logo

تسجيل الدخول

اشتراك جديد
البحث
البحث
خطورة تناول المضادات الحيوية
بقلم : ندى حرفوش
blog-img
إن تناول المضادات الحيوية يتسبب في إحداث خلل في ميكروبيوم الأمعاء وحدوث مضاعفات خطيرة تصل للإصابة بالأمراض المناعية والأمراض الالتهابية المزمنة. ولأهمية ذلك فقد تناولت ندى حرفوش في هذا المقال بعض التأثيرات للمضادات الحيوية على الجسم ومناعته والبكتيريا النافعة فيه.

الجانب المظلم للمضادات الحيوية

 

 

المضادات الحيوية

 

كل إنسان سأل نفسه الأسئلة التالية على الأقل مئة مرة؛ لماذا زادت الأمراض؟ ولماذا زادت الأمراض المزمنة والأمراض المناعية والسرطانات؟ ولماذا حدث ذلك على الرغم من توفر جميع وسائل الراحة والرفاهية والتقدم العلمي؟

هناك دراسة أجريت على 22677 شخصا مصابا بالتهاب المفاصل الروماتويدي مقارنة بـ90 ألف شخص من الأصحاء، كشفت أن هناك أمر واحد مشترك بين مجموعة المصابين كانوا يستهلكونه بكميات كبيرة ومرات متكررة كثيرة، أكثر من الأشخاص الطبيعيين بنسبة 60%.

أيضا هناك دراسة ربطت بين الإصابة بالتهاب المفاصل اليفعي مجهول السبب، والتهاب المفاصل المناعي الذي يصيب الأطفال تحت سن 16 عاما؛ حيث وجدوا أن هؤلاء الأطفال قد تعرضوا لذات الشيء بكميات كبيرة وعدد مرات أكبر من بقية الأطفال وهم تحت سن ثلاث سنوات.

لقد كان الشيء الوحيد المشترك بينهم جميعا هو المضادات الحيوية.

 

لذا سنناقش في هذا المقال خطورة استهلاك المضادات الحيوية وتأثيرها على صحة ومناعة الأطفال والكبار، وكيف يمكن أن يتسبب بحدوث أضرار أخطر تغطي على فوائدها، وعلاقة المضادات الحيوية بالأمراض المناعية.

 

يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،

لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية 

 

 

إن ثقافة استهلاك المضادات الحيوية سيئة جدا، ليس في بلداننا فقط، بل في بلاد العالم كله، ولكن في بلادنا أكثر. فهناك بعض البلاد تقوم بوضع القيود على الموضوع إلى حد ما، بينما لا تقوم بلاد أخرى بذلك، حيث من الممكن أن تدخل الصيدلية لتطلب مضادا حيويا يعجبك، تماما كمن يشتري الحلويات.

بالطبع إن الأمر ينم عن قلة وعي، وهذا لأنه نادرا ما نرى أحدا يقوم بالتوعية بمخاطر استهلاك المضادات الحيوية، لأن هناك أعمال بمليارات الدولارات تعتمد عليه، لذا من الصعب أن تجد أشخاصا كثر يقولون لك أن المضاد الحيوي خطورته تفوق خيالك، في المقابل ستجد أشخاصا يقولون لك أنك ستموت إن لم تتناول المضادات الحيوية، في حين أن الإنسان قد خلقه الله بجهاز مناعي من المفترض أن يكون قويا وقادرا على الدفاع عن الجسم ضد الغالبية العظمى من العدوى وحده، ولكنه يحتاج لعدم تعرضه للمضادات الحيوية من عمر أيام... بل من قبل ولادة الطفل. هل تتخيلون أن المضادات الحيوية التي نعطيها للأطفال حينما يتعبون هي ما تضعف مناعتهم وتجعلهم يمرضون مرة أخرى!

مثلا.... طفل رضيع عمره لا يتجاوز أياما أو شهورا قليلة قد تعرض للعدوى، فارتفعت درجة حرارته، وأصيب بالإسهال والسعال والزكام، هذا أمر عادي وطبيعي لأنه يتعرض لبيئة جديدة تماما عليه بجهاز مناعي غير مكتمل، ولكن يتم تعظيم الأمر والذهاب بالطفل إلى الطبيب أو الصيدلية ليعطوه جرعة من المضاد الحيوي، وخوافض الحرارة، والكورتيزون. هنا تبدأ درجة حرارة الطفل بالانخفاض لفترة ثم تنتهي العدوى، فنقول أن هذا الطبيب جيد ومحترف في عمله، فقد أتى علاجه بنتيجة، لتتكرر العدوى بعد شهر أو اثنين أو أقل أو أكثر، ليتكرر ذات السيناريو مرة أخرى.

 

هل تعرفون ما الذي قمتم بفعله؟ لقد قمتم بوضع حجر الأساس الذي سيبنى عليه بقية عوامل إصابة الطفل بمرض مناعي أو مرض مزمن في المستقبل.

فحقيقة ما يحدث هو الآتي:

إن جهاز المناعة لدى الإنسان ينقسم لجهاز مناعي فطري وجهاز مناعي مكتسب.

جهاز المناعي الفطري يولد الطفل به، ويتكون غالبا نتيجة تعرضه للميكروبات داخل رحم الأم، وهو مكان غير معقم 100% كما كنا نعتقد، فيبدأ الميكروبيوم لدى الطفل بالتكوّن فيطور جهازا مناعيا قادرا على التعامل مع هذه الميكروبات.

 

- أما جهاز المناعة المكتسب فهو ما يتم تطويره منذ ولادة الطفل، ليبدأ الميكروبيوم بالنمو والزيادة حتى يستطيع محاربة الملوثات التي يتعرض لها في بيئته الجديدة، ليبقى الميكروبيوم غير مكتمل، ويستمر في التكوّن حتى سن ثلاث سنوات.

 

حين يتعرض الطفل للمضادات الحيوية تحت سن الثلاث سنوات، فإن الميكروبيوم يحصل فيه تغيرات، لأن المضاد الحيوي يقتل أنواعا كثيرة جدا من البكتيريا المتعايشة التي تكوّن الجهاز المناعي. حين تحصل هذه التغيرات فإن استجابة الجهاز المناعي يحدث فيها تغير.

هذا التغير ينتج عنه مع الوقت ضعف الجهاز المناعي، وخلل في وظيفته، مع بعض الضغوطات الأخرى التي تحدث مع التعرض للمضادات الحيوية لمرات ومرات مع الوقت مثل نقص العناصر الغذائية والضغوط النفسية والتغذية السيئة، مما يتسبب بمرض مناعي أو مرض مزمن أو حتى سرطان.

 

إن التغير في وظيفة جهاز المناعة الفطري من الممكن أن يتسبب بظهور الأمراض الالتهابية

مثل النقرس أو حمى البحر المتوسط. هذه الأمراض يكون لها عامل جيني، ولكنه يحتاج إلى ظروف معينة حتى يتحول من جين كامن إلى جين نشط.

 

 

أما التغير في وظيفة جهاز المناعة المكتسب من الممكن أن يسبب الأمراض المناعية.

 

هناك أبحاث كثيرة أجريت على أمهات حوامل وأطفال رضع، وحتى على الفئران، وجدت أن تناول المضادات الحيوية من قبل الأمهات قبل الحمل أو أثناء فترة الحمل قد أثر كثيرا على ميكروبيوم الأطفال وبالتالي استجابتهم المناعية.

