نبات الجودوتشي (Guduchi)
قادر على علاج الأمراض المناعية والسكري وتأخير الشيخوخة بدون كورتيزون
الإكسير السماوي، أسرار الأيورفيدا
الإكسير السماوي، أو رحيق الخلود، أو عطاء الحياة، أو الذي يحمي الجسد، كل ذلك أسماء وصفات كانت تطلق على نبتة تعتبر من أهم وأعظم النباتات المعروفة في الطب الأيورفيدي (Ayurveda). وهي نبتة طبية لها القدرة على علاج الأمراض المناعية، وعلاج مقاومة الأنسولين وتحسين حالات مرضى السكر، وعلاج الكبد والصفراء، والتهابات المفاصل، والأمراض الجلدية والحساسية، وعلاج الاسهال المزمن، وعلاج الاكتئاب، وتحسين الذاكرة والقدرة على التعلم، كما أنها مضادة للبكتيريا والفطريات ومضادة للأكسدة.
هي نبتة الجودوتشي التي سأتحدث عنها في هذا المقال ضمن سلسلة مقالات الأعشاب والنباتات الطبية. سأتحدث عن الأمراض التي تساهم في علاجها، ورأي الدراسات العلمية في فاعليتها، ومن يستطيع تناولها، وتجربتي معها.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
نبتة الجودوتشي (Guduchi):
اسمها العلمي تينوسبورا كورديفوليا (Tinospora cordifolia)، وهي شجرة صغيرة متسلقة تنمو في جميع أنحاء الهند خاصة في الغابات الجافة، وبشكل أكبر إلى جانب أشجار المانجو والنيم، حيث تتسلق على جذورها وفروعها. وهناك أساطير كثيرة في التراث الهندي تتكلم عنها بهدف توضيح أهميتها للإنسان على المستوى الجسدي والروحاني. ويتم استخدامها في الطب الأيورفيدي منذ آلاف السنين، ومذكور في النصوص الأيورفيدي الأصلية أنها كانت تستخدم لعلاج أمراض كثيرة جدا، مثل التهابات المفاصل والحساسية والصفراء ومحاربة العدوى وحتى علاج السرطانات. وقد بدأ العلماء مؤخرا إجراء أبحاث ودراسات علمية عليها للتأكد من فعاليتها في علاج هذه المشاكل الصحية.
ماذا قالت الدراسات فيما يخص فعالية الجودوتشي في علاج الأمراض:
وجدوا أن الجودوتشي تعالج الأمراض المناعية التي يقال عنها أنها أمراض مزمنة غير قابلة للعلاج، ويتم محاولة إخفاء أعراضها بتناول المثبطات المناعية والكورتيزون التي تزيد الطين بلة بدلا من الشفاء أو حتى التخفيف من المرض والأعراض. لذا لا تجعلوا أحدا يحرمكم الأمل من الشفاء والتعافي، فليس في الحياة داء إلا له شفاء، فهذه طبيعة الكون، كل شيء له ضد.
وتعمل الجودوتشي على تعديل جهاز المناعة، فتمنع حدوث عمليات الالتهاب غير المنظمة، والتي لا داعي لها أو حدوثها ضد شيء ليس من المفترض أن جهاز المناعة يعامله معاملة العدوى. كما لها خصائص قوية مضادة للالتهابات. فقد تم دراسة تأثيرها على حالات حقيقية تعاني من الاضطرابات المناعية فعلا، مثلا:
- الحالة الأولى:
قد تكلمت عنها سابقا في حلقة علاج الذئبة، لأنها كانت حالة لسيدة تعاني من الذئبة الحمراء التي تهاجم الأوعية الدموية وسببت لها التهابات شديدة جدا وتقرحات في رجليها، فاتخذ الأطباء قرارا بالبتر، فقد كانوا يرون أن هذا هو الحل الوحيد لحالتها، إلا أن هذه السيدة قررت أنها تريد طريقة أخرى للعلاج، فاتجهت للطب الأيورفيدي، وكان من ضمن النباتات الطبية التي استخدمت في العلاج هي نبتة الجودوتشي. وتقول الدراسة أن هذه السيدة قد تعافت فعلا، وأن طوال فترة متابعتها بعد العلاج لم تعاني من أي انتكاسات أو هجمات مرة أخرى.
- الحالة الثانية:
كانت لرجل عمره أربعون سنة مصاب بانحلال الجلد الفقاعي، وهو اضطراب مناعي نادر يصيب الجلد ويسبب ضعف الجلد وظهور البثور والجروح باستمرار، ومن المفترض أنه مرض مهدد للحياة لا علاج له، يتم وصف الكورتيزون ومثبطات المناعة للمصابين به للتخفيف من أعراضه.
حين تم تشخيص هذا الرجل كانت حالته متقدمة، وتم وصف العلاج المعتاد له، ولكن لحسن حظه لم يكن يستطيع تحمل تكلفة العلاج، فاتجه إلى الطب الأيورفيدي، وبدأ علاجه الذي استمر ثلاثين يوما فقط. بدأ علاجه بأنواع معينة من النباتات الطبية التي سأتحدث عنها في مقالات قادمة، وكان من بين هذه النباتات نبتة الجودوتشي. وبعد ستة أيام من العلاج بدأ التحسن في تكوين الفقاعات، وبدأت أعدادها تقل، وفي اليوم الثالث عشر أصبح النزيف أقل بكثير، وكان هناك تحسنا ملحوظا في تقرحات الفم وصعوبة الأكل. أما في اليوم السادس عشر فقد توقف تكون أي فقاعات جديدة تماما. أما في اليوم العشرين، بدأت الجروح والالتهابات بالتعافي والالتئام بنسبة 90%. أما في اليوم الثاني والعشرين فقد انخفض معدل ترسيب كريات الدم الحمراء (ESR) وكريات الدم البيضاء. ليكون اليوم الثلاثون يوم الشفاء من جميع الالتهابات والفقاعات الجلدية. وتم وصف علاج مماثل لمدة ستة أشهر، فكانت فترة المتابعة خالية من أي تكرار للهجمات، ولم يعد المرض مرة ثانية.
ما هو الشيء المشترك بين هاتين الحالتين؟
أن هاتين الحالتين تعانيان من اضطرابات مناعية مختلفة، يهاجم الجهاز المناعي فيها أجزاء مختلفة من الجسم. وأن الدراستين تقولان أن الجودوتشي قد ساهمت في علاج الحالة بسبب خواصها المضادة للالتهاب والمعدلة للجهاز المناعي، دون تثبيطه. وقد أكدت الدراستان أنه بعد الانتهاء من العلاج لم يتم ملاحظة أية تأثيرات سلبية جانبية ولم تعد الهجمات مرة أخرى.
إن الأمراض المناعية لها علاج، فأنا أمامكم حالة واقعية، تعالجت من الروماتويد منذ أكثر من سنتين، لم أتعرض فيهما لأية هجمة، ولم أتناول فيهما الكورتيزون. وإن أي شخص قادر مثلي على التعافي من مرضه المناعي، لأن ذلك ليس مستحيلا كما يلقّوننا، وأنا هنا لأساعد الآخرين قدر استطاعتي، أولا بنشر الوعي بوجود الأمل بالشفاء والتعافي، وثانيا بنشر المعلومات المفيدة عن كل ما يساعد في التخلص من المرض لأني أعلم عدم قدرة الجميع على البحث بأنفسهم والتوصل لذات المعلومات.
مَن مِن الممكن أن يستفيد من الجودوتشي؟
- محاربي التهابات المفاصل الروماتويدي وأي شخص يعاني من التهابات المفاصل لأي سبب آخر.
وإن الدراسات التي تمت على تأثير الجودوتشي على التهاب المفاصل الروماتويدي تقول أن النبتة لديها القدرة على منع التهاب المفاصل وتلف العظام والغضاريف، وأنها تقلل الالتهاب عن طريق تقليل السيتوكاينز الالتهابية، وأنها تحد من تلف العظام عن طريق استعادة التوازن لعملية إعادة بناء العظام.
- أيضا الجودوتشي مفيدة جدا لصحة الكبد.
فلو كنت تعاني من الكبد الدهني أو التهابات الكبد، أو حتى التهاب الكبد المناعي، فالجودوتشي -كما تقول الدراسات- نبتة تدعم صحة الكبد وتعمل على تحسين وظائفه بشكل كبير جدا عن طريق:
o تخفيف الالتهاب
o تخليص الجسم من السموم، مما يرفع عبئا كبيرا عن الكبد.
أهم المشاكل التي تعمل نبتة الجودوتشي على حلها:
- مشاكل سكر الدم
من أهم المشاكل الصحية التي تعمل عليها نبتة الجودوتشي هي مشاكل سكر الدم. مثل الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين، أو مرض السكر، أو المتلازمة الأيضية، أو ارتفاع الكوليسترول، أو الكبد الدهني، أو ارتفاع ضغط الدم.
فهناك دراسة تمت على الفئران لقياس تأثير الجودوتشي على ارتفاع سكر الدم الذي يحدث بسبب الحمية ذات الفركتوز العالي، والفركتوز هو سكر الفاكهة، الذي يؤدي الإفراط بتناوله من خلال الإفراط بتناول الفاكهة إلى مشاكل خطيرة. وتقول الدراسة أن الحمية عالية الفركتوز سببت لفئران التجربة ارتفاعا في سكر الدم، وانخفاضا في حساسية الأنسولين، وارتفاعا في الكولسترول، وزيادة دهون الكبد. وحينما تم إعطاؤهم جرعات من نبتة الجودوتشي، قللت نسبة السكر في الدم بنسبة 21%، كما قللت مستويات الأنسولين بنسبة 51% والدهون الثلاثية بنسبة 55%. واقترحت الدراسة في النهاية الجودوتشي كنبتة طبية لها خصائص مهمة جدا في الوقاية والإدارة للاضطرابات المناعية والأمراض المزمنة المرتبطة بفرط الأنسولين ومقاومة الأنسولين وفرط شحوم الدم وارتفاع الكولسترول. لقراءة المقال الخاص بمقاومة الأنسولين من هنا.
- حساسية الأنف أو التهاب الأنف التحسسي أو حمى القش:
وهي حالة التهاب مزمن في الأنف، حيث تكون الأغشية المبطنة للأنف ملتهبة في أغلب الوقت. وحينما تتعرض لأي مهيج مثل روائح معينة أو أتربة أو حبوب اللقاح الموجودة في الهواء في مواسم معينة يبدأ المريض من المعاناة من العطس المستمر والحرقة والمخاط في الأنف لدرجة قد تمنعه من ممارسة حياته الطبيعية، كمن يعاني من عدوى فيروسية شديدة دون وجود عدوى فيروسية.
فهناك دراسة تمت على مجموعة من مرضى التهاب الأنف التحسسي أظهرت تحسنا في المجموعة التي تناولت الجودوتشي بنسبة 100%. فقد سببت تحسنا في العطس بنسبة 83%، وتحسنا في إفرازات الأنف بنسبة 69%، وتحسنا في انسداد الأنف بنسبة 61%، والحكة الأنفية بنسبة 71%. كل هذه الأعراض أظهرت تحسنا بسبب تحسن الالتهاب، لأن مستويات الالتهاب المرتفعة هي التي تسبب هذه الأعراض، حيث تمتلك هذه النبتة قدرة رهيبة على تقليل الالتهاب.
هناك دراسات كثيرة تمت على تأثير الجودوتشي على المشاكل الصحية التي كانت تستخدم لعلاجها قبل ظهور الطب الحديث وشركات الأدوية الطبية. مثل الاسهال والتهابات وقرح الأمعاء، مقاومة مظاهر الشيخوخة والتقدم في السن بسبب تأثيرها المضاد للأكسدة، والاكتئاب والقلق وتحسين الذاكرة والقدرة على التعلم. وقد أثبتت الدراسات فاعليتها في علاج جميع هذه المشاكل.
تجربتي مع الجودوتشي:
لم أعتد الحديث عن أمر لم أجربه بنفسي، وذلك للتأكد من فعاليته. فحين كنت أحضر مقال الذئبة قرأت عن الجودوتشي كثيرا، فقررت أن أجربها بنفسي، فاشتريت عبوة منها، وأستخدمها منذ أسبوعين تقريبا. وقد أحببتها لأني حيث تذوقتها أحسست بأني أتناول نباتا، فلا يوجد مرار، أو طعم الأعشاب، وهذا مؤشر عظيم جدا. وبما أني لم أعد أعاني من التهابات المفاصل أو المشاكل المناعية، فإني أتناولها من باب اهتمامي بمضادات الأكسدة، لأنها تدعم التركيز وتحسن الحالة المزاجية والجهاز الهضمي. وبصراحة لقد أحسست بفرق كبير في هذين الأسبوعين، في بشرتي، حيث أصبحت صافية أكثر من المعتاد، وفي تركيزي وذاكرتي وقدرتي على الجلوس بتركيز دون أن يقطع تركيزي أي شيء أو يشتتني بسهولة لوقت طويل.
لذا فإني أرى أنها مفيدة لأي شخص لديه امتحان ويريد الدراسة بتركيز دون تشويش أفكار. أيضا كان هناك تحسنا في حالتي المزاجية، حيث شعرت بهدوء وسلام نفسي أكثر وبشكل ملحوظ. كما أني نصحت أشخاصا كثر بتناول الجودوتشي كانوا يعانون من اضطرابات مناعية والتهابات مفاصل، وقد أظهرت معهم نتائج جيدة جدا.
جرعة الجودوتشي وطريقة تناولها:
جرعتها تصل إلى 2000 ملليغرام يوميا، ويكون عدد الكبسولات تبعا للتركيز المكتوب على العبوة. ويتم تناول الجرعة قبل الطعام. وإني أرشح منتجات هيمالايا كشركة منتجة للجودوتشي لأني قد جربت العديد من منتجاتهم، ولم يخيبوا ظني أبدا.
التداخلات الدوائية للجودوتشي:
لم يتم تسجيل أي تداخل للجودوتشي مع أي دواء آخر. فهي لا تثبط مفعول أي عقار طبي، لذا تستطيعون استخدامها بأمان مع أي دواء أو مكمل غذائي.
أخيرا:
أريد القول أن العلاج موجود دائما حولنا في الطبيعة التي نحن بالأصل جزء منها، لذا كونوا مؤمنين بإمكانية التشافي وأنه لا يوجد مرض ليس له علاج، ولكننا بحاجة للتعلم والسعي بشكل أكبر.
قد يكون ما أذكره من نباتات وفيتامينات ومعادن مفيد للجسم، ولكن يجب تحويل نظام الحياة كله إلى نظام صحي حتى يساعدني على علاج المرض الذي أحاول أن أتعافى منه. لأنه مهما كانت قوة وفعالية الشيء الذي نتحدث عنه، إلا أن ذلك دون الاهتمام بالطعام والشراب والنوم والحالة النفسية لن يصنع فرقا كبيرا.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر
ومن داخل مصر:
