هل تتسبب مكملات الأوميجا 3 النزيف والجلطات؟

إن نسبة الأوميجا 6 إلى أوميجا 3 هامة جدا في التحكم بنسبة الالتهاب في الجسم والتحكم بلزوجة الدم. لذا تناقش ندى حرفوش ذلك في هذا المقال، وأسباب زيادة معدلات الأوميجا 6، وعلاقة تناول أوميجا 3 بمستويات الأوميجا 6، وعلاقة ذلك كله بالتسبب في حدوث النزيف والجلطات.

مكملات الأوميجا 3

تريند وهمي لسرقة أموالنا أم سحر لإطالة أعمارنا

نسبة الأوميجا-6 إلى أوميجا-3

أقاويل كثيرة تتناقل حول مكملات الأوميجا-3: "ليس لها ضرورة"، "ترمي مالك على الأرض حينما تمشي خلف حديث بعض الأشخاص المشكوك في أمرهم من الذين يروجون لبيع المكملات الغذائية حتى يجنون المال"، "من الممكن أن تتسبب أوميجا-3 بالنزيف وكثير من المشاكل الأخرى لأنك لست بحاجتها"، "لا يتناول أحدكم المكملات دون إجراء التحاليل الطبية".

هذا المقال لأجل مناقشة كل تلك الأقاويل الرائجة؛ فهل أوميجا-3 لها ضرورة أم لا؟ وهل هي مجرد بضاعة يتم الترويج لها؟ وهل تسبب النزيف فعلا؟ وما أهميتها أصلا؟ ذلك ما سنعرفه.

لقد تحدثت سابقا عن أهمية أوميجا-3 بالتفصيل، وشرحت أهميتها كمصدر أساسي للأحماض الدهنية الأساسية لجسم الإنسان التي يسبب نقصها زيادة معدلات الالتهاب والتأثير على المخ والوظائف العقلية وصحة القلب والأوعية الدموية وأمورا أخرى كثيرة.

لذلك كل تلك الأقاويل أمر غير منطقي أو مقبول، ولهذا فإني أريد التركيز في نقطة محددة هي ما تجعل الأوميجا-3 مهمة جدا لجميع الناس وهي نسبة الأوميجا-6 إلى أوميجا-3.

يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،

لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية

نسبة الأوميجا-6 إلى أوميجا-3:

تنقسم الأحماض الدهنية إلى أنواع كثيرة أهمها: الأوميجا-6 والأوميجا-3. فحين تزيد معدلات الأوميجا-6 عن معدلات الأوميجا-3 فإنها ترفع معدلات الالتهاب بشكل كبير، فتزيد من لزوجة الدم وبالتالي من تخثر الدم، كما ترفع احتمالية التصاق الصفائح الدموية ببعضها، مما يسبب ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وتكون الجلطات، والسكتات القلبية أو الدماغية. وهو الأمر الذي أصبحنا نراه حولنا بين الشباب الصغار، حتى لم يعد الأمر مقتصرا على كبار السن، فقد أصبت قبلا بجلطة دماغية وأنا في منتصف العشرينات، لذا فالأمر ليس بعيدا.

لماذا تزيد معدلات الأوميجا-6؟

بسبب النظام الغذائي، فمصادر الأوميجا-6 موجودة كثيرا في نظامنا؛ في الزيوت النباتية وزيوت البذور التي يستخدمها جميع الناس في القلي والطبخ وعمل الحلويات وغيرها بالإضافة إلى الحبوب مثل القمح والذرة فجميع البذور مشبعة بأوميجا-6، حتى أن اللحوم التي نتناولها أصبحت غنية جدا بالأوميجا-6 لأن أعلافها أصبحت معتمدة على البذور، وأسماك المزارع أيضا، في حين أن مصادر الأوميجا-3 قليلة جدا، تتمثل في الأسماك الحرة البحرية. فكم مرة تأكل السمك البحري في الأسبوع؟ إن من كان منا نظامه صحي فإنه يتناول السمك البحري مرة في الأسبوع.

إن متوسط نسبة الأوميجا-6 للأوميجا-3 أصبحت (1:20) للفرد العادي، وإن المصادر المعتمدة تقول (16.7: 1). أما النسبة المثالية تساوي (1:1) أو (1:2) أو (1:4) على الأكثر. بالطبع يعتبر ذلك كارثي لأنه يعني أن الفرد العادي معرض للإصابة بأمراض الضغط والقلب والجلطات بشكل كبير.

ما هي علاقة مكملات الأوميجا-3؟

يعتبر أكثر الطرق المضمونة لضبط نسبة الأوميجا-6 للأوميجا-3، ذلك لأنك لا تستطيع الامتناع عن جميع مصادر الأوميجا-6 في الطعام حتى لو امتنعت عن تناول الزيوت والحبوب، كما لا يمكنك عدم تناول اللحوم لأنها أساسية، وأن سمك البحر الحر غير متوفر بشكل دائم، كما أنه غالي الثمن. وإن قمنا بعمل مقارنة بين تناول سمك البحر يوميا أو تناول مكملات أوميجا-3 فسيكون الاختيار الأفضل من حيث الوفرة والتكلفة الأقل هو تناول المكملات. لذلك فإن مكملات الأوميجا-3 مهمة لجميع الناس.

لماذا هناك من يقول إنها غير مهمة وأن هناك أبحاثا ودراسات تدعم ذلك؟

لأنه حتى تقوم مكملات الأوميجا-3 بهذه المهمة وتحقق هذه الفائدة يجب أن تحقق بعض الشروط، فهناك أمور كثيرة تجعل الأوميجا-3 دون فائدة:

- مصدرها: لو كان المصدر مجهولا أو غير معروف مصدر الأحماض الدهنية الموجودة فيه أو تراكيز (EPA, DHA).

- جرعتها قليلة تكاد لا تذكر.

- تناولها في وقت خاطئ وطريقة خاطئة.

- عدم مراعاة لباقي الحمية الغذائية للأفراد المشتركين في موضوع الدراسة.

هذا ما يحصل في الدراسات التي تدحض فعالية الأوميجا-3.

هناك دراسة مهمة جدا تتحدث عن أهمية الأوميجا-3 والجرعات التي من الممكن أن تكون مفيدة. فلو كنا نتحدث عن التأثيرات المسيلة للدم والتي تمنع التصاق الصفائح الدموية وتشكيل الجلطات فقد قالت الدراسات أن التركيز 1.5 جراما من الأحماض الدهنية غير فعال لهذا الغرض، ويجب أن تكون الجرعات على الأقل 2-4 جرامات من الأوميجا-3، وأن هذه الجرعات مفيدة جدا للحماية من تخثر الدم وتوسيع الشرايين وسهولة تدفق الدم والحماية من الجلطات، وإن زيادة معدلات الأوميجا-6 للأوميجا-3 تقوم بعكس كل ذلك، خاصة زيوت البذور المصنعة التي نطلق عليها الزيوت النباتية، حيث ترفع من خطر الجلطات وزيادة لزوجة الدم.

هل جرعات أوميجا-3 قد تسبب حدوث النزيف؟

من الممكن أن تسبب النزيف الأدوية المسيلة للدم المصنعة كيميائيا، ولكن من المستحيل أن يتسبب الأوميجا-3 بذلك، هذا كلام دكتور ويليام هاريس الذي لخص الأمر في مقال علمي تم نشره عام 2007 قال فيه: أن هناك دراستين أجريتا على مرضى قاموا بعمليات كبيرة في القلب والأوعية الدموية وكانوا يتناولون مكملات الأوميجا-3، وقد كان خطر النزيف لديهم أثناء العمليات شبه معدوم. وأن إعطاء الحوامل جرعات أوميجا-3 تصل إلى 2.7 جراما يوميا لا يزيد من فقدان الدم أثناء الولادة. وأن الأوميجا-3 لا تزيد من خطر النزيف حتى لدى الأشخاص الذين يتناولون أدوية سيولة مضادة للصفائح الدموية.

أيضا هناك دراسة أخرى تمت على 1516 مريضا كان مقررا لهم إجراء عمليات قلب، تناولوا جرعة كبيرة جدا من أوميجا-3 تساوي 8:10 جراما من (EPA:DHA) من يومين إلى خمسة أيام قبل العملية، وجرامين صباح يوم العملية، والمفاجأة أنها لم تزيد من خطر النزف أثناء الجراحة، بل على العكس قد قللت من احتياجهم لنقل الدم.

الجرعة المطلوبة من مكملات الأوميجا 3:

لذا فإن مكملات الأوميجا ضرورية وأساسية لجميع الناس صغيرا كان أو كبيرا. ولا داعي لعمل تحليل مخبري للتأكد من الحاجة لها، فأنت بحاجتها قطعا لأنك تعيش معنا على كوكب الأرض. كما أنها لا تسبب النزف أو تزيد من سيولة الدم عن المعدلات المطلوبة.

وإن الجرعة اليومية لمكملات الأوميجا-3 هي (2-4) جرامات من (EPA:DHA) يجب تناولها مع الدهون أو وسط الوجبة لأنها تذوب في الدهون، فلو تناولتها مع كوب من الماء فلن تستفيد منها.