التصدي للسكري: استراتيجيات وقائية وعلاجية في مواجهة جائحة العصر
قام الاتحاد الدولي لمرضى السكري (international diabetes federation) بنشر إحصائية حديثة لتعداد مرضى السكر حول العالم، وأطلس لجغرافيا انتشار مرض السكر في كل قارة وإقليم في نهاية عام 2021. وأوضح البحث حجم الارتفاع في نسبة الإصابة بمرض السكر مقارنة بسنة 2019، أي قبل حوالي سنتين، وقد كانت النتائج صادمة وضخمة. لذا حان وقت التوعية لحماية الناس من جائحة السكر التي تصيب الجميع. فإن من لا يحمي نفسه سيجد نفسه في عداد المصابين بالسكري، حيث أن أعلى معدل لانتشار مرض السكر موجود في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط (أي المنطقة العربية).
هذا المقال موجه للأصحاء قبل مرضى السكري، ومهم للأشخاص المصابين بمقاومة الأنسولين، أو من يقفون على عتبة السكري.
إحصائية الاتحاد الدولي لمرضى السكري (international diabetes federation)
تقول الإحصائية أن 537 مليون شخص كانوا يعانون من مرض السكري حول العالم في نهاية 2021. أي أكثر من نصف مليار شخص. هذا الرقم معناه وجود 16% زيادة في أعداد المصابين مقارنة بسنة 2019، أي أن هناك 74 مليون شخص قد أصبحوا مرضى سكري خلال سنتين فقط، أي ثمانية أشخاص من كل مئة شخص يصابون بمرض السكري كل عام.
كما وضح أطلس الدراسة ذاتها، أن نسبة المصابين بمرض السكري حول العالم يقارب 10.5% من إجمالي تعداد السكان، وأن 44% من البالغين لم يتم تشخيصهم، وهو ما نطلق عليه مقاومة الانسولين. وأن هذه الأرقام سترتفع عام 2030 لتصل 11.3%، و12.2% عام 2045. ليكون عام 2045 فيه 783 مليون مصاب بالسكري حول العالم من البالغين، دون إحصاء الأطفال والمراهقين، وهذا معناه زيادة تصل إلى 46% في نسبة الإصابة.
وتقول الإحصائية الأخيرة أن مرض السكري تسبب في 6 مليون و700 ألف حالة وفاة عام 2021، بمعدل إنسان كل 5 ثواني...
الأرقام الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (المنطقة العربية)
تحتل مصر المرتبة الأولى في معدلات الإصابة بمرض السكر، لأن التعداد السكاني كبير جدا، فمن المنطقي أن تكون الأعداد كبيرة، ولكن نجد أن النسبة كبيرة أيضا. وإن هذه الأرقام منطقية جدا حينما نجد أن مصر هي الدولة الأولى عالميا في استيراد القمح، إلى جانب ارتفاع الإنتاج المحلي منه. وإن استهلاك القمح بشكل مرتفع يعني استهلاك كربوهيدرات بشكل مرتفع وبالتالي ارتفاع نسبة السكر في الدم.
في عام 2020، نجد أن مصر استوردت 12 مليون و900 ألف طن من القمح للحكومة والقطاع الخاص. والأرقام تقول أن هناك 10 مليون و900 ألف شخص بالغ في مصر مصاب بالسكري، أي 20.9%، دون شمل الأطفال ضمن التعداد.
بينما تحتل السعودية المرتبة الثانية، بإجمالي 4.3 مليون شخص، و بنسبة 18.7%. نجد بعدها السودان بـ 3.5 مليون، ثم المغرب، ثم الجزائر، ثم سوريا، ثم الإمارات.
وبالطبع تمتلك باقي الدول العربية إصابات بالسكري، لكن هذه الدول هي التي تتصدر القائمة بالترتيب.
لو قارنا عدد الوفيات التي تسبب بها "الفيروس إياه" منذ ظهوره بكل أشكاله وطفراته وهي 5 مليون و870 ألف شخص، بعدد وفيات السكري خلال سنة واحدة وهي 6 مليون و700 ألف حالة وفاة ، لوجدنا أن وفيات "الفيروس إياه" أقل بكثير من وفيات السكري خلال سنة واحدة. ولكن لا أحد يقول خذوا حذركم وإجراءاتكم الوقائية من مرض السكري، ولا يصرح أحد بأنه هو الجائحة الحقيقية التي تغتال الجميع.
أعراض ما قبل السكري
1- زيادة الوزن:
ليس من الطبيعي أن يخزن جسم الإنسان دهونا لدرجة أن يكون لديه زيادة ملحوظة في الوزن. فالشخص الذي يعيش ضمن نمط حياة صحي، من تناول طعام صحي، والحصول على نوم جيد، والقيام بالتمارين الرياضية، وعدم التعرض لضغوط مستمرة، لن يكون لديه وزنا زائدا، بل سيكون لديه كتلة عضلية، بدون دهون أو مياه محبوسة.
فزيادة الوزن دليل على وجود مشكلة صحية وليس أمرا عاديا وإن كان شائع الحدوث، حيث تحدث زيادة الوزن حين تكون مستويات سكر الدم مرتفعة، مما يحفز إفراز هرمون الأنسولين بكميات كبيرة، وهو ما يجعل الأنسولين يقوم بتحويل السكر لدهون وتخزينها في الخلايا الدهنية لحماية الجسم من فرط سكر الدم.
2- دهون البطن:
الجميع يسأل عن كيفية التخلص من دهون البطن، ولا أحد يهتم بالسؤال عن سبب وجود الدهون في منطقة البطن.
إن دهون البطن مؤشر على مقاومة الأنسولين، ومؤشر أيضا على الإصابة بالكبد الدهني. وإن مقاومة الأنسولين هي إحدى مراحل ما قبل السكري من النوع الثاني، ومعناها أن الجسم قد أصبح غير قادر على التعامل مع السكر والأنسولين بشكل صحيح، حيث أصبح هناك مشاكل في استقلاب أو حرق السكر بسبب الاستهلاك الخاطئ للسكر، فالجسم لا يحتاج كميات السكر الكبيرة التي نتناولها طوال اليوم.
3- التعب والكسل والصداع والتقلبات المزاجية:
الإنسان الطبيعي، الذي لا يعاني مشاكل صحية، ليس من المفترض به أن يعاني من التعب الدائم والصداع والضيق والعصبية، ولكن للأسف 99% من الأشخاص يعانون من هذه الأعراض ولكنهم يعتبرون الأمر طبيعي، ولكنه في الحقيقة ليس طبيعيا أبدا، فهي علامات على وجود مشاكل في سكر الدم، وليس بسبب كثرة العمل أو الإجهاد بسبب الأطفال أو المجهود الذي نبذله طوال اليوم.
4- الالتهابات:
هي رد فعل طبيعي للجهاز المناعي عند إصابة الجسم بأي عدوى أو جرح مثلا، وهنا تكون الالتهابات مفيدة. أما الآلآم المتفرقة التي يشعر بها الجسم، وآلآم الرجلين والظهر وأسفل الظهر، وآلآم المفاصل والعضلات والتهابات الأمعاء والقولون والصداع... الخ.. كل هذه الآلآم هي من أشكال الالتهابات التي قد تتطور مع الوقت لتتحول لالتهابات مزمنة أو أمراض مناعية. وهي ليست آلآما طبيعية أبدا، بل إن السكر والأنسولين في الدم هو أهم سبب لوجود الالتهابات.
5- بطء الحرق:
إن ثبات الوزن بالرغم من تجربة العديد من أنواع الحمية، والمتابعة مع العديد من الأطباء وأخصائيي التغذية، ولعب الرياضة وتجويع النفس فذلك معناه وجود مقاومة أنسولين، ويجب معالجتها لفقدان الوزن.
إن المعاناة من كل هذه العلامات تعني الإصابة بمقاومة الأنسولين، ويتوجب عمل التحاليل الطبية اللازمة والمتابعة، لأن مقاومة الأنسولين هي مرحلة من مراحل عديدة تسبق الإصابة بالسكري، ومن الممكن أن تكون الحالة قد تخطت مرحلة مقاومة الأنسولين دون الإصابة بالسكري.
من هي الحالات التي يتوجب أن تقوم بالتحاليل الطبية للكشف عن مرض السكري؟
-
الأشخاص الذين يعانون من أمراض ومشاكل صحية أخرى مرتبطة بمشاكل سكر الدم، مثل: ارتفاع الكولسترول وارتفاع الضغط.
-
الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى، فالخلل في تحليل وظائف الكلى هو دليل على وجود مشاكل في سكر الدم.
-
الإناث اللواتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض.
-
أي أنثى حامل سبق لها المعاناة من مشكلة تكيس المبايض أو السمنة.
-
الأشخاص الذين يعانون من تاريخ وراثي من الإصابة بمرض السكر، مثل إصابة الأب أو الأم أو أحد الإخوة.
جميع هذه المشكلات الصحية تدل في الغالب على وجود مشاكل في سكر الدم.
التحاليل الطبية المفترض إجراؤها:
هناك العديد من التحاليل الطبية، ولكن لا يتم إجراؤها جميعها مرة واحدة، بل نقوم بعمل تحليل واحد منهم لتكون النتيجة هي الدليل لإجراء أي نوع آخر من التحاليل.
1- HOMA-IR (Homeostatic Model Assessment for Insulin Resistance)
هو التحليل الذي يبين الإصابة بمقاومة الأنسولين. فلو كانت نتيجة التحليل إيجابية فهذا معناه الإصابة الفعلية بمقاومة الأنسولين، وهو مؤشر للتعرض لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
ولكن هذا الاختبار نتيجته غير دقيقة بنسبة 100%، فنسبة دقة هذا التحليل حوالي 81%. بحيث لو كانت النتيجة سلبية بالرغم من وجود جميع الأعراض السابق ذكرها فهذا دليل غير كافٍ لنفي الإصابة بمقاومة الأنسولين.
-
فحص تحمل السكر (GTT glucose tolerance test):
في حالة كان فحص (HOMA-RI) إيجابي أو سلبي، يتوجب إجراء فحص تحمل السكر. وهو فحص يحتاج إلى صيام 8 ساعات، يتم بعدها سحب أولى عينات الدم في المختبر، ثم يتم إعطاء الشخص محلول جلوكوز فيه 75 غم من السكر، ليتم سحب عينة ثانية بعد مرور ساعة من شرب المحلول، ثم يتم سحب عينة ثالثة بعد مرور ساعتين، وأخيرا عينة رابعة بعد مرور 3 ساعات (قد يتم الاكتفاء بسحب ثلاث عينات فقط، آخرها بعد ساعتين من شرب المحلول).
في حال كانت نتائج اثنين من الأربع عينات فوق الطبيعي فذلك معناه أن الشخص على حافة الإصابة بمرض السكري (Pre-diabetic - borderline diabetic)، وهي المرحلة التي تلي مقاومة الأنسولين.
-
فحص السكر التراكمي (HbA1c - glycated haemoglobin):
هو فحص آخر يتم إجراؤه لاكتشاف حالات (Pre-diabetic - borderline diabetic). حيث يقيس كمية السكر الملتصقة بخلايا الدم الحمراء نتيجة تراكمه بسبب عدم قدرة الجسم على استخدامه بشكل صحيح.
حيث أن الإصابة بمرض السكري لا تحدث فجأة، وإنما تتراكم على مدار السنوات. فيبدأ الأمر حين نتناول كميات كبيرة من السكر والكربوهيدرات حتى تفقد الخلايا حساسيتها للأنسولين، فتبدأ درجة من مقاومة الأنسولين. في حال عدم اتخاذ الإجراءات العلاجية اللازمة، بتحويل نمط الحياة غير الصحي الممتلئ بالسكر إلى نمط صحي خال من السكر، عندها ستزيد مقاومة الأنسولين وترتفع حتى يتم الانتقال إلى مرحلة عدم تحمل السكر (impaired glucose tolerance)، حيث يكون الشخص غير قادر على التعامل مع السكر، وبينه وبين مرض السكري شعرة.
هل يستطيع الشخص الذي وصل مرحلة عدم تحمل السكر من الشفاء؟
أجل يستطيع، طالما لم يصل الشخص إلى مرض السكري. والحل ليس صعبا ولكنه يحتاج إلى إرادة حقيقية، وتغيير مفاهيم وثقافة مجتمعية متراكمة، وامتلاك حب قوي للذات. حيث يتوجب تقدير النفس ومعرفة قيمة الصحة للحفاظ عليها.
ولكن يجب بداية فهم سبب انتشار مرض السكري لحماية النفس والوقاية منه؛ فمرض السكري يهدد الحياة. على الرغم من استطاعة العديد من مرضى السكر التعايش مع المرض عبر تناول الأنسولين، فإن من يصاب بمرض السكري يعاني من مجموعة من الأمراض والمشاكل الصحية الخطيرة المهددة للحياة، مثل أمراض الضغط والأوعية الدموية وأمراض القلب، وارتفاع الكولسترول والأزمات القلبية والسكتات الدماغية، واعتلال الأعصاب والعمى وأمورا أخرى كثيرة.
◻️ لقد عانيت شخصيا من تجربة مؤلمة مع مرض السكري الذي أصاب جدتي رحمها الله، حيث توفيت وأنا بعمر 15 سنة. كانت تعاني من مرض السكري منذ نشأتي، وكانت تأخذ حقن الأنسولين. وللآن لا أستطيع نسيان معاناتها من مجموعة أمراض كانت لديها، أدركت الآن أنها بسبب السكري. لا أريد ذكر التفاصيل، وإنما أردت ذكر ذلك على سبيل النصح، فالمرض بشع ومؤلم للمريض ولمن يحبوه.
لماذا انتشر مرض السكر بهذه الطريقة الجنونية؟
بسبب نمط الحياة غير الصحي الممتلئ بالوجبات السريعة والطعام عديم القيمة الغذائية، والمعلبات، والكم المهول من السكر والكربوهيدرات، وأمورا أخرى أسوأ... هذا النمط هو ما أصبحت عليه ثقافة العالم الجديدة. كما أن غياب الوعي الكافي لقراءة المكونات أو حتى السؤال عنها كفيل بتفاقم الأمر.
في ظل انتشار مرض السكر وغياب التوعية الكافية بمخاطره كان هذا الجهل مقصودا وموجها، لأن هناك شركات وكيانات بالمليارات قائمة على صناعة السكر (صناعة الأطعمة التي تتحول داخل الجسم إلى سكر) ستنهار. من سكر وعسل ومربى وخبز وأرز ومعكرونة ورقائق الذرة (كورن فليكس) والمخبوزات والحلويات. كما أن الفاكهة ليست أمرا صحيا، فهي تحتوي على سكر الفركتوز وكربوهيدرات تتسبب في رفع الأنسولين والإصابة بمقاومة الأنسولين.
بالإضافة إلى كل ذلك، نمط الحياة الممتلئ بالتوتر والضغوط النفسية، وعدم الحركة، جعل الناس معرضين للإصابة بمرض السكري.
الوقاية من السكر وعلاج مراحل ما قبل السكري:
1- قطع السكريات والكربوهيدرات، وعمل حمية مناسبة قليلة أو معدومة الكربوهيدرات، وأفضلها برأيي هي حمية الكيتو.
والحمية هي نظام غذائي، ليس له علاقة بفقدان الوزن، فبالإمكان عمل حمية كيتو لفقدان الوزن أو اكتسابه أو تثبيته. وحمية الكيتو هي نظام غذائي عالي الدهون ومنخفض الكربوهيدرات. تكون الدهون فيه صحية، تتحول إلى مصدر للطاقة التي يحتاجها الجسم، لتجنب الشعور بالجوع أو الإرهاق، وتجنب مشاكل السكر. فالدهون الصحية لا تتسبب بالمشاكل الصحية مثل ارتفاع الكولسترول أو انسداد الأوعية الدموية أو الإرهاق أو أمراض القلب أو التعب والإجهاد، بل أن السكر هو من يتسبب بذلك.
والفكرة كلها في تصدير المفهوم الخاطئ بعدم منع أي شي من الحمية لأن كل شيء هو عنصر مهم ويحتاجه الجسم. فجسم الإنسان لا يحتاج السكر إلا لأجزاء معينة فيه لا تعيش إلا على السكر، ولكن كل ما يحتاجه الجسم من السكر هو ملعقة واحدة فقط في اليوم، وتكون موجودة بالأصل داخل مصادر الدهون الصحية مثل المكسرات والخضار والبروتين. وحتى لو لم يحصل الجسم على السكر بشكل نهائي وقاطع، فهو قادر على تحويل البروتين والدهون إلى سكر حين حاجته عن طريق عملية تسمى (Gluconeogenesis ).
إن اتباع حمية الكيتو تعمل على تحسين الحالة الصحية وفقدان الوزن وعلاج مقاومة الأنسولين وعدم تحمل السكر وحتى حالات السكري من النوع الثاني.
2- اتباع نظام الصيام المتقطع:
فليس من المفترض الاستمرار في تناول الأطعمة دون حساب، فالجسم مصمم ليأكل حين يجوع فقط، وليس باستمرار، لأن ذلك يضع عليه حملا كبيرا. ولكثرة تناول الطعام دون الإحساس بالجوع، أصبح يراودنا الشعور بالجوع دون أن نكون جائعين في الحقيقة. لأننا قد أصبحنا مدمنين على هرمون الدوبامين (هرمون السعادة)، الذي يتسبب السكر في إفرازه. ولكن التمارين الرياضية والتأمل فيما نمتلك من نِعَم أو ما حققناه من إنجازات كفيل بأن تكون مصادر أخرى للدوبامين.
فقد خُلِق الطعام ليكون مصدرا للعناصر الغذائية التي نحتاجها، وليس لنأكل كلما شعرنا بالضيق. لذا كان الصيام المتقطع يعلمنا أن يكون تناول الطعام بحساب، وهذه أهم فائدة له من وجهة نظري. كما أن الصيام المتقطع الصحيح مريح، لا يجعلك تشعر بالجوع أو التعب. ولكن المهم هو بدء الصيام بعدد ساعات صغير، حتى لو كان عشر ساعات، من ضمنهم 8 ساعات النوم. (
3- التمارين الرياضية:
فكما يقولون "إن في الحركة بركة"، فالحركة تحسن مستويات سكر الدم وترفع حساسية الخلايا للأنسولين بشكل كبير. وبما أنه ليس بمقدور الجميع الاشتراك بالنادي الرياضي سواء لأسباب مادية أو امتلاك الوقت اللازم، فبالإمكان البحث بين آلآف القنوات الموجودة على اليوتيوب لتعلم التمارين الرياضية التي من الممكن ممارستها في المنزل. وإن لم يكن ذلك متاحا، فمن المتاح للجميع أن يمشي لمدة ربع ساعة يوميا بعد كل وجبة.
4- النوم بشكل جيد والابتعاد عن التوتر:
إن النوم الجيد سيحصل بشكل تلقائي عند قطع السكريات واتباع نظام الصيام المتقطع. في المقابل، إن قلة النوم تجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري لأنها ترفع من حدة مقاومة الأنسولين وعدم تحمل السكر. إذن فالنوم ليس رفاهية بل ضرورة بمعدل 8 ساعات يوميا، تماما كالماء والطعام والهواء.
أما التوتر فهو أمر غير طبيعي، ليس علينا قبوله والتعامل معه كل يوم. فالجهاز العصبي غير مصمم لتحمل الضغوط النفسية والتوتر طوال الوقت وبشكل مستمر، لذا فهو يتسبب بمرض السكري والأمراض المناعية.
5- الفيتامينات والمعادن:
يجب المحافظة على مخزون الفيتامينات والمعادن في الجسم، خاصة التي يتسبب نقصها بمشاكل سكر الدم، وهي: فيتامين د3، والأحماض الدهنية الأساسية في أوميجا 3، والزنك، والمغنيسيوم، والكروميوم.
أخيرا، إن 90% من حالات السكري حول العالم هي حالات سكري من النوع الثاني؛ أي أن السكري يحدث بسبب العادات الغذائية الخاطئة ونمط الحياة غير الصحي وتناول السكر بكميات كبيرة.
وإن أكثر من نصف مرضى السكري حول العالم ليس لديهم القدرة على الحصول على الأنسولين، بسبب عدم توفره، أو بسبب غلاء ثمنه.
وبما أننا ما زلنا قادرين على حماية أنفسنا ووقايتها، وأن العلاج ما زال حلا مطروحا آخره الشفاء، فعلينا اتخاذ قرار بتغيير نمط الحياة الخاطئ الذي نعيشه لتجنب الإصابة بالمرض. بل حتى في حال الإصابة بمرض السكري، فإن تغيير نمط الحياة كفيل بالوقاية والحماية من المضاعفات الخطيرة.
لذا لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.. وإبدأ التغيير فورا.. فالصحة لا تعوض بثمن.