


تأثير التدخين على الجهاز الهضمي مشابه لتأثيرات المضادات الحيوية، حيث يؤثر التدخين بشكل مباشر على الميكروبيوم المعوي. التدخين يُقلل من تنوع البكتيريا في الأمعاء ويقتل البكتيريا النافعة، مما يسمح بزيادة عدد البكتيريا الضارة. وهذا يؤدي إلى ضعف الحاجز المعوي (الغشاء المخاطي الذي يبطن الأمعاء)، مما يعني زيادة الالتهابات.

 

  • التدخين يزيد من الالتهابات


التدخين أيضًا يزيد من إنتاج السيتوكينات الالتهابية، وهي المواد التي تساهم في تعزيز الالتهاب داخل الجسم. وفوق ذلك كله، يقلل التدخين من تدفق الدم للأمعاء، مما يسبب ضررًا كبيرًا واستشفاء أقل من الطبيعي.

 

  • التدخين والأدوية


إذا كنت مريضًا بداء كرونز وتتلقى علاجًا باستخدام مثبطات المناعة والكورتيزون، فإن التدخين يُقلل من فعالية هذه الأدوية. فهذا يكون بمثابة "كومبو" (تركيبة) ضارة جدًا، حيث يزيد التدخين من تفاقم الحالة ويقلل من قدرة الأدوية على تحقيق نتائج فعّالة.

 

متلازمة تسرب الأمعاء

 

العامل الرابع الذي يزيد من خطر الإصابة بداء كرونز هو الإصابة بمتلازمة تسرب الأمعاء أو متلازمة ارتشاح الأمعاء.

هذه المتلازمة تعني ترقق الغشاء المخاطي وجدار الأمعاء لدرجة تسمح بزيادة نفاذية الأمعاء، مما يسمح بمرور السموم والبروتينات الالتهابية من الجهاز الهضمي إلى مجرى الدم. هذه هي بوابة دخول العديد من الأمراض المناعية.

 


لماذا يحدث تسريب الأمعاء؟
بالطبع، تسريب الأمعاء يحدث غالبًا بسبب العادات الغذائية الخاطئة. وقد تحدثنا عن متلازمة ارتشاح الأمعاء بشكل مفصل في حلقة سابقة، ويمكنكم الرجوع إليها لمزيد من التفاصيل.

 

 الضغوط النفسية والتوتر


العامل الخامس الذي يساهم في الإصابة بداء كرونز هو الضغوط النفسية والتوتر والصدمات النفسية، نحن نعيش في عالم يعاني من الأزمات والحروب، بالإضافة إلى الأزمات الشخصية والضغوط اليومية، هذه الضغوط النفسية تؤثر على الجسم والجهاز المناعي بطريقة قد تتسبب في الإصابة بأي اضطراب مناعي، وليس فقط داء كرونز.

 


وبالطبع، إذا كان العامل الجيني موجودًا، فإن احتمالية الإصابة تكون أكبر بكثير.

 

كيف يمكن السيطرة على داء كرونز

 

تحدثنا عن طبيعة المرض وتشخيصه وأسبابه، ولكن الآن نأتي إلى السؤال المهم: كيف يمكننا السيطرة على داء كرونز؟

من أكثر الأشياء المثيرة للدهشة بالنسبة لي عندما أتعامل مع حالات داء كرونز أو القولون التقرحي، هو أن المريض قد يكون يعالج بمثبطات المناعة منذ سنوات، ولكن لم يُوصف له أي نظام غذائي مُحدد ليتبعه.

 

 

بغض النظر عن رأيي في النظام الغذائي، الفكرة هي أن المريض يعاني من مرض التهابي في الجهاز الهضمي، ومع ذلك لا يوجد توجيه له بشأن الأطعمة التي يجب أن يتناولها أو التي يجب أن يتجنبها، هذا شيء غريب!

أول شيء يجب التفكير فيه للسيطرة على مرض كرونز هو:

 

النظام الغذائي

 

 إذًا، ما هو أفضل نظام غذائي للسيطرة على كرونز؟


بلا شك، هو نظام الكارنيفور، وهو نظام غذائي يعتمد على تناول المنتجات الحيوانية فقط.

 

 

نظام الكارنيفور هو نظام غذائي صارم جدًا ولكنه فعال جدًا في التحكم في مرض كرونز. لا أحتاج أن أخبركم عن الحالات التي تعاملت معها شخصيًا، فأنتم يمكنكم ببساطة البحث عن مئات وآلاف الحالات التي اتبعت هذا النظام ووجدت نتائج مذهلة.

 

 

  • ما هو نظام الكارنيفور؟


نظام الكارنيفور يسمح فقط بتناول المنتجات الحيوانية، مثل اللحوم، الأعضاء، شحوم الحيوانات، الأسماك، الدواجن، والبيض. أما بالنسبة لمنتجات الألبان، فيُمنع تناولها في هذه الحالات لأنها تحتوي على اللاكتوز الذي يمكن أن يسبب مشكلات.

  • ماذا يُمنع في نظام الكارنيفور؟


يُمنع تناول الحبوب، البقوليات، الخضروات، الفواكه، وكل الأطعمة النباتية، لأن هذه الأطعمة تحتوي على ألياف وأنواع من البروتينات التي قد تثير الجهاز الهضمي وتسبب الالتهابات.

بالإضافة إلى أن مرضى كرونز لديهم جهاز هضمي غير قادر على هضم هذه الألياف أو تحملها. إذا نظرت إلى نتائج تحاليل البراز لأي مريض كرونز، ستجد أنهم لا يستطيعون هضم الألياف بشكل صحيح.

 

 

  • السؤال الشائع.. هل يمكنني الاستمرار في هذا النظام طوال حياتي؟


أعلم أن هذا السؤال يتبادر إلى ذهنكم، وبالفعل، نظام الكارنيفور هو نظام صارم جدًا. لكن لا يُطلب منك الاستمرار عليه طوال حياتك، بل يُنصح بالاستمرار عليه لمدة تتراوح بين 3 إلى 9 أشهر، ولا تقل عن 3 أشهر.

 

  • لماذا يعتبر نظام الكارنيفور أكثر فائدة من غيره في حالات كرونز؟


الإجابة ببساطة: لعدة أسباب

  1.  لأن هذا النظام يعطي جهازك الهضمي المُنهك فرصة للراحة والهدنة. الجهاز الهضمي عند مريض كرونز غالبًا ما يكون في حالة مزرية، وبالتالي يحتاج إلى استراحة حتى يتمكن الجسم من بدء عملية الشفاء والإصلاح.
  2. البروتين الحيواني أسهل بكثير في الهضم مقارنة بالبروتينات النباتية.

في حالات كرونز، هناك دائمًا مشاكل في امتصاص العناصر الغذائية والأحماض الأمينية الموجودة في البروتينات النباتية، والألياف تعقد عملية امتصاصها أكثر.
الأحماض الأمينية الموجودة في البروتين الحيواني تعتبر العنصر الأساسي لبناء وإعادة ترميم الأمعاء.

ثلاثة أشهر من الالتزام بنظام الكارنيفور يمكن أن تضمن لك فترة هدوء كافية لتسمح لجسمك بالبدء في عمليات الإصلاح والشفاء والترميم. فلا تحرم نفسك من هذه الفرصة.

 

نظام باليو.. أبسط وأقل صرامة

 

وعندما نقرر الخروج من نظام الكارنيفور، لا نعود إلى تناول كل شيء، بل ننتقل إلى نظام باليو. نظام باليو أبسط بكثير وأقل صرامة، وممنوعاته أقل بكثير.

 


ملاحظة: هناك بعض الأشخاص الذين عند التزامهم بنظام الكارنيفور يشعرون بتحسن كبير لدرجة أنهم لا يحبون الخروج منه. لكن إذا كنت تشعر بأنك "مللت" أو أنك غير قادر على الاستكمال، فهذا يعني إنك بحاجة لتغيير النظام.

 

ما هو نظام الباليو؟

 

نظام الباليو هو نظام الإنسان الحجري، وقد تحدثنا عنه في حلقة كاملة تناولت تفاصيله. باختصار، يقوم هذا النظام على تجنب الأطعمة التي لم تكن متاحة للإنسان قبل ظهور الحياة المدنية ونظام الزراعة، الذي سمح بزراعة مساحات واسعة من الأرض واستئناس الحيوانات لفترات طويلة.

 فقد كان الإنسان الحجري كثير التنقل وغير مستقر في مكان واحد لفترات طويلة.

 

 

يُسمح في هذا النظام بجميع المنتجات الحيوانية مثل نظام الكارنيفور، بالإضافة إلى منتجات الألبان بأنواعها، والفواكه والخضروات بأنواعها، والمكسرات والبذور. في المقابل، يُمنع تناول الحبوب والبقوليات، وأي شيء مصنع، أي شيء دخل مصنع وخرج منه، مثل اللحوم المصنعة، الأطعمة المعلبة، الوجبات السريعة، والزيوت المهدرجة، وكل ما هو دخيل على النظام الغذائي للإنسان.

 

  • نصيحة مهمة قبل الانتقال لنظام الباليو

لكن انتبه، إذا كنت ترغب في الانتقال من نظام الكارنيفور إلى الباليو، فلا يجب أن يكون ذلك بشكل مفاجئ، بل تدريجيًا. عليك أن تكتشف الأطعمة المناسبة لجهازك الهضمي في هذه المرحلة، والأطعمة التي قد تكون غير مناسبة بعد.

على سبيل المثال، إذا كنت تتبع نظامًا يعتمد فقط على المنتجات الحيوانية، فابدأ بإدخال نوع واحد من الأطعمة المسموح بها في النظام الجديد، واختبر تأثيرها عليك.

 

 

من الأفضل أن تبدأ بشيء سهل الهضم، مثل المكسرات أو الفواكه ذات الألياف القليلة.

إذا تأكدت من أنها مناسبة لك، يمكنك الانتقال إلى نوع آخر واختباره لفترة، وهكذا. أما الأطعمة التي تشعر بأنها غير مريحة أو غير مناسبة، فيفضل استبعادها مؤقتًا ثم تجربتها لاحقًا.

 

  • دور مهم البروتين الحيواني

كما يفضل أن يكون البروتين الحيواني هو الأساس في نظامك الغذائي على أي حال. ومن الأفضل أن يكون نظامك عبارة عن وجبتين فقط في اليوم يتم تناولهما خلال 6 إلى 8 ساعات.

 

 

ويمكن تناول ثلاث وجبات فقط في حالة المعاناة من تقرحات شديدة أو إذا كانت فترات الصيام تسبب آلامًا، ولكن كلما كانت هناك فترات أطول من الصيام المتقطع كان ذلك أفضل بكثير.

وأخيرًا، من اليوم الأول في نظامك الغذائي، أيًا كان نوعه، احرص على شرب كوب من مرق العظام (Bone Broth) يوميًا.

 

 

أهمية العناصر الغذائية بعد ضبط النظام الغذائي


بعد تنظيم النظام الغذائي، نبدأ بالتركيز على العناصر الضرورية لإعادة ترميم الأمعاء، وتقوية الغشاء المخاطي، وتقليل الالتهاب.

فهذه العناصر تعالج المشكلات التي كانت سببًا في الإصابة بمرض كرونز أو التي نتجت عنه.

 

 

ولهذا السبب أكدت على أهمية فهم طبيعة المرض وأسبابه بشكل جيد.

 

فيتامين د.. حجر الأساس في العلاج

 

نبدأ دائمًا الحديث عن أي مرض مناعي بفيتامين د، فهو حجر الأساس في العلاج.

إذا كنت تعاني من نقص في فيتامين د، فعليك أن تتوقع كوارث صحية، وردود فعل غير منتظمة وغير متوقعة من جهازك المناعي.

في حديثنا عن بدائل الكورتيزون الطبيعية، كان فيتامين د هو الأهم، لأنه يحاكي تأثيرات أدوية الكورتيزون من حيث قدرته على تقليل الالتهاب.

فهو يثبط الهجمات المناعية، مما يسمح بفترات طويلة من الاستقرار بدون أعراض. كما يُحسّن امتصاص الكالسيوم ويقي من هشاشة العظام، والتي تكون عرضة لها بدرجة مضاعفة، لسببين: الأول أن أمعاءك لا تستطيع امتصاص الكالسيوم بكفاءة، والثاني أنك قد تكون تتناول أدوية الكورتيزون، وهي بدورها تُسبب هشاشة العظام.

 

 


الجرعة اليومية الموصى بها للبالغين لا تقل عن 20,000 وحدة دولية من فيتامين د، مع 200 ميكروجرام من فيتامين ك2، وذلك لمدة ثلاثة أشهر. بعدها يتم تقليل الجرعة إلى مستوى وقائي يتراوح بين 5,000 إلى 10,000 وحدة دولية يوميًا.

 

الأحماض الدهنية الأساسية.. ضرورة لا غنى عنها


كما هو الحال مع فيتامين د، فإن تناول الأحماض الدهنية الأساسية يُعد أمرًا أساسيًا عند التعامل مع أي اضطراب مناعي، وهو أمر لا يقبل النقاش.

يُنصح بتناول 2 جرام من حمضي EPA وDHA يوميًا، سواء من مكملات أوميغا-3 أو من زيت كبد الحوت (Cod Liver Oil).

 

 

 

يُمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا

لتحصل على برنامجًا صحيًا متكاملًا ومصمما خصيصًا لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية

 

 

الزنك.. عنصر يعاني من نقصه الجميع

 

يأتي بعدهم العنصر الذي يعاني من نقصه ٩٩٪ من مرضى كرونز... الزنك.
لكن ليس أي نوع من الزنك، ففي حالات كرونز نحتاج تحديدًا إلى Zinc L-Carnosine.
هذا نوع خاص من مكملات الزنك، لا يقتصر دوره على تعويض حاجة الجسم من الزنك كغيره من الأنواع، بل يعمل أيضًا على علاج التهابات وتقرحات المعدة، من خلال تهدئة الالتهاب وتعزيز صحة الغشاء المخاطي، مما يحمي الجهاز الهضمي من الآثار الضارة والالتهابية الناتجة عن عوامل متعددة.

 

 

الجرعة اليومية

عند تناول زنك ال-كارنوزين لأول مرة، قد تشعر بألم بسيط في المعدة خلال الفترة الأولى من الاستخدام، وهذا أمر طبيعي ولا يعني أنك بحاجة إلى التوقف عن تناوله.


الجرعة اليومية منه هي ٧٥ ملليجرام يوميًا.



فيتامين C وأهميته لمرضى كرونز

 

يأتي بعد الزنك في الأهمية فيتامين C، الذي لا يقل أهمية عن جميع العناصر التي تم ذكرها سابقًا.
فيتامين C ليس فقط مهمًا لتعزيز المناعة ولكونه مضاد أكسدة قوي، بل يؤدي وظيفتين إضافيتين في غاية الأهمية:

 

 

  • تعزيز امتصاص الحديد
    نقص الحديد هو سمة شائعة لدى مرضى كرونز بسبب نوبات الإسهال الشديدة التي يتعرضون لها، وبالتالي فإن فيتامين C عنصر أساسي لمساعدتهم على امتصاص الحديد بشكل أفضل.
  • تحفيز إنتاج الكولاجين
    فيتامين C ضروري لعمليات تخليق الكولاجين في الجسم، والكولاجين بدوره عنصر مهم في ترميم وإصلاح أنسجة الأمعاء. وبالتالي، فإن تناولك لمرق العظام يمدك بالكولاجين من مصدر خارجي، بينما يعزز فيتامين C إنتاجه داخليًا.

الجرعة اليومية من فيتامين C لا تقل عن 1 جرام، ويفضّل تناول 2 جرام في حال لم يسبب لك هذا الإسهال.


الجلوتامين ودوره في شفاء الأمعاء

 

الجلوتامين هو أحد الأحماض الأمينية غير الأساسية في الجسم، لكنه يعد من الأهم لصحة وشفاء الأمعاء، لأنه يعتبر المصدر الرئيسي للطاقة لخلايا الأمعاء.
ولهذا السبب، فهو يعزز عمليات الإصلاح والتعافي.

 

 

الجلوتامين يعد بمثابة "الجوكر" لكل مشاكل الجهاز الهضمي المرتبطة بالالتهاب وتسرب الأمعاء، لأنه يقوي الحاجز المعوي.
لذلك، فهو ضروري وأساسي لكل من يعاني من التهابات، وقرح، وإسهال متكرر، ومرض كرونز، أو القولون التقرحي.

 

 

الجرعة اليومية من الجلوتامين لا تقل عن 5 جرام، وقد تصل إلى 15 جرام.
لكن لا يجوز استخدامه لفترات طويلة، والحد الأقصى لاستخدامه هو 3 أشهر، وبعدها يجب التوقف.


البروبيوتيك وتوازن الميكروبيوم

 

من غير المنطقي أن نتحدث عن مرض يرتبط مباشرة بمشاكل الميكروبيوم دون أن نذكر البروبيوتيك.

 


البروبيوتيك عنصر أساسي وضروري، فالغشاء المخاطي الذي يُبطن جهازنا الهضمي هو مستعمرة بكتيرية ضخمة، وأي خلل في هذا المجتمع الميكروبي يجعل من الصعب جدًا حل المشكلة.

خلال المرحلة الأولى من النظام الغذائي (مثل نظام الكارنيفور)، يصعب الحصول على البروبيوتيك من مصادر طبيعية مثل "الساوركراوت" أو الأطعمة المخمرة، وبالتالي يصبح من الضروري الاعتماد على مكملات البروبيوتيك.

 

 

السلالة الأفضل هي Lactobacillus، ويُنصح بجرعة قدرها 5 مليار وحدة، تؤخذ قبل النوم.
وعندما يتم الانتقال إلى نظام "الباليو"، يمكن الاعتماد على الأطعمة المخمرة بدلاً من المكملات.

 

الرضاعة الطبيعية وبداية المناعة

 

هل تذكرون حين تحدثنا عن الرضاعة الطبيعية وأهميتها؟ وقلنا إنها تقوي وتحسن ميكروبيوم الأمعاء، وتعزز صحة الجهاز المناعي، وتحمي الأطفال من الإصابة بالاضطرابات المناعية في المستقبل

 


فماذا لو كان طفلي مصابًا بكرونز ولم يرضع طبيعيًا؟ أو تناول الكثير من المضادات الحيوية في صغره؟ أو أنا نفسي مصابة بكرونز ومررت بهذه الظروف؟
ما هو أفضل شيء يمكن أن يساعدني في إصلاح هذا الخلل؟

 

  • اللبأ (Colostrum)

اللبأ أو الـ Colostrum هو ما نسميه بالعامية "لبن السرسوب"، وهو الحليب الذي تنتجه الأم (وكل الثدييات) خلال أول ثلاثة أيام من الرضاعة الطبيعية.
هذا اللبأ غني جدًا بالبروبيوتك ويحتوي على عدد كبير من الأجسام المضادة التي تقوي الجهاز المناعي، وتساعده على التعرّف على البكتيريا والفيروسات والعوامل الممرضة.

 

 

وماذا إن لم أرضع طبيعيًا؟

أنا واحدة من الناس الذين لم يحظوا بفرصة الرضاعة الطبيعية، وأُصبت بمرض مناعي وتمكنت بفضل الله من التغلب عليه.
ولو كنت من هذه الفئة، ما زالت هناك فرصة لتعويض ما فات، حيث يمكننا الآن الحصول على اللبأ من خلال المكملات الغذائية.

 

 

لبأ الماعز ولبأ البقر كلاهما يقدمان فوائد متقاربة، إذ ينظمان الاستجابات المناعية – وهي أهم نقطة عند التعامل مع أي اضطراب مناعي – كما يقللان الالتهابات، ويعززان الميكروبيوم بفضل محتواهما من البروبيوتيك، ويقويان الحاجز المعوي.
اللبأ مناسب جدًا للكبار وللأطفال من جميع الأعمار.
وقد خصصنا حلقة سابقة تحدثنا فيها بشكل أكثر تفصيلًا عن اللبأ.

 

 

العرقسوس ودوره في الترميم

 

العرقسوس من أفضل النباتات لعلاج وترميم القرح وتعزيز الغشاء المخاطي.
يساهم في تخفيف الأعراض المرتبطة بالالتهاب مثل الألم، الإسهال، والانتفاخ.
يمكن تناوله بشكله الطبيعي من العطارة، بشرط عدم وجود مشاكل في ضغط الدم.

 

 

أما من يعانون من ارتفاع ضغط الدم، فيُنصح باستخدام مستخلصات العرقسوس منزوعة الجليسريزين
(Deglycyrrhizinated Licorice - DGL)، وهي مستخلصات خالية من المادة التي قد ترفع ضغط الدم عند تناولها بكميات كبيرة.


أهمية المغنيسيوم

 

أمر مهم أود التأكيد عليه: ضرورة تناول المغنيسيوم، خاصة خلال فترة الالتزام بنظام الكارنيفور، لأن المنتجات الحيوانية تفتقر لهذا المعدن.
ويُفضل استخدام مغنيسيوم جلايسينات لأنه أسهل على الجسم من حيث الامتصاص، بجرعة ٤٥٠ ملليجرام يوميًا.

 


هل هذه المكملات كثيرة؟

السؤال الذي أعلم أنه سيتكرر كثيرًا:
"أليست هذه المكملات كثيرة جدًا؟ هل من الضروري استخدام جميعها معًا؟"

 

 

الإجابة: لا، ليست كثيرة إذا كنا نتحدث عن بروتوكول يستهدف السيطرة على مشكلة معقدة مثل مرض كرونز.
جميع هذه العناصر أساسية، ولا شيء منها أقل أهمية من الآخر.


الشاجا.. اللمسة الخارقة

 

أما إذا أردتم إضافة "cherry on top"…
عنصر خارق وقوي جدًا للمناعة والجهاز الهضمي في آنٍ واحد،
فأنصحكم بـ فطر الشاجا.

 

 

لكن لو لم أتمكن من توفيرها جميعًا، أو لا أستطيع استخدامها كلها لأي سبب،
ابدأ بالمتاح.
دائمًا، إن كنت تعاني من مشكلة، ابدأ بما هو متوفر لديك، وكلما استطعت إضافة عنصر جديد افعل ذلك.
حتى لو بدأت فقط بتغيير نظامك الغذائي، فذلك يشكل تقريبًا ٥٠٪ من الحل.

 

للحصول على المنتجات المقترحة في المقال:

فيتامين د3

الأوميجا3

مركب زنك إل كارنوزين

فيتامين سي

ل-جلوتامين

بروبيوتيك

اللبأ

المغنيسيوم

مستخلص جذور عرق السوس منزوع الجليسيريزين

فطر الشاجا

ومن داخل مصر (اضغط هنا)

 

يُمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا

لتحصل على برنامجًا صحيًا متكاملًا ومصمما خصيصًا لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية

 

أعراض داء كرونز
Crohn's disease symptoms
أسباب داء كرونز
Crohn's disease causes
علاج داء كرونز
Crohn's disease treatment
داء كرونز والتغذية
Crohn's disease diet
تشخيص داء كرونز
Crohn's disease diagnosis
مضاعفات داء كرونز
Crohn's disease complications
داء كرونز عند الأطفال
Crohn's disease in children
التهاب الأمعاء المزمن
Chronic intestinal inflammation
مرض كرونز والتوتر
Crohn's disease and stress
داء كرونز والجراحة
Crohn's disease surgery
نقترح عليك