الروماتويد السلبي، وتحليل هام لمرضى الروماتويد الإيجابي
هناك شكوى تتكرر بوجود جميع أعراض الروماتويد، ولكن في ذات الوقت تظهر جميع التحاليل سلبية للمرض وضمن الأمور الطبيعية، ولا يتم إيجاد تشخيص للحالة ومعرفة سبب ألم والتهاب المفاصل.
إن تحاليل الروماتويد عن طريق الدم ليست دائما دقيقة ولا تكون نتائجها حقيقية، وفي الحقيقة إن آخر أمر من المفترض الاعتماد عليه لتشخيص أو تأكيد الإصابة بالروماتويد هي تحاليل الدم، لأنك قد تكون بالفعل مريضا بالروماتويد ولكن جميع تحاليلك سلبية لأنك تعاني من الروماتويد السلبي (seronegative rheumatoid arthritis).
فما هو الروماتويد السلبي؟ وما هو الفرق بينه وبين الروماتويد الإيجابي؟ وما هو التحليل الهام الذي يجب أن يجريه الأشخاص المصابون بالروماتويد الإيجابي وليس له علاقة بالمفاصل، ولكنه مهم للكشف عن مشكلة صحية قد تكون مهددة للحياة وهي ما تسبب بالإصابة بالروماتويد.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
التهاب المفاصل الروماتويدي:
هو اضطراب مناعي يتسبب في مهاجمة الجهاز المناعي لأنسجة المفاصل أو بطانة المفاصل عن طريق الخطأ، وهو ما يسبب جميع أعراض الروماتويد التي من الممكن أن أصفها لكم بدقة متناهية بما إني متعافية من التهاب المفاصل الروماتويدي.
التهاب المفاصل قد يؤدي لاحمرار وتورم المفاصل، والتيبس يعني الاستيقاظ من النوم مع الإحساس بالتيبس أو صعوبة تحريك المفاصل. لمعرفة المزيد عن أسباب التيبس الصباحي وعلاجه عودوا إلى المقال الخاص به، لقراءته من هنا.
هذه الآلام تكون متنقلة، تأتِ في شكل نوبات أو هجمات. وتكون جميع هذه الأعراض مصحوبة بألم في العضلات وآلام متفرقة في الجسم، واكتئاب وحالة نفسية سيئة. هذه هي الأعراض الأشهر والأكثر تكرارا في حالات التهاب المفاصل الروماتويدي.
ما الذي يعنيه وجود جميع أعراض الروماتويد مع نتائج تحاليل سلبية؟
هذا يعني الإصابة بالروماتويد أيضا ولكنه روماتويد سلبي، حيث أن التهاب المفاصل الروماتويدي أنواع وتصنيفات، فهناك:
الروماتويد الإيجابي (seropositive rheumatoid arthritis)، وفيه تظهر نتائج التحاليل إيجابية.
- الروماتويد السلبي (seronegative rheumatoid arthritis) وفيه تظهر نتائج التحاليل سلبية.
هذه التحاليل هي عامل الروماتويد (Rheumatoid factor) والأجسام المضادة المقاومة للببتيد السيتروليني الحلقي (Anti-CCP_ Anti–cyclic citrullinated peptide antibodies)، وهي أنوع من البروتينات والأجسام المضادة التي ينتجها جهاز المناعة لدى الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي. للمزيد عن تحاليل الروماتويد اقرأوا المقال من هنا.
ستسهل النتائج الإيجابية التشخيص وتؤكده، فلو كانت النتائج إيجابية والأعراض متطابقة حينها يكون التشخيص أكيدا، مع أنه من الممكن أن تكون هذه التحاليل إيجابية مع مشاكل صحية أخرى، ولكن وجود الأعراض مع التحاليل الإيجابية تجعل الأمر أكثر وضوحا.
في ذات الوقت إن قمت بإجراء تحليل (Anti-CCP) دون وجود أي شيء آخر من أعراض الروماتويد، فهذا يعني وجود استعداد وراثي لديك للإصابة بالمرض، أو أنك في مرحلة مبكرة من المرض، لذا يتوجب عليك البدء بإعارة الانتباه لنفسك والاهتمام بدعم مناعتك ومفاصلك وتحويل نظام حياتك ليكون مضادا للالتهاب لتجنب الإصابة بالروماتويد.
أما في حال وجود الأعراض وكانت التحاليل سلبية، فاحتمال كبير جدا وجود إصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي السلبي، وحينها من الممكن إجراء أشعة سينية (X-ray) للكشف عن حال العظام والمفاصل، بالإضافة لإجراء تحاليل الالتهاب التي تمثل عاملا مهما في التشخيص، ولكن وجود الأعراض هو النقطة الأهم في عملية التشخيص.
ما هي الأعراض المهمة لتشخيص الروماتويد السلبي؟
آلام والتهاب وتورم المفاصل، خاصة المفاصل الصغيرة مثل مفاصل الأصابع، وأن تكون الآلام متنقلة ومتكررة، بالإضافة إلى التيبس الصباحي، والشعور بالتعب والضعف العام.
في حال التشخيص بالروماتويد السلبي حينها يتوجب معرفة الإجابات لبعض الأسئلة المهمة:
- ما هو الفرق بين الروماتويد السلبي والروماتويد الإيجابي؟
لا يوجد فرق من حيث الأعراض والمشاكل التي يتسبب فيها، ولكن الروماتويد في العموم ليس له نمط واحد أو مسبب واحد، حيث تختلف أسبابه وطرق عمله في الجسم من شخص لآخر. كما أنه لا يوجد اختلاف في طرق العلاج، ولكن الروماتويد الإيجابي أكثر انتشارا، حيث أن الروماتويد السلبي نسبة الإصابة به أقل بكثير.
كما أنه لا يوجد فرق في صعوبة المرض من حيث شدة المرض وسرعة التدهور، ولكن الأمر يختلف من شخص لآخر تبعا للتعقيدات التي يعاني منها جسده أو باقي المشاكل الصحية التي يعاني منها الشخص، ومعدلات الالتهاب في جسمه، ووجود مشاكل مناعية أخرى لديه أم لا، والتزامه بنظام مضاد للالتهاب أم لا... وإني بالطبع لا أتكلم هنا عن العلاج الكيميائي أو البيولوجي، وإن رأيي واضح في هذا الأمر منذ أن بدأت.
- هل التشخيص بالروماتويد السلبي هو تشخيص نهائي؟
أحيانا نعم وأحيانا لا. حيث يكون التشخيص أحيانا صحيحا، ليتضح بمرور الوقت أن هذا الشخص بالفعل هو مريض روماتويد. وأحيانا يظهر بعد فترة تشخيص آخر أكثر دقة.
لذا يجب أن يكون هناك متابعة للمصاب، وأن يكون الشخص نفسه واعيا وذو ملاحظة دقيقة لأية أعراض جديدة قد تظهر، فمن الممكن أن تكون مصابا بمشكلة صحية أخرى مرتبطة بالتهاب المفاصل، مثل الذئبة. فإن ظهر تحسس من الشمس أو طفح جلدي في الوجه أو كانت تحاليل الكلى تظهر بداية لنتائج غير طبيعية فسيكون هناك حاجة لإعادة تقييم للحالة. وقد يكون التهاب مفاصل صدفي في حال ظهور طفح جلدي أو التهاب وقشور على المفاصل. جميعها مشاكل مناعية، ولكن كلما كان التشخيص أدق كلما كان العلاج أفضل.
- هل من الممكن أن يتحول الروماتويد السلبي إلى روماتويد إيجابي؟
أجل من الممكن أن تظهر التحاليل بعد فترة من الزمن إيجابية، ولكنه يبقى احتمال وحالة نادرة. وإن ظهور النتائج إيجابية بعد فترة لن يشكل فارقا في الأعراض أو المشاكل.
وباختصار شديد، لو كنت تعاني من جميع أعراض الروماتويد التي ذكرناها وكانت تحاليلك سلبية، فهذا لا ينفي الإصابة بالروماتويد، فالتشخيص يعتمد بشكل أكبر على الأعراض، ثم عليك مراقبة نفسك لملاحظة ظهور أية أعراض جديدة قد تؤثر في تغيير التشخيص.
أمر هام لمصابي الروماتويد الإيجابي وكانت التحاليل (RF) و(Anti-CCP) لديهم إيجابية:
يجب على مرضى الروماتويد الإيجابي إجراء تحليل فيروس الكبد الوبائي سي (Hepatitis C). فكما تعرفون فإني أيضا متعافية من التهاب الكبد الوبائي سي، ومن الواضح وجود ارتباط بين الإصابة بالمرضين، ولكن لم ينبته أحد لذلك.
ما هي العلاقة بين فيروس سي والروماتويد؟
حين يصاب الشخص بالتهاب الكبد الوبائي سي، فإن الجهاز المناعي يقوم برصد العدوى والبدء بمحاربتها، فيقوم بإنتاج أجسام مضادة، ورفع معدلات الالتهاب بشكل مستمر. وبالطبع فإن ارتفاع معدلات الالتهاب بشكل مستمر يتسبب في حدوث اضطراب في وظيفة الجهاز المناعي مما يسبب الإصابة بأحد الاضطرابات المناعية.
كما يقوم فيروس سي برفع معدلات عامل الروماتويد (RF) الذي نعرف من خلاله وجود إصابة بالروماتويد. ومع مرور الوقت وتدهور الحالة وتكاثر الفيروس في الجسم تحدث الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. إن هناك نسبة كبيرة من المصابين بالتهاب الكبد الوبائي سي مصابون بالروماتويد وأنواع أخرى من الأمراض المناعية والروماتيزمية.
قد تتساءلون عن مدى أهمية ذلك في حال عدم وجود مشاكل في الكبد أو الإصابة بفيروس سي، والإجابة هي أن فيروس سي من الفيروسات الخبيثة جدا التي من الممكن أن تصل فترة الإصابة به لـ15 سنة قبل اكتشافه، وذلك لأنه فيروس صامت ليس له أعراض. فإما أن يتم اكتشافه صدفة كما حدث معي، أو أن يتم اكتشافه في المراحل الأخيرة بعد أن يكون قد قضى تماما على الكبد لتصبح فرص التعافي منه شبه معدومة.
لذا على كل شخص مصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي الإيجابي أن يجري التحاليل اللازمة للكشف عن وجود فيروس التهاب الكبد الوبائي سي، وذلك للأهمية القصوى، من خلال تحليل الكشف عن المادة الوراثية للفيروس (HCV PCR test) أو تحليل الكشف عن الأجسام المضادة التي أنتجها الجسم ضد الفيروس (HCV antibodies test).
من الضروري القيام بالتحاليل للاطمئنان، لان انتقال عدوى فيروس سي سهلة جدا، فقد تتم عن طريق الوخز بدبوس ملوث، أو حقنة ملوثة، أو استعمال أدوات غير معقمة في العيادات، أو استخدام فرشة أسنان خاصة بشخص مصاب، أو الوشم بأدوات ملوثة.
وإني أتمنى للجميع أن يكون بصحة وعافية، وأتمنى لهم حياة خالية من المرض والألم.
