هام لمرضى التنكس العصبي
أمراض التنكس العصبي هي مجموعة من المشاكل الصحية التي تتميز بتضرر الخلايا العصبية، مما ينتج عنه تدهور تدريجي في وظائف الجهاز العصبي. ومن أمراض التنكس العصبي مرض الزهايمر، ومرض باركنسون، ومرض التصلب المتعدد، ومرض التصلب الجانبي الضموري.
في هذا المقال سأحدثكم عن أمر مهم جدا لأي شخص يعاني من أي نوع من أمراض التنكس العصبي. لذا فهو مهم لكل شخص يعاني من أي مشكلة في الخلايا العصبية، والأشخاص الذين بدأ لديهم التدهور في الوظائف العقلية، حتى في حال عدم تطوره وتحوله إلى مرض، خاصة في كبار السن. كما أنه مهم لأي شخص يقوم بعناية مريض مصاب بأحد أمراض التنكس العصبي.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
أمراض التنكس العصبي:
سأتحدث هنا بشكل سريع جدا عن عدد من أمراض التنكس العصبي لنعلم ما يتميز به كل مرض، والعوامل المشتركة بين هذه الأمراض.
1. مرض الزهايمر:
هناك عدد من العوامل التي تقوم بتحفيز تطوره، مثل التهاب الخلايا الدماغية، وزيادة تراكم بروتينات الأميلويد فيها،
مما ينتج عنه فقدان الذاكرة، وصعوبة القدرة على التفكير واتخاذ القرارات.
2. مرض باركنسون:
يتميز بفقدان الخلايا العصبية المسؤولة عن إنتاج الدوبامين، الأمر الذي يتسبب بظهور اضطرابات في الحالة النفسية، وأعراض مثل الرعشة والتصلب وبطء الحركة.
في الحقيقة إن مرض باركنسون لا يصنف على أنه مرض التهابي، ولكن الأبحاث وجدت أن هناك تورطا للخلايا المناعية في التغيرات التي تحصل في أدمغة المصابين بمرض باركنسون، وأن علامات الالتهاب تكون مرتفعة في أجسامهم مقارنة بغير المرضى.
3. مرض التصلب المتعدد:
هو اضطراب مناعي تقوم فيه خلايا المناعة بمهاجمة غشاء المايلين المغلف للخلايا العصبية عن طريق الخطأ، فيتسبب في حدوث الالتهاب، فتفقد الخلايا المتضررة غشاء المايلين، مما يتسبب في تلف الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ، أو الحبل الشوكي، فتفقد الخلايا العصبية المتضررة وظيفتها.
4. مرض التصلب الجانبي الضموري:
هو مرض التهابي، حيث يصيب الالتهاب الخلايا العصبية الموجودة على جانبي العمود الفقري والمسؤولة عن الجهاز العصبي الإرادي، مما يتسبب بحصول تدهور لوظائف الجهاز العصبي الإرادي، مثل الحركة والبلع والكلام.
العوامل المشتركة بين أمراض التنكس العصبي:
كانت هذه نبذة سريعة لفهم طبيعة أمراض التنكس العصبي والعوامل المشتركة بينهم. ويتضح من هذه النبذة وجود عاملين مشتركين مهمين جدا بينهم:
- تضرر الخلايا العصبية.
- الالتهاب.
لماذا علينا فهم المرض ومسبباته؟
إن فهم السمة العامة للمرض ومسبباته يسهل فهم التعامل معه والقدرة على السيطرة عليه، ولكن محاولات التعامل مع الأعراض لن تفيد. وطالما بدأت المشكلة من الالتهاب الذي يتسبب في تضرر الخلايا العصبية، فإن المنطق يقول أن بداية حل المشكلة يكمن في تقليل الالتهاب والسيطرة عليه ودعم الخلايا العصبية. ويكون ذلك بتناول الأحماض الدهنية الأساسية المتوفرة في الدهون الصحية.
ولكن الكارثة هي أن كثيرا من حالات التنكس العصبي التي مرت علي كان أول ما تم نصحهم به هو الامتناع التام عن تناول هذه الدهون أو تقليلها حتى الحد الأدنى في نظامهم الغذائي، وأحيانا يتم وصف أمور تعيق عمل هذه الأحماض في الجسم بالشكل السليم مثل أدوية الكوليسترول والستاتينز. وأحيانا يتبع المريض نظاما خاليا من الدهون أو أنه يتناول هذه العقاقير بالأصل قبل تشخيصه.
إن الكارثة في هذا الأمر أن كل خلية عصبية في أجسادنا تغلفها الدهون، وإن عدم وجود أحماض دهنية كافية في الجسم (وهي المواد الأولية التي يستخدمها الجسم لصناعة أغشية الخلايا) فمن المؤكد أنه سيؤثر سلبا على عملية تجديد الخلايا العصبية.
قد أخبرونا على مقاعد الدراسة أنه لا يوجد تجدد للخلايا العصبية، وأن هذه الأمراض ليس لها علاج، وأنه على المريض أن يعيش على الأدوية المسكنة التي تعمل على تسكين الأعراض حتى موته، لكن كل ذلك أمورا غير صحيحة.
أهمية الدهون للخلايا العصبية:
1- مهمة لبناء أغشية الخلايا.
2- مهمة لتنظيم الإشارات العصبية عن طريق تنظيم إطلاق النواقل العصبية التي تعتبر واحدة من ضمن أدوات التواصل بين الخلايا العصبية.
3- مهمة لحماية الخلايا العصبية من التلف عن طريق حمايتها من الإجهاد التأكسدي التي من الممكن أن تؤدي زيادته إلى تدهور المرض بشكل سريع.
4- تعتبر أحد العناصر الهامة جدا لتقليل الالتهاب في الجسم والسيطرة عليه. الالتهاب الذي يسبب الضرر للخلايا العصبية.
هكذا يتضح لنا كيف أن مريض التنكس العصبي ليس عليه الامتناع عن تناول الدهون، بل على العكس، عليه الاهتمام بتناول مصادر الدهون الصحية وجعلها أساس نظامه الغذائي.
ومن المؤسف أنه مازال هناك العديد من الأشخاص وعدد لا بأس به من مقدمي الرعاية الصحية المقتنعين بالنظرية التي تقول أن الدهون سيئة وتسبب أمراض القلب والجلطات. ولقد تحدثت عن هذا الأمر سابقا وبشكل مفصل في مقال علاج الكوليسترول، عودوا لها للمزيد من المعلومات من هنا.
باختصار شديد؛ لا علاقة لأمراض القلب والجلطات بالدهون الصحية أو حتى ارتفاع الكوليسترول، وأنه في الحقيقة عامل الخطورة الأهم في التسبب في هذه المشاكل الصحية هو زيادة الالتهاب بسبب تناول الأطعمة الالتهابية، وعلى رأسها السكريات والنشويات والدهون المهدرجة. هذه الأطعمة الالتهابية هي ما يجب على مرضى التنكس العصبي الامتناع عنه فعليا. فإن كنت مصابا بأحد هذه المشاكل الصحية فعليك عدم الامتناع عن تناول الدهون الصحية، بل الامتناع عن الدهون المهدرجة.
أما بالنسبة لأدوية الكوليسترول والستاتينز، فأحيانا يتم وصفها للمرضى بشكل احترازي، وأحيانا يتم تناولها قبل التشخيص، وذلك لكبار السن أو من يعانون من مشاكل السكر أو الضغط.
لماذا تعتبر أدوية الكوليسترول ضارة جدا في هذه الحالات؟
إن أدوية الكوليسترول لا تتسبب في نقص الأحماض الدهنية في الجسم بشكل مباشر، ولكنها تؤثر على الطريقة التي تعمل بها الدهون وتؤثر سلبا على الخلايا العصبية. حيث تقوم بتقليل مستويات عنصر مهم جدا يسمى الكولين (فيتامين ب4).
*أهمية الكولين:
1- عنصر مهم لتكوين واحد من النواقل العصبية المهمة جدا، وهو الأسيتيل كولين المهم للذاكرة والقدرة على التعلم.
2- مهم لتكوين أغشية الخلايا، ومن ضمنها بالطبع الخلايا العصبية.
3- نقل الدهون في الجسم، فالكولين مهم لتكوين البروتينات الدهنية أو الكوليسترول المهم لحمايتك من الجلطات وليس العكس.
كما تعمل الستاتينز على تقليل مستويات مساعد الأنزيم كيو10، للمزيد عنه عودوا إلى المقال الخاص به من هنا. ودونا عن أن التقدم في السن يعمل على خفض مستويات مساعد الأنزيم كيو10 في الجسم، يتسبب تناول الستاتينز بالقضاء عليه تماما.
* أهمية مساعد الأنزيم كيو10:
- مهم لإنتاج الطاقة في الجسم، فهو من أهم مضادات الأكسدة.
- له دور مهم جدا في تأخير الشيخوخة وإطالة عمر الخلية وحمايتها من التلف وإنتاج الخلايا الجديدة.
- مهم جدا في الأمراض التي تتسم بعمليات تلف سريع للخلايا العصبية.
لذا فإن الأمور الذي أريد التحذير منها هي الامتناع عن تناول الدهون الصحية، وتناول أدوية الكوليسترول، وسوء امتصاص الدهون.
حيث أنه مهما زادت الدهون في النظام الغذائي فإن جسدك غير قادر على امتصاصها كأنك لم تفعل شيئا. وإن أكثر مشكلة شائعة تسبب سوء امتصاص الدهون هي نقص الأنزيمات الهاضمة ونقص العصارة الصفراوية.
وإن أهم أعراض هذه المشكلة: الإمساك، وسوء الهضم، والانتفاخات المتكررة، والارتجاع المريئي، والحموضة.
ما الذي يمكن فعله لعكس الآثار السلبية، أو لتعزيز مستويات الأحماض الدهنية الأساسية في الجسم وتحسين امتصاص الدهون؟
1- التركيز على مصادر الدهون الصحية:
مثل شحوم الحيوانات والزبدة والسمن النباتي، وزيت الزيتون، وزيت جوز الهند. وإن أفضل أنواع الدهون الصافية على الإطلاق هو (MCT oil). وتناول الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين، فهي مصدر رائع لأحماض أوميجا-3. أيضا تناول الأفوكادو، وأخيرا تناول البذور مثل بذور الشيا.
* هل كمية الدهون الصحية التي نحصل عليها من النظام الغذائي كافية؟
في هذه الحالات ليست كافية، لأننا لا نحصل على جرعات كافية من الطعام، لذا فإننا نحتاج إلى مكملات أوميجا-3 أو زيت كبد الحوت.
* جرعة الأحماض الدهنية الأساسية:
نحتاج إلى جرعة يومية تتراوح بين 2-4 جرامات من (EPA-DHA). وعليك اختيار نوع مكمل يحتوي على أحماض أوميجا-3 فقط، وليس أوميجا-3 مع أوميجا-6.
إن تناول مكملات الأوميجا-3 أو زيت كبد الحوت ليس اختيارا في برامج علاج أمراض التنكس العصبي.
2- تناول مكملات التودكا:
وهو أمر ليس اختياريا لمصابي أمراض التنكس العصبي، لأن التودكا تعمل على حل جميع المشاكل التي تتسبب في سوء هضم وامتصاص الدهون، حيث أنها مهمة جدا لحل مشاكل الكبد والمرارة مثل الكبد الدهني وحصوات المرارة اللذان يتسببان في نقص إنتاج العصارة الصفراوية المهمة لتكسير وامتصاص الدهون. وهناك أبحاث قد أشارت إلى أن التودكا مهمة لحالات التنكس العصبي بالفعل.
هنا نكون قد رفعنا مستويات الدهون الصحية في الجسم وعملنا على تقليل الالتهاب، لأن جميع الأمور التي ذكرناها تعمل بالفعل على تقليل مستويات الالتهاب في الجسم بدرجة كبيرة جدا.
3- تناول الكركمين:
على الرغم من وجود عناصر أخرى تعمل على تقليل الالتهاب في الجسم فإن الكركمين بالتحديد مهم لهذه الحالات؛ فقدرته على خفض الالتهاب مذهلة ولا تصدق، كما أنه يحمي الخلايا العصبية من التلف، وهي من أهم الأمور التي تميز أمراض التنكس العصبي.
* فوائد الكركمين:
- يقوم بتحسين وظائف الدماغ مثل الذاكرة والإدراك
- يعزز المستويات الإيجابية للنواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، مما يجعله أساسيا لمرضى التنكس العصبي، خاصة مرضى باركنسون.
- لديه القدرة على تقليل تراكم بروتينات الأميلويد في الدماغ مما يجعله ضروريا جدا لمرضى الزهايمر خاصة في ظل عدم وجود مواد كثيرة في الطبيعية تستطيع القيام بهذا الدور.
أخيرا:
نستطيع تلخيص جميع ما تحدثت عنه في هذا المقال بأن أي شخص يعاني من أحد أمراض التنكس العصبي عليه ألا يمتنع عن تناول الدهون الصحية بأي حال من الأحوال، كما عليه ألا يتناول أدوية الكوليسترول، وأن يقوم بحل مشاكل سوء الهضم وامتصاص الدهون لديه، لأنها قد تتسبب في تدهور المرض بشكل سريع جدا.
ويكون الحل بالتركيز على مصادر الدهون الصحية في النظام الغذائي والامتناع بشكل نهائي عن تناول السكر والدهون المهدرجة، وتناول مكملات أوميجا-3 أو زيت كبد الحوت مع التودكا والكركمين، وذلك لتقليل الالتهاب والخصائص المهمة لصحة الدماغ والخلايا العصبية الموجودة فيه.
كما أني أنصح بالتركيز على تناول (MCT oil)، فهو من أفضل الدهون الصحية لصحة الدماغ. بإمكانكم أن تجدوا معلومات أكثر عنه في الحلقة والمقال الخاص به.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر
أملاح صفراوية (bile acid factors)
مساعد الأنزيم Q10 عالي الامتصاص
ومن داخل مصر: