العلاج بسمّ النحل
هل تعلمون أن هناك نوع من أنواع الطب البديل قائم على التداوي بمنتجات النحل يسمى (Apitherapy)، ذلك لأن كل ما ينتجه النحل من: عسل النحل، وغذاء ملكات النحل، والعكبر (Propolis)، وسمّ النحل عبارة عن علاج لأمراض كثيرة يقال أن لا علاج لها، وفي الحقيقة إنه لأمر إعجازي.
سأتحدث في هذا المقال عن فوائد سم النحل، والأشخاص الذين من الممكن أن يستفيدوا بالعلاج بسم النحل.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
العلاج بسمّ النحل:
هو تقليد قديم يعود لأكثر من 5000 سنة في بلاد وحضارات مختلفة، وإنه معروف جدا. هذا وقد ذكر التداوي بالنحل عموما في كثير من الأديان، كما ذكر في القرآن الكريم. لذلك فهو ليس موضوعا جديدا ولكن هناك أبحاث ودراسات بدأت الاهتمام به لفهم آليات العلاج بسم النحل.
سم النحل:
إن سم النحل في الأساس عبارة عن سائل حمضي يحتوي على أنواع كثيرة من (peptides) هي المسؤولة عن خصائصه العلاجية أو ما ينتج عنها من ردود أفعال يقوم بها الجسم مثل: (mellitin adolapin, Apamin,، MCD).
إن سم النحل مفيد جدا، وهو الأشهر في علاج الأمراض المناعية والالتهابية والأمراض الروماتيزمية.
من أين أتت فكرة علاج الأمراض الروماتيزمية بسم النحل؟
أتت من ملاحظة الأشخاص الذين يعملون في المناحل أو في جمع العسل عموما، الذين يحتكون بالنحل ويتعرضون للسع النحل بشكل متكرر، فوجدوا أن احتكاكهم بالنحل وتعرضهم للسع بشكل متكرر يجعل من النادر إصابتهم بالأمراض الروماتيزمية، فقرروا دراسة الموضوع.
طريقة عمل سم النحل في علاج الأمراض:
إن جميع الأمراض الالتهابية، سواء كانت أمراضا مناعية روماتيزمية أو غير روماتيزمية، تتميز بارتفاع معدلات الالتهاب، مثل السكر وزيادة الوزن، والربو، وأمراض الجلد مثل الصدفية والأكزيما. جميع هذه المشاكل يساهم سم النحل في علاجها لأنه معدل للمناعة ومضاد للالتهاب في ذات الوقت. وذلك من خلال:
- خفض مستويات السيتوكينز الالتهابية، أي الخلايا المناعية التي تتسبب في ردود الفعل الالتهابية.
- يزيد إنتاج نوع من الخلايا المناعية المضادة للالتهاب تسمى (T-regulatory cells).
- تمنع الخلايا الإصابة بالأمراض المناعية والالتهابية لأنها تقوم بتنظيم ردود الفعل المناعية، وتعالج المشاكل المرتبطة بالالتهاب.
دراسات وأبحاث:
- التهاب المفاصل الروماتويدي:
ومن أكثر المشاكل التي أجريت عليها دراسات تثبت تأثير العلاج بسم النحل عليها هي التهاب المفاصل الروماتويدي. فهناك دراسة أجريت على 120 شخصا مصابا بالتهاب المفاصل الروماتويدي، استمرت لمدة 8 أسابيع، وجدت هذه الدراسة أن الوخز بالإبر بسم النحيل الذي يوفر ما يعادل 5-15 لسعة نحل يوميا أدى تأثيرا مشابها جدا لتأثيرات أدوية الروماتويد التقليدية مثل الميثوتركسات على سبيل المثال، وبالطبع دون آثارها الجانبية.
- الأمراض العصبية التنكسية
كما أثبتت دراسات أخرى أن هناك مجموعة أخرى من الأمراض التي ساهم لسع النحل في علاجها وحمايتها من التدهور، هي الأمراض العصبية التنكسية، مثل باركنسون والزهايمر والتصلب العصبي الجانبي الضموري.
فهناك دراسة أجريت على الفئران لرؤية تأثير سم النحل على مرض باركنسون، وقد وجدت هذه الدراسة أن سم النحل له تأثيرات تحمي ضد الإجهاد التأكسدي والتهاب الأعصاب وموت الخلايا المبرمج، الذي يعتبر من المشاكل التي تسبب ظهور وتدهور المرض، وأنه يقوم بعملية تثبيط لتلف الحمض النووي، كما يحمي الخلايا العصبية من التدهور.
أما بالنسبة للزهايمر، فهو مرض مرتبط بالأساس بالالتهاب الذي يسبب تلف مستقبلات معينة في الدماغ ترتبط باستقلاب السكر وبعض المواد الأخرى. لذلك يطلق على مرض الزهايمر (السكري من النوع الثالث).
إن سم النحل ذو تأثيرات إعجازية في حالات الزهايمر، لأنه يقوم بتحسين عملية استقلاب الجلوكوز في الدماغ، ويقلل الاستجابة الالتهابية العصبية في الدماغ، مما يجعله يحد من تطور المرض.
- الخلايا السرطانية:
من المعروف أن سم النحل له تأثير محارب للخلايا السرطانية دون آثار سميّة على خلايا الجسم السليمة. فهو يساهم في علاج أنواع كثيرة من السرطانات مثل سرطان الثدي، وسرطان البروستاتا، وسرطان الرئة، وسرطان الكبد، وسرطان الجلد، وسرطان الدم.
- ضعف المناعة:
إن العلاج بسم النحل من أفضل الممارسات التي من الممكن أن تساعد في حالات ضعف المناعة، ذلك لأنه محارب قوي جدا للبكتيريا والفيروسات، حتى أنه يعتبر مضادا قويا لفيروس نقص المناعة المكتسب (HIV) لأنه يقوم بتثبيط تكاثر الفيروس.
كما أن سم النحل قادر على القضاء على عدوى الهربس البسيط، الذي تتكرر الإصابة به طالما كانت مناعة الجسم ضعيفة، فهو من الفيروسات الكامنة التي لا تنشط إلا في أوقات ضعف المناعة.
- الصداع:
فسم النحل يقوم بعلاج الصداع، والصداع النصفي المتكرر.
- التجميل:
يعتبر سم النحل من أفضل المواد التجميلية الطبيعية، حيث يقلل ويؤخر ظهور التجاعيد بشكل كبير جدا، لدرجة أنه تم استخدامه بالفعل في مستحضرات التجميل والكريمات الخاصة بتقليل التجاعيد.
كيف يكون العلاج بسم النحل؟
عبارة عن جلسات تتم عن طريق استخدام النحل الحي الذي يتم وضعه في أماكن معينة تبعا للهدف من الجلسة، ويقوم النحل باللدغ في الأماكن المخصصة مباشرة، ومن المفترض أن:
- من يقوم بهذه العملية أن يكون شخصا متدربا ذو خبرة.
- التأكد أن الشخص الذي سيخضع للجلسة لا يعاني من حساسية شديدة ضد سم النحل. فرد الفعل التحسسي بعد اللدغ أمر مفروغ منه، يكون بسيطا في العادة، ولكن البعض قد يعاني من رد فعل تحسسي شديد، لذا يجب اختباره أولا عن طريق الجلد أو تحليل الدم، والتأكد من عدم وجود حساسية من سم النحل.
أخيرا:
إن العلاج بسم النحل فعال جدا، ولكنه علاج تكميلي، أي لا نستطيع الاعتماد عليه وحده لعلاج مرض أو مشكلة صحية معينة، فهو علاج تكميلي كجزء من برنامج العلاج الكامل الذي يستهدف المشكلة المراد علاجها.
