الفيروس الجديد جدري القردة (Monkeypox)، هل هو الوباء العالمي الجديد حقا؟ فالعالم كله ليس له موضوعا سواه، حتى بدأوا الدخول في حالة طوارئ. ولماذا بتنا نسمع كل يوم عن فيروس جديد ووباء جديد، رغم عدم مرورنا بذلك سابقا. فهل هذا أمر طبيعي أم مؤامرة؟
منذ أيام بدأت تسجل حالات إصابة بفيروس جدري القردة في أمريكا، حيث تم تسجيل ست حالات في أمريكا وفقا لتقرير مركز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC). كما سجلت إسبانيا سبع حالات، ويتم التحقيق في 22 حالة أخرى. أيضا في كندا تم تسجيل 17 حالة.
إن الأرقام ليست كبيرة، ولا تستدعي القلق. فالأرقام النهائية تقول إننا نتعامل مع 80 حالة ظهرت في 11 بلد. ولكن الاهتمام العالمي بالفيروس يحصل بسبب تاريخه. فهو بالأصل ليس فيروسا جديدا، والمفترض أن الإصابة به نادرة وليست منتشرة، وإن الإصابة به تحصل في دول معينة غير التي يظهر فيها حاليا. لذلك كله هناك قلق من تحوله إلى وباء يشبه ما حدث مع فيروس الكورونا.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
تاريخ فيروس جدري القردة:
هو من عائلة الجدري، ذاته الذي كان يصيب البشر، ومن المفترض أنه قد تم القضاء عليه منذ ثمانيّات القرن الماضي. تم تسجيل أول ظهور لجدري القردة عام 1958 في مختبر تجارب يستخدمون فيه حيوانات القردة في أبحاثهم، ولذلك تمت تسميته بجدري القردة. لكنه لا يصيب القرود فقط، فهو ينتشر بين القوارض، خاصة القوارض الإفريقية مثل الفئران والسناجب، كما تصاب به الكلاب البرية.
أما أولى حالات الإصابة بالفيروس فقد ظهرت عام 1970 عند طفل يبلغ من العمر 9 سنوات في الكونغو التي قد تم إعلانها عام 1968 أنها أصبحت خالية من مرض الجدري. بعدها بدأ تسجيل حالات متفرقة في ذات المنطقة في الكونغو حتى تحول الأمر إلى وباء في دولة الكونغو في عامي 96 و97.
أما عام 2005 فقد تم تفشي الفيروس في ولاية الوحدة في السودان، ليتفشى مرة أخرى في جمهورية إفريقيا الوسطى عام 2016. لذا فقد تم تفشي الفيروس بالفعل في سنين سابقة داخل قارة إفريقيا. لذا يعتبر الفيروس هو إحدى فيروسات حوض نهر الكونغو.
وبالطبع قد ظهر في أماكن أخرى في أمريكا وأوروبا، ولكن عدد الحالات المصابة كانت تعدّ الأصابع، عكس ما يحدث حاليا، فأغلب الحالات مسجلة في أوروبا وأمريكا لذلك بات هناك اهتمام عالمي، بينما حين كان يتفشى في إفريقيا كان أمرا عاديا لم نسمع عنه، لذا فهو شأن إعلامي بحت.
طريقة انتقال فيروس جدري القردة:
ينتقل الفيروس من الحيوان المصاب إلى الإنسان عبر المخالطة من لمس دم الحيوان وإفرازاته ولعابه أو حتى عن طريق ملامسة الجلد. وقد ينتقل من إنسان مصاب لآخر غير مصاب، ولكن ليس بسهولة انتقال فيروس كورونا الذي كان ينتقل بالهواء دون اختلاط؛ فجدري القردة ينتقل عبر الدم والإفرازات ورذاذ اللعاب. كما ينتقل عبر تناول لحوم حيوانات مصابة غير مطهية جيدا.
الأشخاص الذين يجب عليهم اتخاذ الإجراءات الاحترازية بشكل جيد هم من يستدعي عملهم مخالطة الحيوانات بشكل مباشر ومكثف، مثل الأطباء البيطريين والعاملين في المجال البيطري، والأشخاص العاملين في أعمال الجزارة والمذابح، لأنها بيئة فيها مخالطة قوية لدماء الحيوانات.
فترة حضانة الفيروس:
فترة الحضانة هي الفترة الواقعة بين وقت حدوث الإصابة وظهور الأعراض. أي أن الشخص الذي تظهر عليه الأعراض هو مصاب بالفيروس منذ أيام، ولم تحدث الإصابة له في ذات اليوم. وتختلف فترة الحضانة من فيروس لآخر. وتتراوح حضانة فيروس جدري القردة بين خمسة أيام وواحد وعشرون يوما.
أعراض جدري القردة:
تبدأ الأعراض بحمى، وصداع شديد، وآلام في الظهر، مع ضعف في العضلات وفقدان الطاقة. ثم يبدأ الطفح الجلدي بالظهور، ويكون على شكل حبوب حمراء اللون غير بارزة، تكبر وتمتلئ بالمياه على شكل حبوب الجدري أو جدري الماء الذي نعرفه. وإن العلامة المميزة للإصابة بالمرض هي تضخم الغدد الليمفاوية، وذلك عبارة عن رد فعل الجهاز المناعي على الإصابة القوية.
تحاليل طبية:
يتم الكشف عن الإصابة بجدري القردة عن طريق تحليل فحص مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالأنزيم (enzyme linked immunosorbent assay).
من هم المعرضون للإصابة:
جميع الناس معرضون للإصابة بالمرض، ولكن الإصابات في الأطفال تكون أشد وأخطر. أما الأرقام عن نسب الوفيات مختلف جدا بين كل مصدر وآخر، لأن الموضوع متغير تبعا لشدة الإصابة وقوة مناعة الشخص ومشاكله الصحية، ولكنها عادة ما تكون بين 3.5% إلى 10%.
علاج جدري القردة:
الكلام الرسمي حتى هذه اللحظة يقول إنه لا يوجد علاج لمرض جدري القردة. ولكن الذي كان يظهر فاعلية لعلاج الفيروس في الحقيقة كان مصل الجدري، ولكن مصل الجدري قد توقف إنتاجه منذ عام الثمانين حين تم الإعلان عن القضاء على الجدري دوليا. لذلك لا يوجد اهتمام بإنتاج علاج أو مطعوم جديد للفيروس إلا في حال ازدياد حالات الإصابة وتفشي المرض.
لماذا أصبحنا نسمع عن وجود فيروسات جديدة وانتشارها بسرعة؟
المعادلة تقول إن فيروس + مناعة ضعيفة = إصابة قوية.
و فيروس + مناعة قوية = إصابة ضعيفة من الممكن عدم ظهورها أو ظهور أعراضها.
فجهاز المناعة يتعامل مع العدوى وينهي الأمر قبل ظهور أعراض الإصابة. وتتكرر هذه العملية كل يوم دون ملاحظتها، لأن ذاكرة الجهاز المناعي موجودة فقد تعامل مع الفيروسات مسبقا، وتم تخليق أجسام مضادة للفيروس واحتفظ به لحين الإصابة بالمرض ثانية فينهي الأمر. لهذا الأمر حين يكون الفيروس جديدا والمناعة ضعيفة يحدث المرض بكل أعراضه ومضاعفاته.
وهنا فإني أرى أن ضعف المناعة هو الوباء العالمي الحقيقي. فقد بات أمرا شائعا ومنتشرا لدرجة التعامل معه دون اهتمام.
وإن ضعف المناعة ليس أمرا عاديا أو طبيعيا، وهو ما يجب الحديث عنه حقا. لأن العالم في الحقيقة مليء بالفيروسات. وإن جدري القردة ما هو إلا نوع واحد بين مليارات الفيروسات، حتى إن اختفى فسيظهر غيره الكثير. كما أن الفيروسات في حالة تطور دائم وتكيف مع البيئات والظروف الجديدة، فتغير مادتها الوراثية مرارا لخداع جهاز المناعة فتنتشر أكثر.
كيف أزيد من قوة المناعة؟
كيف أزيد من قوة المناعة وليس كيف أسيطر على الفيروس.. هذا هو مفتاح صندوق المرض.
أما لو سألنا لماذا حدث ضعف المناعة حتى أصبح وباء متفشيا بهذا الشكل فالإجابة باختصار هي نظام حياتنا الخاطئ الذي يتمثل بـ:
1- الطعام:
فالسكر والنشويات المكررة والوجبات السريعة والدهون المهدرجة جميعها عوامل ساهمت بتسميم أجسادنا وإفقادها قوتها ومناعتها.
حتى حين نحاول تناول طعاما صحيا، فالطعام باتت قيمته الغذائية قليلة جدا، لأن التربة ذاتها لم يعد فيها عناصر غذائية ليمتصها النبات. لذا فالطعام العضوي مكلف جدا وغير متاح في كل الأماكن. لذلك دائما ما أهتم بالتأكيد على تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية لدعم صحة الجسم وصحة الجهاز المناعي، فهي الحل الوحيد المتاح لتعويض نقص العناصر الغذائية في الطعام.
2- الحالة النفسية:
إن القلق والتوتر والاكتئاب الملازمين لجميع الناس أصبحت سموما، لا فرق بينها وبين من يشرب سُمّا للانتحار، وهي إحدى أهم الأسباب التي جعلت جهاز المناعة تحت الصفر.
3- الأمعاء المجهدة:
أكثر من نصف جهاز المناعة موجود في الأمعاء؛ وأعني بذلك بكتيريا الأمعاء (Microbiom) التي نقتلها بالأكل غير الصحي، والسكريات، والمضادات الحيوية.
