التخلص الفوري من احتباس السوائل (Fluid retention) في الجسم
إن كنت دائم الشعور بأن جسدك معبأ بالماء، وأن مقاساتك وشكل جسمك أضخم بكثير من وزنك على الميزان، وأن منطقة البطن لديك منتفخة أو أكبر في العموم من حجم بقية جسدك، ومع كل هذا تعاني من ارتفاع الضغط وآلام المفاصل، فمن الممكن جدا أنك تعاني من مشكلة احتباس السوائل.
إن احتباس السوائل مشكلة تواجه أشخاصا كثر، أحيانا تكون ذات أسباب مرضية، ولكن في معظم الأحيان تكون مشكلة مرتبطة بنمط حياة غير صحي، ويكون حلها بسيط. ولكن مع الإهمال ومرور الوقت تبدأ التسبب بالمشاكل.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
احتباس السوائل (Fluid retention):
هو عدم قدرة الجسم على التخلص من السوائل الزائدة بالشكل المطلوب. وهو أمر سهل جدا ملاحظته بالعين المجردة. عادة ما يكون الشخص الذي يعاني من احتباس السوائل يعاني من انتفاخ أجزاء كثيرة في جسده، مثل الوجه ومنطقة حول العينين، والأطراف، أي اليدين والقدمين، ومنطقة البطن هي أكثر المناطق التي يظهر فيها احتباس السوائل.
إن احتباس السوائل درجات، فقد يصل عند البعض أنه في حال الضغط على اليد أو القدم فإن المنطقة التي تم الضغط عليها بالإصبع تدخل للداخل ولا تعود كما كانت إلا بعد مرور ثواني، وهي علامة ليست جيدة أبدا.
فإن كنت تعاني من هذه الأعراض فأنت تعاني من احتباس السوائل، ولكن إن رافقها أعراض أخرى فذلك يعني أن احتباس السوائل مشكلة قد مر عليها وقت وبدأت تسبب المضاعفات، مثل آلام وتيبس المفاصل، وارتفاع الضغط، والدوالي.
ما الذي يسبب احتباس السوائل؟
- الأسباب الشائعة:
إن الأسباب الشائعة لدى الغالبية العظمي من الناس هي أسباب مرتبطة بنمط الحياة، والأكثر شيوعا منها هو:
1- الإفراط في تناول السكر والنشويات.
حيث أن جميع الأشخاص لا يتبعون أي نوع من الأنظمة الغذائية، وتكون قاعدة نظامهم الغذائي هي النشويات، فهم يستهلكون النشويات والسكريات الصريحة والحلويات، وإن كل جرام من النشويات التي تدخل الجسم تحتفظ بجرامين ونصف من الماء. لهذا السبب حين يعمل الناس على قطع السكر وتقليل النشويات فإنهم يلاحظون نزولا سريعا في الوزن، خاصة في الأسبوع الأول، حيث يكون هذا الوزن المفقود في الحقيقة هو الماء المحبوس في الجسم.
في ذات الوقت من الصعب إيجاد شخص نظام حياته صحي ويعاني من احتباس السوائل، فلو كنت تعاني من هذه المشكلة فإن أول ما يجب الانتباه له هو النظام الغذائي، والحل سيكون في اتباع أي نظام غذائي منخفض النشويات مثل اللوكارب أو الباليو أو الكيتو. وإن أفضل نظام غذائي للتخلص من السوائل المحبوسة على الإطلاق هو نظام الكيتو لأنه يمنع تناول النشويات الصريحة بشكل تام.
2- الجفاف
هناك بالفعل أشخاص لا يشربون الماء بالأصل، سواء بسبب عدم حب طعم الماء، أو نسيان شرب الماء، والأسوأ هو الاكتفاء بشرب الماء والقهوة والعصائر بدلا من المياه الأمر الذي يعتبر مصيبة أسوأ من عدم شرب الماء.
وإن الجفاف سبب رئيسي لاحتباس السوائل، لأن الجسم يميل للاحتفاظ بالشيء الذي يحرم منه للاستخدام وقت الحاجة للحفاظ على الحياة. فإن لم تقم بشرب المياه فسيشعر الجسم بالخطر فيبدأ بالاحتفاظ بالماء الذي يدخل إليه من أي مصدر، ويقلل عدد مرات الدخول إلى الحمام، ويمنع التعرق، وتكون هذه الحالة هي النتيجة البسيطة الأولية. أما في حال استمرار الجفاف على المدى الطويل مع الإفراط في العادات الغذائية الخاطئة واستهلاك المسكنات ستبدأ الكلى بالتأثر، فتضعف وظائفها، وسيصل الأمر مع مضي الوقت للإصابة بداء الكلى المزمن أو الفشل الكلوي، مما يتحول لأن يصبح سببا آخر لاحتباس السوائل وتحول الشخص إلى مريض كلى.
3- عدم توازن مستويات المعادن (الصوديوم والبوتاسيوم والمغنسيوم).
فارتفاع الصوديوم مع انخفاض البوتاسيوم والمغنسيوم يسبب احتباس السوائل. وإن ما يتسبب بهذا الخلل هو تناول طعام يحتوي على كمية ملح كبيرة، خاصة إن كان ملح المائدة. وفي الحال الطبيعي، لا يتم تناول كمية كبيرة من الملح في الطعام العادي، ولكن في حالات تناول الوجبات السريعة، أو الأطعمة المعلبة، أو اللحوم المصنعة، أو النودلز، أو مكعبات مرق الدجاج، فإنه يتم تناول كمية كبيرة جدا من الصوديوم تصل إلى كمية أكبر من قدرة الجسم على الاحتمال. في ذات الوقت لا يتم تناول البوتاسيوم والمغنيسيوم من المصادر الطبيعية أو حتى من المكملات الغذائية. وتتمثل المصادر الطبيعية بالخضروات الورقية، حيث لا يوجد استهلاك للخضار أو السلطات، والمكملات مثل مسحوق الشوارد أو مكملات المغنيسيوم.
4- التغيرات الهرمونية.
إن احتباس السوائل شائع جدا في الحمل، يحصل نتيجة التغيرات الهرمونية العنيفة التي تمر بها السيدات أثناء فترات الحمل المختلفة، ليختفي الأمر من تلقاء نفسه بعد مرور مراحل معينة من الحمل.
حتى خلال الدورة الشهرية، يكون هناك فترات يرتفع فيها الأستروجين مما يسبب احتباس السوائل لأيام، ليعود الأمر بعدها إلى طبيعته، ويعتبر ذلك طبيعيا. لكن عند حدوث خلل في الهرمونات مثل هيمنة الأستروجين أو ارتفاع مستويات الأستروجين طوال الوقت فإن ذلك يسبب احتباس السوائل.
أيضا يسبب انخفاض مستويات هرمون البروجسترون احتباس السوائل وهو أحد أسباب ارتفاع الأستروجين. بالإضافة إلى أن استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية تسبب احتباس السوائل.
لذا لو كنتِ تعانين من أي اضطرابات هرمونية ولديكِ أعراض احتباس السوائل فسيكون علاج احتباس السوائل متمثلا في استعادة مستويات الهرمونات الطبيعية. ستجدون العلاج في حلقة ومقال هيمنة الأستروجين.
5- الإصابة بالسكري.
تسبب أمراض السكري وما قبل السكري احتباس السوائل خاصة في الأطراف السفلية في الجسم، فلو كنت مريض سكري وظهر عليك احتباس سوائل شديد حينها عليك متابعة مستويات السكر لأنه من المؤكد وجود مشكلة فيها. أما إن كنت تعاني من مقاومة الأنسولين أو مرحلة ما قبل السكري فيجب القيام بالمتابعة والبدء بضبط النظام الحياتي والغذائي. كنت قد تحدثت سابقا عن طرق التعامل مع السكري ومقاومة الأنسولين والنظام الغذائي المناسب.
6- التوتر والضغط النفسي.
إن وظيفة هرمون (Antidiuretic hormone) هو مساعدة الكلى على تنظيم كميات الماء والملح في الجسم، ولكن حين يتم إفرازه بكميات كبيرة يحصل احتباس للسوائل. هناك أسباب كثيرة تزيد من إفراز هذا الهرمون مثل الإصابة بالسكر والجفاف وارتفاع الكورتيزول الذي يسببه التوتر.
لذات السبب، يعمل جسد الأشخاص الذين يتناولون الكورتيزون على تخزين المياه مما يتسبب في زيادة الوزن؛ وذلك لأن الكورتيزون هو البديل الصناعي لهرمون الكورتيزول، لذا يماثل تأثيره على الجسم تأثير ارتفاع هرمون الكورتيزول.
- الأسباب غير الشائعة:
هناك أسباب أخرى موجودة، ولكنها ليست الأكثر شيوعا، مثل:
1- أمراض الكلى:
فكما قلنا، تكون الكلى في هذه الحالات غير قادرة على القيام بوظيفتها بكفاءة.
2- مشاكل الكبد.
3- أمراض القلب والجلطات.
لذا في حال عدم وجود أي سبب من الأسباب البسيطة التي تم ذكرها وكان احتباس السوائل واضحا ومستمرا حينها يجب الاهتمام بعمل فحوصات الكبد والكلى بشكل مبدئي، وتكون بقية الأعراض الموجودة هي التي توضح موقع المشكلة.
كيف يمكن التخلص من احتباس السوائل بطرق طبيعية دون اللجوء للأدوية؟
1- النظر في كل الأسباب ومعرفة السبب في حدوث الحالة والعمل على تغييره.
لأن أي مشكلة صحية يجب العمل على حلها من جذورها، أما مدرات البول والأدوية والأعشاب فهي عوامل مساعدة لن تحل شيئا طالما استمر وجود الأسباب التي سببت المشكلة. فإن كان:
- نظام الطعام خاطئا فيجب ضبطه.
- هناك نقص في شرب الماء فيجب تعويضه.
- هناك نقص في المعادن المهمة خاصة البوتاسيوم والمغنيسيوم فيجب تعويض النقص والحصول على الكفاية منهم.
- هناك مشكلة هرمونية فيجب العمل على حلها.
- هناك مشكلة في الكبد أو الكلى فيجب البدء بحلها والتعامل معها.
2- تناول أهم العناصر الطبيعية التي تساعد على التخلص من السوائل المحبوسة.
- تناول الخضروات الورقية، أهمها ورق الشمندر (البنجر).
ذلك لأن الورق بالتحديد هو الأغنى على الإطلاق بالبوتاسيوم. ولا يوجد خوف من كميات البوتاسيوم الكبيرة، فهو أحد الأملاح التي نحتاج منها كميات كبيرة، وكلما كان مدخول الجسم من البوتاسيوم أعلى كلما استطعنا التخلص من احتباس السوائل. ويمكن تقطيع ورق الشمندر ووضعه على السلطة.
- تناول البقدونس والكرفس
فهما من أكثر الخضروات المعروف عنها قدرتها المذهلة على طرد السوائل المحبوسة لأنها تدعم الكلى وتنقي الجسم من السموم.
- حبوب الهال أو الهيل (الحبهان) من التوابل المهمة لطرد السوائل المحبوسة.
وصفة بسيطة تعمل على تخليص الجسم من مشكلة احتباس السوائل.
فتح خمسة فصوص من حبوب الهال وأخذ البذور من داخلها ووضعها في كوب ماء صغير وتركه منقوعا في الماء حتى الصباح. عند الاستيقاظ صباحا يتم غلي كوب من الماء وبعد أن يغلي يتم وضع البقدونس فيه وتغطيته وتركه حتى تبرد، وحين يصبح في درجة حرارة الغرفة يتم تصفيته، ثم يتم وضع الماء المصفى مع ثلاثة أعواد من الكرفس وبعض أوراق البنجر في الخلاط وضربهم جيدا، ثم تصفيتهم. وأخيرا يضاف كوب منقوع حب الهال، ويتم شرب الخليط على الريق صباحا.
*يجب مراعاة شرب السوائل طوال اليوم لأن الوصفة تعتبر مدرة للبول، ولكن يجب شرب المياه باعتدال.
3- تناول نباتات طبية تساعد على التخلص من السوائل المحبوسة:
- نبتة جذور الهندباء أو أسنان الأسد (Dandelion)
تتوافر في محلات العطارة في معظم البلدان العربية، فوائدها كثيرة جدا، فهي مفيدة للأمعاء وتعالج الإمساك وآلام المفاصل، ورهيبة في التخلص من احتباس السوائل، فعالة جدا ومفيدة لعلاج الدوالي، ذلك لأن احتباس السوائل هو ما يسبب الدوالي.
تكون الجرعة اليومية من مستخلصاتها في المكملات الغذائية تساوي 3-4 جرامات.
- عشبة ذيل الحصان (Horsetail)
قد تحدثنا عنها حلقة ومقال سابقين بالتفصيل. فهي تعتبر مدرة للبول، ولكن من أهم فوائدها أنها تساعد على إعادة إنبات الشعر وإطالة وزيادة كثافة الشعر وتقوية الأظافر لأنها غنية جدا بمعدن السيليكا. فلو كنت تعاني من تساقط الشعر أو لديك مشكلة في شعرك فهذه العشبة هي الاختيار المناسب.
أخيرا:
- من الضروري عند استخدام أي عشبة من هاتين العشبتين أن يتم تناول ما يكفي من السوائل.
- عدم تناول العشبتين مع الأدوية المدرة للبول. لذا يجب تناول الأعشاب أو تناول الأدوية، وبرأيي أن الأعشاب -والطرق الطبيعية عموما- أكثر أمانا.
أما في حال كان احتباس السوائل سببه زيادة التوتر أو ارتفاع الكورتيزول أو تناول أدوية الكورتيزون، فأنصحكم بالعودة للحلقة والمقال الخاص به لفهم مدى الخطورة وكيفية علاج المشكلة بطرق طبيعية.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر
ومن داخل مصر:
