رعشة الجفن.. الأسباب والعلاج
قد يتشائم البعض عندما يشعر بأن هناك رعشة في جفنه, وذلك وفقا للمورثات الشعبية، فهناك ارتباط غريب بين رفة العين أو رعشة الجفن وبين الفأل السيء، ولا أعرف لماذا؟ على الرغم من أن هذه القصة ليست صحيحة بالمطلق.
فلا داعي للقلق عندما ترف عينك. هذه حالة شائعة تُعرف باسم "رعشة العين"، وتشير إلى نقص أو اختلال في بعض العناصر الغذائية، وسأخبرك بتلك العناصر، كما سأوضح لك بعض العادات اليومية التي قد تكون السبب في حدوث هذه الحالة وكيفية علاجها بسهولة.
الأمر بسيط جداً ولا يستدعي القلق، ولكن إذا أهملت هذا الأمر واستمر نقص العناصر الغذائية، فقد يؤدي إلى مشاكل أخرى. هي مجرد علامة بسيطة لكنها مهمة.
ما هي رعشة الجفن؟
رعشة الجفن (Eye Twitching) هي عبارة عن تشنجات بسيطة وغير إرادية في عضلات جفن العين، وعادة ما تكون متكررة، وهذه التشنجات البسيطة قد تشعر بها أيضًا في أماكن أخرى مثل الذراع أو الساق أو أي عضلة أخرى في الجسم، حيث تحدث جميعها لنفس الأسباب.
عمليات انقباض وانبساط العضلات في الجسم تنظمها المعادن، خصوصًا المعادن الأساسية مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم. وبالتالي، فإن زيادة أو نقص أي من هذه المعادن، أو عدم وجود توازن بين مستوياتها، يمكن أن يسبب بشكل كبير رعشة الجفن أو ارتعاش العضلات بصفة عامة.
أسباب رعشة الجفن؟
عادةً ما تكون مشكلة رعشة الجفن أو "الآي تويتشنج" ناتجة عن نقص أو زيادة في بعض المعادن، عند زيادة مستويات الكالسيوم في العضلات، تصبح أكثر عرضة للتشنجات غير الإرادية، لكن، من النادر أن يعاني الشخص من زيادة الكالسيوم، حيث أن معظم الناس يعانون من نقص الكالسيوم.
الحالات التي قد تتسبب في وجود مستويات عالية من الكالسيوم (فرط كالسيوم الدم) تشمل فرط نشاط الغدد الجاردرقية، وفي هذه الحالة ستجد أن تحليل الكالسيوم لديك أعلى من المعدل الطبيعي، إلى جانب ظهور أعراض هشاشة العظام التي تحدثنا عنها في مقالات وحلقات سابقة هذه الحالة نادرة نسبيًا.
السبب الآخر لزيادة مستويات الكالسيوم هو تناول مكملات كالسيوم بجرعات كبيرة جدًا لفترات طويلة، أو تناول فيتامين د بجرعات ضخمة جدًا لفترات طويلة (مثال: تناول 100,000 وحدة يوميًا لمدة سنة أو أكثر)، بخلاف ذلك، من الصعب أن يحدث فرط كالسيوم الدم.
لكن إذا كنت تعانين من أي من هذه المشكلات، فقد تكون هي السبب وراء حدوث الآي تويتشنج.
توازن المعادن.. السبب الفعلي وراء مشكلة رعشة الجفن
لكن الأكثر شيوعًا وراء مشكلة رعشة الجفن هو عدم وجود توازن بين مستويات الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم، وهذا هو السبب الفعلي وراء مشكلة "الآي تويتشنج" أو رعشة الجفن عند معظم الناس.
نقص المغنيسيوم هو أمر شائع جدًا، فمعظم البشر يعانون من نقص المغنيسيوم، وهناك قاعدة بسيطة، كلما قلت مستويات المغنيسيوم في الجسم، زادت مستويات الكالسيوم، وهذا الخلل يسبب تشنجات العضلات.
نفس الأمر ينطبق على نقص البوتاسيوم، حيث أن احتياجنا اليومي من البوتاسيوم ضخم جدًا، يصل إلى حوالي 4600 ملج، فمن يهتم حقًا بمراقبة مدخول الجسم من البوتاسيوم يوميًا؟ البوتاسيوم مهم جدًا لتنظيم الإشارات الكهربائية التي تحفز العضلات على الانقباض، كما أنه يعيد الخلايا العضلية إلى حالة الاسترخاء بعد الانقباض، لذلك، إذا كان هناك نقص في البوتاسيوم، قد يحدث خلل في تنظيم هذه العملية.
باختصار، إذا كانت عينك ترف، فمن المحتمل جدًا أن يكون لديك نقص في المغنيسيوم والبوتاسيوم.
أسباب نقص المغنيسيوم والبوتاسيوم
- التغذية غير المتوازنة
أولًا، أهم أسباب نقص المغنيسيوم والبوتاسيوم هو أن مصادرهما قد تكون غير موجودة أصلاً أو غير كافية في نظامك الغذائي، المغنيسيوم والبوتاسيوم موجودان بشكل رئيسي في الخضروات الورقية، وإذا كنت لا تتناول طبق سلطة كبير مع كل وجبة، فاحتمال أنك لن تحصل على الكمية الكافية منهما. حتى طبق السلطة لا يوفر لك كامل احتياجك، لكنه يعطيك جزءًا كبيرًا منه.
البوتاسيوم يمكن العثور عليه أيضًا في مصادر أخرى مثل البطاطس والموز، ولكن يُفضل عدم تناول كميات كبيرة منهما بسبب محتواهما العالي من النشويات، لذا من الأفضل التركيز على الخضروات.
- الكافيين.. العدو الخفي للمغنيسيوم والبوتاسيوم
ثانيًا، تناول الكافيين بإفراط يُعد من الأسباب الشائعة لرعشة الجفن (الآي تويتشنج)، حيث إن الكافيين مدر للبول، مما يؤدي إلى نقص المعادن المهمة مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم. لذلك، أي شخص يتناول أكثر من مشروب يحتوي على الكافيين في اليوم معرض بشكل أكيد لنقص هذه المعادن.
- ضغط الدم
كذلك، الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم ويتناولون أدوية للضغط قد يواجهون خللًا في مستويات المعادن، مما قد يسبب الآي تويتشنج.
- نقص الصوديوم
نقص الصوديوم يعد سببًا مهمًا لرعشة الجفن (الآي تويتشنج)، وقد يكون السبب في حالتك إذا كنت قد امتنعت عن تناول الملح بناءً على النصيحة الشائعة بأن الملح يرفع الضغط، لكن من المهم أن تعلم أن نقص الصوديوم قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة، وليس فقط رعشة الجفن. إذا كنت قد قطعت الملح، من فضلك أعده إلى نظامك الغذائي، ولكن يفضل استخدام ملح الهيمالايا أو الملح البحري بدلاً من ملح المائدة العادي.
- نقص فيتامين ب12
سبب آخر لرعشة الجفن هو نقص فيتامين ب12. هذا الفيتامين مهم جدًا لتكوين غلاف المايلين الذي يحيط بالخلايا العصبية، عندما يتضرر هذا الغلاف، تتأثر الخلايا العصبية، مما يصعب نقل الإشارات العضلية، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث الآي تويتشنج.
كيف تعرف إذا كان السبب هو نقص فيتامين ب12 وليس نقص المعادن؟
- إذا كنت من الفئات الأكثر عرضة لنقص فيتامين ب12 مثل مرضى السكري أو من يعانون من مقاومة الإنسولين، حيث أن انخفاض مستوى السكر غير المنتظم يرتبط بمشاكل في فيتامين ب12.
- إذا كنت تعاني من أعراض أخرى مثل الوخز أو التنميل في الأطراف، فقد يكون هذا دليلًا شائعًا على نقص ب12.
- إذا كنت نباتيًا ولا تتناول البروتين الحيواني أو اللحوم الحمراء، فاحتمالية نقص ب12 تكون أكبر.
- إذا كنت تعاني من مشاكل هضمية مثل عسر الهضم أو سوء الامتصاص أو مشاكل في حمض المعدة، فقد يؤثر ذلك على امتصاص ب12 في الجسم، وبالتالي قد يكون سببًا في الآي تويتشنج.
كيف تعالج نقص المعادن ورعشة الجفن؟
- قلل من تناول الكافيين.
- تناول المزيد من السلطة والخضروات الورقية إذا لم تكن لديك مشاكل في هضم الألياف.
- إذا أمكن، تناول 450 ملج من المغنيسيوم يوميًا.
- تناول ملعقة صغيرة من مسحوق الإلكتروليت (الشوارد)، وأضف رشة صغيرة جدًا من الملح إلى كوب من الماء، لأن ذلك يساعد جسمك على امتصاص المعادن بشكل أفضل.
إذا كنت تعاني من نقص في فيتامين ب12، ركز على تناول البروتين الحيواني، وتأكد من دعم حمض المعدة عن طريق تناول خل التفاح. يمكنك أيضًا تناول فيتامين ب12 بصيغة Methylcobalamin بدلاً من الصيغة الاصطناعية المنتشرة في الأسواق Cyanocobalamin.
سبب آخر لزيادة رعشة الجفن هو إجهاد العين، سواء كان بسبب قلة النوم، أو الاستخدام المفرط للشاشات، أو جفاف العين. إذا كنت تعاني من جفاف العين، يمكنك العثور على طرق سهلة وبسيطة للتخلص من هذه المشكلة.
