كيف تقلع عن تناول السكر
ماذا يحدث لجسمك عند الامتناع عن السكر
عندما يكون الشخص معتادا على تناول السكر والنشويات المكررة في نظامه الغذائي من خبز ومعكرونة ومعجنات.. الخ، ويعلم أن حل مشاكله يبدأ من قطع السكر والجلوتين فإنه يصاب بالذعر، وتبدأ الأسئلة ذات الفهم الخاطئ بالدوران في رأسه، والتي تجعله إجاباتها يقلع عن الأمر، مثل:
- كيف سأعيش دون سكر؟
- إذا لم أتناول الخبز فماذا سآكل؟ وكيف سأشعر بالشبع؟
- أنا لا أستطيع إيقاف تناول السكر، ولكن من الممكن أن أقلله.
- إذا لم أتناول السكر والخبز والمعجنات فسأصاب بالهبوط ولن أستطيع ممارسة حياتي.
- إن الطعام الصحي مكلف جدا جدا، وليس ضمن إمكانياتي، فالخبز هو الشيء الوحيد الرخيص والمتاح لي لأوفره في كل وجبة.
لست وحدك من تفكر في ذات الأفكار، فجميع الأشخاص الذين يفكرون بقطع السكر والنشويات المكررة لديهم ذات الأفكار وذات الشعور، بأن إيقاف تناولها صعب جدا، بل ومستحيل أيضا. فهناك العديد من الأشخاص الذين قطعوا السكر لفترة من الزمن ثم عادوا لتناوله مرة أخرى ولم يستطيعوا الاستمرار في العيش دونه.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
لماذا يجب على جميع الناس التوقف عن تناول السكر والنشويات المكررة؟
النشويات المكررة هي النشويات البسيطة مثل الخبز والمعجنات بأنواعها والمعكرونة والحلويات. أما سبب التوقف عن تناول هذه المواد فقد تحدثت فيه كثيرا في عدة مقالات سابقة، فتحدثت عن خطورة السكر ومعدلات الإصابة بمرض السكري ومقاومة الأنسولين المرعبة، وكيف أننا جميعا معرضون للإصابة بأمراض السكر وأمراض المناعة والأمراض المزمنة التي يعتبر السكر والجلوتين من أهم المحرضات على الإصابة بها. باختصار، السكر مادة التهابية إدمانية خالية تماما من القيمة الغذائية.
السكر مادة لا يحتاجها الجسم في أي شيء، ولكنها تضع عبئا كبيرا على جميع أجهزة الجسم مثل الكبد والكلى، وتستنزف مخزون المعادن والفيتامينات من الجسم، وتمنع امتصاص العناصر الغذائية. أما الجلوتين فهو مادة التهابية مدمرة للأمعاء ومحرضة على الإصابة بالاضطرابات المناعية. للمزيد عن مادة الجلوتين وعلاقتها بالاضطرابات المناعية اقرأ مقال رشح الأمعاء من هنا.
وفضلا عن تحويل الجسم للسكريات والنشويات إلى جلوكوز، ولا فرق بينهما في عملية الاستقلاب، فإنهما يرفعان مستويات الأنسولين، مما يتسبب في الإصابة بمقاومة الأنسولين وأمراض السكر. لذلك كله نحتاج لقطع السكر والنشويات البسيطة.
سؤال مهم يجب أن تجيب نفسك عليه بصراحة، لماذا أتوقف عن تناول السكر؟
لو كانت الإجابة هي فقدان الوزن، فهذا يعني أن شكلك لا يعجبك، أو أنك تتعرض لتنمر الآخرين، أو لتستطيع ارتداء ما تريد، فسأقول لك بأنه بإمكانك التوقف عن تناول السكر، ولكنك ستعود مرة أخرى، ومن الممكن أن تدخل في اضطراب طعام وتعيش متذبذبا بين الحمية الغذائية والعودة إلى السكر في دورة لا نهائية تحصل عند الانقطاع عن السكر والأطعمة غير الصحية للأسباب الخاطئة. لأن الانقطاع عن الطعام غير الصحي لفقدان الوزن يجعل الانقطاع عنها عملية قهرية مثل تناول السكر تماما، وهو السبب الأساسي الذي يجب وقف السكريات والطعام غير الصحي بسببه، وإن الخطوة الأولى لقطع السكر هي فهم ذلك الأمر جيدا.
ما معنى تناول الطعام بشكل قهري أو سلوك قهري؟ ولماذا ليس من المفترض أن تكون سلوكياتنا قهرية؟
أي سلوك نقوم به دون إرادتنا هو سلوك قهري، سواء كان بوعي أو بغير وعي.
المفاجأة هنا أن جميع الناس تأكل السكر بشكل قهري؛
- إما لأنهم غير قادرين على التوقف عن تناوله، فهم يعانون من التعب والاكتئاب والضيق عند محاولة إيقافه ولا يعلمون ماذا يمكن أن يتناولوا بدلا منه.
- أو لأنهم لا يعلمون أن هذا الصنف من الطعام غير صحي أو أنه يحتوي على السكر، فلم يتم تنبيههم لهذا. فمثلا يتناول الناس لبن الزبادي بالفاكهة على أنه طعام صحي، بينما لا يحتوي على الفاكهة، وإنما هو مليء بالسكر والنكهات الصناعية والألوان والمواد الحافظة.
- أو لأنهم معتنقين مبدأ أنه باستطاعتك تناول ما تريد ولكن بشكل مقنن، وأن الإنسان لا يستطيع العيش دون سكر.
الغريب في الأمر أنه على الرغم من خطورة مادة السكر إلا أننا ولدنا لنجد أنفسنا نتناول السكر، فلم يسألنا أحد إن كنا نريد تناول السكر أم لا، أو حتى نسأل أنفسنا بشكل واع لماذا نريد تناول السكر! في ذات الوقت نتساءل عن إمكانية تناول الدهون الحيوانية الصحية، على الرغم من عدم خطورتها كما يشاع وكما تم إقناعنا بذلك، فتلك برمجة أدخلونا فيها جعلتنا دائمي التوجس من الدهون بشكل لا واعي.
لذا يتوجب علينا البحث في أعماقنا عن أي فكرة تم زرعها فينا، والتأكد من صحتها أولا ومن ثم اتخاذ قرار بالاحتفاظ بها أم لا.
وإن أي أمر نفعله بشكل قهري هو بالتأكيد أمر ضار، أي أمر تجد فيه نفسك تقول: "لا أستطيع التخلي عنه"، فاعلم أن هذا الأمر في الغالب مدمر لك، سواء كان على مستوى الطعام أو العادات أو العلاقات. يجب برمجة أنفسنا على القدرة على التخلي عن أي أمر في الحياة بشكل طبيعي جدا، حتى نستطيع التصرف بوعي، فنحكم على الشيء بطريقة صحيحة.
خطوات الإقلاع عن تناول السكريات والجلوتين والأطعمة المصنعة:
الخطوة الأولى:
التصرف مع السكر بوعي، فذلك سيمكنك من الحكم بأن السكر مادة مؤذية ومدمرة للصحة بالتالي يجب الاستغناء عنه وإيقافه بشك تام. وحتى لو كنت ترى أنه لا بديل له ستجتهد وتجد البدائل وتعتاد عليها لأن السكر والطعام غير الصحي لن يكون على قائمة طعامك مرة أخرى. هذا ما سيساعدك على إيقاف السكر وعدم العودة لتناوله مرة أخرى.
كل ذلك على افتراض أنه لا مشكلة صحية لديك يتطلب علاجها ضرورة إيقاف السكر والجلوتين والأطعمة المصنعة، لأن ذلك سبب أكبر وأدعى للتوقف عن تناول هذه الأصناف.
لذا فالخطوة الأولى هي إعادة برمجة الدماغ والأفكار المتعلقة بتناول السكر، فحقيقة علاقتنا بالسكر هي برمجة، فالسكر موجود ومتاح ورخيص وهناك قبول وإجماع على وجوب تناول السكر، فكل الأصناف الغذائية حولنا مليئة بالسكر والنشويات المكررة، لذلك نبذل جهدا لإيقافه، وحتى نقوم بذلك يجب تغيير البرمجة وإلا ستعود مرة أخرى لتناول السكر، لأن محاولة القيام بأمر خارج منظومتك الفكرية لن يستمر بالتأكيد.
الخطوة الثانية:
يجب فهم عقبات اتخاذ قرار منع السكر والبدء بتنفيذه. صحيح أن جميع الناس تتحسن صحتهم عند التوقف عن تناول السكر، ولكن لا تعتقد أن توقفك اليوم عن تناول السكر سيجعلك غدا في حال رائعة وقد حلت جميع مشاكلك، بل على العكس تماما، ستكون أولى الأيام بعد التوقف عن السكر هي أصعب مرحلة تمر بها؛ فمزاجك سيكون سيئا، وستكون عصبيا، مصابا بالصداع والخمول والإعياء، وينتابك جوع واشتهاء شديد للسكر والحلويات بشكل لم تعهده، تماما كما هي أعراض الإقلاع والتعافي من الإدمان. كلها آثار طبيعية لأنك كلما كنت تشتهي السكر كنت تتناوله، وكلما كنت تعاني من مزاج سيئ أو كنت غاضبا كنت تأكل السكر على الرغم من كونك مصابا بالغضب بسبب نزول مستوى السكر في جسدك بعنف. لذا فإن جسدك يحتاج وقتا للتأقلم مع فكرة عدم وجود السكر.
الخطوة الثالثة:
تعلم كيفية التغلب على هذه الأعراض ومنعها من الظهور أو العمل على إنهائها سريعا، وذلك من خلال تجنب جميع الأخطاء التي يقع فيها غالبية الناس عند إيقاف السكر والنشويات خاصة النشويات البسيطة.
عند البدء بقطع السكر وتقليل النشويات يبدأ الجسم بفقد كميات كبيرة من المياه كانت محبوسة بسبب تناول السكر والنشويات. أجل السكر هو سبب احتباس المياه في الجسم وليس الملح، لذلك يكون التبول كثيرا في أول ثلاثة أيام من قطع السكر، ويكون فقدان المياه مترافقا مع فقد معادن مهمة جدا مثل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم. لذلك يجب تعويض هذه المعادن من خلال تناول ربع ملعقة من ملح الهيمالايا أو الملح البحري على كوب من الماء، وإن أغلب أعراض الصداع والإعياء والهبوط ستختفي بعد ذلك. أيضا من الممكن تناول مسحوق الشوارد (الإلكترولايتس) أو عمله في المنزل. لقراءة المزيد عن حساء الشوارد اقرأ المقال الخاص به من هنا.
ومن أهم الأخطاء التي يتم ارتكابها أثناء قطع السكر هو الاعتماد فقط على قطع السكر والنشويات، حيث يتوجب تعويض مصدر الطاقة الذي منعناه من خلال توفير الدهون الصحية إلى جانب البروتين وطبق السلطة، بالتالي لن تشعر أنك لا تملك الطاقة أو أنه سيغمى عليك بسبب عدم تناولك للسعرات الحرارية. لذا فإن مقابل قطع السكريات والنشويات يجب رفع الدهون الصحية.
فلو تناولت المعادن والدهون الصحية فمن المستحيل أن تتعب أو تشعر بالإعياء، بل على العكس، ستكون مستويات الطاقة لديك عالية طوال الوقت ومستقرة دون طلوع وهبوط كما يحدث مع من يتناولون السكر، ويكون الإحساس بالجوع هنا حقيقي.
الخطوة الرابعة:
اتباع الصيام المتقطع والالتزام به، فمن فوائده العديدة المساعدة على الابتعاد عن تناول السكر وذلك من خلال جعل أوقات الطعام محدودة، ومنع تناول الوجبات الخفيفة. تذكروا كيف أن غالبية السكر الذي نتناوله يكون موجودا في الوجبات الخفيفة بين الوجبات أو بعد الوجبات. لذا لن يكون هناك مناورات من العقل لتجعلك تتناول السكريات على أي شكل كانت.
الخطوة الخامسة:
ألا تترك نفسك للاحتمالات لو كنت تبتدئ مرحلة قطع السكر والنشويات البسيطة ومازلت تحتاج للتعود. وذلك من خلال كتابة قائمة بالأطعمة المسموح تناولها على شكل جدول وجبات لأسبوع، ثم تشتري احتياجاتك وتوفرها بحيث تتجنب سيناريو "ماذا سآكل هذا اليوم؟"، وينتهي الأمر بطعام غير مسموح مثل صينية معكرونة بالبشاميل.
نقاط مهمة:
- لا تترك الأمور التي تريد قطعها موجودة في المنزل، لأنك ستشعر دائما بحاجتك للتناول منها.
- دائما ما يتم سؤالي: أريد أن أتناول طعاما صحيا، ولكن جميع من في المنزل طعامهم غير صحي، ولا أعلم ماذا سأفعل، صعب عمل طعام صحي مناسب لي وحدي.
الإجابة بسيطة، كلوا مما هو موجود في المنزل باستثناء ما هو ممنوع، واستبداله بشيء آخر. على سبيل المثال: وجبة الغداء هذا اليوم بامية وأرز.. ضع طبقا من البامية واستبدل الأرز أو الخبز ببعض من الطحينة مع اللحم أو بعض من المكسرات أو ملعقتين من زيت الزيتون على طبق من السلطة.
- اعرف البدائل:
فلو كنت توقف تناول الخبز لأن الخبز مليء بالنشويات البسيطة والجلوتين، وكنت معتادا على أطعمة تعتمد فكرة الغموس، ولا تستطيع تناولها دون خبز، فهناك طرقا كثيرة لصنع خبز دون دقيق قمح، مثل استخدام دقيق اللوز أو جوز الهند أو قشور السيليوم حتى تقلع عن فكرة الغموس.
واعرف البدائل الصحية للسكر لاستخدامها في المشروبات التي لا تستطيع تقبل طعمها دون سكر. فمن المفترض الاعتياد على طعم الطعام والمشروبات دون سكر، وهو أمر يحتاج وقتا. لذا يمكنك استخدام البدائل الآمنة مثل الستيفيا، أو فاكهة الراهب (مونك فروت)، أو الأريثريتول، أو زيليتول.
- لو كنت تقوم بصيام متقطع ومنظم لطعامك وتعرف البدائل المناسبة وتعرف كيف تعطي جسدك ما يحتاجه من معادن ودهون صحية فمن الصعب أن تواجه مشكلة مع قطع السكر.
- إن قطع السكر والنشويات لن يجعل نظامك الغذائي مكلف كما تتخيل.
فقد يكون الطعام غير رخيص لأنه ذو جودة عالية، ولكنك لن تتناول يوميا سوى وجبتين باحتياج بسيط للطعام لأنك لن تستطيع تناول وجبات كبيرة من الطعام كل يوم. إن تكلفة الطعام واحدة، ولكن الفكرة في أن النوعية أصبحت أفضل والكمية أقل.
- سؤال يتكرر كثيرا: هل يتم قطع السكر بالتدريج أم مرة واحدة؟
الإجابة أني لست مع فكرة التدرج بقطع السكر لأنها:
o تعزز فكرة أني مضطرة لتناول السكر ولا ينفع قطعه مرة واحدة، مما يجعل العقل يخلق مقاومة أكبر ضد فكرة قطع السكر، ويجعل تعلقي بالسكر أكبر، كما يفتح بابا للمماطلة والتبرير، وفي النهاية نقنع أنفسنا أن التخفيف أفضل من لا شيء.
o إن تناول السكر بكميات أقل مما تعودت عليها يزيد من الجوع واشتهاء السكر والنشويات. فإن تناولت السكر فمستوى السكر في دمك سيرتفع سريعا، مما يرفع معه مستوى الأنسولين، فينزل سريعا، وعند حصول ذلك ستشعر بجوع شديد ورغبة شديدة في تناول السكر والنشويات، مما يصعب الأمر. إذن لماذا العيش في هذه المعاناة بينما السكر والنشويات ليسا أساسيين لجسم الإنسان ولا يحتاجهما في أي شيء!
أما القطع الكامل فمعناه اتخاذ القرار مع التنفيذ، مما يعني أنك سترى النتائج الجيدة في صحتك وحالتك المزاجية وطاقتك وحياتك كلها، بدلا مع المعاناة مع النفس شهرا أو اثنين للوصول إلى هذه المرحلة.
تجربتي الشخصية مع قطع السكر:
أما أنا فقد قررت قطع السكر والنشويات تماما حتى أعالج نفسي من الروماتويد، لذا فالأمر كان لأسباب صحية في البداية. أخذت القرار بالمنع، ثم حددت الممنوعات وقطعتها من المنزل، وأكثر أمر ساعدني في جعل الأمر أسهل هو اتخاذ زوجي للقرار بمنع السكر والنشويات أيضا. ذلك سهل علينا الأمر وجعلنا نشجع بعضنا، وهذا أمر مهم لأجد مجتمعا يشاركني ما أقوم به حتى لو لم يكن في ذات المنزل، وحتى لو كان في مجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي. بعد ذلك بدأت البحث عن وصفات وأفكار لطعام مناسب، حتى أصبحت أبتكر أمورا لمنع الملل الذي يكون في البداية، وهو أكثر الأمور التي تجعل الشخص يتراجع عن قراره.
ولكني وقعت في خطأ، وهو عدم تناول المعادن والدهون الصحية بشكل كاف لأني لم أكن أعلم الكمية الكافية بالنسبة لي بادئ الأمر. ولكني تعلمت من خلال التجربة، وهذا أمر طبيعي؛ فالدهون القليلة تسبب التعب والهبوط، وأما الدهون الكثيرة تسبب الانتفاخات والاسهال وعدم الراحة في الجهاز الهضمي.
أما بالنسبة لأعراض انسحاب السكر، فلم أعاني من الأعراض الشائعة مثل الصداع وانخفاض الطاقة، بل كنت أشعر بأن طعم فمي مُرا، وكنت أشعر بالإعياء، ولم يكن لدي شهية للأكل. شعرت هنا أني غير قادرة على السيطرة فعدت مرة أخرى إلى النشويات بعد أسبوعين. بعد ذلك بدأت البحث عن أسباب تلك الأعراض، فاكتشفت أني لم أكن أتناول دهونا بشكل كاف، وكل ما كان يحدث هو علامات دخول جسدي في حالة حرق الدهون المخزنة، بالتالي لم أكن أشعر بالجوع. هنا صححت خطأي، وأعطيت جسدي حاجته من الدهون. ومنذ أن بدأت منع السكر والنشويات عام 2020 لم أفكر أني بحاجة لهما، وإني أتذبذب بين الأنظمة الغذائية من الكيتو واللو كارب والباليو.
لقد كان قرار منع السكر أكثر قرار أسعدني في حياتي، فقد أصبحت علاقتي مع الطعام علاقة واعية، وتعافيت من مشاكل صحية كثيرة، وساعدت أشخاصا كثر على التعافي من مشاكل صحية كثيرة. وحتى بعدما انتهت معاناتي مع المرض لم أفكر يوما بالرجوع إلى ذلك النظام الغذائي العالمي الجديد المليء بالسكر والنشويات والمقليات والزيوت النباتية والدهون المصنعة المهدرجة، لأن منظومتي الفكرية عن الطعام قد اختلفت، فقد استطعت إعادة برمجة عقلي والتخلص من جميع الأفكار الخاطئة التي من الممكن أن تضر صحتي وأعطيت نفسي هوية جديدة.
يستطيع الجميع فعل ذلك، فقط القناعة والرغبة والإرادة هي ما نحتاجه لضمان قطع السكر وعدم تشكيله مشكلة أو تحدي. والأمر لا يتوقف عند قطع السكر فقط، بل يشمل كل أمر نعتقده صعبا، فكل أمر نقوم به بوعي وفكر وإرادة حرة تامة دون ضغوط أو غسيل دماغ من الإعلام وأصحاب المصالح يجعل حياتنا سهلة ويغيرها للأفضل.