دراسة صادمة على عشرات الآلاف من مرضى الاكتئاب
العلاج بالفنكوش
أشخاص كثيرون باتوا يذهبون إلى طبيب نفسي، أو معالج، ويتناولون مضادات اكتئاب أو مضادات القلق. هؤلاء الأشخاص عليهم أن يعرفوا أمرا مهما، حيث تم في يوم 20 يوليو الماضي، نشر مراجعة علمية جديدة من جامعة كاليفورنيا تحوي أمرا صادما للمجتمع العلمي، تقول فيها البروفيسور جوانا مونكريف أستاذ الطب النفسي في جامعة كاليفورنيا واستشاري الطب النفسي، أنهم لم يجدوا دليلا على ارتباط الاكتئاب والقلق بأي خلل في كيمياء الدماغ، أو بانخفاض معدلات ونشاط السيروتونين في الدماغ. هذا يعني أن مضادات الاكتئاب التي يتناولها الناس منذ عشرات السنين لا لزوم لها ولا تساعد في علاج المرضى، لأنها تعمل بالأصل على معدلات ونشاط السيروتونين.
كما أضافت أن الاعتقاد بأن الاكتئاب سببه خلل كيميائي في خلايا الدماغ جعل وصف المعالجين لمضادات الاكتئاب يزيد بشكل طردي منذ فترة التسعينات حتى وصل لأن يتم وصف مضادات الاكتئاب في إنجلترا لشخص من كل ستة أشخاص بالغين، ولاثنين من كل مئة شخص مراهق. في حين أن البحث الجديد يقول أن هذا لا يساعدهم بأي شكل من الأشكال.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
أبحاث ومقارنات قدمتها الدراسة:
هذا وقد تم إجراء هذا البحث على عشرات الآلاف من المتطوعين، تم تقسيمهم إلى قسمين؛ القسم الأول تم تشخيصه بالاكتئاب، والقسم الثاني سليم ومعافى. ثم أجريت مقارنة بينهم، فلم يجدوا أية فروقات في مستويات السيروتونين بين المرضى والأصحاء.
تجربة أخرى تم عملها، تمت فيها المقارنة بين مستويات الجين الناقل للسيروتونين لدى المصابين والأصحاء، فوجدوا عدم وجود فروقات أيضا. ثم تم إجراء أكثر من تجربة لإيجاد أي رابط بين مستويات السيروتونين والاكتئاب، فلم يجدوا أية علاقة أو دليل واضح. والأمر الوحيد الذي وجدوا رابطا بينه وبين الاكتئاب هو الضغط والتوتر، سواء كان ضغوط الحياة اليومية أو الأحداث المجهدة، لتكون حياة الشخص عبارة عن ضغط وتوتر وقلق، الأمر الذي يؤدي للاكتئاب. عندها تتشكل علاقة طردية بينهما، فكلما زاد التوتر والضغط زاد الاكتئاب.
ولست أدري إن كان كانوا يحتاجون حقا إمضاء كل هذه السنوات في الأبحاث الخاطئة وإعطاء الناس مضادات الاكتئاب ليكتشفوا في النهاية أن الضغط هو ما يسبب الاكتئاب!
هذا وقد أثبت البحث كارثة أخرى، وهي أن مضادات الاكتئاب التي تزود مستويات السيروتونين في الدم تتسبب بعد فترة بنتيجة عكسية، لأن الدماغ يبدأ بالتكيف، فحينما يجد الدماغ تركيز السيروتونين كثيرا يبدأ بتقليل كمية السيروتونين التي ينتجها بشكل طبيعي، فيبدأ الخلل هنا على الرغم أنه لم يكن هناك خلل بالأصل. هذا ما قاله بحث جامعة كاليفورنيا. وكما قالت البروفيسور مونكريف أن هناك آلاف لا زال يتم وصف مضادات الاكتئاب لهم، وهم في تزايد مستمر. لذا أعتقد أنه قد حان الوقت لتوعية الناس إلى أن هذه الأمر لا يستند إلى العلم.
في نهاية البحث يقولون أن هذه النتائج تعطي الأمل للناس أنهم قد أصبحوا قادرين حقا على التخلص من القلق والاكتئاب دون الحاجة للمساعدة الطبية، وأن هناك أمل كبير بأن يتخلص الناس من الاكتئاب، لأن جميع الناس يستطيعون التخلص من الضغوط في مرحلة ما من حياتهم. كما ينصحون الناس بالبدء بتعلم التعامل مع القلق، وتعلم كيفية بدء تطوير المهارات في التعامل مع الضغوط والأحداث المجهدة، وكيفية التخلص من مسببات الأذى مثل الضغط والقلق والفقر والحالة الصحية.
وتعود البروفيسور مونكريف لتقول أن إعطاء الناس معلومات مضللة بأن الاكتئاب سببه خلل في كيمياء الدماغ يمنعهم من القدرة على اتخاذ القرار الصحيح بتناول الأدوية أم لا. بمعنى آخر، الضحك على عقول الناس وتضليلهم يتسبب في أذيتهم بشكل أو بآخر.
يقول دكتور مارك هورويتز، وهو دكتور آخر مشارك في هذا البحث، بأنه كان يدرس لطلبة الطب في محاضراته أن الاكتئاب سببه انخفاض مستويات السيروتونين، ولكن المشاركة في هذا البحث قد قلبت كل شيء رأسا على عقب، أي أن كل ما كان يدرسه لطلبته كان غير حقيقي. وأنه يعمل مع دكتور مونكريف على أبحاث لنصح الناس عن كيفية التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب نظرا لخطورة آثار الانسحاب.
باختصار:
تقول الدراسة أن الاكتئاب يحصل بسبب الضغوط النفسية التي لا نستطيع التعامل معها، وليس بسبب خلل في كيمياء الدماغ أو نقص في السيروتونين. وأن مضادات الاكتئاب لا لزوم لها، حيث أنها لا تعالج الاكتئاب، بل على العكس، هي ما تسبب الخلل الكيميائي في الدماغ. وأن علاج الاكتئاب ممكن عن طريق تعلم تخفيف الضغوط والتعامل معها والابتعاد عن المسببات.
إن اكتساب الثقافة عن الصحة النفسية أمر مهم، لأن الصحة النفسية أهم جزء في الصحة العامة للإنسان. ومن كانت نفسيته جيدة حظي بصحة جيدة.