تحذير من تناول النباتات والاعشاب في حالة وجود مرض مناعي أو مزمن 

" يفضل تجنب استخدام هذه النبتة من قبل مرضى المناعة الذاتية

(this plant is not recommended for autoimmune patients). "

هناك سؤال يتكرر بشكل مستمر بخصوص النباتات الطبية التي أتحدث عنها لعلاج اضطرابات المناعة الذاتية، يقول هذا السؤال: " كيف تقولين أن الكركم والجودوتشي والبوسيليا والتريفالا وزهرة الآلام وغيرها من النباتات الطبية أنها تساعد في علاج الاضطرابات المناعية، بينما كُتب عنهم في محركات البحث تحذيرات من استخدامهم من قِبَل مرضى المناعة الذاتية؟ ".

 هل النباتات الطبية ضارة فعلا لمرضى المناعة الذاتية؟

تعتمد إجابة السؤال على النهج الذي نحاول من خلاله علاج الخلل أو الاضطراب المناعي؟ فلو كنا نحاول التعافي من نقطة فرط نشاط المناعة، لذا نحتاج أن ندخل الجهاز المناعي في سبات، فسأقول طبعا هي كذلك، لن تنفعك، لأنها في الحقيقة تقوي جهاز المناعة ولا تضعفه.

 ولكن السؤال الأهم؟ هل استطاع هذا النهج في الحقيقة علاج أحد من قبل؟

هل هناك أحد اعتمد على الكورتيزون ومثبطات المناعة بأنواعها واستطاع التعافي من المرض وأوقف الدواء؟ ام أنه استمر في مرضه وساءت حالته مع الوقت؟

بالطبع لم يشفَ أحد، بل إن جميع مرضى المناعة الذاتية يعانون من تدهور الحالة مع الوقت. إذا نحن هنا لا نتحدث عن طريقة العلاج الصحيحة، بل إننا لا نستطيع القول أنه علاج أصلا، بل هو مسكن فقط، وليس علاجا.

 أما نهج علاج الاضطرابات المناعية الذي نتبعه، فيتلخص في معنى المرض وفهمه ومعرفة كيفية الإصابة به وإيقاف مسبباته ومحفزاته. ولفهم ذلك أكثر دعونا نبدأ منذ البداية:

يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،

لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية 

ماذا يعني اضطراب المناعة الذاتية؟ 

اضطراب المناعة الذاتية هو خلل حدث في جهاز المناعة، ونتج عنه رد فعل من الجهاز المناعي، فبدأ يرى الجسم على أنه عدوى، فيهاجم أجزاء وأنسجة معينة من جسم الإنسان المصاب عن طريق الخطأ. إذا ما يحدث هو خلل واضطراب، وليس فرط نشاط. وإن الفرق كبير جدا بين الأمرين. بدليل أمر بسيط جدا، هو أن غالبية مرضى المناعة الذاتية مناعتهم ضعيفة بالأصل، وليست قوية.

.

لذا فمن لا يعلم ما هو علاج الاضطراب المناعي، سيعطي المريض مثبطات مناعية توقف الجهاز المناعي تماما حتى لا يهاجم الجسم، فهل في ذلك أي من المنطق!

سيتسبب بقتل مناعة المريض وجعله عرضة لاضطراب مناعي آخر وآخر وجعله عرضة لأي عدوى بسيطة كانت أم قوية ومهما كانت بسيطة فستكون كافية لتدمير جسده لأن جهازه المناعي لا يعمل، دون أن يفكر حتى لبرهة، ما مصير هذا المريض وكيف سيستطيع استكمال حياته وكيف سيعيش بهذه الطريقة، ناهيك عن عدم حصوله على العلاج أصلا، وعدم توقف الهجمات، فمثبطات المناعة لا تمنع الهجمات بشكل تام.

الأمر شبيه بشخص لديه ابن طائش ومتهور، لا يعلم كيفية التصرف الصحيح معه. فبدلا من تعلمه طريقة يستطيع بها التفاهم مع ابنه ويقوّم سلوكه، ذهب وحبسه في غرفة مظلمة وهو مقيد. فكانت النتيجة هي خسارة ابنه للأبد، سواء بالموت من الحبس والجوع، أو بتدهور سلوكياته بشكل أكبر حين يخرج مرة أخرى من الغرفة. لذا فالتقييد ليس أفضل طريقة للتعامل مع اضطرابات المناعة الذاتية.

ما هي الطريقة الصحيحة للتعامل؟

في البداية أريد أن أنوه عن بعض الأمور:

1- إني أنقل لكم تجربتي في التعافي في المقام الأول، كما أنقل لكم نتيجة بحث ودراسة عن كل ما يمكن أن يساهم في تعديل جهاز المناعة، لأني أعلم أنه ليس باستطاعة الجميع القيام بهذا البحث. وإني مستمرة بسبب ثقتكم الكبيرة بي وبما أفعله، وسأبقى هكذا طالما كان هناك أشخاص يريدون التعافي.

2- من التعليقات التي تردني: "إن تجربتك ليست كافية لإثبات أي شيء تقولينه، من المؤكد أنك حالة خاصة!" وإني لا أعلم حقا ما الذي جعلني حالة خاصة؟ ما الذي فعلته ولا يستطيع غيري فعله؟ لقد غيرت نظامي الغذائي، والتزمت بالصيام المتقطع، ورفعت وعيي اتجاه الطعام، وأعطيت جسدي ما كان يحتاجه من معادن وفيتامينات وعناصر غذائية ونباتات طبية، واهتممت بصحتي النفسية والذهنية، ثم أوقفت الأدوية بعد استقرار حالتي، واتخذت من ذلك أسلوب حياة دائم. أي شخص يستطيع فعل ذلك وأكثر. كما أن هناك الكثير غيري يعملون على نقل تجاربهم في التعافي في كل مكان في العالم؛ حتى أن هناك أشخاص تعافوا من السرطان بذات الطريقة، لذا هي طريقة للشفاء من الأمراض، وليس الأمراض المناعية فقط، لأنه اتباع لأسلوب حياة صحي، لذا فإن أسلوب التشكيك هذا لا يصب في مصلحة أحد.

3- تحري الدقة في أي أمر أتحدث عنه أمر أساسي لدي، ولذلك فإني أنشر دائما في حلقات اليوتيوب مصادر الدراسات العلمية التي تحدثت عن فوائد النبتة التي أتحدث عنها، وكيف أنها قد عالجت بالفعل أناسا تمت دراسة حالتهم، وأشرح كل شيء بالتفصيل. ولا أتحدث عن نوع إلا بعد تجربته بنفسي لأتأكد من فعاليته وأمانه، لذا من الطبيعي ألا أضر نفسي.

4- أيضا هناك أشخاص يقولون لي بأني أصنع إعلانات مدفوعة للمكملات الغذائية التي أتحدث عنها. هل تعتقدون أني حينما أتكلم عن الكركمين فإني أمتلك خط إنتاج له مثلا؟ أو أني أمتلك حصة في جميع الشركات التي تنتج الكركمين في العالم؟ ذلك بالطبع ليس منطقيا.

وبمناسبة الحديث عن الكركمين، فهل يعقل أن أهم الأمور التي يتم نصح مريض المناعة الذاتية بتجنبه هو الكركم؟ فالكركم يعتبر من أكثر النباتات الطبية التي أجري عليها دراسات علمية، وثبت بالدليل القاطع كم هو فعال في تخفيف الالتهابات، خاصة الناتجة عن الالتهابات المزمنة، كما في حالات اضطراب المناعة الذاتية. لذا فنحن محتاجون للتفكير في أية معلومة وغربلتها قبل السماح لها بالدخول إلى الدماغ.

إذن لماذا أرشح نباتات طبية ونباتات أيورفيدية يقال أنها ممنوعة على مرضى المناعة الذاتية؟

لأن منهجي في التعامل مع اضطرابات المناعة الذاتية قائم على تعديل جهاز المناعة وليس تثبيطه، أي العمل على إصلاح الخلل في الجهاز المناعي الذي تسبب في بدئه بمهاجمة الجسم.

هل هناك ما يسمى بتعديل جهاز المناعة؟

أجل بالطبع، والنباتات التي أتحدث عن فوائدها دائما ما يكون لها خصائص معدلة للجهاز المناعي، وذلك مذكور في دراسات علمية، وحالات تعافت بعد استخدام هذه الأنواع من النباتات الطبية.

هل تناول النباتات الطبية يتسبب بحدوث هجمات بعد تقوية الجهاز المناعي؟

بالطبع لا، لأن تقوية جهاز المناعة لا يتسبب بحدوث الهجمات ولكن بشرط، أن يكون النظام الغذائي صحيا، لا يحتوي على المحرضات على الالتهاب، مثل تناول السكر ليلا ونهارا، أو تناول الطعام المعالج والمصنع.

فإن كان نظامك الغذائي سيئا، وأنت مصاب بمقاومة الأنسولين، وتتعرض للضغوط والتوتر وتتناول نبتة طبية وتحدث لك هجمة، فلا تتهم النبتة بذلك، أو أن تتهمني. فنظام حياتك مهم في التحريض على الهجمات أو كبحها. فهو نظام حياة متكامل، وتناول النبتة الطبية جزء منه، وهذا النظام قائم بالأصل على تغيير العادات الخاطئة وأهمها نظام الطعام، لذا إما أن تلتزم به كاملا، أو فلن تحصل على النتيجة المرجوة.

هل تستطيع النباتات الطبية وحدها معالجة الاضطرابات المناعية؟

بالطبع لا، فلن يستطيع أمر واحد مهما كان قويا وخارقا على تعديل جهاز المناعة، وإلا لما كان مرضا صعبا. وإن تعديل جهاز المناعة يحصل نتيجة إصلاح المشاكل التي أدت إلى حدوث اضطرابات المناعة الذاتية. وإن محفزات ظهور اضطرابات المناعة الذاتية هي محفزات جسدية مرتبطة بمشاكل صحية أخرى؛ مشاكل نفسية مرتبطة بالحالة النفسية ومستوى التعرض للضغوط النفسية والصدمات، وذهنية مرتبطة بأفكارنا ووعينا، وبيئية مرتبطة بظروفنا وعاداتنا اليومية مثل طريقة الأكل والشرب والنوم. عند إصلاح كل ذلك وتقوية جهاز المناعة وتعديله ستتعافى، لأن الأسباب في حدوث المرض ستكون قد انتهت.

يمتلك الجسم قدرة رهيبة على إصلاح نفسه، ولكن الفكرة أننا لا نعطيه الفرصة لإصلاح نفسه، بل على العكس، نقوم بإعطائه السموم طوال الوقت. وهنا يقف الجسد غير قادر على فهم الموقف والتعامل معه؛ هل يجب أن ينقي نفسه من السموم، أو أن يحرق الطعام الذي يدخل إليه باستمرار دون توقف، ولا يعلم ما الذي سيحرقه وما الذي سيقوم بتخزينه، ولا كيف سيتأقلم مع الضغوط النفسية ويخفف التوتر الذي يدمر خلاياه.

نحن محتاجون لإراحة أجسادنا من العبء الثقيل الذي نحمله طوال الوقت، ونعطي أجسادنا ما تحتاجه من فيتامينات ومعادن وصيام عن الطعام، وهي قادرة على إصلاح وتعديل ذاتها جيدا دون اللجوء إلى حلول فاشلة ومدمرة مثل تناول المثبطات المناعية.

أتمنى أن أكون قد استطعت الرد على السؤال وإيضاح الصورة بشكل جيد، حتى لا يحدث لبس أو تردد لدى أي شخص يفكر باستخدام نبتة طبية معينة بسبب تحذيرات من هذا النوع.