كيفية التخلص من الافرازات المهبلية الخضراء والرمادية
تعتبر الالتهابات النسائية من أكثر المشاكل التي تواجه السيدات في فترة ما من حياتهن. وإن أكثر أنواع الالتهابات شيوعا هو التهاب المهبل البكتيري الذي تكون أعراضه واضحة ومميزة. فالالتهابات المهبلية الرمادية أو الخضراء لها رائحة سيئة تشبه رائحة السمك أو البيض الفاسد، يرافقها شعور بالحكة وعدم الراحة، وشعور بالألم أثناء التبول.
مشكلة الالتهاب المهبلي البكتيري مشكلة مزعجة ومحرجة، تصاب بها الإناث سواء كن متزوجات أم لا، أو حتى لم يسبق لهن الزواج، ذلك لأن هذا الالتهاب لا يعتبر من الأمراض المنقولة جنسيا. فلو كنت تعانين من هذه المشكلة سواء لأول مرة، أو أن تكرارها أمر معتاد لديك، وقد جربت الكثير من أنواع العلاج دون أن تحصلي على أي فائدة، فهذا المقال موجه لك.
سأتحدث في هذا المقال عن أسباب الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري حتى تستطيعي تحديد السبب الذي يجعلك في حالة إصابة دائمة بها، ولأن فهم سبب الإصابة سيجعلك تفهمين طريقة العلاج المناسبة للتخلص من المشكلة بشكل نهائي، فمشكلة الالتهاب البكتيري في الغالب عرض لمشكلة محددة أو لاتباع عادات خاطئة. ثم سأتحدث عن علاج هذه الأسباب بطرق طبيعية.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
الإفرازات المهبلية:
إن الإفرازات المهبلية العادية ذات رائحة معروفة ومقبولة، وذات كمية وسمك وشكل يختلف من وقت لآخر تبعا للمرحلة التي تمر بها الأنثى من دورتها الشهرية. لكن تغير هذه الرائحة إلى رائحة سيئة، ولون أخضر أو رمادي، مع شعور بالحرقة والحكة، فهذا أمر غير طبيعي أبدا، ويدل بشكل صريح على وجود مشكلة.
الالتهاب المهبلي البكتيري:
إن سبب حدوث الالتهاب المهبلي البكتيري هو فرط نمو أنواع معينة من البكتيريا المهبلية. حيث أن كل جزء من جسدنا له مجتمع بكتيري معين؛ فالأمعاء لها مجتمع بكتيري، والجلد أيضا، وفروة الرأس، والأنف، والمهبل بالطبع. والمجتمع البكتيري عبارة عن عدد كبير من السلالات المختلفة من البكتيريا والفطريات بأنواع معينة. ويكون هذا التنوع ضروري لسلامة هذا الجزء من جسم الإنسان لأنه جزء من جهاز المناعة ووظائف أخرى كثيرة، وإن أي تغير يطرأ على شكل المجتمع البكتيري من الممكن أن يسبب المشاكل.
إن التهاب المهبل البكتيري يحصل بسبب انخفاض أعداد أنواع معينة من البكتيريا والفطريات، مما يتسبب في زيادة أعداد أنواع أخرى من البكتيريا عن المستوى الطبيعي، الأمر الذي يسبب جميع هذه الأعراض المزعجة.
ما الذي يسبب خللا في المجتمع البكتيري (الميكروبيوم)؟
هناك ثلاثة أسباب رئيسية:
1- تغير المجتمع البكتيري في الجسم كله، مما يؤثر بالتبعية على المجتمع البكتيري للمهبل.
2- التغيرات الهرمونية.
3- تغير درجة حموضة المهبل.
1- تغير المجتمع البكتيري في الجسم كله
- أهم مسببات التغييرات والخلل الذي يحدث لميكروبيوم الجسم هو تناول المضادات الحيوية.
فهناك سيدات كثيرات يشكون من ظهور الإفرازات المهبلية غير الطبيعية بعد استخدامهن للمضاد الحيوي، لأن المضاد الحيوي لا يقتل البكتيريا التي تسبب العدوى فقط، بل يقتل معظم أنواع البكتيريا النافعة الموجودة في الجسم، ومنها البكتيريا الموجودة في المهبل. هذا الأمر قد يسبب التهاب المهبل البكتيري أو حتى الإصابة بالكانديدا التي تكون على شكل إفرازات بيضاء سميكة، وهي مشكلة شائعة جدا قد تحدثنا عنها في حلقة ومقال علاج الكانديدا.
- الإصابة بجرثومة المعدة:
حيث أن جرثومة المعدة تغير ميكروبيوم الأمعاء لأنها تغير من درجة حموضة المعدة. لذا فإن كثير من أنواع البكتيريا تموت، الأمر الذي يسبب زيادة أعداد الفطريات، وبالتالي التسبب بالتهاب المهبل البكتيري أو الكانديدا المهبلية.
- العلاقة الزوجية:
إن الالتهاب المهبلي البكتيري ليس من الأمراض المنقولة جنسيا، والعلاقة الجنسية ليست سببا مباشرا بالإصابة به، ولكن تنتقل أثناء العلاقة أنواع من البكتيريا بين الطرفين، مما ينتج عنه نمو أنواع معينة من البكتيريا وزيادتها بشكل أعلى من الحد الطبيعي. وهذا السبب مرجح عند حصول الإصابة بالالتهاب المهبلي البكتيري لسيدة متزوجة حديثا؛ أي ظهور المشكلة بمجرد البدء في ممارسة العلاقة الزوجية. ولكن في حال كنتِ متزوجة منذ فترة طويلة فمن المستبعد أن يكون هذا هو السبب.
2- التغيرات الهرمونية:
إن انخفاض هرمون الأستروجين مرتبط إلى حد كبير بظهور التهاب المهبل البكتيري. وغالبا ما يكون هو السبب في حال ظهور المشكلة في فترة:
- انقطاع الدورة الشهرية:
لأنها أكثر مرحلة تنخفض فيها مستويات الأستروجين.
- الأيام التي تسبق نزول الدورة الشهرية.
- وجود مشاكل صحية معينة تسبب انخفاض الأستروجين:
مثل الإجهاد الكظري، وأمراض مناعية مثل مرض أديسون، وانقطاع الطمث المبكر. فإن كنتِ تعاني من أي من هذه المشاكل الصحية فستكون هي السبب في نقص الأستروجين لديكِ.
- تناول أدوية الكوليسترول:
فمن الممكن أن تسبب عقاقير علاج ارتفاع الكوليسترول انخفاض مستويات الأستروجين لأنها تخفض إنتاج جميع الهرمونات الجنسية تقريبا. وإن أعراض نقص الأستروجين هي ذاتها أعراض مرحلة انقطاع الطمث.
3- تغير درجة حموضة المهبل:
إن كل جزء من أجزاء جسم الإنسان له درجة حموضة خاصة به. فدرجة حموضة المهبل الطبيعية تتراوح بين 3.8- 4.2. كلما أصبح الوسط أكثر حامضية كلما ارتفعت احتمالية الإصابة بالالتهاب المهبلي البكتيري، لأن تغير درجة حموضة المهبل تغير في أنواع البكتيريا والفطريات التي تعيش في المهبل، فلكل نوع من الكائنات الدقيقة درجة حموضة مثلى يعيش ويتكاثر فيها.
أشهر أسباب تغير حموضة المهبل:
- الدش المهبلي:
وهو أمر تقوم به كثير من السيدات ويعتقدن أنها نظافة واهتمام، ولكن استخدام الدش المهبلي وأي منتجات تحتوي على عطور وكيماويات في هذه المنطقة يتم الترويج لها على أنها منتجات عناية شخصية بالمرأة، بينما هي في الحقيقة سيئة وضارة جدا وليس لها علاقة بالنظافة. فالمهبل قادر على تنظيف نفسه بنفسه، لذا كل ما هو مطلوب منك هو القيام بالعناية والنظافة اليومية العادية من استخدام الماء والتنشيف بشكل جيد.
- الفوط الصحية:
فاستخدام (tampons) أو الفوط الصحية الرديئة أو الفوط المصنوعة من مادة غير قطنية، أو الفوط المضاف لها عطور وكيماويات، خاصة إن لم يتم تغييرها بشكل متكرر خلال أيام الاستخدام يسبب الالتهابات.
- دم الدورة الشهرية نفسه:
فدم الدورة قلوي إلى حد ما، تكون درجة حموضته مختلفة عن درجة حموضة المهبل نفسه، لذلك يجب الاهتمام بالنظافة الشخصية في أيام الدورة بشكل أكبر، وتغيير الفوط الصحية على فترات مقبولة وغير طويلة.
إن التهاب المهبل البكتيري مشكلة مزعجة ومحرجة أكثر من كونها مشكلة خطيرة، ولكنها قد تتحول إلى مشكلة كبيرة مع الإهمال، أو مع تكرارها كثيرا دون حل نهائي لها، لأنها تجعلك معرضة للعدوى بشكل أكبر، سواء كانت عدوى الهربس التناسلي البسيط، أو عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (Human papillomavirus (HPV))، أو حتى الإصابة بالإيدز إذا كان الشريك مصابا، حيث تكون فرصة انتقال العدوى أسهل، لأن الميكروبيوم هو جزء من جهاز المناعة كما قلت وأوضحت في العديد من المقالات السابقة. لذا إن كان هناك خلل في الميكروبيوم فذلك سيضعف دفاعاتك ومناعتك، ومن الممكن أن يسبب تأخرا في الحمل أو يرفع من خطر الولادة المبكرة، لأن الحيوانات المنوية تحتاج درجة حموضة معينة لتستطيع النجاة والمرور إلى داخل الرحم.
علاج مشكلة الالتهاب البكتيري:
سأتحدث عن جميع الحلول، وباستطاعتك أخذ ما هو مناسب لك تبعا لاستنتاجك عن السبب في حالتك، أو تنفيذ جميع الحلول إن لم تستطيعي تحديد السبب.
1- استعادة التوازن البكتيري وقتل جرثومة المعدة:
وهو الحل الأول والأساسي، لأنه دون وجود توازن بكتيري لديك فلن تحصلي على أية فائدة. ويكون استعادته من خلال:
- الابتعاد عن تناول السكر وجميع النشويات البسيطة، ومنتجات الألبان، وأي شيء يحتوي على اللاكتوز.
- تناول البروبيوتك،
وهو مستعمرات بكتيرية حية من أنواع وسلالات معينة. وفي حالة وجود التهاب المهبل البكتيري أو حتى الكانديدا فإن أفضل سلالة مطلوبة من البروبيوتك لحل المشكلة هي (Saccharomyces boulardii). وقد أكدت الدراسات فعاليتها في القضاء على هذه المشكلة. وبعد الانتهاء من تناول الدورة الدوائية لها، يفضل تناول دورة دوائية أخرى تحتوي على سلالة (lactobacillus). كما يجب الاهتمام بتناول الأطعمة المخمرة مثل مخمر الملفوف (الساوركراوت) ولبن الكفير وشاي الكمبوتشا.
- تناول الثوم وزيت الزعتر البري (زيت الأوريجانو)،
فهي من أفضل الأمور لقتل البكتيريا الضارة وجرثومة المعدة.
- تناول براعم البروكلي والملفوف وعصير الملفوف،
فهي مهمة لقتل جرثومة المعدة، ومهمة لتعزيز مستويات الأستروجين الصحية.
- تناول الثوم النيء في حال عدم معاناتك من التهابات أو قرح في المعدة.
ويكون ذلك بتناول فصين من الثوم بعد تحطيمهم بعشر دقائق عن طريق بلعهم. أما إن كنت تعانين من التهابات في المعدة فمن الممكن أن تتناولي كبسولات الثوم المعمر (aged garlic).
إن كنتِ تعانين من جرثومة المعدة فيجب عليك علاجها من خلال اتباع البروتوكول السابق، وللمزيد من المعلومات عودي إلى حلقة ومقال علاج جرثومة المعدة.
2- علاج انخفاض الأستروجين:
- تناول الخضروات الصليبية مثل البروكلي، والكيل، والقرنبيط، والملفوف، وبراعم البروكلي. والحلبة
إن كنتِ تعانين من أي مشكلة صحية تسبب لك انخفاض الأستروجين، أو كنت في مرحلة انقطاع الطمث
- تناول مكملات (DIM) المهمة جدا لدعم المستويات الصحية لهرمون الأستروجين.
- تناول عشبة (Dong quai) أو حشيشة الملاك الصينية.
- تناول عشبة (Black cohosh).
وقد تحدثت عن هاتين العشبتين في مقال علاج الهبات الساخنة.
3- لاستعادة درجة حموضة المهبل الطبيعية:
- استخدام (Boric acid) وهو مركب يحتوي على البورون والأكسجين والهيدروجين، يتوفر على شكل تحاميل (لبوس) مهبلي، يساهم في استعادة درجة حموضة المهبل. ولكن يجب أن يتم التأكد من احتوائها على مركب حمض البوريك.
- الابتعاد بشكل تام عن استخدام أي منتجات تحتوي على العطور أو الكيماويات.
- أن تكون الملابس الداخلية مصنوعة من القطن 100%، ويفضل أن تكون أكبر من المقاس الطبيعي بدرجة واحدة لتوفر تهوية جيدة، لأن الرطوبة الزائدة تسمح بنمو البكتيريا بشكل أكبر من المطلوب.
- أن يتم تغيير الملابس الداخلية بشكل متكرر، مرتين في اليوم على سبيل المثال.
- الاهتمام جيدا بمسألة الرطوبة، مثل مراعاة التنشيف بعد استخدام الحمام بشكل جيد. كما يجب أن تتم عملية التنشيف من الأمام إلى الخلف وليس العكس لضمان عدم نقل أي بكتيريا من منطقة فتحة الشرج إلى منطقة فتحة المهبل أثناء التنشيف.
جميعها نقاط بسيطة قد تبدو بديهية للوهلة الأولى، ولكن في الحقيقة لا يعرفها جميع الناس، كما لا يفهم الجميع أن هذه الأمور البسيطة قد تكون سببا في تكرار المشكلة ووجودها.
التهاب المهبلي البكتيري مشكلة بسيطة وحلها سهل وبسيط بإذن الله. خطوات ليست كثيرة، ولكن المهم مراعاة الأسباب ومحاولة علاج المسبب الرئيسي، وليس العرض الناتج عن وجود المشكلة. فلو كانت الأعراض الموجودة لديك مختلفة عن التي ذكرناها وكنت تعانين من الإفرازات المهبلية البيضاء السميكة التي يشبه قوامها الجبن، فأنت تعانين من فرط نمو الفطريات. وقد تحدثنا عن هذه المشكلة وعلاجها في حلقة ومقال علاج الكانديدا.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر
بروبيوتك (saccharomyces-boulardii)
بروبيوتك (LactoBif Probiotics, 30 Billion CFU)
بذور البروكلي للتنبيت - Broccoli
ومن داخل مصر:
