نقص اليود
إن المعادن النادرة هي نوع من أنواع المعادن التي نحتاج منها إلى كميات بسيطة جدا بشكل يومي، لكنها في المقابل مهمة جدا وأساسية لصحتنا، لأن نقصها يسبب مشاكل صحية كبيرة.
أحد هذه المعادن النادرة معدن اليود، الذي يعاني من نقصه مليارين و200 مليون شخص حول العالم. وهو مهم جدا ولديه وظائف كثيرة حيوية ومهمة للجسم، ولكن لا نعرف سبب هذه الأعراض. المشكلة أن نقص اليود شائع، وفي ذات الوقت مضاعفات نقصه خطيرة إن استمرت إلى وقت طويل.
سأتحدث في هذا المقال عن أهمية اليود وأعراض نقصه، والفئات الأكثر عرضة لنقص اليود، وعن طريقة سهلة ورخيصة جدا نستطيع من خلالها التأكد من وجود نقص في اليود أم لا، وعن المصادر الطبيعية لليود، ومن يحتاج تناوله من المكملات الغذائية، وكيفية حماية النفس من مخاطر الآثار الجانبية للعلاج باليود المشع.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
اليود:
هو أحد المعادن النادرة التي نحتاج تناولها بشكل أساسي من النظام الغذائي لأن الجسم غير قادر على صنعه بنفسه. واليود مهم جدا لأنه أساسي لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، فدون اليود لا تستطيع الغدة الدرقية إنتاج هرموناتها المسؤولة عن عمليات الحرق بكفاءة. كما أنه أساسي وضروري لعمليات التطور والنمو، ومهم للوظائف العقلية. كما أنه أساسي لتنظيم درجة حرارة الجسم والحفاظ على مستويات الطاقة. لذا حين يحصل نقص في اليود تظهر الأعراض التالية:
أعراض نقص اليود:
- بطء النمو والتطور البدني عند الأطفال، وتأثر الأداء الذهني لديهم أيضا. فنقص اليود يقلل الذكاء لديهم، بالتالي يعاني الأطفال من صعوبات التعلم.
- الإمساك عند الأطفال، وبطء ظهور الأسنان وعدم خروجها في موعدها.
- مشاكل الغدة الدرقية، وهي الأشهر لأن هذه الغدة تعتمد اعتمادا كبيرا جدا على اليود في عملها، فيحصل خمول أو فرط نشاط أو تضخم الغدة الدرقية.
- جميع أعراض خمول الغدة الدرقية التي لم تتحول بعد إلى مرض الغدة الدرقية (Subclinical)، ولكن تعاني من أعراض عدم قدرة الغدة على القيام بوظيفتها جيدا، مثل التعب والخمول، وزيادة الوزن، والاكتئاب، والكسل وتساقط الشعر، وهشاشة العظام، وفوضى الهرمونات، وجفاف البشرة، وضعف الذاكرة.
- عدم تحمل البرودة، وهو عرض يشعر به أشخاص كثر دون أن يعلموا سببه، حيث أنك تجد شخصا يغطي نفسه بلحاف إذا بدأ الطقس يميل إلى البرودة. ولو كان جالسا في غرفة مكيفة فإنه يبرد على الرغم من ارتفاع حرارة الجو، لأن الجو غير قادر على ضبط منظمات الحرارة، لأن هذه وظيفة اليود غير الموجود.
- تضخم الغدة الدرقية بشكل واضح للعين، أي أن مكانها في الرقبة يكون منتفخا ومتورما وواضحا، الأمر الذي يسبب القلق.
هذه الأعراض تتشابه مع مشاكل صحية أخرى، فكيف نستطيع التأكد أنه نقص اليود؟
1- لو كنت من الفئات الأكثر عرضة لنقص اليود، فإنك بنسبة 90% تعاني من نقص اليود لو كانت الأعراض السابق ذكرها موجودة. هذه الفئات هي:
- الحوامل والمرضعات.
لذلك هناك نساء كثيرات يعانين من الغدة بعد الولادة أو الرضاعة. وإن الأمهات الحوامل اللواتي يعانين من نقص شديد في اليود معرضات لخطر ولادة أطفال مبسترين، أو أطفال تعاني من ضعف السمع، أو أطفال يعانون من قصور الغدة الدرقية الخلقي. وإن نقص اليود خطير بالنسبة للسيدات الحوامل بسبب مضاعفاته على صحة الجنين.
- النباتيون
الأشخاص الذين يفتقر نظامهم الغذائي للأطعمة الغنية باليود.
- الأشخاص الذين يعانون من مشاكل سوء الامتصاص عامة والناس الذين قاموا بعمليات جراحية في المعدة مثل عملية التكميم.
- معظم الأطفال
خاصة الذين تغذوا بالرضاعة الصناعية، يكونوا مصابين بنقص اليود.
2- هناك طريقة أخرى سهلة وبسيطة جدا من الممكن أن تساعد على التأكد من وجود نقص في اليود ونحن جالسون في المنزل.
سنقوم باستخدام البيتادين (مطهر الجروح)، وهو مركب يحتوي على إحدى الصيغ الكيميائية لليود. سنضع البيتادين على قطنة ثم نضعها على أي مكان في الجسد، مثل الذراع أو الرجل، ونترك البيتادين لمدة ساعة كاملة. بعد ساعة لو وجدنا البيتادين غير موجود فهذا يعني أن الجسم قد امتص اليود بشكل سريع جدا، مما يعني أن الجسم يعاني من نقص باليود. أما لو وجدنا أن اللون قد خف شيئا بسيطا ولكنه مازال موجودا فهذا يعني أن الجسم لا يعاني من نقص اليود.
3- فحوصات مخبرية:
- (Iodine urine test)
- (Iodine blood test) وهو فحص أدق من السابق.
- (Iodine loading test) هو الفحص الأكثر دقة.
يتم عمل هذه الفحوصات في حالات مشاكل الغدة الدرقية فقط لمعرفة وضع الحالة بالضبط. ولكن في حال وجود الأعراض السابق ذكرها (Subclinical) وكان الشخص من الفئات الأكثر عرضة لنقص اليود، فلا داعي لأن يكلف الشخص نفسه ويقوم بالتحاليل لأنه من المؤكد وجود نقص في اليود.
طريقة علاج النقص الفعلي في اليود
الاهتمام بالمصادر الطبيعية لليود:
- حيث يجب أن تكون متواجدة بوفرة في النظام الغذائي، مثل: الأسماك والمأكولات البحرية عموما. ولكن يجب الاهتمام بنوعية الأسماك، بأن تكون أسماكا بحرية، وليست أسماك مزارع، حيث أنها لا تحتوي على اليود.
- الأعشاب والطحالب البحرية (seaweed and sea kelp)، وهي أكثر الأمور غناء باليود على الإطلاق، ولكنها غير متوفرة في بلداننا، لذلك أقول أن نقص اليود شائع في الدول النامية، فحتى أسماك البحر أصبحت نادرة.
- البروتين الحيواني من اللحوم الحمراء وأعضاء الحيوانات والبيض جميعها تحتوي على اليود.
- الخضروات الورقية والخضروات الصليبية، فالخضروات المزروعة عضويا هي التي تزرع في تربة غنية بالمعادن ولا تتعرض للمبيدات الحشرية أو الأسمدة الكيماوية.
هل فهمتم سبب وجود مليارين و200 مليون شخص يعانون من نقص اليود تبعا للإحصاءات التي غالبا ما تكون أقل من الواقع! من يستطيع تناول جميع هذه العناصر الغذائية في وجباته بشكل يومي ليستمد احتياجه من اليود؟
هل ملح المائدة المعزز باليود يفيد في حالات نقص اليود؟
ملح المائدة عبارة عن كارثة ومصيبة، فإنه لا يصلح للاستهلاك الآدمي، وقد تحدثنا عن ذلك باستفاضة، وشرحت مدى خطورته في مقال الملح، لقراءته من هنا.
يتم الحصول على اليود من المصادر الطبيعية التي تستطيع شراءها، ولكن إن لم تكن متوفرة في بلدك أو المكان الذي تعيش فيه فإمكانك استخدام المكملات الغذائية.
أنا أعتمد المكملات الغذائية للحصول على حصتي اليومية من اليود، مع العلم أن معظم هذه الأمور متوفرة في نظامي الغذائي، ولكن نقص اليود أمر لا أحب أن أجازف فيه.
ما هي أفضل الصيغ والمصادر لليود من المكملات الغذائية؟
1- مكملات (Sea kelp) الغنية باليود
والتي نحصل منها على اليود بصيغته الطبيعية الرائعة. وهناك منها نوعان جيدان:
- Whole Thallus
- Icelandic sea kelp
2- مكملات (Trace minerals)
التي يوجد منها صيغ وتركيبات كثيرة، سنختار منها أكثر تركيبة تحتوي على المعادن النادرة التي نحتاجها، والتأكد من احتوائها على اليود.
3- مكملات (Potassium iodide)
التي تحتوي على البوتاسيوم مع اليود غير المشع. هذه الصيغة تناسب الأشخاص الذين يعانون من الخمول في الغدة الدرقية، والأشخاص الذين يتعالجون من فرط نشاط الغدة الدرقية أو تضخم الغدة الدرقية باليود المشع.
في حالة عدم توافر أي شيء من هذه الصيغ، ولكن هناك نقص في اليود، فهل من المنطقي استخدامه؟
أجل بالطبع، ولكن ينصح به أكثر في الحالات السابق ذكرها.
البوتاسيوم أيوديد (potassium iodide)، هو يود غير مشع، حين يتم تناوله تقوم الغدة الدرقية باستهلاكه كله، فيحصل امتلاء باليود غير المشع، فحينما يتعرض الشخص لليود المشع، فإن الغدة لا تستطيع امتصاصه، لأنها بالأصل مليئة باليود، ولكن بشرط، أن يتناول الشخص جرعته قبل 24 ساعة من موعد الجلسة الإشعاعية لأن تأثيرها ينتهي بعد 24 ساعة.
لماذا من الضروري تناول (potassium iodide) كإجراء احترازي؟
ذلك لأن اليود المشع يكون الهدف منه تكسير خلايا الغدة الدرقية الزائدة أو التي تنمو بشكل فوق الطبيعي في حالات تضخم الغدة الدرقية أو في حالات فرط النشاط، وهذه العملية أحيانا لا تتم بدقة كبيرة، فالغدة ذاتها من الممكن أن تتأثر وتصاب بالخمول أو أي مشاكل أخرى، لذلك يكون تناول أيوديد البوتاسيوم إجراء وقائي مهم جدا.
إن التعامل مع المعادن النادرة موضوع حساس، فاحتياجنا منها بسيط جدا، يتم حسابة بالميكروجرام، فلا ينفع تناول جرعات كبيرة منها، لأن زيادتها قد تسبب المشاكل أيضا.
جرعات اليود من المكملات الغذائية:
إن الجرعة المقترحة من مكملات اليود تساوي
- 200 ميكروغرام للشخص العادي.
- 300 ميكروغرام للنساء الحوامل والمرضعات.
* يستطيع جسم الإنسان البالغ عامة تحمل 1000 ميكروغرام يوميا.
أما الجرعة اليومية للأطفال تساوي:
- 1-9 سنوات تساوي 100 ميكروغرام.
- 9-13 سنة تساوي 120 ميكروغرام.
- 14-15 سنة تساوي 150 ميكروغرام.
وتمتد هذه الجرعات جميعها يومية لفترة بين 3-6 أشهر بشكل يومي في الحالات الطبيعية، أما في حالة تحول الموضوع إلى مشكلة صحية فستكون الفترة أطول.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر
ومن داخل مصر:
