logo

تسجيل الدخول

اشتراك جديد
البحث
البحث
مشتقات بترولية تضاف إلى الزيوت النباتية الشهيرة 
بقلم : ندى حرفوش
blog-img
تم اكتشاف صناعة الدهون المهدرجة بالصدفة أثناء صناعة الصابون من مخلفات البذور. ولأن الدهون المهدرجة سببا في العديد من الأمراض أولها السكري وارتفاع الكوليسترول، لتصل إلى الأمراض المناعية والسرطانات. لذلك تناولت ندى حرفوش في هذا المقال تاريخ صناعة الدهون المهدرجة وطرق الترويج الزائفة، مرورا بالأطعمة التي تحتوي عليها، وانتهاء بسيئاتها وبدائلها.

أسرار وخبايا عن مافيات زيوت الطعام

ماذا يحدث عند تناول زيت الطعام؟ 

 

 

زيوت نباتية

 

باعتقادكم، من هو القاتل رقم واحد في قتل البشر سنويا؟

كلا ليس السرطان الذي أرعبونا منه وسحبوا من المرضى المليارات ثمنا للعلاج الكيماوي الذي يقتلهم بشكل أسرع من المرض. بل هي أمراض القلب والأوعية الدموية التي تقتل حوالي 18 مليون شخص سنويا، ثلث هؤلاء الأشخاص لم يتجاوز السبعين عاما، وأكثر من 50 ألف حالة وفاة يوميا بسبب أمراض القلب على الرغم من الرعاية الطبية والتقدم العلمي المتوفر حاليا والذي لم يكن موجودا قبل ذلك، أليس ذلك غريبا!

 

يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،

لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية 

 

 

ما الذي يتسبب في إصابة جميع هؤلاء الأشخاص بأمراض القلب؟

كان البشر طوال عمرهم يستخدمون الدهون الحيوانية في الطبخ حتى بدايات القرن العشرين، أي عام 1900 تقريبا حينما بدأت تظهر الدهون المهدرجة ويتم استخدامها على نطاق واسع في جميع البيوت بعد ذلك بعشرين عاما.

قد لا تصدقون ذلك، ولكنها الدهون المهدرجة التي قام بصنعها اثنان من صانعي الصابون باستخدام مخلفات البذور، فحينما كانوا يصنعون الصابون من مخلفات البذور، صنعوا دهونا للاستهلاك البشري دخلت جميع البيوت ودمرت الصحة البشرية على مدار السنين الماضية.

سأحدثكم في هذا المقال كيف يتم تصنيع الدهون التي تدفعون مقابلها وتدخلونها بيوتكم بإرادتكم، لأن الجهل بالمعلومة يجعلك ترتكب أمورا خاطئة بحق نفسك.

 

أمراض القلب

 

كيف ظهرت هذه الدهون؟ ولماذا استبدل الناس الدهون الحيوانية بشيء مصنع وغريب؟

أصل الحكاية أمريكي لأن الدهون المهدرجة بالأساس اختراع أمريكي.... 

حتى القرن التاسع عشر لم يكن هناك ثلاجات أو أجهزة تبريد، فكان ذبح الأبقار واستهلاك لحومها أمر صعب ليس عليه إقبال، لأنه صعب على الجزار توزيع لحوم حيوانات بحجم الأبقار قبل أن تفسد لعدم وجود ثلاجات، لذا كانوا يعتمدون لحوم الخنازير، لأن الخنزير حيوان معروف بأنه غني جدا بالشحوم، فكانوا يستهلكون شحومه في صناعة الصابون والشموع.

 

في عام 1837 حدث كساد اقتصادي ضخم جدا في أوروبا، مما جعل شخصا بريطانيا اسمه (William Procter) يهرب إلى أمريكا، وهو بالأصل تاجر شموع، دمر عمله في بلاده بسبب حريق. وشخص آخر إيرلندي الأصل اسمه (James Gamble) ذهب إلى أمريكا هربا من مجاعة البطاطا في بلاده، وعمل في صناعة الصابون أيضا.

 

بروكتر وجامبل

 

جمعت الصدفة الإثنين، وتزوجا أختين، وقاما بعمل شراكة تعتبر أكثر شراكة مدمرة في تاريخ البشرية. فقد أنشأوا شركة (Procter & Gamble) لصناعة الصابون والشموع التي ما زالت موجودة حتى الآن. وهي من أضخم الشركات في العالم، ولديها منتجات كثيرة لدرجة أن كل بيت من بيوتنا فيه منتج من منتجاتهم، من فوط الأطفال، حتى الفوط الصحية النسائية، بالإضافة إلى مساحيق الغسيل ومنتجات العناية بالبشرة والشامبو ومعجون الأسنان. كانت لديهم منتجات غذائية باعوا علامتها التجارية (Brands) بملايين الدولارات إلى شركات أخرى، مثل رقائق برينجلز التي يشتريها الناس على أنها صحية أكثر من أنواع البطاطا المقلية الأخرى، وزبدة الفول السوداني، ومنتجهم الأول (CRISCO) وهو أول سمن مهدرج تجاري في تاريخ البشرية.

 

كريسكو CRISCO زيت مهدرج

 

السؤال هنا، اثنان يعملان في صناعة الصابون، ما الذي جعلهم يبتكرون دهونا للطبخ؟

كان الصابون في هذا الوقت يصنع ويباع بشكل غير الذي نعرفه، حيث كان يتم تشكيله على شكل أقراص كبيرة جدا، ويباع للمطاعم والمحلات الكبيرة، فقرر أصحاب بروكتر أند جامبل أن يقوما بأمر مختلف ويقطعا الصابون إلى قطع صغيرة ويغلفاه ويبيعاه بالشكل الذي نعرفه اليوم ليكون متوافرا في كل بيت.

وحتى يقوما بذلك يجب أن يعملا على تقليل التكلفة، وإن استخدام شحوم الخنزير مكلفة، لذا كانا بحاجة إلى بديل أرخص، فتوصلا لاستخدام زيت النخيل مع زيت جوز الهند.

 

أول منتج لبروكتر وجامبل procter and gamble first soap

 

في هذا الوقت كان زيت بذرة القطن يستخدم في الإضاءة، حتى تم اكتشاف النفط في ولاية بنسلفانيا، فأصبح يتم استخدامه بشكل أوسع في الإضاءة، وأصبحت بذور القطن عبارة عن مخلفات رغم وجود فائض كبير جدا في إنتاجها نظرا لأهميتها قبل اكتشاف النفط. هنا قررا استخدام زيت بذور القطن لصناعة الصابون لأنه أرخص من زيت جوز الهند وزيت النخيل.

واستمر الوضع على هذا الحال حتى 18 أكتوبر 1907 تحديدا، حين أرسل كيميائي ألماني اسمه (Edwin Kayser) إلى بروكتر أند جامبل، يخبرهم بأنه يمتلك اختراعا سيغير صناعة الصابون تماما، وسيجعلهم يصنعون صابونا لم يتم تصنيعه قبلا، ويكسرون الأرقام القياسية في المبيعات، فقد اكتشف طريقة تجعلهم يحولون زيوت البذور التي يتم استخدامها في صناعة الصابون إلى شكل صلب مشابه جدا لدهون الخنزير المكلفة لعمل صابون أفضل بكثير.

فاستقبلاه ليروا الاختراع، فلمعت أعينهم وسألوه عن الطريقة، فقال لهم أنه قام باكتشاف عملية الهدرجة، فطرأت على بالهم ذات الفكرة الشيطانية، بأن ما صنعه هذا المخترع شبيه بالشحوم الحيوانية، ويتحول إلى الحالة الصلبة في درجة حرارة الغرفة تماما، لذا بإمكانهم بيعه للناس على أنه دهون طبخ ليستخدمها الناس بدلا من شحوم الحيوانات. فأصبح لديهما عام 1910 منتج فعلي اسمه (Crisco).

قاما بعمل حملة دعائية ضخمة جدا، استعانا فيها بأكبر وكالة إعلانات كانت موجودة في ذلك الوقت. فقاموا بعمل مخبوزات وحلويات باستخدام (Crisco) وقاموا بتوزيعها على المارة في الطرق، وقاموا بالتشجيع لشرائها من خلال طرح عرض تسويقي (قم بشراء (Crisco) وستحصل على كتاب وصفات لطهي الطعام مجانا). كان العرض في ذلك الوقت أمرا قيما، لأنه لم يكن هناك إنترنت للحصول على وصفات للطعام من جميع أنحاء العالم، وبالطبع كانت جميع الوصفات في الكتاب مصممة لاستخدام (Crisco). كما قاموا بإقناع الناس أن (Crisco) صحية أكثر للقلب والشرايين. ثم قام بروكتر أند جامبل بدعم شعارهما وإعلاناتهما بالتبرع بقيمة 1.5 مليون دولار إلى جمعية القلب الأمريكية (American heart association) في مقابل اعتماد زيوت البذور (الزيوت النباتية) كبديل صحي أفضل من الدهون الحيوانية.

في ذات الوقت ظهر باحث اسمه (Ancel Keys) بفرضية تقول أن شحوم الحيوانات سيئة وترفع الكوليسترول، وإن ارتفاع الكوليسترول يسبب أمراض القلب، وقال لا تستخدموا شحوم الحيوانات حتى لا تصابوا بأمراض القلب. هنا دعمته جمعية القلب الأمريكية وتم قبول نظريته على نطاق واسع جدا في المجتمع العلمي على الرغم من عدم وجود أبحاث كافية تؤكدها.

 

Ancel Keys أنكل كيز

 

طبعا تم دحض نظرية دكتور (Keys) المسماة بـ (lipid hypothesis) بعد ذلك، واتضح أنه لا يوجد علاقة بين الكوليسترول وأمراض القلب. ولكن في ذاك الوقت صدق الناس ذلك لدرجة بيع 2.5 مليون لتر من (Crisco) في عام 1912، وتحقيق ربح يساوي 60 مليون جنيه إسترليني في السنين الأربع الأولى.

وحتى الآن ما زال هناك أشخاص يصدقون أن الدهون النباتية صحية، وذلك ما أوصلنا للأرقام المرعبة من أمراض القلب التي نراها.

أيضا الزيوت السائلة الخاصة بالقلي تعتبر أسوأ، حيث يتم تصنيعها عبر جمع البذور (الصويا أو الذرة أو عباد الشمس.. الخ) ويتم تعريضها لدرجات حرارة عالية جدا حتى تتأكسد، بالتالي أصبحت غير صالحة للاستهلاك الآدمي، فهي تسبب أمراض القلب. ثم يتم إدخال البذور في عملية جديدة، حيث يتم إذابتها باستخدام مواد بترولية، لو تم تعبئتها كما هي في زجاجات لوجدناها ذات رائحة مقززة ولون أسود مثل القطران، لذا يتم معالجتها مرة أخرى بمواد كيماوية لتحسين رائحتها وتحويل لونها إلى الشكل الذي نراه في العبوات الشفافة. بعد ذلك نشتريها ونستخدمها في الطهي والقلي ونعيد استخدامها أكثر من مرة، الأمر الذي يتسبب بأمراض القلب والسرطانات.

 

قد تقول إحدى السيدات بمنتهى الثقة والشموخ: لم أدخل بيتي السمن المهدرج أو الزيوت النباتية أبدا...

هذا بالطبع غير صحيح، فقد تكونين لم تدخليهم صراحة على شكل سمن وزيت، ولكن أي منتج معلب تشترينه له صلاحية تتجاوز الأسبوع يحتوي بنسبة 100% على دهون نباتية. فكل أنواع الجبن التي تحتوي على دهون نباتية (تسمى في دول الخليج شبيه الجبن أو بديل الجبن) وكل الأطعمة المعلبة من بسكويت وكيك ورقائق الذرة والمخبوزات والصلصات من كتشب ومايونيز وصلصة السلطة والتونة المعلبة وجميع الوجبات السريعة ووجبات المطاعم، جميعها تحتوي على دهون نباتية، لأن الدهون النباتية تحفظ المنتجات لفترة طويلة، لذا لو تم استخدام الدهون الطبيعية فستكون منتجات ذات كلفة عالية جدا، وستفسد سريعا جدا.

الحل هو قراءة المكونات جيدا للتأكد من خلو المنتج من الدهون النباتية، وهو أمر صعب جدا، فالمنتجات الخالية منها قليلة جدا وذات ثمن أعلى. لذا فالأفضل هو صنع هذه الأمور في المنزل بطريقة صحية، أو الاستغناء عنها. وقد قامت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بالتصريح بأن الدهون المتحولة غير آمنة، وأعطت الشركات مهلة ثلاث سنوات للتوقف عن استخدامها بشكل كلي، ولكن لا حياة لمن تنادي.

 

Processed foods أطعمة معالجة

 

لماذا يجب تجنب تناول الدهون المهدرجة والزيوت النباتية؟

لماذا لا أتناولها بشكل عادي، حيث ليس كل من تناولها يعاني من أمراض القلب. ذلك بسبب قائمة الكوارث التي تسببها الدهون النباتية إضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية:

1- تشويه أغشية الخلايا

لدرجة البدء بالتأثير على خلايا الدماغ والجهاز العصبي، وتغيير قدرتها على التواصل، وذلك أحد أسباب انتشار التصلب المتعدد وأمراض الزهايمر والخرف، وانحدار الوظائف الإدراكية وانهيارها.

2- رفع خطر الإصابة بالسكر

فقد أكدت دراسة أجريت على 80 ألف سيدة أن السيدات اللواتي كن يستهلكن الدهون المتحولة بشكل أكبر قد ارتفع لديهن خطر الإصابة بالسكري بنسبة 40%. كما أجريت دراسة على الحيوانات أكدت أن الدهون المتحولة من أهم مسببات الإصابة بأمراض المتلازمة الأيضية، ومقاومة الأنسولين، والكبد الدهني، والضغط المرتفع.

3- رفع مستويات الالتهاب

وقد شرحت سابقا كيف أنه السبب في جميع الأمراض التي تصيب الإنسان. حيث ترفع الدهون المتحولة من معدلات الالتهاب بشكل كبير لأنها تعتبر المصدر الأكبر للأوميجا-6. إن الأوميجا-6 في حد ذاتها ليست سيئة، ولكن حين تزيد عن مستوياتها في مقابل أوميجا-3 فإنها تزيد من معدلات الالتهاب. فمن المفترض أن تكون نسبة أوميجا-6 إلى أوميجا-3 هي 1:1، في حين ترتفع النسبة بسبب تناول الدهون المتحولة والزيوت النباتية إلى (1:20) أي عشرين ضعف الأوميجا-3 الأمر الذي ينتهي بالإصابة بمرض مناعي.

4- الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية

مثل ارتشاح الأمعاء، والتهاب القولون، وسرطان القولون الذي أصبح منتشرا بشكل غريب ومرعب.

5- الإصابة بالعقم وتأخر الإنجاب.

6- الإصابة بهشاشة العظام والتهاب المفاصل.

 

وتطول قائمة الكوارث دون نهاية تقريبا.

 

لماذا يجب تجنب تناول الدهون المهدرجة والزيوت النباتية؟

 

ما هي بدائل الدهون المهدرجة والمتحولة والزيوت النباتية؟

يفضل استخدام شحوم الحيوانات، والزيوت الطبيعية مثل زيت جوز الهند، وزيت الزيتون عالي الجودة، والزبدة والسمن الطبيعي كاختيار أخير.

 

شحوم الحيوانات

 

الأمر ليس تهويلا مني، ولكنه فعلا كبير وخطير جدا. فقد أصبحنا نرى طوال الوقت شبانا صغارا يموتون فجأة بسبب الجلطات والسكتات الدماغية والسرطان والأمراض المناعية. وها أنا أمامكم، أصبت بجلطة دماغية ومرض مناعي وأنا في عمر الـ26 فقط، والحمد لله تعافيت بعد أن تخلصت من جميع هذه السموم من حياتي بشكل نهائي.

أنتم أيضا تستطيعون إخراج هذه السموم من حياتكم والاستغناء عنها تماما والتعافي من الأمراض. الأمر سهل وليس صعب، جُلّ ما يحتاجه الإنسان هو قرار صارم.

 

 

 

مافيات زيوت الطعام
زيوت الطعام
الزيوت النباتية
أمراض القلب والأوعية
دهون حيوانية
دهون مهدرجة
زيوت مهدرجة
مخلفات البذور
ويليام بروكتر
جيمس جامبل
صناعة الصابون
بروكتر أند جامبل
كريسكو
CRISCO
زيت النخيل
زيت جوز الهند
زيت بذور القطن
Edwin Kayser
السمن المهدرج
أطعمة مصنعة
أطعمة معالجة
إدارة الغذاء والدواء الأمريكية
خطر الإصابة بالسكر
مستويات الالتهاب
أمراض الأمعاء الالتهابية
هشاشة العظام
العقم وتأخر الإنجاب
التهاب المفاصل
بدائل الدهون المهدرجة
الدهون المتحولة
الجلطات
السكتات الدماغية
السرطان
الأمراض المناعية
نقترح عليك
ذات صلة