اضرار الشوفان على مرضى السكر ومقاومة الأنسولين
النوع الوحيد المسموح من الشوفان ليس شوفان الحبة الكاملة
هناك إجماع على أن الشوفان طعام صحي، فهل الشوفان طعام صحي وفعال؟ الإجابة هي لا.. فأنواع الشوفان الموجودة في الأسواق ليست أفضل اختيار لو كنت تحاول الحفاظ على صحتك، أو إن كنت تريد فقدان الوزن، أو تريد معالجة مقاومة الأنسولين، بالتالي هو ليس أفضل اختيار على الصعيد المادي، فهو باهظ الثمن دون فائدة ترجى منه. كما أنه ليس بديلا جيدا للخبز بالنسبة لمرضى السكر والاضطرابات المناعية.
ولكن هناك نوع واحد فقط من الشوفان الصحي، وهو ليس الشوفان ذو الحبة الكاملة أو سريع التحضير، فجميعها أنواع تجارية غير ذات قيمة.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
ما هو الشوفان؟
هو إحدى أنواع الحبوب الكاملة، أي أنه من عائلة حبوب القمح والأرز والذرة...الخ، لذا يعتبر إحدى مصادر النشويات في النظام الغذائي.
لماذا الإجماع على أن الشوفان طعام صحي؟
لو بحثنا على جوجل عن الشوفان، ستقول لنا جميع النتائج أن الشوفان صحي ورائع لعدة أسباب، أهمها هو اعتبار الشوفان بديلا للقمح، فنضعه في مقارنة مع القمح. وفي الحقيقة عند المقارنة بين القمح والشوفان نجد أن الكفة الراجحة هي كفة الشوفان، لأنه يحتوي على ألياف أكثر، ونسبة البروتين فيه أعلى قليلا، ولا يحتوي على الجلوتين. ولكن ذلك غير كاف ليكون طعاما صحيا. فالمقارنة بين شخصين أحدهما فاشل وبليد، فالآخر قد يكون أفضل منه، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنه جيد فعلا.
لماذا الشوفان ليس أفضل اختيار؟
1- في حال استبدال الشوفان بالقمح لتقليل السعرات الحرارية وفقدان الوزن سنجد أن الشوفان سعراته الحرارية أكبر من القمح، -ولو أن السعرات الحرارية ليست مربط الفرس في فقدان الوزن، حيث من الممكن أن تتناول سعرات حرارية أكثر وتفقد الوزن بشكل جيد- فمئة غرام من الشوفان تحتوي على 390 سعر حراري، بينما يحتوي 100 غرام من دقيق القمح على 365 سعر حراري، لكن كل ما في الأمر أنه يحتوي على ألياف أكثر، مما يجعل هضمه يحتاج وقتا أطول، لذا لن يشعر من يتناول الشوفان بالجوع سريعا كما لو أنه تناول مخبوزات مصنوعة من دقيق القمح.
2- هناك أشخاص كثيرون لديهم مشاكل كبيرة مع هضم الألياف، فأمعاءهم لا تستطيع هضمها، لذا لا أستطيع القول أن ألياف الشوفان مميزة وجيدة لجميع الناس.
3- لا أحد يأكل الشوفان في صورته الأصلية دون إضافات، بل يضعون إلى جانبه بيضتين وملعقة من الزبدة. أي أن من سيأكل الشوفان سيضع عليه إضافات أخرى حتى يصبح طعمه مقبولا، مثل التمر أو العسل، أو الفاكهة، أو الحليب. جميع هذه الإضافات تعني سكر أكثر، ونشويات أكثر، وسعرات حرارية أكثر وأنسولين أكثر. وحتى لو كنت تريد تنظيم الهرمونات لفقدان الوزن ومحاولة تقليل الأنسولين واتباع حمية (لو كارب) مع صيام متقطع فإن الشوفان سيرفع الأنسولين مع كل هذه الإضافات، إلى جانب أن المؤشر الجلايسيمي لشوفان الحبة الكاملة هو 57، والشوفان سريع التحضير 83، مما يعني مستوى أنسولين مرتفع جدا. لذا فهي وجبة عالية جدا في النشويات مقارنة بكميات الدهون والبروتينات الموجودة فيها، فهي من ناحية التخسيس ليست أفضل اختيار، كما أنها ليست أفضل اختيار لعلاج مقاومة الأنسولين، لأن العلاج يتطلب غياب الأنسولين. أيضا ليست مناسبة لمرضى السكري لأن نظامهم الغذائي يجب أن يخلو من النشويات.
4- هناك أشخاص يتناولون الشوفان لأنه يخلو من الجلوتين، فهم إما يعانون من حساسية الجلوتين أو لديهم أمراضا التهابية أو أنهم يعلمون أن الجلوتين غير صحي ويريدون تجنبه. الشوفان في الواقع يخلو من الجلوتين، ولكنه يحتوي على بروتين (Avenin)، وهو أحد البروتينات الموجودة في دقيق القمح المشابهة للجلوتين بشكل كبير، يصعب على الجسم امتصاصه ويسبب مشاكل في الأمعاء ويرفع نسبة الالتهابات ويحفز رد فعل مناعي أحيانا، ومشاكل في الأمعاء خاصة للأشخاص الذين يعانون من السيلياك وحساسية الجلوتين.
5- قد يعتقد البعض أن الشوفان طعام غير معالج أو مصنع، ولكن في الحقيقة أنه عبارة عن نشويات مصنعة، يمر على عمليات التكرير والتبييض ومعاملته بمواد كيميائية ليظهر بهذه الشكل الذي يباع في الأسواق.
6- احتواء الشوفان على (phytic acid)، وهو مركب كيميائي موجود في جميع النشويات المصنعة، وهو أحد أهم أسباب الإصابة بالأنيميا ونقص المعادن لأنه يمنع الجسم من امتصاص المعادن خاصة الزنك والحديد.
7- احتواء الشوفان على (lectins)، وهو نوع من البروتينات التي تكون موجودة في أغلب أنواع الحبوب والبقوليات، ويتم تصنيفها على أنها مواد سامة. وتتواجد هذه المادة في كثير من الخضروات، فهي المادة التي تتسبب بانتفاخات وتهيج في القولون وعدم راحة حين يتم تناول البقوليات مثل الفول والعدس والفاصولياء، وبشكل خاص الفاصولياء الحمراء التي تعتبر أكثر هذه الأنواع احتواء على هذه المادة.
وتعمل هذه المادة على منع امتصاص المعادن، فمن الصعب جدا على الجهاز الهضمي للإنسان التعامل معها، وهي من أكثر الأمور التي تتسبب في حدوث رد فعل مناعي، وهناك دراسات علمية تقول أنها مرتبطة بالإصابة بالاضطرابات المناعية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والسكري من النوع الأول.
أيضا تعتبر الليكتنز غذاء لأنواع من البكتيريا الضارة التي تعيش في الأمعاء الدقيقة مثل جرثومة المعدة، وهذه الأنواع من البكتيريا مؤذية جدا للغشاء المخاطي المبطن للأمعاء المهم لحماية الأمعاء من حمض المعدة الذي يعتبر مادة كاوية، لذا عندما يتضرر الغشاء تحدث الالتهابات وقرح الأمعاء ومتلازمة رشح الأمعاء التي تعتبر إحدى أسباب الإصابة بالاضطرابات المناعية وأخطر المشاكل الصحية.
هل سنتوقف عن كل هذه الأطعمة من نشويات وبقوليات وخضار لاحتوائها على مادة الليكتنز (lectins)؟
في الحقيقية لا نستطيع جعل نسبة ما يدخل الجسم من الليكتنز صفر، فهذا صعب جدا، ولكن باستطاعتنا التقليل منه قدر الإمكان، وهذا لن يجعل الشوفان أفضل اختيار بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل صحية، ولكن بالنسبة للناس التي تعاني من اضطرابات مناعية فالشوفان ليس اختيارا لهم بالأصل.
وإن أكثر الأسئلة مفاجأة لي هو: إن كان الشوفان غير صحي فماذا سنأكل؟
وكأننا فطمنا على تناول الشوفان، بينما لم نكن نعلم ما هو الشوفان قبل عشر سنوات.
هل هناك نوع صحي من الشوفان؟
أجل هناك نوع واحد صحي، هو الشوفان المقطع (steel-cut oats). فهو النوع الوحيد من الشوفان الذي لم يتعرض للتصنيع، لذا يكون قاسيا جدا، ويحتاج للنقع ليلة كاملة، والطهي لوقت طويل جدا، وليس هناك حاجة لتناوله مع إضافات (حليب، عسل، فواكه.. الخ) فهو مختلف كليا عن شوفان الحبة الكاملة أو الشوفان سريع التحضير، وأشبه بالأرز أو البرغل. وإن مؤشره الجلايسيمي يساوي 42، أي أقل من الشوفان سريع التحضير وشوفان الحبة الكاملة أيضا. إن مؤشره لا يعتبر منخفضا، ولكن احتواءه على كمية ألياف كبيرة تجعل تأثيره على سكر الدم أقل وأبطأ.
وعند المقارنة بين أنواع الشوفان الثلاثة، يتضح أن الشوفان سريع التحضير هو الأسوأ بسبب مؤشره الجلايسيمي العالي، وتعرضه للتصنيع بشكل أكبر.
ماذا نفعل في حال عدم توفر الشوفان المقطع؟
النشويات عموما ليست جزءا أساسيا في النظام الغذائي للإنسان، وليس من المفترض أن يكون أساس وجبتنا، والأفضل استبداله بالدهون الصحية. ولكن في حال الضرورة لتناول النشويات فهناك أنواعا أفضل من النشويات، مثل البطاطا والبطاطا الحلوة وقرع العسل، والبقوليات في آخر القائمة. للمزيد عن الموضوع، اقرأ المقال الخاص باللو كارب من هنا.
وإن البديل الصحي للنشويات هو الدهون الصحية، فهي مصدر مختلف كليا من الطاقة، وهو الأفضل والأنظف والأساس والأهم لجسم الإنسان. حيث يستطيع الإنسان العيش دون نشويات، ولكنه لا يستطيع العيش دون دهون صحية فهي تسمى بالأحماض الدهنية الأساسية، حيث لا يستطيع جسم الإنسان القيام بوظائفه من دونها، ولكن لا يوجد شيء اسمه النشويات الأساسية.
وإن أي طعام محتواه الأساسي هو النشويات، أو أن محتواه من النشويات مرتفع، أو أنه مصنع فمن المؤكد أنه ليس أكثر طعام صحي لأجسادنا. لذا، على الرغم من الإجماع على أن الشوفان صحي، إلا أنه لا يجب تصديق أي شيء يقال، أو الوقوع في المقارنة بين السيئ والأسوأ.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر
الشوفان المقطع - Steel cut oat
ومن داخل مصر:
الشوفان المقطع - Steel cut oat