4- العلاج بالمضادات الحيوية والستيرويدات ومثبطات المناعة:
هناك الكثير من الأشخاص الذين يتعاملون مع المضادات الحيوية كأنها سكاكر، يتم تناولها بسبب ودون سبب. وأخذ حقن الكورتيزون كلما تم الإحساس بالتعب. ذلك يعمل على تدمير الجسم والمناعة حرفيا، ليتكرر ذات المرض بعد شهرين فقط لأن المصاب لم يعط جهاز مناعته الفرصة ليعمل، فدمر الجهاز المناعي وبكتيريا الأمعاء. إن المضادات الحيوية يتم تناولها فقط حين لا يكون هناك مفر منها، أي أن الشخص تتردى حالته أكثر فأكثر، أما ما يفعله الآخرون فهو خاطئ وخطير وليس أمرا طبيعيا.
أما الكورتيزون فهو خطر كبير، ولا أعلم متى أصبح الناس يتعاملون معه باستهانة بهذا الشكل. فمثلا قبل أيام أجريت جراحة صغيرة جدا في أسناني، لأجد في الوصفة الطبية التي كتبها لي فيها حقنة كورتيزون آخذها فورا بعد الجراحة. لم أسأله أو أتناقش معه لأني أعلم أن الكورتيزون يثبط جهاز المناعة وبالتالي لا يسمح بحدوث التهاب في مكان الجرح وبالتالي التقليل من التورم رغم أنه رد فعل طبيعي لجهاز المناعة وأمر صحي، فلماذا أمنعه؟
وبكل أمانه لم آخذ الحقنة، ولكني ذهبت إلى المنزل وجرعة 50 ألف وحدة دولية من فيتامين د3 مع فيتامين ك2 (MK7). ثم تناولت زيت الأوريجانو وجذور القرّاص والكركمين. فاستيقظت في اليوم التالي دون أثر لأي تورم.
أما الأشخاص المصابون بالأمراض المناعية الذين يتناولون الكورتيزون ومثبطات المناعة، فلا هي تعالجهم ولا تترك جهاز المناعة يعمل بشكل طبيعي. مما يقود الحالة من سيئ لأسوأ مع الوقت. وفي الحقيقة أنا لم أشعر بأي تحسن بعد تناول هذه العقاقير لعلاج الروماتويد، وإنما شعرت به بعد أن غيرت نظام حياتي وبدأت بدعم جهاز المناعة لدي. لذلك أقول لكم أن جهاز المناعة هو السر.
لو كانت مناعتك قوية، فلا تخف من أي فيروس، فلديك نظام حماية طبيعي يعمل 24 ساعة فقط لحمايتك، وجل ما يحتاجه هو أن يعمل بطريقة صحيحة.
كيف أدعم جهاز المناعة لدي وأحمي نفسي؟
1- إيقاف كل ما ذكرناه من الطعام الخاطئ غير الصحي، والمضادات الحيوية، ومثبطات المناعة، والكورتيزون، والتوتر، والقلق.
2- اتباع نظام غذائي صحي؛ أي نظام من نوع الكربوهيدرات المنخفضة، أو كارب أو كيتو أو باليو. أي نوع حمية غذائية خالية من السكر ومنخفضة النشويات.
3- البعد عن التوتر والاكتئاب.
4- تطبيق نظام الصيام المتقطع.
5- تناول الفيتامينات والمعادن والمكملات الغذائية. فهي عناصر ليس لها بديل في ظل انخفاض القيمة الغذائية للأطعمة. لذا يجب ضبط مخزون الجسم منها، فنستمر على ما ينقصنا ونتوقف عما لا نحتاجه.
ما هي الفيتامينات اللازمة لدعم جهاز المناعة؟
1- فيتامين د3 مقرون بفيتامين ك2 (MK7).
2- الأحماض الدهنية الأساسية (الأوميجا 3).
3- فيتامين سي بصيغة مركبة (complex)، بجرعة 1 جرام يوميا.
4- الزنك، فهو الحارس للجسم، وبدونه لا توجد مناعة. ويجب تناوله مع النحاس.
5- البروبيوتيك. من المفضل البدء بالمكملات الغذائية حتى يستطيع التعامل مع المصادر الطبيعية فيما بعد. وهو متواجد في المخمرات مثل مخمر الملفوف (Sauerkraut) والمخللات والقهوة.
وأخيرا، إن سبب انتشار الأمراض والفيروسات ما هو إلا خلل في أنظمتنا المناعية حدث بسبب الممارسات الخاطئة لمنظومتنا اليومية وأسلوب الحياة، وعلينا إصلاحه للحؤول دون التعرض لأوبئة أخرى مثلما حدث في أيام الكورونا التي عشنا بسببها أصعب الأوقات.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر:
فيتامين د، عالي الفعالية، 50.000 وحدة دولية
فيتامين د، عالي الفعالية، 10.000 وحدة دولية
فيتامين ك2 صيغة MK7 تركيز 100 مكجم
فيتامين ك2 صيغة MK7 تركيز 300 مكجم
فيتامين سي طبيعي (مركب كامل مستمد من الفاكهة)
ومن داخل مصر: