علاج إعتام عدسة العين
(Cataract)
إعتام عدسة العين أو الساد أو المياه البيضاء، وهو الاسم الأكثر شيوعا، هو واحد من أكثر مشاكل العيون التي تواجه أشخاصا كثر، خاصة كبار السن ومرضى السكري. إن إعتام عدسة العين مشكلة تؤثر على جودة حياة المصابين بدرجة كبيرة جدا، واهمالها لمدة طويلة يؤدي إلى مضاعفات كثيرة قد تسبب فقدان البصر. في مدارس الطب الحديث لا علاج لها سوى عملية جراحية ذات مضاعفات خطيرة.
إن كان هناك شخص يتابعني مصاب بإعتام عدسة العين، خائف وقلق، أريد أن أقول لك ألا تخاف، فأنا أيضا مصابة بإعتام عدسة العين، وسأتحدث في هذا المقال كيف ساعدت نفسي – بعد بحث كبير - على تخطي هذه المشكلة دون اللجوء للعملية الجراحية.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
ولكن قبل البدء بذلك سأجيب عن تساؤل تكرر طرحه علي: (هل تريدين إقناعنا بأنك أصبت بجميع هذه الأمراض وعالجت نفسك منها؟ فمن غير الممكن أن تصاب امرأة صغيرة السن مثلك بجميع هذه الأمراض! إنك تدّعين إصابتك بالأمراض!).
في الحقيقة أجل، لقد أصبت بالروماتويد، والتهاب الكبد الوبائي سي، وجلطة دماغية، وإعتام عدسة العين، واستطعت -ولله الحمد- أن أتخطى كل ذلك، ولا يوجد أي ادعاء لإصابتي بأي مرض لأني لست بحاجة لذلك. وإني لن أستطيع إقناع شخص لا يريد الاقتناع بأنه لا يوجد مرض ليس له علاج، أو أنه لا يوجد مرض لا يمكن أن يصيب شخصا صغير السن. ولكن قناعتي أن كل شخص في هذه الحياة لديه محنة أو تحدي، إما أنه سيقوم بالنجاح فيه وتخطيه، أو سيضيع حياته كلها مهزوما. أنتم أيضا تستطيعون تخطي اختباراتكم والنجاح فيها، لذلك أسرد تجربتي، فقد تكون مصدر إلهام أو طاقة إيجابية لشخص بدأ يفقد الأمل ويحتاج إلى دفعة من الطاقة الإيجابية.
إعتام عدسة العين:
هو مرض يتشكل فيه طبقة فوق عدسة العين - التي تسبب في تشتيت الضوء الذي ينعكس على العين لتحدث الرؤيا - هذه الطبقة هي السبب في عدم وضوح الرؤية وغمامها.
قد يحصل الإعتام في عين واحدة، أو في كلا العينين. وقد يحصل في كل عين بدرجة مختلفة، فقد تتأثر عين أكثر من الأخرى. مشكلة إعتام عدسة العين أنه مرض يسبب التدهور مع مرور الوقت، فهو غير ثابت، ومن الممكن أن تصل مضاعفاته إلى فقدان البصر.
أنواع إعتام عدسة العين:
- إعتام منتصف العدسة، وهذا يؤثر على الرؤية ويسبب قصر النظر.
- إعتام قشري، يحدث على حواف عدسة العين.
- إعتام خلفي، يؤثر على النظر في أوقات القراءة، والرؤية في الضوء الساطع، حيث يجد المصاب نفسه يرفع إضاءة هاتفه المحمول أو أي جهاز آخر أكثر من الأشخاص الطبيعيين.
- إعتام عدسة العين الخلقي، حيث يولد الأطفال بعدسة عين فيها إعتام، أو يصابون بإعتام عدسة العين في سن مبكرة جدا من مرحلة الطفولة. قد يكون ذلك أمر مرتبط بالجينات، وهو ما حدث معي على الأغلب، لأني اكتشفت إصابتي في عمر الثانية عشرة، وقد كانت العين متأثرة بدرجة كبيرة تثبت قدم الإصابة.
كيف يتم اكتشاف الإصابة بالإعتام؟
يتم من خلال الفحص، وعند اكتشاف الإصابة يقال بأن هذه إصابة ليس لها علاج سوى العملية الجراحية التي يتم فيها إزالة عدسة العين المصابة بالإعتام وتركيب عدسة عين صناعية. وإني أحمد الله أني حينما سمعت بالأمر شعرت بالرعب ورفضت إجراء العملية، لأني حين كبرت علمت أنها لم تكن عملية بسيطة، وأن مضاعفاتها كبيرة جدا، فقد تكلف الشخص بصره.
لماذا يحدث إعتام عدسة العين؟ أسباب المياه البيضاء
هناك عدة عوامل ترفع احتمالية الإصابة مثل:
التقدم في السن، والإصابة بالسكري، أو بمعنى أدق ارتفاع معدلات السكر في الدم، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، والإصابة بالمتلازمة الأيضية التي أحذر من خطورتها في كل مرة، وجراحات العين عموما، وبالطبع التدخين والمشروبات الكحولية، والتعرض لأشعة الشمس الشديدة بصورة مستمرة ومبالغ فيها، وتناول أدوية الكورتيزون.
هذه عوامل خطورة ترفع من خطر الإصابة بجميع أمراض الدنيا تقريبا، وليس إعتام عدسة العين فقط.
كيف يحدث إعتام عدسة العين؟
تتكون عدسة العين من بروتينات، ومثل أي جزء آخر من أجزاء الجسم يحصل فيها عمليات أكسدة، ولكن لأن عدسة العين حساسة جدا ومهمة لبقاء الإنسان ونجاته، لأنها لو تضررت فقد يفقد بصره، والبصر هو أحد أهم آليات النجاة عند الإنسان، فلذلك تحتوي عدسة العين الطبيعية على تراكيز كبيرة جدا من (Glutathione) وحمض الأسكوربك.
يعتبر الجلوتاثيون أحد أهم مضادات الأكسدة الموجودة في جسم الإنسان، وإن وظيفة الجلوتاثيون وحمض الأسكوربك هي تخليص عدسة العين من بقايا البروتينات المتضررة والناتجة عن عمليات الأكسدة التي تحصل فيها. حيث أن عدسة العين المصابة بالإعتام تحدث فيها عمليات أكسدة أكثر بـ 25 ضعفا من العدسة السليمة، مما يعني وجود عمليات أكسدة كثيرة جدا تفوق قدرة الجسم الطبيعية على التعامل معها، وهذا أمر يحدث بسبب عوامل الخطورة التي ترفع من احتمالية الإصابة بإعتام عدسة العين. هذا الأمر يسبب الإجهاد التأكسدي، فتبدأ تتراكم البروتينات المتضررة الناتجة عن عمليات الأكسدة بشكل كبير جدا، فتسبب بالإعتام وعدم وضوح الرؤيا. هذا ما يحصل بمنتهى البساطة.
إن الآلية المستخدمة في حالة الإعتام من الممكن التعامل معها وإيقافها بسبب فهم ديناميكية الإعتام وسبب حدوثه. ولكن الضرر الناتج عن الإعتام بالأصل هو ما يحتاج إلى وقت طويل ليحدث فيه تحسنا تدريجيا. بمعنى آخر، أي علاج نهائي للإعتام سيكون ممكنا إذا كانت الإصابة حديثة ولم يحدث تدهورا كبيرا في النظر، أما إذا كانت الإصابة قديمة مثلما حدث معي، وأثرت على العدسة والنظر، فسيتم إيقاف التدهور، وسيتم الشعور بالتحسن تدريجيا، والحمد لله قد تحسن نظري كثيرا مع أني شخص أقوم باستخدام الأجهزة الالكترونية بكثرة بسبب طبيعة عملي، وأتعرض للشمس كثيرا. كل هذا دون اللجوء إلى الجراحات أو العمليات أو الأدوية، بل باستخدام طرق طبيعية تماما.
طرق علاج الإعتام:
1- التوقف والامتناع الفوري عن فعل عوامل الخطورة التي تزيد المياه البيضاء
مثل، التدخين، والمشروبات الكحولية، وتجنب التعرض لأشعة الشمس في أوقات الظهيرة، والشمس القوية، وسحب الكورتيزون واستخدام بدائله الطبيعية.
2- العمل على حل مشكلة السكري أو المتلازمة الأيضية،
للمزيد عنها عودوا إلى المقال الخاص بها من هنا.
3- الامتناع عن تناول السكر والنشويات البسيطة والمكررة
لأنها أكثر الأشياء التي تؤثر سلبا على صحة العين، وتزيد المشكلة وتسرع ظهور المضاعفات.
4- القيام بالصيام المتقطع
فهو جزء لا يتجزأ من علاج أي مشكلة مرتبطة بزيادة عمليات الأكسدة في الجسم، لأنه يعتبر أفضل الطرق للتخلص من السموم على الإطلاق، وأكثر الأمور التي تساعد الجسم على التخلص من البروتينات والخلايا المتضررة، ويكون بصيام أكثر من 16 ساعة في اليوم.
إن الصيام المتقطع يصلح كل شيء في الجسم، ويمكن الاستمرار فيه، ويسمح بتناول السوائل والمعادن والفيتامينات أثناء ساعات الصيام، أما الصيام الإسلامي فهو جميل أيضا، ولكنه صيام جاف لا ينفع العيش به طوال الحياة وبشكل مستمر. حتى أن رمضان حين فرضه الله كان ثلاثون يوما متواصلين فقط. أما من يريد الصيام الجاف (الامتناع طوال اليوم عن الأكل والشرب) فهو المسؤول عن النتائج.
5- تناول العناصر المهمة للتخلص من إعتام عدسة العين:
- الجلوتاثيون مع مركب (NAC N-Acetyl cysteine):
فهما قادرين معا على رفع مستويات الجلوتاثيون في الجسم بدرجة كبيرة جدا، وهو أفضل مركب للتخلص من البروتينات المتضررة التي تتراكم على عدسة العين وتسبب الإعتام.
قد يقوم الجسم بإنتاج الجلوتاثيون، ولكن بكميات أقل بكثير مما نحتاجه في هذه الحالات. كما أنه موجود في المصادر الطبيعية الغنية بالكبريت مثل؛ الهليون (Asparagus)، والأفوكادو، والبروكلي، والقرنبيط، والملفوف، والثوم. ولكننا نحتاج في هذه الحالات إلى تراكيز أعلى غير موجودة سوى في المكملات الغذائية. وتساوي الجرعة 600-1200 ملجم يوميا من كل واحد منهما.
- تناول نبتة الأملا (AMLA) مع فيتامين سي
وهي نبتة أيورفيدية شهيرة، تستخدم في علاج إعتام عدسة العين منذ آلاف السنين في الأيورفيدا، وقد أجريت دراسات على طرق علاجها بالممارسات القديمة، ولكني لا أعتقد أنكم سمعتم قبلا أن هذا الأمر هو أحد استخدامها.
فهناك دراسة أجريت على فئران مصابين بإعتام عدسة العين، تم إعطاؤهم مستخلصات نبتة الأملا مع حمض الأسكوربك. كانت نتيجة الدراسة اكتشاف أن مركبات (Malondialdehyde (MDA)) - الناتجة عن الإجهاد التأكسدي، والتي تتواجد بشكل كبير في عدسة العين المصابة- قد قلت بنسبة 48%، كما وجدوا أن تراكيز الجلوتاثيون الموجودة في عدسة العين قد زاد تركيزها بنسبة 82%. وفي نهاية الدراسة قالوا حرفيا: تم ملاحظة اختفاء الإعتام في نهاية الدراسة.
تساوي الجرعة اليومية من مستخلصات الأملا وفيتامين سي 1-2 جرام من كل واحد منهما.
- تناول السيلينيوم:
من أهم المعادن اللازمة لحل مشكلة إعتام عدسة العين، كنت قد تحدثت عنه بشكل مفصل وعن أفضل مصادره الطبيعية في مقال الجوز البرازيلي، لقراءته من هنا.
- تناول الكيرستين:
وهو من مركبات الفلافونويدز التي تساهم في التخلص من إعتام عدسة العين، خاصة المرتبط بالتقدم بالسن والإصابة بأمراض السكري، ذلك لأنه يحسن شفافية ووضوح عدسة العين.
قد نسمع أن وجود معادن ومركبات كثيرة مهمة ومفيدة لحالات إعتام عدسة العين مثل الزنك، وفيتامين أ، واللوتين، والزيازانثين، وهي جميعها مهمة لدعم صحة العين والرؤية، كما يساهمون في الحماية من الإصابة، ولكن في حالات الإصابة الفعلية بالإعتام لا يكون لها تأثير كبير على المشكلة نفسها. من الممكن الاهتمام بتناولهم من مصادرهم الطبيعية مثل البروتين الحيواني، وزيت كبد الحوت، والأفوكادو، والبيض، والخضروات الورقية، فهذا سيساهم في دعم صحة العين والنظر.
هذه أهم الأمور التي أنصح بها، والتي أقوم بها لعلاج مشكلة إعتام عدسة العين، وقد تحسن نظري ولله الحمد عما كان بشكل كبير، وبإذن الله ستشعرون أنتم أيضا بالفرق. وكما أقول دائما، نصف العلاج بالابتعاد عن عوامل الخطورة والمحفزات، وباقي الأمور تأت في المقام الثاني.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر
اس سيتيل الجلوتاثيون (S-Acetyl L-Glutathione)
الجوز البرازيلي العضوي (organic brazil nuts)
كيرستين محسن (quercetin-lipomicel)
فيتامين سي العضوي كبسولات من شركة Alive
فيتامين سي العضوي مسحوق من شركة Alive
مسحوق فيتامين سي كومبلكس من شركة nowfoods
كبسولات فيتامين سي كومبلكس من شركة nowfoods
ومن داخل مصر:
