
كيف تستغل رمضان لعلاح المشاكل الصحية؟
يعد شهر رمضان هو حرفيًا الفرصة التي لا تعوض. لتحسين الصحة لأن معظم العادات السيئة المرتبطة بالأكل تأتي في الأساس من فكرة الإتاحة، أي أن الطعام متاح أمامنا طوال الوقت، لكن الصيام في رمضان يغير ذلك تمامًا.
المشكلة الحقيقية هي أنه إذا استغلينا رمضان بشكل صحيح، يمكننا تغيير حياتنا بالكامل للأفضل. أما إذا قمنا بكل الأخطاء التي يمكن أن تحدث في رمضان، فلا تضيع منا الفرصة فحسب، بل قد نخرج من رمضان في حالة صحية أسوأ من تلك التي دخلنا بها.
من فضلك استعد نفسيًا، وادخل رمضان بنية أن يكون الشهر فرصة لتكون شخصًا أفضل. عندما ينتهي رمضان، يجب أن تخرج منه وأنت في حالة أفضل.
جميع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية يمكنهم الخروج من رمضان في حالة أفضل. يمكنهم تقليل احتياجهم للأدوية، ومع اكتساب عادات صحية جديدة والمداومة عليها، يمكننا التخلص من العديد من الأمراض والمشاكل التي سببتها الأدوية أو التي كانت ستسببها.
تعالوا نتحدث قليلاً عن كيفية استغلال رمضان، وما هي أفضل وأسوأ العادات التي يمكن اكتسابها في هذا الشهر. كما سنتعرف على أهم النصائح التي قد تسهل علينا الصيام، وتحول رمضان إلى عادة جميلة لا نتركها أبدًا، وتُحدث فرقًا كبيرًا في حياتنا وصحتنا.
مشكلة توفر الطعام بشكل مستمر
صدقوني، مشكلتنا الأزلية التي تقف وراء جزء كبير جدًا من المشاكل الصحية التي تواجه أغلب الناس هي فكرة أن الطعام متاح ومتوفّر في بيوتنا طوال الوقت. نقدر نأكل أي شيء في أي وقت. ليس هذا فقط، بل أن معظم الطعام الذي نستهلكه أصبح مصنعًا، وهو ما يشكل مشكلة أكبر. فالأطعمة المعالجة مصممة بطرق معينة تجعلنا نندم عليها أو على الأقل نجد صعوبة في مقاومتها، فنأكل منها أكثر من احتياجنا.
إذن، يعود بنا اعتیاد الصيام إلى أصل الأشياء. أصل الأشياء أن لا نأكل إلا عندما نحتاج الطعام فعلاً، أو عندما يتوفر الطعام. فعملية الصيام تقوم بإعادة ضبط المصنع.
- إعادة ضبط المصنع لعلاقتك بجسمك.
- إعادة ضبط المصنع لإحساسك بالجوع والشبع الذي تم التلاعب به عبر السنين.
- إعادة ضبط المصنع لشبكة التفاعلات بين الجهاز الهضمي والدماغ والهرمونات والحالة النفسية.
- إعادة ضبط المصنع لجهازنا الهضمي الذي نهينه طوال السنة، ونعامل جهازنا المناعي معاملة غير آدمية. الصيام يقوم بإعادة تشغيل جهاز المناعة.
علاج الأمراض عبر الصيام
الصيام ليس فقط طريقة للراحة، بل يمكنه علاج العديد من الأمراض. بإمكانك تحويل الصيام إلى عادة تخلصك من زيادة الوزن، وأمراض السكر، والأمراض المناعية، والصداع، والشقيقة، ونوبات الهلع، والاكتئاب، والحساسية بكل أنواعها. ولكن، متى يكون الصيام فعالًا؟
الصيام الصحيح والتغذية السليمة
هل الصيام هو الذي تفطر فيه على كوكاكولا وكوب من العصير المحلى بعشر معالق سكر؟ أو الناس التي تكسر صيامها على سيجارة؟ أم نحتفل على موائد مليئة بالسموم والأمراض، ثم نحلي بالكنافة والقطايف المقلية في الزيت النباتي، وبعد ذلك نشربها مع السكر الذي يؤدي إلى رفع السكر في الدم؟ بالتأكيد ليس هذا هو الصيام الذي سيحقق كل الفوائد التي ذكرناها.
لهذا قلت لكم في البداية، أنتم فقط من يمكنكم اختيار كيف تخرجون من رمضان. رمضان هو شهر الصيام والزهد في الطعام، أي أننا نأكل فيه فقط للضرورة. يجب أن نستمع إلى أجسامنا ونعطيها احتياجاتها فقط.
المسموح والممنوع في نظام رمضان
صدقوني، مشكلتنا الكبيرة هي أن الطعام متاح أمامنا طول الوقت. نقدر نأكل أي شيء في أي وقت، وكل شيء متوفر لنا بسهولة. هذا ما يجعل رمضان فرصة حقيقية لإعادة ضبط علاقتنا بالطعام. أول شيء يجب أن نفعله هو تحديد النية. أجعل نيتك مع بداية رمضان أن هذه بداية تغيير حقيقي. هدفك من رمضان هو أن تخرج منه شخصًا أفضل على جميع المستويات، بما في ذلك تغيير عاداتك الغذائية.
حاول أن تتعلم الاستماع إلى جسمك وتغيير علاقتك بالطعام. الطعام قد يكون سببًا في شفائنا، وأيضًا السبب في مرضنا. الهدف هو أن نخرج من رمضان وقد اعتدنا على الصيام وفهمنا تمامًا ما يحتاجه جسمنا من عناصر غذائية يمكننا تعويضها في فترات الأكل.
نصائح غذائية أساسية في رمضان
1. تجنب المشروبات المحلاة بالسكر
بلاش تكسر صيامك على مشروبات تحتوي على سكر، مثل قمر الدين، التمر هندي، عصائر الفاكهة المحلاة بالسكر، المياه الغازية، والعصائر المعلبة. لا تضيع جميع فوائد الصيام في لحظة. أفضل طريقة هي أن تكسر صيامك على كوب من الماء، أو مشروب غير محلى مثل العرقسوس، الكركديه، أو أي مشروب أعشاب بدون سكر.
2. تناول السلطة أولًا
ابدأ دائمًا بطبق السلطة وتناول الطعام ببطء لتهيئة جسمك لعملية إعادة التغذية بعد الصيام الجاف.
3. البروتينات الحيوانية والدهون الصحية
ركز على البروتينات الحيوانية والدهون الصحية. إذا كانت هناك نشويات في وجبتك، يفضل أن تكون في آخر الوجبة وبأقل كمية ممكنة. تناول البطاطس الحلوة، الأرز الخالي من الجلوتين، وابتعد عن المصادر غير الصحية.
4. الترطيب بين الفطور والسحور
أحرص بين الفطور والسحور على تناول سوائل كافية، ولكن تأكد من أن السوائل غير محلاة. الترطيب مهم جدًا لأنك ستصوم لمدة 16 ساعة جافة. تجنب السوائل التي لا تحتوي على المعادن، لأنها لا ترطب الجسم بشكل فعال. السوائل التي تحتوي على المعادن والالكتروليتات هي الأفضل لترطيب الجسم على المستوى الخلوي.
مكمل غذائي أنصح به في رمضان
إذا كنت تفكر في تناول مكمل غذائي واحد فقط في رمضان، فهو الالكتروليتات بلا شك. السكر والحلويات سيجعلونك تشعر بالعطش ويضعون ضغطًا على الكلى، وهذه آخر ما تحتاجه في رمضان.
الحركة في رمضان
حاول التحرك بين الفطور والسحور. صلِّ، تمشى، أو قم بممارسة الرياضة. أسوأ شيء يمكن أن تفعله هو ضياع الوقت في مشاهدة المسلسلات، لأنك ستأكل كثيرًا ولن تتحرك أبدًا.
اختيارات صحية للفطور والسحور
الوجبات المليئة بالبيض وزيت الزيتون والدهون الحيوانية، مثل الأفوكادو والزيتون والمقبلات مثل الطحينة وسلطة الحمص وسلطة البابا غنوج، هي اختيارات ممتازة تمدك بالعناصر الغذائية اللازمة وتمنحك شعورًا بالشبع واستقرار الحالة المزاجية طوال اليوم.
ماذا نفعل في العزومات؟ بالطبع، سنذهب. رمضان هو شهر اللمة والتجمعات. ولكن، اختر الأصناف التي تناسبك من على السفرة. إذا ضغطوا عليك لتناول أصناف غير صحية، لا ترد ولكن خذ شيء بسيط جدًا وارجع لنظامك الطبيعي وكأن شيئًا لم يكن.
في النهاية، إذا حدث أن أخطأت أو أكلت شيئًا غير صحي، لا تشعر بالذنب ولا تجلد نفسك. رمضان هو فرصة للعودة إلى النظام بشكل تدريجي. إذا خلطنا الأمور مرة، لا يعني أننا فشلنا. فقط تقبل الأمر وارجع للنظام مباشرة دون أن تشعر بالضيق.
الصيام المتقطع.. الأنسب بعد رمضان
بعد رمضان، هل سنستمر في الصيام؟ بالطبع، الصيام الجاف له فوائد حقيقية، ولكن شهر كامل من الصيام كافٍ ليجعلنا نعتاد عليه. وبعد رمضان، يمكننا الانتقال إلى الصيام المتقطع، وهو الأنسب للكثيرين.
القاتل الصامت.. أضرار تناول الطعام بشكل متكرر
تناول الطعام بشكل متكرر طوال اليوم هو عادة سيئة تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم باستمرار، وهو ما يعد مقدمة للعديد من المشاكل الصحية. عندما يرتفع السكر في الدم بشكل مستمر، يحدث زيادة في الالتهابات داخل الجسم. الالتهاب هو "القاتل الصامت"، وهو السبب الرئيسي في نشوء الأمراض المزمنة. كما أن العديد من الأعراض البسيطة التي يعاني منها الناس ويعتبرونها أمورًا عادية، قد تكون نتيجة لهذه الالتهابات المستمرة.
ليس فقط ارتفاع السكر في الدم هو المشكلة، بل حتى مشاكل الجهاز الهضمي تعد من المسببات الرئيسية للأمراض المزمنة وزيادة الالتهابات. تغيير نمط الأكل إلى نمط أكثر تنظيمًا من خلال ممارسة الصيام المتقطع يمكن أن يحل العديد من هذه المشاكل.
لا تفوتوا الفرصة! رمضان هو الفرصة السنوية الذهبية للتغيير. إذا استخدمنا هذا الشهر لتحسين عاداتنا الغذائية، يمكننا أن نكمل رحلتنا الصحية في باقي السنة. كل عام وأنتم بخير!