كما أن الأطفال الذين تعرضوا للمضادات الحيوية تحت عمر العامين كانت مناعتهم أضعف وقدرتهم على محاربة العدوى أقل، حتى أن الدراسات التي أجريت على الفئران أثبتت ذات الأمر. كما أثبتت أن الفئران الأصحاء الذين تم تعريضهم إلى ميكروبيوم غير متوازن قد تسبب في تفاقم الأمراض والعدوى لديهم بشكل أشرس وأسرع. وأن عدم تعرض الفئران للملوثات وعيشهم في بيئة نظيفة ومعقمة قد أعاق قدرة أجهزتهم المناعية على التطور وبالتالي قدرته على محاربة العدوى، فالتعرض للعدوى والملوثات هو ما يعمل على تقوية المناعة ويطورها.

 

هل هذا يعني أن نترك أطفالنا يعيشون في بيئة غير نظيفة فلا ننظف بيوتنا؟

كلا بالطبع، فليس هذا بيت القصيد، ولكن القصد أنه ليس من الصحيح تركهم يعيشون في بيئات معقمة تماما. فالأطفال الذين يلعبون بالتراب ويحتكون بالحيوانات الأليفة مناعتهم أقوى من الأطفال الذين يعيشون دائما داخل البيوت. في المقابل، ليس من الصحيح أن شخصا مريضا أو يعاني من عدوى أن يقوم بتقبيل الطفل، وخاصة من فمه، بهدف تقوية مناعته.

 

أطفال يلعبون بالتراب والوحل

 

هل جميع المضادات الحيوية تتسبب بذلك؟

إن جميع المضادات الحيوية تؤثر سلبا على الميكروبيوم، فكل نوع يقضي على أنواع معينة من سلالات البكتيريا الموجودة في أجسامنا، وهذا بدوره يؤثر على بقية توازن الميكروبيوم بعد انتهاء الجرعات المحددة من المضاد الحيوي. فهناك بعض الأنواع التي تعود مرة أخرى وأنواع أخرى لا تعود ثانية، وهذا ما يجعل المضاد الحيوي جوهري وطويل الأمد (هكذا تم وصفها تماما في الدراسات). لذا يجب التفكير مرارا قبل تناول المضادات الحيوية.

 

خلل في التوازن البكتيري

 

ما علاقة تأثير المضاد الحيوي على الميكروبيوم وجهاز المناعة؟

تربط الدراسات بين تغير الميكروبيوم وتغير وظيفة جهاز المناعة وارتفاع احتمالية الإصابة بالأمراض المناعية. فالميكروبيوم، الذي يعيش في الأغشية المخاطية في الجسم خاصة الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء، هو الذي يقوم بإنتاج الخلايا المناعية عن طريق استقلاب أنواع معينة من المغذيات مثل الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة. مثلا:

- هناك أنواع من البكتيريا تنتج الخلايا المناعية التي تسبب الالتهاب للقضاء على العدوى.

- وهناك أنواع أخرى من البكتيريا تنتج الخلايا المضادة للالتهاب المسؤولة عن تهدئة الوضع والتنظيف بعد انتهاء الحرب بين الخلايا الالتهابية والعدوى.

كما تقوم هذه البكتيريا بحماية وتعزيز الغشاء المخاطي، لذا حين تقل أعداد هذه البكتيريا فإن الغشاء المخاطي يتضرر، ومن الممكن أن تحدث فيه الثقوب أو يصبح أرفع (أرق) من الطبيعي كما هو الحال في حالات القولون التقرحي، وجميع حالات ارتشاح الأمعاء، فتتسرب مركبات التهابية أو جراثيم من جدار الأمعاء إلى مجرى الدم الذي يرفع بدوره من معدلات الالتهاب.

 

قولون تقرحي

 

باختصار:

معدلات التهاب مرتفعة + عدد كبير من الخلايا الالتهابية + أعداد أقل من الخلايا المضادة للالتهاب في حال قتلتها المضادات الحيوية ولم تستطع العودة مرة أخرى = معدلات التهاب مرتفعة جدا مع عوامل أخرى من الممكن أن تؤدي لظهور أي مرض مناعي.

لذلك فإن علاج الأمراض المناعية يبدأ بإصلاح الميكروبيوم والقضاء على المسببات وتقوية جهاز المناعة واستعادة وظيفته الطبيعية التي من الممكن أن يستطيع استعادتها.

 

إذا ما الذي ستقومين بفعله حين يمرض ابنك؟ ألن تعطيه المضادات الحيوية؟

كلا، أنا لا أعطي ابني المضادات الحيوية أو حتى خوافض حرارة، بل أترك مناعتة تقوم بوظيفتها الطبيعية، فأجعله يستحم بماء فاتر، وأضع له الكمادات، وأعطيه الفيتامينات لتقوية مناعته، وأعطيه السوائل باعتدال، وحين يرفض تناول الطعام فلا أضغط عليه. صحيح أننا نمر في أيام صعبة على كلينا، ولكن النتيجة هي عدم تعرضه للمرض بشكل متكرر، وقد كان هذا أكثر أمر فارق في قوة مناعته.

فإن كنتم تخافون على أطفالكم من العدوى فعليكم تقليل استهلاكهم من السكر والحلويات إلى الحد الأدنى، واهتموا بنظام أكلهم وتنوعه قدر الإمكان من خضار وفاكهة وبروتين حيواني ودهون صحية، وتجنبوا إعطاءهم الجلوتين واللاكتوز. كما يجب أن يخرج الطفل للعب خارج المنزل ويرى الشمس، ويتناول الفيتامينات الأساسية من فيتامين د وفيتامين سي والزنك والأحماض الدهنية الأساسية لتقوي مناعته.

 

إن استهلاك المضادات الحيوية خطر على الكبار وخطر على الأطفال بشكل أكبر، لأن هذا الطفل هو الذي سيصبح في الغد شخصا بالغا فرصته عالية جدا للإصابة بمرض مناعي أو مزمن بسبب تناوله المضادات الحيوية لأننا لا نعرف مدى خطورتها. وبالطبع جميعنا كبالغين قد تناولنا المضادات الحيوية عشرات المرات في حياتنا، مما يعني أننا محتاجون على الأقل أن ننقذ ما يمكن إنقاذه وهو البروبيوتك. للمزيد عن البروبيوتك عودوا إلى المقال الخاص به من هنا.

 

 

لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر

للأطفال:

فيتامين د3 مع فيتامين ك2 بشكل سائل

زيت كبد سمك القد النرويجي

زنك للأطفال

فيتامين سي سائل للأطفال

الخميرة الغذائية غير محلاة من شركة kal

 

للكبار:

فيتامين د، عالي الفعالية، 50.000 وحدة دولية

فيتامين د، عالي الفعالية، 10.000 وحدة دولية

فيتامين ك2 صيغة MK7 تركيز 100 مكجم

فيتامين ك2 صيغة MK7 تركيز 300 مكجم

زيت كبد سمك القد النرويجي

فيتامين سي العضوي كبسولات من شركة Alive

فيتامين سي العضوي مسحوق من شركة Alive

مسحوق فيتامين سي كومبلكس من شركة nowfoods

كبسولات فيتامين سي كومبلكس من شركة nowfoods

 بروبيوتك (LactoBif Probiotics)

 

 

ومن داخل مصر: 

Keto supplements

 

 

 

 

المضادات الحيوية
الأمراض
ضعف المناعة
الأمراض المناعية
الأمراض المزمنة
السرطانات
التهاب المفاصل الروماتويدي
التهاب المفاصل المناعي
التهاب المفاصل البقعي
جهاز المناعي الفطري
جهاز المناعة المكتسب
الميكروبيوم
الضغوط النفسية
حمى البحر المتوسط
النقرس
جين نشط
الأمراض الالتهابية
القولون التقرحي
ارتشاح الأمعاء
نقترح عليك
ذات صلة