زيت الأوريجانو
(Oregano oil)
يطلق عليه لقب "محارب الالتهاب المطلق" بسبب احتوائه على المواد الفعالة القوية المضادة للالتهاب. فهو مضاد حيوي طبيعي، ومضاد للبكتيريا، ومضاد للفطريات، ومضاد للفيروسات والجراثيم وجميع أنواع العدوى. كما يعتبر عنصرا غذائيا مهما لصحة الجهاز الهضمي، ومعالجة الحساسية والربو، ومعالجة الجيوب الأنفية، بالإضافة إلى علاج مشاكل أخرى كثيرة جدا. متواجد في كل بيت يهتم بالعلاج بالطرق الطبيعية بعيدا عن المضادات الحيوية والأدوية الكيميائية. إنه زيت الأوريجانو أو زيت الزعتر البري.
سأتحدث في هذا المقال عن أهم فوائد زيت الأوريجانو، والمشاكل الصحية التي يعالجها، وكيفية استخدامه، وكيفية اختيار الأنواع الجيدة منه، ومن هم الممنوعون من استخدام زيت الأوريجانو.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
زيت الزعتر البري (Oregano oil):
لقد اكتشفت زيت الأوريجانو حينما كنت أحاول علاج نفسي من الروماتويد. حتى أني قد تحدثت عنه في حلقة ومقال "كيف تعافيت من الروماتويد"، وقلت حينها أني كنت أستخدمه موضعيا بدهنه على المفاصل التي أشعر فيها بالألم، وقد كان فعالا جدا. ولكن حصر فوائد زيت الأوريجانو في إطار فكرة أنه مسكن ومضاد التهاب موضعي فقط هي فكرة ظالمة وقاصرة جدا على الرغم من فعاليته في تسكين ألم المفاصل وتقليل الالتهاب.
فوائد زيت الأوريجانو:
- يحتوي على مركبات البيتاكاريوفيللين (Betacaryophyllin (E-BCP)). وقد أثبتت التجارب التي أجريت على الفئران فوائد هذه المركبات في تقليل الالتهاب، حيث وجدوا أن 70% من الفئران قد انخفضت لديهم الالتهابات بشكل كبير. فهذه المركبات تمنع الالتهابات، كما أنها مفيدة جدا في حالات الالتهاب المرتبطة بالمناعة الذاتية خاصة التهاب المفاصل الروماتويدي، والتهابات الأمعاء مثل كرونز أو القولون التقرحي، كما يمنع عملية هدم العظام التي تحصل نتيجة الالتهاب لتسبب هشاشة العظام.
- مفيد جدا لعلاج مشاكل الحساسية، وأي مشكلة مرتبطة بارتفاع الهيستامين لأنه يعمل على خفض مستويات الهيستامين بشكل كبير جدا بسبب احتوائه على (rosmarinic acid) وهو مركب مضاد للأكسدة ومضاد للهيستامين، الأمر الذي يقلل جميع أعراض الحساسية والتورم، مثل التهاب الجيوب الأنفية، والأزمة، والحساسية الموسمية، وأي مشكلة مرتبطة بارتفاع الهيستامين.
- يعالج العدوى والبرد والسعال واحتقان الحلق. فزيت الأوريجانو في الأساس من أقوى المضادات الحيوية الطبيعية. وإني شخص لا أدخل بيتي أي مضاد حيوي مهما كان الظرف أو السبب، لذا فإن زيت الأوريجانو دائما هو البديل بالنسبة لي. فقد نكون عائلة مناعتها قوية -ولله الحمد- وليس من العادة أن نصاب بالعدوى لأننا نقوم بكل شيء في الحياة لنقوي مناعتنا، لكننا في النهاية لسنا رجالا آليين ومن الطبيعي أن تظهر علينا بوادر عدوى مثل الإحساس باحتقان الحلق، لذا فإن قطرات من زيت الأوريجانو تنهي الأمر قبل أن يبدأ.
- إن زيت الأوريجانو يستطيع قتل أي نوع من الجراثيم دون أن يسبب أية أضرار للبكتيريا والفطريات النافعة والضرورية والطبيعية الموجودة في الجسم على عكس المضادات الحيوية.
لماذا يعتبر زيت الزعتر البري مهم لصحة الجهاز الهضمي؟
- يقلل التهابات الجهاز الهضمي
لذا فهو مهم لأي شخص يعاني من أمراض الأمعاء الالتهابية.
- مهم لأي شخص يعاني من متلازمة تسرب الأمعاء أو ارتشاح الأمعاء
حيث تؤكد الدراسات أن زيت الأوريجانو من أقوى الأمور على الإطلاق لقتل جرثومة المعدة. لذا فإن أي شخص يقوم باستخدام الأوريجانو بانتظام ويبتعد عن الأمور التي تغذي جرثومة المعدة فمن المستحيل أن تبقى جرثومة المعدة نشطة في جسده.
- يعزز إنتاج العصارة الصفراوية
وبالتالي يحسن عمليات الهضم، لذا فهو جيد لمن يعاني من عسر الهضم.
- تعالج فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (السيبو).
للمزيد من المعلومات عودوا إلى المقال الخاص بفرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة من هنا. حيث إن زيت الأوريجانو من أهم الأمور لعلاج السيبو بسبب مركب الكارفاكول (Carvacol) الموجود فيه. هذا المركب يستطيع منع أنواع مختلفة من البكتيريا من النمو.
فحينما تزيد البكتيريا عن مستوى الأعداد الطبيعية أو الحد المطلوب فإنها تسبب المشاكل؛ مثل التهاب المهبل البكتيري الذي يحصل عادة بعد تناول المضادات الحيوية، ويسبب إفرازات مهبلية غير طبيعية ورائحة غير جيدة. ذلك لأن هناك أنواع من البكتيريا الجيدة يقوم المضاد الحيوي بقتلها فتنمو أنواع أخرى من البكتيريا بشكل أكبر من الطبيعي فتسبب هذه المشاكل. لذا فإن تناول زيت الأوريجانو هو من أكثر الأمور التي تساهم في علاج هذه المشكلة لأنه يضع حدا للنمو غير الطبيعي لهذا النوع من البكتيريا.
- مضاد للفطريات
لذا فهو مهم لعلاج الكانديدا التي تسبب ابيضاض اللسان والإفرازات المهبلية البيضاء التي تكون سميكة ومشابهة للجبن، وتسبب التهاب الجيوب الأنفية أيضا، والأكزيما، وحتى فطريات أظافر القدم. كل هذه أشكال لفرط نمو الفطريات. هناك أنواع معينة من الفطريات تنمو بشكل يزيد عن المستوى الطبيعي نتيجة لخلل في الميكروبيوم. ويقوم زيت الأوريجانو بعلاج جميع هذه المشاكل بسبب مركبات (thymol) الموجودة فيه.
- يعالج جميع مشاكل الجلد
من حب الشباب، وتقرحات الجلد، والزوائد الجلدية.
كيف نختار زيت الأوريجانو؟
أكثر الأسماء شيوعا لزيت الأوريجانو هي: زيت الزعتر البري، زيت المردقوش البري. المشكلة في أن الأعشاب الطبية تختلف أسماؤها من بلد إلى بلد، ومن مكان إلى مكان. ولأن هناك نباتات كثيرة من ذات العائلة ولكن بينها اختلافات كبيرة فذلك يسبب الفوضى والالتباس بينها.
فمثلا زيت الأوريجانو هو زيت الزعتر البري، لككنه غير مستخرج من ذات نوع الزعتر الذي نستخدمه عادة في الطهي، فالزعتر البري يختلف عن الزعتر العادي. لذا منعا للالتباس فإن الاسم العلمي للزعتر العادي هو (Thymus capitatus)، والاسم العلمي للزعتر البري الأوريجانو هو (Origanum vulgare)، هذه الطريقة الوحيدة لمعرفة الزيت الأصلي. وحين نريد التأكد من مكونات الزيت فمن المفترض أن نجد هذه الأسماء (cavacrol)، أو (thymol)، أو (rosmarinic acid) مكتوبة على العبوة. كما من الممكن أيضا أن نجد أسماء زيوت طبيعية مثل زيت الزيتون، ولكن الفكرة هي أن تكون جميع المكونات المكتوبة عبارة عن مركبات طبيعية، حيث أن معظم الزيوت خاصة مجهولة المصدر تكون زيوتا صناعية تماما ليس لها أي علاقة بالزيت الأصلي المستخرج من الزعتر البري الحقيقي. في هذه الحالة ستجد أنه لا يوجد أية مكونات مكتوبة على العبوة، أو تجد مكتوبا على العبوة مركبات كيميائية كثيرة جدا ليس لها علاقة بالمكونات التي تحدثنا عنها.
في هذه الحالة لا يجب شراء الزيت لأنه ليس زيت أوريجانو بالأصل، كما أن استخدام هذه الأنواع من الزيوت يعتبر خطرا جدا واستخدامها عن طريق الفم ممنوع تماما.
كيفية استخدام زيت الأوريجانو:
يتم استخدامه داخليا عن طريق الفم، أو موضعيا، أو عن طريق الاستنشاق.
كيف يتم استخدام الزيت عن طريق الفم؟
يكون الاستخدام الداخلي عن طريق تناول كبسولات زيت الأوريجانو، لأنه مفيد جدا للأشخاص الذين لا يحتملون طعمه لأنه حامٍ جدا. وتكون جرعته اليومية 600 ملجم، يتم تناولها بالتدريج؛ أي يتم تناول جرعة صغيرة في البداية ثم يتم رفعها حتى تصل إلى جرعة 600 ملجم.
أو يتم تناول كوب من الماء بعد وضع نقطتين إلى ثلاث نقاط من الزيت وشربه. وهذه الطريقة مفيدة جدا لجميع المشاكل التي ذكرناها؛ سواء كان الالتهاب، أو مشاكل الجهاز الهضمي، أو العدوى، أو البكتيريا، أو الفطريات، أو الحساسية. ويتم البدء بتناوله مرة واحدة فقط في اليوم، ثم يتم زيادة الجرعة بعد التأقلم معه والتأكد من عدم حدوث أية مشاكل لتصل الجرعة إلى ثلاث مرات في اليوم.
كيف يتم استخدامه موضعيا؟
أي زيت أساسي مثل زيت الأوريجانو يجب أن يتم تخفيفه قبل استخدامه، أي يجب عدم استخدامه على الجلد بشكل مباشر. لذا يتم وضع نقطتين من زيت الأوريجانو على أي زيت حامل مثل زيت جوز الهند أو زيت الجوجوبا مثلا، ثم يتم دهن المكان المصاب؛ سواء كان المفاصل، أو فطريات أظافر القدم، أو أي مكان فيه التهاب أو عدوى.
كيف يتم استخدامه عن طريق الاستنشاق؟
يتم استخدام كوب من الماء الساخن جدا، يتم إضافة نقطتين إلى خمس نقاط من زيت الأوريجانو على هذا الكوب، ثم يتم استنشاق البخار الخارج منه. ويتم تكرار العملية لمدة خمسة دقائق. هذه الطريقة مفيدة لأي شخص يعاني من الأزمة، أو حساسية الصدر، أو التهاب الجيوب الأنفية، أو انسداد الأنف، أو احتقان الحلق، حيث تجعله يشعر براحة فورية كبيرة.
إني أؤمن بقوة وتأثير الزيوت الطبيعية، ولكننا لا نعرف قيمتها ومدى أهميتها، لذلك أتحدث عنها لخلق الوعي الكافي بفوائدها. وقد تحدثت سابقا عن زيت الخروع.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر
ومن داخل مصر: