logo

تسجيل الدخول

اشتراك جديد
البحث
البحث
الصيام المتقطع والهرمونات الجنسية
بقلم : ندى حرفوش
blog-img
هرمون الأندروجين هو أكثر هرمون مرتبط بانقطاع الدورة الشهرية وفوضى الدورة الشهرية لدى السيدات، فارتفاعه يسبب الإصابة بمتلازمة تكيسات المبايض. والصيام المتقطع يعمل على خفض مستويات الأندروجين. في هذا المقال تشرح ندى حرفوش تأثير الصيام المتقطع السلبي والإيجابي على السيدات، وطريقة تجنب السلبيات.

خطورة الصيام المتقطع على الهرمونات الجنسية والدورة الشهرية

الحقيقة الكاملة بالدراسة والتجربة

 

 

صيام متقطع

 

دائما ما نسمع تحذيرات من القيام بالصيام المتقطع، خاصة للسيدات وأنه يتسبب باضطراب الهرمونات وانقطاع الدورة الشهرية لديهن، وهو ما يعتبر الكذبة الأشهر على الإطلاق. فلو كنتِ تريدين اتباع الصيام المتقطع وتخافين ذلك بسبب سماعك أن الصيام يؤثر على الإناث، وأن عليهن ألّا يصمن أكثر من 16 ساعة حتى لا تضطرب هرموناتهن وينقطع طمثهن، أو أنك قمتِ بالصيام وتعرضتِ فعلا لاضطراب أو انقطاع الطمث فسأقول لك سبب حدوث ذلك ولماذا. وسأحدثك عن طريقة القيام بالصيام المتقطع بشكل آمن، وبالتالي لو كانت دورتك الشهرية مضطربة فستعود للانتظام مرة أخرى وتتحسن صحتك وتضبط هرموناتك.

سأتحدث في هذا المقال عن الصيام المتقطع وعلاقته بالهرمونات الأنثوية، وكيف أن الصيام المتقطع صحي للنساء أكثر من الرجال، عكس ما يتم الترويج له.

 

يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،

لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية 

 

 

ما هو الصيام المتقطع؟

الصيام المتقطع ليس نظام حمية بهدف فقدان الوزن، وإنما هو وسيلة فقط لتنظيم طريقة تناولنا للطعام خلال اليوم، على أن نأكل في أوقات معينة، ونصوم لعدد ساعات محددة، ولا نأكل طوال اليوم دون شعور بالجوع، لأن هذا سلوك تأثيره سلبي جدا على الصحة.

 

 

أما فقدان الوزن فهو من التأثيرات الثانوية لعملية تنظيم فترات تناول الوجبات أو الصيام المتقطع، ولكن أهمية الصيام المتقطع وفوائده وتأثيراته الإيجابية على جسم الإنسان أكبر بكثير من التخسيس، فالصيام المتقطع يساهم في رفع مستويات هرمون النمو وتحفيز عملية الالتهام الذاتي التي تخلص الجسم من الخلايا المتضررة، بالتالي حماية الجسم من الإصابة بالأمراض والمساهمة في علاج كثير من الأمراض المزمنة. وقد ساعدني الصيام المتقطع في التعافي من الروماتويد، لأنه يقلل مستويات الالتهاب ويؤخر عملية التقدم في السن والشيخوخة، ويساهم في ضبط مستويات سكر الدم وتحسين الحالة النفسية والذهنية. إلى جانب مساهمته في علاج السرطانات، وهذا طبعا في حالة الصيام لفترة طويلة، وهو ما تحدث عنه العالم الياباني يوشينوري أوشومي الفائز بجائزة نوبل عن اكتشافه عملية الالتهام الذاتي التي أحدثكم عنها، ودورها في علاج السرطانات، ولو أحصينا فوائد الصيام المتقطع فلن أنهي المقال لأن فوائده معروفة منذ آلاف السنين، فكل الشعوب القديمة كانت تصوم بطرق وتوقيتات مختلفة.

 

كيف يمكن أن يتسبب الصيام باضطراب الهرمونات وانقطاع الطمث وعقم السيدات؟

في الحقيقة ليس الصيام هو المتسبب بذلك، ولكن السبب هي الأمور التي نقوم بها مع الصيام المتقطع. وقد أظهرت الدراسات والأبحاث عن تأثير الصيام المتقطع على الهرمونات الآتي:

 

 

1- هرمون الأندروجين:

هو أكثر الهرمونات ارتباطا وشيوعا باضطراب وانقطاع الدورة الشهرية عند السيدات، فهو أحد هرمونات الذكورة. ويمتلك الجميع (إناثا وذكورا) هرمونات ذكورة وأنوثة بدرجات متفاوتة، ولكن هرمونات الذكورة أعلى لدى الذكور، وهرمونات الأنوثة أعلى لدى الإناث، وتبقى جميع الهرمونات موجودة لدى الجنسين.

يتسبب هرمون الأندروجين بمشاكل كثيرة لدى السيدات، مثل الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض التي من أعراضها اضطراب وانقطاع الدورة الشهرية، وتساقط الشعر، وزيادة ظهور الشعر في أماكن غير شائعة لدى الإناث مثل الوجه وغيره.

 

ما سبب رفع مستوى هرمون الأندروجين والإصابة بمتلازمة تكيسات المبايض؟

السبب هو الإصابة بمقاومة الأنسولين وارتفاع مستويات السكر في الدم، ويحدث ذلك بسبب الإفراط في أكل السكر والنشويات والأطعمة المصنعة. هناك دراسة عملية تقول أن الصيام المتقطع يعمل على خفض مستويات الأندروجين، ما يعني أن تأثير الصيام المتقطع جيد وإيجابي على السيدات، وأنه أفضل للسيدات من الرجال، كون هرمون الأندروجين هرمون ذكورة. ولا يعني هذا الكلام أن الصيام سيئ للرجال، بل هذا رد على ادعاءات أنه خطر على السيدات.

هذا يعني لو أن دورتك الشهرية غير منتظمة ولديك تكيسات مبايض ومقاومة أنسولين فالصيام سيعالجك ويجعل دورتك الشهرية تنتظم مرة أخرى.

 

 

2- هرمونات الإباضة (الأستروجين والبروجيسترون):

أما بالنسبة للهرمونات المهمة لعملية التبويض وحدوث الدورة الشهرية، وهما الأستروجين والبروجيسترون، فالصيام المتقطع ليس له أي تأثير سلبي عليهما. ولكن هناك مواقع طبية تقول أن الصيام المتقطع يؤثر عليهما عن طريق التأثير على ما يسمى (Kisspeptin)، وهو نوع من البروتينات الموجودة في المخ، تلعب دورا كبيرا جدا في التحكم في إفراز الهرمونات الجنسية، ومنها الأستروجين والبروجسترون.

وبينما تقول المواقع الطبية ذلك، نجد الدراسات العلمية تقول أن الصيام المتقطع يؤثر على (Kisspeptin) فعلا ولكن بشرط وجود حمية قاسية؛ يكون فيها مدخولك من السعرات الحرارية أقل من احتياج جسمك، بالترافق مع سوء التغذية ونقص العناصر والتمارين الرياضية الشاقة. ويعني ذلك أن الصيام مع تناول ما يكفي من السعرات والعناصر الغذائية لن يكون له أي تأثير سلبي على الهرمونات.

 

 3- الهرمون المنشط للحوصلة (follicle stimulating hormone (FSH)):

دوره تنظيم عملية حدوث الدورة الشهرية وإنتاج البويضات، ولا دليل على أن الصيام المتقطع يؤثر عليه بشكل سلبي. والأمر الذي له تأثير سلبي وفعال على هذا الهرمون هو نقص الأحماض الدهنية الأساسية، وهو ما سينقلنا إلى النقطة التالية:

 بما أن الصيام ليس له تأثير سلبي على هرمونات الأنوثة أو الهرمونات الجنسية، لماذا هناك إناث يعانين من اضطراب الهرمونات مع الصيام وانقطاع الدورة؟

هناك عدة أسباب لذلك:

1- اتباع الصيام المتقطع مع أنظمة عجز السعرات:

حيث أن أغلب الإناث يتّبعن نظام الصيام المتقطع بهدف فقدان الوزن، لذا فإنهن يقمن بتقليل الطعام أو تقليل السعرات الحرارية، سواء كان بقرار منهن أو بإرشاد من أخصائي أو طبيب تغذية. في هذه الحالة يحصل سيناريو من اثنين:

- إما أن تبدأ بتقليل طعامها عن طريق تقليل مصادر النشويات والدهون، مثل الخبز والأرز والزيت والسمن في نظامها الغذائي، لأن هذه أكثر الأطعمة التي تحتوي على سعرات ومتعارف عليها بأنها تتسبب في زيادة الوزن. وهكذا تكون قد قللت سعراتها الحرارية بشكل غير محسوب، وبالتالي أصبحت تأخذ سعرات حرارية أو مصادر طاقة أقل من احتياج جسدها، إلى جانب أنها قللت نافذة الطعام مع الصيام، أي أن عدد وجباتها أصبح أقل، وبالتالي باتت كمية الطعام أقل، مما يتسبب في عجز شديد في السعرات الحرارية، وبالتالي اضطراب في الهرمونات.

 

- أو أن تتابع أخصائي أو طبيب أو مدرب حياة، فيعمل على تقليل عدد السعرات بشكل محسوب، فهو يرى مثلا أنها تحتاج 1200 سعرة حرارية بشكل يومي، ولتقليل السعرات، فإن أول ما يفكر فيه هو وقف تناول الدهون لأنها تحمل الكثير من السعرات الحرارية، فتصبح الوجبات خالية من الدهون والدسم. ولكن الدهون أمر أساسي في النظام الغذائي، وإن عدم وجود دهون صحية كافية في نظامك الغذائي يؤثر على هرموناتك ويتسبب في اضطراب الدورة الشهرية.

 

هناك نقطة أخرى تخص موضوع عجز السعرات وتقليل الطعام. وهو أن معظم الإناث اللواتي يعانين مع الحمية وفقدان الوزن يكون لديهن مشكلة في الحرق، إما لمشاكل في الغدة الدرقية، أو لبطء الحرق لديهن؛ حيث تواجه أجسادهن صعوبات في تحويل الطعام إلى طاقة بسبب مشاكل في استقلاب الطعام. لذا فإن عدم الاهتمام بإصلاح هذه المشاكل وتقليل كمياتها يجعل الجسم غير قادر على إنتاج الطاقة أصلا، ثم يجد كميات طعام أقل من حاجته فيبدأ بالتأقلم على طاقة أقل، الأمر الذي يبطئ الحرق أكثر، فيصبح من الصعب فقدان الوزن، ليتطور ذلك إلى اضطراب في الهرمونات.

 

2- تطبيق الصيام المتقطع بطريقة خاطئة مع أنظمة الكربوهيدرات المنخفضة:

إن اتباع الصيام المتقطع مع نظام غذائي قليل الكربوهيدرات (كيتو، لو كارب، باليو) هو أفضل شيء من الممكن أن تصنعه لجسدك، ولكن لو قمت بذلك بشكل خاطئ فمن الممكن أن يتسبب لك باضطراب هرموني. ويحدث الخطأ في هذه الأنظمة الغذائية التي لا تتبع نظام السعرات الحرارية وإنما تقليل نسبة الكربوهيدرات، بسبب:

 

- تقليل النشويات أو قطعها تبعا للنظام الغذائي المتبع دون تعويض ذلك بزيادة الدهون الصحية: فمثلا أن تتبع نظام الكيتو وتقطع النشويات ولا تعوض ذلك بزيادة الدهون الصحية. أو أن تتبع نظام اللو كارب وتتناول القليل من الكربوهيدرات دون زيادة الدهون الصحية. ذلك من شأنه قطع مصدر الطاقة، فالطاقة هنا معتمدة اعتمادا كبيرا أو حتى تاما على الدهون.

 

- عدم تعويض نقص المعادن. فالأنظمة العادية التي يأكل بها كل الناس مليئة بالكربوهيدرات: من سكر ونشويات، الأمر الذي يتسبب باحتباس الماء (water retention) بشكل كبير، لذا حين يتم قطع الكربوهيدرات من النظام الغذائي، يبدأ الجسم في التخلص من السوائل المحبوسة في الجسم، ويفقد معها الأملاح والمعادن؛ من صوديوم وبوتاسيوم ومغنيسيوم، وإن نقص هذه الأملاح والمعادن يتسبب بشكل مباشر في عدم انتظام الهرمونات. ويكون الحل بـ:

 
تعويض هذه الأملاح والمعادن:

فالصوديوم يتم تعويضه من خلال تناول الملح البحري أو ملح الهيمالايا، وليس ملح المائدة العادي. أحيانا لا تكفي الكمية الموجودة في الطعام في سد حاجة الجسم من الصوديوم خاصة مع بداية الحمية وفقدان السوائل، لذا من الممكن تناول ربع ملعقة من ملح الهيمالايا أو الملح البحري المذاب في كوب من الماء وتناوله أثناء الصيام، فذلك من شأنه رفع مستوى الطاقة والتركيز، فالصوديوم مهم جدا لأجسامنا ولا نستطيع العيش دونه.

 

 

 o تناول مسحوق الشوارد (electrolytes powder):

لأنه يحتوي على جرعات كبيرة من الصوديوم والبوتاسيوم. من الممكن شراؤه ومن الممكن صنعه في المنزل. لمعرفة طريقة صناعته في المنزل من هنا.

 

 

 المغنيسيوم:

فمن الممكن تعويضه من الخضروات الورقية، فلو كنا نتناول خضار ورقية بشكل كاف فمن الممكن عدم الحاجة لتناول مكملات المغنيسيوم. ولكن هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من هضم الألياف الموجودة في الخضروات الورقية، لذلك هم يحتاجون إلى تناول المغنيسيوم من المكملات الغذائية.

 

 

- تناول الأحماض الدهنية الأساسية (Omega-3):

فمن شأنها المساعدة في عودة الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية وانتظامها. للمزيد عن أوميجا 3 اقرأ المقال من هنا.

 

 

أخيرا:

تستطيعين الصيام عدد الساعات الذي تريدينه سواء كان 18 أو 20 أو حتى 23 ساعة دون مشاكل -وليس 16 ساعة فقط- كما يقولون، فالصيام أفضل لصحتك ونفسيتك. فقط عليكِ اتباع والالتزام بجميع النقاط السابقة، وبالطبع التدرج في الصيام، فلا يصح البدء بـ 16 ساعة من الصيام مرة واحدة، بل عليكِ البدء بـ 10 أو 12 ساعة من ضمنهم ساعات النوم، ثم زيادة عدد الساعات تدريجيا كلما تأقلمتِ على الوضع.

 كما عليكِ معرفة أن عملية الالتهام الذاتي لا تبدأ قبل إتمام 16 ساعة من الصيام. فلو كنتِ تصومين صياما متقطعا لتتحسن صحتك أو تتعافين من مرض معين فيتوجب عليكِ الصيام أكثر من 16 ساعة.

 وأخيرا، الصيام ليس اختيارا، بل هو أمر يفترض فعله، فلا داعي لبث الرعب في النفوس من الصيام وكأنه بدعة أو اختيار جديد. فالبشرية جمعاء تصوم منذ أن وجدت على الأرض، ولكن الحياة المدنية والرفاهية وتوحش شركات الأغذية والوجبات السريعة جعلتنا ننسى كل ما هو طبيعي، وأن نصبح أشخاصا يستهلكون الطعام طوال الوقت، وأن نخيف الآخرين من الصيام ومما هو طبيعي. لذا عليكم الانتباه والبحث عن الحقيقة.

 

 

لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر:

زيت كبد سمك القد النرويجي

ماغنسيوم شيلات - Whole food

مسحوق الشوارد

مسحوق مرق العظام

ملح بحري

 

ومن داخل مصر: 

Keto supplements

الصيام المتقطع
هرمونات جنسية
فقدان الوزن
هرمون الأندروجين
اضطراب الهرمونات
متلازمة تكيس المبايض
هرمون الأستروجين
هرمون البروجيسترون
الهرمون المنشط للحوصلة
نظام عجز السعرات
نشويات
سكريات
دهون صحية
مسحوق الشوارد
أحماض دهنية أساسية
أوميجا 3
مغنيسيوم
صيام
كيتو
نظام غذائي
حمية منخفضة النشويات
التهام ذاتي
نقترح عليك
ذات صلة