الأشواجندا (Ashwagandha)
نبتة سحرية من عالم آخر أم مجرد أوهام
تعتبر الأشواجندا من أكثر النباتات الطبية أو الأعشاب التي عليها جدل كبير في هذه الفترة. فالبعض جربها ولم يستفد شيئا، وبعض آخر جربها فجعلته يفقد الإحساس تماما، وبعض آخر جربها وبقي نائما طوال اليوم، وآخرون جربوها ووجدوها مفيدة.
لذا سأتحدث في هذا المقال عن نبتة الأشواجندا بشكل تفصيلي؛ عن أصلها، وكيف عرفناها، وماذا قالت عنها الدراسات.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
الأشواجندا (Ashwagandha):
الأشواجندا، أو العبعب المنوم، نبتة أصلها من دول شرق آسيا ومشهورة جدا في الهند. وهي في الحقيقة من أهم النباتات التي تم استخدامها منذ أكثر من 5000 عام في الأيورفيدا أو الطب الهندي التقليدي لأغراض كثيرة جدا منها؛ تحسين مستويات الطاقة، وتخفيف التوتر والاكتئاب، وتقليل الألم والالتهاب، وأمور أخرى كثيرة. عرفت بأنها (Rasayana)، وهي كلمة تطلق على النباتات التكيفية أو النباتات التي تحسن الطاقة والصحة العامة في الأيورفيدا. والأشواجندا تعتبر إحدى النباتات التكيفية (Adaptogenic)، وذلك لسببين:
- الأول لأنها نبتة متكيفة، تستطيع النمو والعيش في بيئات صعبة تتكيف فيها مع الظروف لتستطيع النجاة.
- الثاني، فلأنها تساعد الشخص الذي يتناولها على التكيف لأنها تزيد القدرة على تحمل الضغوط البدنية والذهنية.
الأشخاص الذين يحتاجون الأشواجندا:
1- أي شخص يتعرض لمستويات عالية من الضغوط النفسية والبدنية:
ذلك لأنها داعم مهم جدا للغدة الكظرية. والغدة الكظرية هي الغدة المسؤولة عن إنتاج هرمونات التوتر مثل الكورتيزول. وحين يتعرض الشخص لمستويات عالية من الضغوط النفسية، تقوم الغدة الكظرية بإنتاج كميات كبيرة من الكورتيزول، وهو أمر مؤذ جدا للجسم لأنه:
- يرفع من معدلات الالتهاب.
- لأن للكورتيزول تأثير هدّام للجسم، حيث يقوم بهدم الأنسجة العضلية لأنه يرفع السكر.
- بعد فترة من التعرض المستمر للضغوط، تبدأ الغدة الكظرية الدخول في حالة من الإجهاد ولا تستطيع القيام بذات الاستجابة، مما يؤثر على الجسم فيحس بالتعب والخمول وآلام الجسد بشكل مستمر، عودوا إلى حلقة ومقال علاج الإجهاد الكظري.
هنا تقوم الأشواجندا بالآتي:
* تقليل الشعور بالضغط النفسي، بالتالي تقلل استجابة الغدة الكظرية وإفراز الكورتيزول.
* تدعم إفراز هرمونات أخرى تعزز الشعور بالطاقة مثل (DHEA) والتستوستيرون، وهذا يعزز الشعور بالطاقة دون الحاجة للكورتيزول.
* لها تأثير ابتنائي، أي بدلا من وجود الكورتيزول الذي يقوم بهدم العضلات، أصبح هناك (DHEA) وتستوستيرون يقومان ببناء العضلات. وهذا له تأثير مهم جدا على تقليل الالتهاب، وخسارة الوزن بشكل صحي، وتحسين الاستشفاء العضلي. فلو كنت تمارس الرياضة أو تعمل عملا يتم فيه بذل جهد عضلي كبير فستقوم بالتعافي بشكل أسرع.
2- الأشخاص المعرضين للإرهاق الذهني:
فالأشواجندا في الأساس كانت تستخدم في الطب الهندي القديم (الأيورفيدا) للأطفال الذين يعانون من ضعف في التركيز، ولكبار السن الذين تبدأ وظائفهم العقلية بالانحسار. حتى أن الأبحاث قد وجدت أنها تستطيع مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الأمراض التنكسية في الجهاز العصبي مثل مرضى الزهايمر وباركنسون، لأنها تقلل من ضمور العصب وتشابك العصبونات، وهي أهم الأعراض التي تميز الأمراض التنكسية في الجهاز العصبي، مما يجعلني أرى أنها من الممكن أن تكون عاملا مساعدا في حالات التصلب المتعدد.
كما أنها مفيدة جدا للأشخاص الذين يتطلب عملهم تركيزا ونشاطا ذهنيا لساعات طويلة، والأشخاص المعرضون للنسيان ويشعرون بأن الذاكرة لديهم ليست جيدة.
3- الأشخاص المعرضون للاكتئاب والقلق:
تقول الدراسات أن الأشواجندا لها تأثير مشابه لتأثير بعض الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق، فهي تعمل على تحسين الحالة المزاجية وتقلل تقلباتها.
4- الأشخاص المعرضين لهبوط الطاقة:
فهي تقوم بتعزيز إنتاج الطاقة عن طريق دعم إنتاج هرمونات الغدة الدرقية. فالهرمونات التي تساعد الجسم على تحويل العناصر الغذائية لطاقة هذا يجعلها مفيدة جدا لحالات خمول الغدة الدرقية، سواء كان مناعيا (الهاشيموتو) أو لأي سبب آخر، وهو بالتحديد الذي يجعلها فعالة جدا في تحسين جودة النوم.
كيف تقوم بدعم إنتاج الطاقة وتحسن جودة النوم في ذات الوقت؟
حاول أن تمضي يوما على السرير وأنت تحمل هاتفك المحمول، ولم تغادر مكانك أو تبذل أي مجهود، وقارنه بيوم آخر خرجت فيه من المنزل وتعرضت للشمس وبذلت مجهودا بدنيا كبيرا. لو قارنت بينهم فستلاحظ الآتي:
أن اليوم الذي لم تتحرك فيه أو تبذل فيه مجهودا احتجت فيه لوقت أطول للدخول في النوم، لذا ستنام في موعد متأخر، كما من الممكن ألا تنام بعمق، على العكس من اليوم الذي بذلت فيه جهدا كبيرا حيث تكون محتاجا لإيجاد سرير لتنام عليه نوما عميقا كالأطفال.
إن بذل الجهد والطاقة من أكثر الأمور التي ترسل إلى الدماغ إشارات بالحاجة إلى النوم، لأن الجسم محتاج للدخول في حالة الصيانة اليومية. لذا حين تقوم الأشواجندا بتعزيز إنتاج الطاقة وتجعلنا في حالة انتباه وتركيز وامتلاك القدرة البدنية والذهنية على بذل الجهد، فذلك يجعلنا نصل إلى وقت النوم (الحادية عشرة مساء) ونحن فعلا بحاجة للنوم، مما يجعلنا قادرين على النوم بعمق أكبر، وهو الأمر الذي سيجعلك تشعر بأن جسدك قد استفاد من النوم بشكل أكبر بكثير حتى لو كان عدد ساعات النوم هو ذاته. وهذا أمر مهم وجاد تقوم به النباتات التكيفية عموما، وليس الأشواجندا فقط بشكل خاص.
ولهذا السبب فإن من أسماء الأشواجندا (العبعب المنوم).
وقد جربت ذلك مع عشرات الحالات الذين كانوا يعانون من مشاكل الأرق أو جودة النوم، واستطعنا حل المشكلة سريعا عن طريق استخدامها. حيث تقول الدراسات أن الأشواجندا تحسن من جودة النوم بنسبة 72%.
5- الأشخاص المصابون بمتلازمة التعب المزمن (الفيبروميالجيا):
فجميع الأمور التي ذكرناها عن وظائفها من تعزيز الطاقة، وتحسين الحالة المزاجية، وتقليل الاكتئاب والقلق، وتحسين جودة النوم، وآثارها الابتنائية التي شرحناها يجعلها مثالية لذلك.
6- الأشخاص الذين يعانون من قرح الأمعاء:
خاصة القرح المرتبطة بتناول الشخص لمسيلات الدم أو التعرض لمستويات عالية من التوتر والضغوط.
7- الأشخاص المصابين بسرطان المبيض:
حيث تمتلك القدرة على تثبيط نمو وانتشار خلايا سرطان المبيض.
8- الأشخاص المحتاجون لاستخدام المسكنات:
فهي تعمل كمسكن، ومضاد للالتهاب، وخافض حرارة آمن جدا. وهذا أمر يجعلها مهمة جدا لعلاج مشاكل التهابات المفاصل وحتى التهاب المفاصل الروماتويدي.
هل من المسموح لمحاربي الاضطرابات المناعية استخدام الأشواجندا، أم أنها ستجعل الأعراض أكثر سوءا لأنها نبتة تكيفية تقوي المناعة؟
- تحدثت في هذا الأمر كثيرا، وشرحت كيف انه كلام ليس له أصل من الصحة، وأنه لا يوجد شيء يقوي المناعة يعمل على توليد وزيادة الهجمات -عودوا إلى مقال تحذير من تناول النباتات الطبية من هنا - ذلك أن تعديل جهاز المناعة يبدأ من تقوية جهاز المناعة وليس إضعافه، وهي أولى خطوات علاج الاضطرابات المناعية.
- كيف من الممكن لأحد أن يتصور أن إضعاف الجهاز المناعي هو الحل أو أمر يجوز العيش به بقية العمر؟ فالجهاز المناعي الضعيف يعني مقدمة للسرطانات، فما هو السرطان سوى مناعة ضعيفة مع بعض من العوامل الأخرى.
- نبتة الأشواجندا تحديدا تقوم بأمرين مهمين:
- الأول هو تقليل عدد كرات الدم البيضاء المسؤولة عن الاستجابة الالتهابية فتقلل الالتهاب،
- الثاني هو تقليل معامل الالتهاب (CRP).
لذا فهي مفيدة جدا في حالات الاضطرابات المناعية، وقد أثبتت الدراسات انها مفيدة فعلا في حالات الهاشيموتو والتهاب المفاصل الروماتويدي.
كيفية استخدام الأشواجندا:
يتم استخدام جذورها وأوراقها. ويمكن شراؤها من العطارين، خاصة الجذور وهي الأشهر والأكثر إفادة. ومن الممكن شراءها في صورتها الأصلية من محلات العطارة واستخدامها. ومن الممكن أيضا شراءها كمستخلصات في صورة أقراص أو كبسولات مكملات غذائية، وغالبا ما تحتوي على الجذور والأوراق. وبالطبع فإن المكملات تأثيرها أفضل وأسرع، ولكن ممنوع استخدامها على الحوامل والمرضعات. الجرعة اليومية منها تساوي 600 ملجم يوميا.
باختصار شديد، نبتة الأشواجندا من الأمور التي لن تندموا على تجربتها.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر
ومن داخل مصر: