كيف ساعدني على تحسين البصر وتجاوز الجلطة الدماغية؟
أتناول حبتين من الجوز البرازيلي يوميا
هل تعرفون ما هي أكبر كارثة تواجه البشرية في عصرنا الحالي؟ هي إحدى العوامل المهمة التي تسببت في انتشار الأمراض المناعية والأمراض المزمنة، وعلى الرغم من ذلك لا يتكلم عنها أحد، ألا وهي نقص المعادن. حيث أن نقص المعادن يعمل على تغيير التعبير الجيني، فيغير في شكل الجينات والمادة الوراثية، وهو أمر خطير جدا.
إن السيلينيوم واحد من أهم المعادن التي على الأغلب جميعنا يعاني من نقص فيها، لأنها اختفت تقريبا من أنظمتنا الغذائية. ولأنهم لا يعلّمونا أو يعملون على توعيتنا عن المعادن وأهميتها، فقد كنت أحد الأشخاص الذي كان يعاني من نقص حاد في السيلينيوم دون أن أعلم، وعلمت ذلك حين مررت بمجموعة كبيرة من الكوارث ارتبطت جميعها بنقص معدن السيلينيوم. ولأننا لا يجب أن نمر جميعنا في ذات المشاكل، فواجب على من مرّ بمشكلة وفهمها واستطاع تخطيها أن يضع المشكلة والتجربة أمام الآخرين حتى يتجنبوها ويتفادوا الوقوع فيها.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
ما هو السيلينيوم:
هو واحد من المعادن النادرة (trace minerals)، وهي المعادن التي يحتاجها الجسم بكميات ضئيلة ولكن بشكل أساسي، ويتم الحصول عليها من الطعام. وهو مهم جدا لوظائف كثيرة في جسم الإنسان، ولكن الأهم والأبرز أنه ضروري وأساسي للجسم ليعمل على تحويله إلى (selenoprotein) المهم لإنتاج (glutathione) الذي يعتبر أكثر نوع من مضادات الأكسدة يستطيع جسم الإنسان إنتاجه. وإن أهم وظيفة للجلوتاثيون هي حماية الجسم من خطر الجذور الحرة، أي حماية الجسم من السرطانات. كما أنه يحمي الكبد من خطر الإجهاد التأكسدي المرتبط مباشرة بخطر ولادة أطفال ناقصي النمو أو ذوي أوزان منخفضة عند الولادة، وهي إحدى الأمور التي حدثت معي.
لماذا يعاني الجميع من نقص السيلينيوم؟
إن مصادر السيلينيوم هي مصادر حيوانية تتغذى على النباتات التي أصبحت فقيرة جدا بالمغذيات وبالتحديد السيلينيوم. وذلك لأن توزيع السيلينيوم في التربة حول العالم غير متساوي، فوجوده في الغالب مقترن بوجود اليود، لذلك فإنه يتواجد بوفرة أكبر في المناطق القريبة من البحر، أما في الأماكن البعيدة فهو إما غير موجود أو أنه شحيح جدا. وكانت الأمور تسير جيدا حتى بدأ الإنسان بتصنيع واستخدام الأسمدة الكيماوية ووضعها للنباتات لإمدادها بعناصر بعينها تجعل شكلها ونموها أفضل، هنا بدأ يعبث في الطبيعة فأحدث الخلل.
مشكلة الأسمدة الكيماوية أنها معادن محضرة في المعمل من صيغة صناعية تعمل على تغيير عملية امتصاص المعادن الطبيعية، فمثلا طبيعة جذر النبات أنه قادر على امتصاص السيلينيوم حين يكون موجودا مع الفسفور بشكل طبيعي وشبه متساوي في التربة، ولكن بسبب استخدامه أسمدة صناعية (أرخصها وأكثرها انتشارا سماد N-P-K) تحتوي على الفسفور لتكثير المحصول، أصبحت نسبة الفسفور في التربة أعلى بكثير من السيلينيوم دون التفكير ولو لوهلة بتعويض عنصر السيلينيوم مما جعل قدرة النبات على امتصاص السلينيوم معدومة، وبالتالي أصبح فقيرا جدا أو خاليا من السيلينيوم. بالتالي فإن الحيوان الذي يتغذى على هذه النباتات لن يحصل على السيلينيوم، ولا حتى الإنسان الذي يتغذى على هذا الحيوان والنبات، لهذا السبب يحدث نقص السيلينيوم.
أعراض نقص السيلينيوم:
- ضعف المناعة.
- تعب عام وإرهاق طوال الوقت دون داع.
- ضعف العضلات فلا تستطيع التمرن.
- تساقط الشعر.
- مشاكل الإنجاب.
أما خطورته تكمن في حال حدوث نقص لفترات طويلة.
تجربتي مع نقص السيلينيوم:
منذ 18 عاما كنت في مدرستي الإعدادية، لأصاب فجأة بصداع متكرر كلما أردت الدراسة أو التركيز مع المدرسين لفترات طويلة. بعد فترة من الشكوى ذهبت بي أمي إلى الطبيب للتأكد إن كان السبب هو مشكلة في النظر أم شيء آخر. بعد الكشف تبين أني كنت أعاني من إعتام عدسة العين، أي وجود الماء الأبيض أمام عدسة العين. قد يكون سبب ذلك هو العامل الوراثي أو الإصابة بسبب سقوط أو اصطدام قوي، والحل هو عملية لن تساعد على استرجاع النظر، ولكنها تمنع التدهور فقط. فقمت برفض القيام بالعملية، ولم أقم بها حتى الآن.
قد تتساءلون عن علاقة كل ذلك بالسيلينيوم، إن إحدى مضاعفات السيلينيوم هي اعتام عدسة العين. حيث تؤكد الدراسات أن عدسة العين المصابة بالإعتام تركيز السيلينيوم فيها لا يتجاوز الـ 15% من تركيز السيلينيوم في عدسة العين الطبيعية، وكمية الجذور الحرة في سائل عدسة العين يتجاوز 25 ضعفا من العدسات غير المصابة. بعدما كبرت وأنهيت تعليمي وتزوجت وأنجبت، رزقت بطفل ذو وزن قليل، فقد كان يزن 1400 جراما تقريبا عند الولادة، مع العلم أني أصلا ولدت بوزن قليل أيضا.
إن نقص السيلينيوم يرفع احتمالية ولادة أطفال بوزن ناقص، والأولاد الذي يولدون بوزن ناقص عند الولادة في الغالب يعانون من نقص السيلينيوم، فهي سلسلة تورث غالبا من جيل إلى جيل، وإن لم يتم كسرها ستستمر، وكلما استمرت زادت خطورتها لأنها تغير في الجينات التي نورثها لأطفالنا. بعد ولادتي بأيام قليلة أصبت بجلطة دماغية، وإن الجلطة الدماغية تحصل نتيجة تجمع أكثر من عامل خطورة، أحدها هو نقص السيلينيوم. وقد أكدت الدراسات أن السيلينيوم يحمي من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. فقد أجريت دراسة على 81 شخص أصيبوا بالفعل بأزمات قلبية من قبل، نصفهم تناول 100 ميكروجرام من السيلينيوم، ونصفهم الآخر تناول دواء وهميا لمدة ستة أشهر. أسفرت الدراسة عن حدوث أربع إصابات بأزمات قلبية مميتة وأزمتين غير مميتتين لدى المجموعة التي تناولت الدواء الوهمي.
بعد إصابتي بالجلطة الدماغية بشهور قليلة اكتشفت إصابتي بالتهاب المفاصل الروماتويدي. وإن نقص السيلينيوم عموما مرتبط بضعف المناعة وزيادة عمليات الأكسدة والجذور الحرة وتغيير التعبير الجيني. وعند حصول ذلك من الممكن جدا التسبب في حدوث أي اضطراب مناعي. في نظري أن المشكلة الحقيقية هي أنه لم يخبرني أحد أنه علي تناول السيلينيوم أو أغير نظامي الغذائي أو الاهتمام بطعامي أو التوقف عن تناول السكر. ولكن كل ما كان يحدث هو زيادة عدد الأدوية التي أتناولها لأن الأمراض تزيد. والآن ولله الحمد لم أعد أتناول أي دواء، وهكذا انتهت حكايتي مع نقص السيلينيوم فقد أصبحت أحصل عليه من مصدر طبيعي.
هل هناك مشاكل أخرى يتسبب بها بنقص السيلينيوم؟
إن لنقص السيلينيوم لفترة طويلة مضاعفات مهمة:
- التهاب الغدة الدرقية المناعي (الهاشيموتو) مرتبط بشكل قوي جدا ومباشر مع نقص السيلينيوم واليود، فكما هما مرتبطان في التربة فهما مرتبطان في جسم الإنسان، لذا لا يتوجب تناول اليود دون سيلينيوم أو تناول سيلينيوم دون يود. وكما أن اليود مهم وأساسي لإنتاج هرمون الغدة الدرقية (T4) فالسيلينيوم مهم لتحويل (T4) إلى الصيغة النشطة منه (T3) ليستطيع الجسم استخدامها.
- ولأن السيلينيوم مهم لعمل الغدة الدرقية فإنها تقوم بمراكمته واستخدامه بشكل مختلف عن بقية أنسجة الجسم، فالسيلينيوم واليود معادن مهمة جدا لأي مرض مرتبط بخلل في الغدة الدرقية سواء كان هاشيموتو أو قصور الغدة الدرقية أو تضخم الغدة أو جريفز.
- كما أن السيلينيوم مهم جدا لتقوية المناعة، فنقصه يسبب ضعف المناعة لأنه يتسبب في ضعف كرات الدم البيضاء، فخلايا الدم البيضاء تقتل البكتيريا والفيروسات وأي جسم غريب مهدد لجسم الإنسان، كما تقتل أيضا الخلايا السرطانية.
- أيضا السيلينيوم أحد عوامل نقص الخصوبة أو العقم لدى الرجال لأنه يخفض من جودة السائل المنوي الذي يؤثر سلبا على حركة الحيوانات المنوية.
مصادر السيلينيوم وجرعته:
إن أهم مصادر السيلينيوم كما تقول الكتب هي:
- الجوز البرازيلي.
- الخميرة.
- المأكولات البحرية.
- اللحوم.
ولكن شرحنا كيف أن النباتات بالأصل تعاني نقصا في السيلينيوم، وبالتالي الحيوانات التي تتغذى على هذه النباتات لديها فقر في السيلينيوم، والأسماك التي نأكلها هي أسماك مزارع، وبالتالي فإني لا أعتقد باحتوائها على السيلينيوم.
لذا فالمصدر الطبيعي الأفضل هو نوع من المكسرات اسمه الجوز البرازيلي. يكفي منه حبتان يوميا للكبار، وحبة واحدة للأطفال. فجرعة السيلينيوم اليومية هي 55-200 ميكروجرام، والحبة الواحد تحتوي على 60 ميكروغرام من السيلينيوم.
بإمكانكم استخدام أي نوع ولكن عليكم قبلا:
- التأكد أنه عضوي، لأن ذلك الأمر الوحيد الذي يضمن أنه لم يتعرض للأسمدة أو المبيدات الكيماوية، بالتالي فإنه يحتوي على السيلينيوم.
- يجب نقع الحبة أو الحبتان اللتان سيتم تناولهما في الماء ليلة كاملة للتخلص من (Phytic acid) الذي يمنع الجسم من امتصاص السيلينيوم الموجود في الجوز البرازيلي.
- يجب تناول اليود إما من الملح البحري والمصادر الطبيعية مثل الأسماك والمأكولات البحرية، أو تناول 200 ميكروغرام على الأكثر من اليود يوميا.
يتوفر السيلينيوم على شكل مكملات غذائية، وإن أفضل صيغة له من المكملات هي (selenomethionine)، بالإمكان تناوله بجرعة تصل إلى 200 ميكروغرام يوميا إن لم يتوفر الجوز البرازيلي.
كلمة أخيرة:
السيلينيوم معدن مهم وأساسي جدا لجسم الإنسان لذا عليكم الاهتمام بتعويض نقصه ونقص بقية المعادن، لأنه أمر أساسي جدا لصحتنا، من الممكن أن يحمينا من أمراض خطيرة بمنتهى السهولة. والوقاية دائما خير وأسهل من العلاج.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر
الجوز البرازيلي العضوي ( organic brazil nuts)
ومن داخل مصر:
