جميعنا مصابون بهذا الفيروس المرتبط بمعظم الأمراض المناعية والمزمنة والسرطانات
فيروس ابشتاين بار (Epstein-Barr virus (EBV))
هذا المقال من أهم المقالات التي أقدمها لكم. فيه العديد من المواضيع، كل موضوع فيه يهم فئة معينة من الأشخاص أو المصابين بمرض معين. ما سأتحدث عنه في هذا المقال يهم جميع الناس، لأن جميعهم مصابون به دون أن يعلموا. إنه إبتشتاين بار فيروس (Epstein-Barr virus (EBV))، فيروس خبيث جدا، حيث يعتبر سببا في حدوث العديد من الأمراض، ومن الممكن أن يصيب أي شخص.
اقرأوا هذا المقال بتمعن، لأنكم من الممكن أن تتخلصوا من مرض أو تحموا أنفسكم من مرض كان سيصيبكم.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
ما هو إبشتاين بار فيروس (Epstein-Barr virus (EBV)):
هو نوع من الفيروسات التي تنتمي لعائلة الهربس (herpes virus family). نسبة انتشار هذا الفيروس على الكرة الأرضية يفوق الـ 95%. لذلك قلت لكم بأن الجميع مصابون به. وغالبا ما تكون الإصابة في سن صغيرة.
يتسبب هذا الفيروس بالإصابة بداء الوحيدات (mononucleosis)، أو داء التقبيل. يصاب به الأطفال والمراهقون، وتتلخص أعراضه بـ: التعب الشديد، وآلام في الجسم، وحمى، وتورم العقد الليمفاوية، والصداع، والطفح الجلدي الذي يظهر في أغلب الأوقات حول الفم والشفاه، والصديد الأبيض الذي يظهر في الحلق.
وينتقل داء الوحيدات عن طريق تقبيل الأطفال والرضع، لذلك يتوجب عدم تقبيل الأطفال من فمهم أو وجوههم. فأنتم لا تعلمون أنكم حاملون للفيروس، كما قد يكون نشطا في بعض الأحيان، لذا من الممكن نقله للأطفال المواليد الجدد، وإن إصابتهم به في هذا السن تعتبر خطيرة، لأن مناعته لم تكتمل بعد.
حين تحصل الإصابة بداء الوحيدات وتبدأ الأعراض بالظهور، يقول الطبيب بأنها عدوى فيروسية، ويصف خافضا للحرارة ومضادا حيويا، مع أنه يعلم أن المضاد الحيوي لا لزوم له أثناء الإصابة بالفيروس، لأنه لا تأثير له على الفيروسات أصلا.
وإن العدوى الفيروسية تحتاج إلى الراحة وأن تكون مناعة الجسم عالية، ليبدأ الجسم بتكوين أجسام مضادة لتهاجم هذه الفيروسات، بينما يتسبب استهلاك المضادات الحيوية مع كل زكام أو رشح أو برد أو ألم في البطن أو ألم في الأسنان في إضعاف هذه المناعة.
الفحوصات والتحاليل المستخدمة للكشف عن الإبشتاين بار فيروس:
هناك أكثر من تحليل يستخدم للكشف عن الإصابة بالإبشتاين بار فيروس:
- (monospot test) أو (heterophile antibodies test):
وهو تحليل مخبري يكشف عن وجود أنواع معينة من البروتينات التي يتم إنتاجها من قبل جهاز المناعة كرد فعل أثناء الإصابة بالإبشتاين بار فيروس.
- EBV IgG - EBV IgM:
وهو تحليل يكشف عن الإصابة بالإبشتاين بار فيروس في وقت قريب، كإصابة حالية أو منذ أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
- EBV IgG:
وهو التحليل الذي يثبت أنك قد أصبت بالفيروس في أي وقت سابق في حياتك. وهو فحص لو أجريناه لكانت نتيجته إيجابية لدى الجميع.
ما الذي يحدث بعد الإصابة بفيروس (EBV)؟
في حال الإصابة بفيروس (EBV)، سيصاب الجسم بمرض الوحيدات، وسيأخذ المرض وقته، ثم يتحسن الجسم. ولكن لن يتخلص الجسم من فيروس (EBV)، فطالما أصبت به فلن يخرج من جسمك، ولكنه سيبقى كامنا، ليس له تأثير طالما كان جهاز المناعة قادرا على إضعافه والسيطرة عليه وكأنه غير موجود.
وتكمن الخطورة في وجوده كامنا في الجسم في أن هذه الفيروسات كائنات انتهازيه، تنتظر أي فرصة لانتهازها حتى تصبح قوية، فتنشط حينما تكون أقوى من الجهاز المناعي، لتبدأ المتاعب بالظهور.
لتجنب الإصابة بفيروس (EBV):
1- عدم تقبيل الأطفال، خاصة الرضع منهم، فهناك أطفال تفقد حياتها بسبب العدوى. وهذا ليس ترهيبا، وإنما توعية للحفاظ على سلامة أطفالنا، ومحاولة تجنيبهم الإصابة بمرض مزمن حينما يكبرون.
2- عدم استخدام أدوات المائدة (من معالق وشوك وأكواب) بين الأشخاص، مهما كان الشخص نظيفا، فالإصابة تحدث نتيجة استخدام أدوات المائدة خلف شخص مصاب. فلو كنا نتناول الطعام خارج المنزل، سواء في مطعم أو لدى أشخاص آخرين، فمن الواجب علينا التأكد من نظافة وتعقيم الأدوات، والأفضل طلب أدوات ذات الاستخدام الواحد، وهو حل سهل ومتوفر في كل مكان.
3- عدم استخدام الأدوات الشخصية لشخص آخر، مثل فرش الأسنان وأدوات الحلاقة، وأدوات تقليم الأظافر، والتأكد من تعقيم الأدوات في العيادات بسبب انتقاله عبر إفرازات الشخص المصاب. كما أن فيروس (EBV) من الفيروسات المنتقلة جنسيا، أي أن العلاقات الجنسية سبب في انتقال العدوى.
ما الخطورة في استعادة الفيروس لنشاطه؟
يبدأ الأمر بشكل بسيط جدا، كأنك أصبت به مرة ثانية، فتشعر بآلام في الحلق، واحتقان وحرارة. من الممكن أن تذهب الأعراض، وتعتقد أنك قد أصبحت أفضل. ليعود بعد أسبوع أو اثنين بذات العدوى، ومن الممكن أن يتكرر الأمر مرارا وتكرارا، لتجد نفسك فجأة مصابا باضطراب مناعي، سواء كان روماتويد أو ذئبة أو تصلب متعدد.
لا تستطيعون تخيل كمّ المصابين بالاضطرابات المناعية -ممن أعمل على حالتهم- الذين عانوا من ذلك قبل تعرضهم للإصابة بالمرض. فدائما ما أسأل الحالة عما حصل لها من أعراض في وقت قريب، حتى سنة مضت، قبل بدء الإصابة بالاضطراب المناعي، لتكون حصيلة الإجابات تتلخص بإصابة 7 أشخاص من كل 10 أشخاص في ذلك الوقت بعدوى فيروسية متكررة لم يتم معرفة سببها.
هذا وقد أثبتت دراسات علمية كثيرة ارتباط فيروس (EBV) بالإصابة ببعض أنواع السرطانات والاضطرابات النفسية مثل الشيزوفرينيا.
كيف من الممكن أن يحدث إعادة تنشيط فيروس (EBV)؟
1- التعرض للضغوط النفسية، والصدمات النفسية، والتوتر.
- إن التوتر يزيد من عمليات الأكسدة في الجسم، الأمر الذي يرفع من مستوى الالتهابات في الجسم، ويسرع عملية الشيخوخة والتقدم في السن.
- كما أن التوتر يضعف من جهاز المناعة لأنه يزيد من إفراز هرمونات التوتر بشكل أكبر بكثير من المعدلات الطبيعية ولمدة طويلة جدا، مما يتسبب في انهيار دفاع الجسم.
لذا يجب تعلم كيفية التعامل مع التوتر والتخفيف من حدته في حياتنا اليومية. ولو كنت تعاني من أمر يتسبب لك بضغط نفسي فعليك الاستغناء عنه أو طرده خارج حياتك دون تردد. فالصحة أمر غير مضمون، لا نشعر بقيمته الحقيقية إلا حينما نفقده، ولا يوجد أمر في الدنيا يوازي في قيمته الصحة.
2- السمنة:
أثبتت إحدى الدراسات أن زيادة نسبة الدهون في الجسم وزيادة الوزن ترفع من احتمالية الإصابة بالعدوى وإعادة تنشيط فيروس (EBV) خاصة عند النساء. لذا ليس من الغريب أبدا أن تكون الغالبية العظمى للإصابة بالأمراض المناعية لدى النساء.
لذا انتبهي لجسدك ووزنك، فزيادة الوزن مشكلة لا تقف عند عدم تناسق شكلك ومقاساتك وما يقوله الناس عند رؤيتك، لأن زيادة الوزن مشكلة صحية خطيرة، لأنها سبب وأصل جميع الأمراض التي تصيبك بعد زيادة وزنك. لذا حينما نقول حافظي على وزنك، فهذه نصيحة لأجل الحفاظ على صحتك قبل أي شيء آخر.
3- فيروس الكورونا كوفيد-19:
يعد من أهم أسباب إعادة تنشيط فيروس (EBV)، ومع أن الدراسات تقول أنهم لا يعرفون سبب حدوث ذلك، إلا أنني أرى السبب واضحا وضوح الشمس، ألا وهو أن الإصابة بفيروس الكوفيد ينهك جهاز المناعة تماما، حيث أن حرب المناعة مع الكوفيد تستنزف جميع إمكانيات ودفاعات جهاز المناعة، ليخرج الجهاز المناعي من هذه الحرب منهك جدا، فيكون من الصعب عليه مواجهة حرب جديدة مع فيروس كامن وانتهازي لديه تقنيات خطيرة لاستعادة قوته وسيطرته مرة أخرى.
كيف من الممكن أن يتسبب فيروس (EBV) في حدوث اضطراب مناعي أو اضطراب نفسي أو سرطان.
- التقليد الجزيئي (mimicry molecular):
يعني أن يأخذ الفيروس شكلا مشابها لشكل خلايا جسم الإنسان من ناحية التركيب والبناء (Structure)، لذا عندما يستشعر جهاز المناعة وجود جسم غريب، يبدأ بهجومه للقضاء عليه، الأمر الذي يؤدي لمهاجمة خلايا الجسد نفسه، وبالتالي يستمر جهاز المناعة برؤية خلاياه على أنها أجسام غريبة، فيستمر بمهاجمتها، وهنا يحصل الاضطراب المناعي.
- تنشيط بمستضد غير مخصص (Bystander activation):
هنا يخترق الفيروس خلايا الجسم ويعيش داخلها مختبئا من جهاز المناعة، فيبدأ الجسم بتنشيط الخلايا اللمفاوية التائية غير المختصة (non-specific) بالفيروس المتواجد عن طريق السايتوكينات، مما يدعوها لمهاجمة الخلايا التي تجد فيها ببتيدات هذا الفيروس، فينتهي الأمر بمهاجمة الجسم لخلاياه بشكل دائم وتطوير اضطراب مناعي.
- المستضدات المشفرة (cryptic antigens):
حيث يعمل الفيروس على إخفاء مستضداته خلال عملية تعليم الخلايا الليمفاوية التائية داخل الغدة الصعترية (thymus gland) فلا تستطيع التعرف على الفيروس. وبالتالي لا يتم التخلص من الخلايا البائية والتائية التي تتولد تلقائيا نتيجة التفاعل مع الجسم الغريب، الأمر الذي يؤدي لحدوث اضطراب مناعي.
- نظرية الاختطاف (hijacking theory):
حيث يعمل الفيروس على اختطاف حمضك النووي حرفيا، فيدخل إلى خلاياك حتى يختبئ فيها من جهاز المناعة، وهنا يستطيع تجنيد الخلية لديه وتحويلها إلى مضيف، ويبدأ بتسخيرها لصناعة نسخ جديدة ومتعددة من الفيروس، وبالتالي يبدأ الجسد بمهاجمة المادة الوراثية الخاصة بجسدك، مما ينتهي الأمر باضطراب مناعي.
- تنشيط الجينات المسببة للإصابة بالاضطرابات المناعية:
يعمل الفيروس على الاختباء من الجهاز المناعي وتحويل تركيزه ومهاجمته إلى أمر آخر، لذلك يعمل على تهيئة الظروف ليهاجم الجسم نفسه فلا يراه. لذلك يعمل على تنشيط الجينات الخاصة بالاضطرابات المناعية.
إن العامل الجيني مهم في التسبب في ظهور الاضطرابات المناعية، ولكن لو كنت تتبع نظاما صحيا وحياة صحية فقد لا يعمل لديك هذا الجين أو يتم تفعيله.
ما هي أكثر الاضطرابات ارتباطا بفيروس (EBV)؟
قد يتسبب فيروس (EBV) بالعديد والكثير من الاضطرابات المناعية، ولكن الاضطرابات التالية هي أكثر الحالات ارتباطا به من: التهاب المفاصل الروماتويدي، والهاشيموتو، والذئبة، والقولون التقرحي، والسيلياك، والتصلب المتعدد، ومرض السكري من النوع الأول. وعلى الرغم أن الفيبروميالجيا ليست اضطرابا مناعيا، إلا أنها مرتبطة ارتباطا كبيرا بالإصابة بالاضطرابات المناعية. أيضا من الممكن أن يتسبب بالإصابة ببعض أنواع السرطانات.
كما أن هناك دراسات تتحدث عن ارتباط الفيروس بالإصابة بمرض الشيزوفرينيا، وهو اضطراب عقلي يجعل المرضى يسمعون ويرون أمورا غير موجودة، فيصنف على أنه نوع من أنواع الذهان، وليس معناه العيش بشخصيتين كما يطرحون لنا ذلك في الأفلام.
من هذه الدراسات دراسة أجريت عام 2019 على 700 شخص، يعاني بعضهم من الشيزوفرينيا والبعض الآخر أصحاء. فوجدوا أن الأشخاص الذين يعانون من الشيزوفرينيا يمتلكون عددا أكبر من الأجسام المضادة لفيروس (EBV) في أجسامهم مقارنة بمجموعة الأصحاء، الأمر الذي يعني وجود رد فعل مناعي غير اعتيادي، وأن الفيروس نشط لديهم.
هناك دراسة أخرى أجريت عام 2021، وجدوا فيها أن الأشخاص المصابين بالشيزوفرينيا لديهم أعدادا كبيرة جدا من الأجسام المضادة التي تتواجد أثناء الإصابة بفيروس (EBV). بالطبع لا زال هناك حاجة لدراسات أكثر عن الموضوع، ولكن هاتان الدراستان قد كشفتا رابطا حقيقيا بين الفيروس والمرض.
كيف نحمي أنفسنا من مضاعفات الفيروس؟
كما اتفقنا، الجميع مصاب بهذا الفيروس أو سيصاب به، وسيبقى كامنا في أجسادنا لفترة، لذا نحن نريد الحفاظ عليه في حالة الكمون وأن يكون أضعف من أجهزتنا المناعية، فلا نعاني من مضاعفاته وسلبياته، حتى لو كنا مصابين به وهو في حالة نشاط، نريد السيطرة عليه، وذلك من خلال القيام بمجموعة من الأمور:
- اتباع نظام غذائي صحي:
فلو كان نظامك الغذائي يضعف من جهازك المناعي، فلا يوجد أمر آخر يستطيع مساعدتك على توفير الحماية لك من الفيروس ومضاعفاته. لذا يتوجب على أي شخص يريد الحفاظ على جهازه المناعي قوي الابتعاد عن الطعام المصنع والسكريات والنشويات المكررة بكل أنواعها.
باختصار، يجب اتباع نظام غذائي منخفض النشويات. وهذه لن تكون حمية فقدان وزن، ولكنها حمية بهدف الحصول على حياة صحية، فطعام الوجبات السريعة وأكل الشارع ليس طبيعيا، ولا يصنف حتى على أنه أكل. للاطلاع على مقال حمية اللوب كارب، والمقال الذي يتحدث عن خطورة السكريات من هنا.
إن قطع السكريات والأطعمة المصنعة أولى خطوات تقوية جهاز المناعة والسيطرة على الفيروسات. فطعامنا يجب أن يكون متوازنا، فيه كميات كافية من الدهون الصحية والبروتين الحيواني والخضار، وكميات بسيطة من الفاكهة للناس الذين لا يعانون من مشاكل صحية.
- اتباع نمط غذائي جيد، وهو الصيام المتقطع:
هو النمط الغذائي الذي يجب أن يتبعه جميع الناس، نظام الحياة الطبيعية، وليس نظام تخسيس، ولكنه يؤدي إلى فقدان الوزن بسبب تنظيم الوجبات. فليس هناك كائن حي من المفترض به تناول الطعام طوال الوقت دون حساب، فذلك من شأنه زيادة الوزن وبالتالي الإصابة بالأمراض المرتبطة بزيادة الوزن مثل مقاومة الأنسولين والمتلازمة الأيضية والسكري من النوع الثاني.
- الابتعاد عن الضغوط النفسية:
فالضغوط النفسية تضعف الجسم وجهاز المناعة، وتجعل الجسم مستباحا أمام أي نوع من أنواع البكتيريا، أو الفيروسات، أو الفطريات، أو أي جرثومة أخرى، ودفاعات الجسم منهارة.
- الحصول على نوم جيد:
فقلة النوم من الأمور التي تتسبب في تدمير الجسم، فهو يتسبب بضعف المناعة، وقلة الحرق، الأمر الذي يتسبب بالإصابة بالسمنة والأمراض، وارتفاع هرمونات التوتر في الجسم، وهي هرمونات مدمرة للجسم في حال استمرارها. لذا فالنوم ليس رفاهية، بل هو ضرورة وأمر أساسي للتحلي بصحة جيدة.
- عدم تناول المضادات حيوية:
لأن تناولها دون وجود ضرورة قصوى تستدعي ذلك -المقصود أن يكون الشخص بين الحياة والموت- وليس انفلونزا عادية هو دمار للجسم. فالعدوى تمرين لمناعة الجسم وتشجيعه على تكوين ذاكرة وأجسام مضادة للفيروسات الموجودة في البيئة. ابني مثلا حين يصاب بعدوى فمن المحال أن أعطيه مضادا حيويا حتى لو وصلت حرارته إلى 40 درجة مئوية، وذلك ليس لأني أم سادية أو لأني لا أحب ابني، على العكس، بل لأني أحبه لا أعطيه مضادات حيوية، فالمضاد الحيوي لن يساعده، فهو بالأصل لن يعمل على الفيروسات. وحتى تبقى مناعته سليمة، فالمضاد الحيوي يقتل جميع البكتيريا النافعة في الجسم والتي تعتبر أصل جهاز المناعة. فلو قتلت البكتيريا النافعة اختل التوازن في الجسم وضعف جهاز المناعة، فتبدأ الفيروسات والفطريات الضارة بالمهاجمة ومحاولة فرض السيطرة، وهكذا أتسبب بضرره بدلا من نفعه.
- التركيز على تناول المعادن والفيتامينات والأعشاب والنباتات الطبية اللازمة:
لتقوية جهاز المناعة والقدرة على مواجهة فيروس (EBV) والقضاء عليه.
o فيتامين د3:
فالأشخاص الذين يعانون من نقص في فيتامين د3 لن يعمل جهازهم المناعي بكفاءة، لأن فيتامين د3 من المكملات الغذائية الأساسية بالنسبة لنا. لقراءة المقال الخاص بفيتامين د3 من هنا.
o الزنك:
معدن مهم جدا للجهاز المناعي وكفاءته. وتكون جرعته الاعتيادية 50 ملليغرام من الزنك يوميا، ولكن لو كنا في حالة عدوى فسنحتاج إلى 250 ملليغرام من الزنك يوميا.
o فيتامين سي:
هذا الفيتامين بالتحديد يعتبر جزءا أساسيا من برنامج علاج فيروس (EBV). فهناك دراسات علمية أجريت لبحث تأثير (Ascorbic acid) -وهو جزء من تركيب فيتامين سي - على فيروس (EBV)، فأثبتت تأثيره الإيجابي على تقليل الأجسام المضادة للفيروس. كما أثبتت دراسة أخرى على الأسكوربك أسيد أن الجرعات الكبيرة منه لديها القدرة على قتل خلايا سرطان الغدد الليمفاوية المرتبطة بفيروس (EBV)، ولكن أجريت هذه الدراسة على خلايا في المختبر. لذا ما زلنا بحاجة دراسات أخرى تثبت فعاليته يتم اجراؤها على أجسام حية مثل الفئران.
باختصار، من يتناولون فيتامين سي بكميات كبيرة، ولديهم مستويات مرتفعة من فيتامين د3 والزنك، فإنهم يمتلكون القدرة على السيطرة على عملية استنساخ الفيروس (تكاثره) في أجسامهم.
بالطبع يجب اختيار فيتامين سي كومبلكس، وليس أسكوربك أسيد فقط، لأن الأسكوربك أسيد وحده له تأثيرات سيئة على الكلى.
ما هي المكملات الغذائية التي يجب تناولها حال الإصابة بعدوى متكررة بالفيروس دون القدرة على السيطرة عليه؟
- (L-lycine):
وهو نوع من الأحماض الأمينية الأساسية المهمة جدا للجسم، ولكن الجسم غير قادر على تصنيعه، لذا يجب الحصول عليه من مصادر غذائية. من فوائده: الحماية من هشاشة العظام، ودعم عملية استقلاب الكالسيوم، وحماية القلب والأوعية الدموية، ودعم عمليات الحرق، وتنقية الجسم من السموم، والأهم هو قدرته وفعاليته في تعطيل فيروسات عائلة الهربس التي يعتبر فيروس (EBV) فردا منها. وقد أكدت الدراسات العلمية أنه فعال جدا في علاج عدوى فيروس (EBV)، ويحسن من عملية التعافي منه بعد انتهاء فترة العدوى.
تكون جرعة (L-lycine) 750 ملليغرام ثلاث مرات يوميا خلال فترة العدوى والإصابة الشديدة لمحاولة السيطرة عليه، ثم تصبح 750 ملليغرام مرة واحدة يوميا بعد انتهاء فترة الإصابة.
- (monolaurin):
هوأحد أنواع الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة، لديه خصائص قوية جدا مضادة للفيروسات والبكتيريا والفطريات، لذا فإنه فعال جدا في علاج فيروس (EBV) ومنع إعادة العدوى به مرة أخرى. يتواجد بشكل طبيعي في زيت جوز الهند، كما أنه موجود في شكل مكمل غذائي. يتم تناوله بجرعة تساوي 750 ملليغرام ثلاث مرات يوميا.
- (humic acid):
هو أحد الأحماض الطبيعية الموجودة في التربة. يحتوي على مجموعة كبيرة من الفيتامينات والمعادن الأساسية لجسم الإنسان. وهو فعال جدا في القضاء على فيروس (EBV)، لأنه يلتصق بالفيروس مباشرة، فيمنعه من الالتصاق بخلايا الجسم واختراقها. كما يرتبط بالفيروس المرتبط بالخلايا ويجعله يتركها. كما أنه فعال في القضاء على جميع أنواع الفيروسات تقريبا.
النباتات الطبية التي ثبتت فعاليتها في علاج فيروس (EBV):
- Astragalus:
عشبة تستخدم في الطب الصيني منذ آلاف السنين. تحتاج مقالا خاصا بها يشرح فوائدها العديدة لعلاج مشاكل صحية كثيرة. وتعتبر من أكثر النباتات الطبية التي أجري عليها دراسات علمية في الآونة الأخيرة. وقد ثبت فعاليتها في مواجهة فيروس (EBV).
وهناك صيغة دوائية تحتوي على الأستراجالوس (Astragalus) مع الإخناسيا (Echinacea) والفطر الريشي (Reishi mushroom)، وهي نباتات طبية أخرى لديها القدرة على مواجهة الفيروسات وتقوية جهاز المناعة. وإني أرى أنها أقوى الصيغ الدوائية بسبب مكوناتها.
- الكركمين:
يعتبر أكثر مادة طبيعية ذات تأثير وفعالية قوية في القضاء على فيروس (EBV) لأنه يوقف دورة حياته.
باختصار:
لو كان أحد يعاني من فيروس (EBV) والتزم بما قلناه، من نظام غذائي، وصيام متقطع، ونوم جيد، والبعد عن التوتر، ودعم جهاز المناعة بتناول الفيتامينات والمعادن والنباتات الطبية اللي تكلمنا عنها، فسيكون بخير بإذن الله ويتعافى بشكل جيد، وتصبح هذه العدوى مجرد ذكرى.
وكما أقول دائما، ليس عليّ تناول جميع المكملات في آن واحد، ولكن يجب توفير اللازم وما كان باستطاعتك للتعافي بشكل جيد والحصول على صحة جيدة.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر:
فيتامين د، عالي الفعالية، 50.000 وحدة دولية
فيتامين د، عالي الفعالية، 10.000 وحدة دولية
فيتامين ك2 صيغة MK7 تركيز 100 مكجم
فيتامين ك2 صيغة MK7 تركيز 300 مكجم
فيتامين سي العضوي كبسولات من شركة Alive
فيتامين سي العضوي مسحوق من شركة Alive
ومن داخل مصر:
