logo

تسجيل الدخول

اشتراك جديد
البحث
البحث
خطورة أعمال المنزل على المفاصل
بقلم : ندى حرفوش
blog-img
الأعمال المنزلية تحمل من الخطورة الكثير على مصابي التهاب المفاصل وهشاشة العظام، لذلك تبيّن ندى حرفوش في هذا المقال خطورة ذلك على صحة السيدات وتطرح الحلول والبدائل.

خطورة الأعمال المنزلية

تفادي الوقوع في المشاكل الصحية، بدائل وحلول

 

 

خطورة الأعمال المنزلية

 

هل تعاني من التهابات المفاصل، أو الروماتويد؟ هل تعاني من الذئبة أو الفيبروميالجيا؟ هل تعاني من هشاشة العظام أو أية مشكلة صحية تؤثر على حركتك وتسبب لك الألم وتريدين أن تتحسن وتصبح صحتك أفضل؟

إذا دعيني أسألك سؤالا مهما.. ما هذا؟ وما الذي تفعلينه بنفسك؟

سؤال غريب أليس كذلك؟

بالطبع هو غريب، لأنه لم يحدثك أحد من قبل عن خطورة غسيل الصحون والكنس والمسح والوقوف بالساعات في المطبخ على عظامك ومفاصلك. لذا سأحدثك في هذا المقال عن هذا الأمر الذي لم يحدثك عنه أحد، لأنه موضوع هامشي ليس له لزوم طالما يخص صحة الإناث، كما اعتدنا في مجتمعاتنا.

سأحدثك عن خطورة الأعمال المنزلية عليكِ وعلى صحتك لو كنتِ تعانين من هذه الأنواع من المشاكل الصحية، وما الذي تستطيعين فعله لحل هذه المشكلة. هو حديث لن يعجب الكثيرين، ولكن منذ متى كان الحديث عن مشاكل الإناث ينال إعجاب أحد؟

 

يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،

لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية 

 

 

ماذا الذي تتسبب به أعمال المنزل:

إن الأعمال المنزلية لا تنتهي، فإنك تتنقلين طوال النهار من هنا إلى هنا، تقومين بأعمال متعددة، بخاصة غسيل الأواني الذي لا ينتهي طوال اليوم، ويتطلب منك الوقوف لساعات، وأنتِ بالأصل متعبة وتتناولين الأدوية والمكملات الغذائية والفيتامينات وتلتزمين بنظام غذائي في محاولة لإيجاد طريق التعافي والشفاء، ولكنك لا تجدين نتيجة أو فارقا يطرأ على حالتك الصحية. وذلك لأن الخطوة الأساسية للشعور بالتحسن وبوادر العلاج في أي مرض يسبب التهابات المفاصل هي أن تمتنعي عن مسببات الالتهابات سواء في طعامك أو شرابك أو منامتك أو عاداتك اليومية. فالمفصل حين يكون ملتهبا يكون ضعيفا مما يزيد الالتهاب بشكل كبير.

- ولأن غسيل الأواني عملية متكررة فهي تضع حملا على مفاصل يديكِ الصغيرة والضعيفة. فليس غريبا أن يكون تآكل وتشوهات المفاصل أمر منتشر لدى السيدات، وكثير منهن قد لجأن لتغيير مفصل أو اثنين، وغالبا ما تكون هذه المفاصل هي مفصل اليد أو الركبة. ولن يخف ألم المفاصل لديكِ طالما تقومين بذات الأفعال.

 

تشوهات مفاصل

 

- أما الطهي فيحتاج إلى الوقوف في المطبخ لساعات، تصنعين العديد من الأصناف لترضي جميع أفراد عائلتك، مما يتسبب لك بزيادة آلام المفاصل والتيبس والتورم. وتحدث المضاعفات مع مرور الوقت لتصل إلى تدمير المفاصل والغضاريف والأوتار والأربطة، لذا فالاستمرار في هذه العادات يجعل احتمالية أن تسوء حالتك مع الوقت أمر مؤكد، ليس له احتمال آخر.

إنك تريدين أن تتعافي وتصبحين أفضل، وهذه ليس مسؤوليتك وحدك، فهي مسؤولية يتحملها معك جميع الناس من حولك، لأن دعمك واجب عليهم وليس اختيارا يتفضلون به عليك، بل جزء من مسؤولياتهم اتجاهك. فمسؤولية السليم دعم المريض حتى يتعافى. ولكن العكس هو ما يحدث، فالمريض هو من يعمل على خدمة السليم طالما كان المريض أنثى، فالكنس والمسح وغسيل السجاد وتنظيف البيت...الخ مسؤوليتها مهما كانت تعاني. وجميعنا يمتلك في دائرة معارفه أنثى واحدة على الأقل حدث لها انزلاق غضروفي وهي تقوم بعمل متهور، بحركة عنيفة وغير محسوبة تعرضك للخطر تحت اسم التنظيف. وإن لم تتسبب في انزلاق غضروفي فإنها تزيد من التهاب المفاصل مما يدفعك لتناول المسكنات وتعريض نفسك لهجمة لا تعرفين شدتها، من الممكن أن تنقلك إلى مرحلة متقدمة من المرض لو كنتِ اهتممت بصحتك لم تكوني ستصلين إليها.

 

ما الحل لتجنب المضاعفات التي تسببها الأعمال المنزلية؟

ماذا سأفعل؟ ليس لدي من يساعدني في المنزل، وليس لدي قدرة مادية لأجلب من يساعدني!

إن الأمر كله يتلخص في ثلاثة أمور: انعدام مسؤولية، وقلب الأدوار، وقلة إدراك وليس موضوع ماديات أو إمكانيات.

- فانعدام المسؤولية لأن هناك أشخاص لا يريدون تحمل ما عليهم من مسؤوليات، فالسيدة المريضة تتحمل مسؤولياتهم بدلا ونيابة عنهم. وإني لا أعلم لماذا أنت كرجل تحتاج لمن يقوم بخدمتك بجلب كوب الماء إليك وعمل الشاي لمرات؟ هل تعاني من إعاقة بدنية أو أمر يمنعك من خدمة نفسك؟ خاصة لو أن من يفعل لك ذلك سيدة مريضة تعتبر ضمن مسؤولياتك برعايتها وعلاجها، وإن الراحة من علاجها. طبعا لن يعجب هذه الكلام رجالا كثيرون لأنهم لم يتربوا على ذلك ولم يعتادوا عليه. وإني لا أقول أن جميع الرجال هكذا. لذا لو كانت زوجتك تعاني من مرض مناعي والتهابات مفاصل، ومتعبة ولا تستطيع الحراك، فكن لها عونا وقم بواجباتك ومسؤولياتك، وخفف عنها عبء الأعمال المنزلية. وابحث عن كل طريق من الممكن أن تجد فيه علاجا لهذه السيدة، فمن الممكن أن تتسبب له بمضاعفات قد تجعله غير قادر حتى على الاستمرار بشكل طبيعي.

 

- وانقلاب الأدوار لأنكِ تقومين بدور ليس دورك. فأنت تحملين عبء مسؤوليات ليست لك، وهذا لا يضرك فقط، بل يضر من حولك ويعلمهم الاتكالية والاعتماد على الآخرين في تنفيذ مسؤولياتهم. فحين تملكين أولادا بالغين، في سن قادرين فيه على خدمة أنفسهم، فأنت لست مسؤولة عن خدمتهم، خاصة لو كنت تعانين من مرض، فالعكس هو ما يفترض به أن يحدث، فبدلا من وقوفك لطهي أصنافا مختلفة لإرضاء الجميع، حيث لن يذكر لك أحد ما تفعلينه وتعتقدين أن بطولة وتضحية، فإن مساعدتهم لك وتوفير الراحة لك هي مسؤوليتهم.

 

عبء الأعمال المنزلية

 

- وأما قلة الإدراك فهي تكمن في رؤية المجتمع بوجوب أن تكون السيدات شمعات تحترق من أجل الآخرين، وهذا ما تربت عليه الكثيرات ليتسبب في نظرة الجميع للسيدات نظرة المقصرات في حقوق الزوجية إن حصلن على الراحة، وجلدهن على ذلك.

ولأننا لا نستطيع إرضاء الجميع على أية حال، فتذكري جيدا أنه من لا يخاف عليك منذ اليوم الأول لتعبك ويطلب منك الراحة ويقوم بالاهتمام بك سواء كان زوجك أو أولادك أو عائلتك، فلن يشعر بك أبدا، ولن يذكر لك تضحيتك، ولن يهتم بك. تذكري أنك إنسانة لديك ظروفا صحية وتحتاجين الدعم والمساندة من جميع من حولك، وهذا حقك، وليس تفضلا منهم عليك.

 

إذن ما الذي سأقوم به لحل هذه المشكلة؟

الحل في النقاط التالية على الترتيب:

1- يجب عليك طلب الدعم من الناس القريبة منك:

سواء كان زوجك أو أهلك أو أصدقاءك، خاصة الأشخاص الذين يعيشون معك في المنزل. ولا تشعري بالحرج وتحملي عبء كل ذلك وحدك حتى لا تقولي أنك متعبة، بل اجمعي عائلتك وتكلمي معهم بمنتهى الوضوح بأنك متعبة وظروفك الصحية تستدعي منهم مساعدتك. واطلبي تقسيم المهام عليكم، وأن يتولوا المهام التي تتعب مفاصلك.

أما إذا طلبتِ الدعم ولم تجدِ استجابة منهم فتصرفي بكسل وعدم مسؤولية كما يفعلون تماما. فحين يكون شخص مريض في المنزل يحتاج للمساعدة ويرفض من حوله مساعدته وحمل مسؤوليتهم بأنفسهم فذلك عدم تقدير وضعف إدراك.

لذا لا تقومي سوى بالمهام التي تستطيعين القيام بها فقط، وإذا تم سؤالك عن أمر ما لماذا لم تقومي به فقولي أنك متعبة وغير قادرة على القيام به. فحتى لاعب الكرة حين يصاب يخرج من المباراة ليجلس جانبا حتى يتم علاجه حتى لو لم يكن له بديلا. فالمدير الفني مسؤول عن التصرف وإيجاد حل، لأن اللاعب لو تحمل ما لا يطيقه وأكمل اللعب لإحساسه بالمسؤولية فمن الممكن ألا يلعب الكرة مرة أخرى طوال حياته بسبب إحساسه الزائد عن اللزوم بالمسؤولية، وأنه هو وحده المسؤول عن الفريق. هكذا هي الحياة والبيت والأسرة عبارة عن لعبة جماعية، لا يفترض بلاعب واحد أن يتحمل مسؤولية الجميع، وإلا فلن ينتصر أبدا.

 

طلب الدعم

 

2- استثمري بصحتك:

وسخري إمكانياتك المادية لراحتك؛ اشتري غسالة أطباق، أو اجلبي أحدا لمساعدتك في عمل المنزل، أو اشتري أطباقا بلاستيكية ذات الاستعمال الواحد وارميها، ولو أنها ليست أكثر اختيار صحي إلا أنها توفر العناء والمشقة. واشتري مكنسة كهربائية، ولو كان غسيل السجاد ضروري فأرسليها إلى محلات تنظيف السجاد. واشتري منضدة صغيرة ومريحة لتحضير الطعام بدلا من الوقوف لفترات طويلة. واعملي على التخلص من أي مهمة تستطيعين التخلي عنها، فهناك أمور غير ضرورية، أو يمكن تنفيذها لاحقا.

أيضا عليك التخلص من الأشياء القديمة أو الزائدة التي لا نستخدمها (الكراكيب) في خطوة ستجدين لها أثرا جيدا على نفسيتك وجسدك، وستريحك من مجهود كبير تبذلينه في المنزل لا داعي له، فجميعنا لديه أشياء لا يستخدمها، ولكنه يحتفظ بها على أمل استخدامها. وتعلمي القاعدة التي تقول: إن أي شيء لا يتم استخدامه لمدة طويلة فهذا دليل على عدم حاجتنا له. وتبرعي بهذه الأشياء لشخص آخر يحتاجها ويستفيد بها.

ولا تطهي الطعام كل يوم، واصنعي الطعام ليومين أو ثلاثة، ولا تقومي بصنع العديد من الأصناف في ذات الوقت.

 

اهتمي بنفسك 

 

أخيرا:

اجعلي راحتك وصحتك هي أولويتك، فالمرض محنة جسدية، ولكن في داخلها رسالة روحانية كبيرة يجب أن تريها وتفهميها. فكثير من الأوقات يرسل جسدك إليك رسائل بعدم قدرته على حمل ما يفوق طاقته، وأنه في طريقه للانهيار. وفي حال محاولته المستمرة لتنبيهك دون نتيجة، يتحول الأمر إلى مرض. ولو استمريتِ في تحميل جسدك ما يفوق طاقته فانتظري المزيد من المشاكل.  دائما ما أرى المرض على أنه مفترق طرق أو حدث فاصل في حياة الإنسان، فجرس الإنذار يقول لك أنك بين طريقين، إن أكملت طريقك فتدخلين طريق المرض ومضاعفاته، وإن قررت تغيير الطريق والاهتمام بصحتك وإصلاح الضرر فستبدأين بالتعافي.

 

في الحقيقة لقد ترددت كثيرا قبل كتابة المقال، ولكني قررت الكتابة من كم المعاناة التي أسمعها من السيدات يوميا دون أن يجدن من يشعر بهن أو بألمهن. ووجدت أن الأعمال المنزلية مشكلة مشتركة تجمع جميع السيدات اللواتي يعانين من مشاكل صحية تؤثر على حركتهن وجودة حياتهن. وعلى الرغم من علمي لمضايقتي للعديد من الأشخاص، بخاصة الرجال، لكن يجب أن يكون هناك صوت يتحدث عن معاناة السيدات التي لا يتكلم عنها أحد. أنا لا أبحث عن خراب البيوت، فهذا آخر ما أريده أو أتمناه لأحد. ولكن الخوف والاختباء خلف جملة "ما تخربيش بيتك" هو حق يراد به باطل، حيث تدفع سيدات بسببها من صحتهن وأعمارهن الكثير. وكم أتمنى حقيقة أن أجد المجتمع دؤوبا في نصح الرجل بالقيام بمسؤولياته البديهية اتجاه زوجته المريضة وتقديم الدعم والمساعدة والمساندة والأمان لها، تماما كما يجتهد في نصح السيدات بالحفاظ على أسرهن وبيوتهن.

 

خطورة الأعمال المنزلية
التهابات المفاصل
آلام المفاصل
الروماتويد
هشاشة العظام
فيبروميالجيا
سكري
آلام الظهر
غسيل الأواني
تنظيف المنزل
الطهي
الوقوف لساعات
انزلاق غضروفي
انعدام المسؤولية
استثمري في صحتك
نقترح عليك
ذات صلة