مقاومة الكورتيزول
ارتفاع الكورتيزول خطر يهدد حياتك
إن كنت قد مررت بفترات طويلة جدا من الضغط النفسي أو الذهني أو البدني، وبدأت بعدها تشعر بتعب وآلام وأوجاع غير معلومة السبب، أو كنت شخصا قد أصيب بمرض مناعي بعد تعرضه لفترات طويلة من الضغوط أو التعرض لصدمة نفسية، أو كنت شخصا يتناول أدوية الكورتيزون لفترات طويلة أو بشكل متكرر، فهذا المقال يهمك.
سأتحدث في هذا المقال عن مقاومة الكورتيزول، وسبب حدوثها، وتأثيرها على الجسم والصحة، وكيف تكون هذه المشكلة هي أهم سبب لجميع مشاكلنا الصحية والآلام والأوجاع التي نعاني منها طوال الوقت، وعن كيفية علاجها.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
الكورتيزول:
هو هرمون مهم جدا لجسم الإنسان، له وظائف كثيرة جدا، أهمها تنظيم الاستجابة للتوتر والضغوط، وكبح عمل الجهاز المناعي، وتنظيم عمليات الحرق. هذه الوظائف تدل على أهمية الكورتيزول، ولكن فوائده تكمن في تواجده لوقت قصير جدا، فلا يجوز أن يتواجد باستمرار، ولكن توافر الكورتيزول في الجسم لفترات طويلة يعرضنا لمشاكل كبيرة.
كيف يتم إفراز هرمون الكورتيزول؟
حين يتم التعرض لضغوط بدنية أو ذهنية أو نفسية؛ ضغوطا تفوق القدرة الطبيعية على التحمل، أو التعرض لمواقف صادمة، تفرز تحت المهاد (Corticotropin-releasing hormone (CRH)/ (Corticotropin releasing factor - CRF)) ليحفز الغدة النخامية على إفراز هرمون الهرمون الموجه للغدد الكظرية (Adrenocorticotropic hormone-ACTH) الذي يقوم بتحفيز الغدد الكظرية (فوق الكلوية) لإفراز الكورتيزول في حال تعرض الجسم للضغوط.
وحين يهدأ الوضع، وتحصل استجابة طبيعية للتوتر، تقوم تحت المهاد برصد الوضع، فتوقف إفراز الهرمون المنبه للغدة النخامية مما يوقف إفرازها للهرمون الموجه للغدد الكظرية، وبالتالي يتوقف إفراز الكورتيزول لأنه قام بدوره وانتهى الأمر.
ولكن في حال الاستمرار في حالة التوتر والضغط النفسي، ستعود الغدة النخامية لتنبيه الغدة الكظرية مرة أخرى، والتي ستعود بدورها لإفراز الكورتيزول مرة أخرى، ويستمر الأمر على هذا الحال طوال الوقت.
أما في حال تناول أدوية الكورتيزون (الشكل الصناعي من هرمون الكورتيزول)، حينها لا يكون لغدد الجسم أي تدخل أو سيطرة على الأمر، ولكن سيكون الجسم ممتلئا بالكورتيزون طوال الوقت.
إن زيادة أي هرمون عن حده الطبيعي يجعله يتجاوز أداء وظيفته ليسبب المشاكل، لأن كل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده. فأجسادنا ذكية جدا، حين تلاحظ التضرر من زيادة هرمون معين فإنها تحمي نفسها بمقاومته، تماما مثلما يحصل في مقاومة الأنسولين.
فالكورتيزول هرمون هدام، وزيادته ضارة جدا، لذلك تكون وظيفته مؤقتة. وحين تبدأ الخلايا بمقاومة الكورتيزول لا يحدث استجابة طبيعية للتوتر والضغوط كما من المفترض بها أن تحدث. فنستمر في حالة التوتر والضغط النفسي، ويستمر الكورتيزول بتواجده بشكل فائض عن الحاجة وفي ذات الوقت غير متاح للاستخدام. وطالما كان التوتر مستمرا، فإن الغدة النخامية ستقوم برصده، وتعمل على تنبيه الغدة الكظرية التي تستمر في إفراز الكورتيزول، أو الاستمرار في تناول أدوية الكورتيزون حتى نصل إلى مرحلة الإجهاد الكظري. .
ما هي أعراض مقاومة الكورتيزول؟
- تعب عام.
- عصبية وتوتر.
- عدم القدرة على تحمل أبسط المواقف وأتفهها.
- آلام وضعف العضلات، وانخفاض الكتلة العضلية، لأن زيادة الكورتيزول تعمل على هدم الكتلة العضلية، فلو تحركت وقمت بالمشي قليلا ولعبت تمارين خفيفة ستجد آلاما عضلية رهيبة لا تتناسب مع شدة الرياضة التي لعبتها.
- بطء عملية الاستشفاء، حيث تستمر الآلام لأيام، مع أن الوضع الطبيعي هو حدوث الاستشفاء خلال مدة زمنية أقصر بكثير.
- الاستجابة للتوتر أثناء التمرين لا تتم بكفاءة، فلو قمت بعمل تمارين كارديو فيها حركة وجهد فستكون صعبة جدا.
- كنتيجة طبيعية لكل ذلك، ستحدث آلام والتهابات المفاصل، وتعرضنا للإصابة بسهولة شديدة.
- ضعف المناعة. فالكورتيزول يعمل على كبح الجهاز المناعي، لذلك يتم وصفه لمرضى الأمراض المناعية، وتكون النتيجة هي التعرض للعدوى بشكل متكرر.
- الاستيقاظ من النوم في إرهاق وتعب وجسد متكسر، ومهما كان عدد ساعات النوم التي حصلت عليها فإنك تحتاج النوم أكثر، ولا تستطيع التخلص من ذلك إلا بعد شرب القهوة، لأن الجسم يحتاج للكورتيزول في الصباح الباكر، حيث يقوم بإفرازه في هذا الوقت، ولكنك لا تشعر بوجوده لأن جسدك يقاوم الكورتيزول، فتشرب القهوة لرفعه أكثر، فتشعر بأنك بدأت تصحو.
إني أقوم بشرح الأعراض بدقة لأني قد عانيت من هذه المشكلة لسنوات كثيرة، كما أنني تعالجت بالكورتيزون لفترة جيدة، مما ضاعف المشكلة لدي. فقد كنت أعاني من:
- ارتفاع ضغط الدم دون سبب معروف.
- فوضى في الهرمونات وعدم انتظام الدورة الشهرية.
- تغير في شكل الجسم وتخزين الدهون بكمية أكبر مما هو طبيعي، خاصة في منطقة البطن، حتى لو اتبعت نظاما غذائيا صحيا.
- وكلما تعالجت بالكورتيزون أشعر بالتعب مرة أخرى وأحتاج إلى رفع الجرعة بسبب مقاومة الكورتيزول.
في حال استمرار هذا الوضع لفترات طويلة فستكون عرضة بشكل كبير جدا للإصابة بأمراض المناعة الذاتية إن لم تكن مصابا بها بالأصل، وقد أكدت الدراسات هذا الأمر، وهذا السبب الذي يجعلنا نصاب بمشاكل المناعة الذاتية وهجماتها بعد التعرض للصدمات النفسية.
تشخيص مقاومة الكورتيزول:
إن أهم مشكلة تواجهنا هي التشخيص، لأن مقاومة الكورتيزول هي مشكلة (Subclinical) أي أنها لا تصنف على أنها مرض. ولو قمنا بعمل تحاليل الكورتيزول أو تحليل الهرمونالموجه للغدد الكظرية (CRH/CRF) فمن الممكن أن تكون النتيجة طبيعية، تماما مثل مريض مقاومة الأنسولين الذي يقوم بجميع تحاليل السكر فيجدها جيدة، على الرغم من وجود شعرة تفصل بينه وبين السكر. إن مقاومة الكورتيزول مشكلة أعراضها واضحة، ولكن لا نستطيع الاعتماد على التحاليل في تشخيصها.
كيفية علاج مقاومة الكورتيزول:
مقاومة الخلايا لأي هرمون تحدث بسبب توافره بكمية فائضة عن الحاجة، لذا يكون الحل في عدم تحفيز إفراز هذا الهرمون لفترة طويلة، فحين يغيب لوقت طويل فإن الخلايا تفتح أقفالها لتعود حساسة للهرمون مرة أخرى.
1- تجنب مسببات إفراز الكورتيزول، وهي:
- التوتر والضغوط النفسية:
فلو كنت متوترا 24 ساعة فإن المشكلة لن تحل، لذا يجب الابتعاد عن البيئة التي سببت المشكلة.
- التعرض للشمس خلال النهار لتنظيم عملية النوم.
- تنظيم عملية النوم والحصول على ساعات نوم بجودة عالية لرفع الكورتيزول.
- الامتناع بشكل تام عن تناول الكافيين، وبخاصة القهوة، وأخص منها القهوة سريعة التحضير. فالكافيين مصيبة في حالات مقاومة الكورتيزول.
- يجب علاج مقاومة الأنسولين، لأن ارتفاع الأنسولين يتسبب في ارتفاع الكورتيزول.
- التوقف عن تناول الكورتيزون. أعلم أن الأمر صعب ومعقد، وقد تحدثت عن ذلك سابقا، فعودوا إلى المقالات الخاصة به؛ من بدائل الكورتيزون من هنا، وطريقة سحب الكورتيزون من هنا.
2- ضبط النظام الغذائي
من خلال استبعاد أطعمة الوجبات السريعة والسكريات والنشويات المكررة، والزيوت المهدرجة، لأن ذلك يزيد الحالة سوءا. والتركيز على تناول البروتينات من الأسماك واللحوم الحمراء والبيض والدجاج، بالإضافة إلى جميع الدهون الصحية من شحوم الحيوانات، والسمن والزبدة، والأفوكادو، وزيت الزيتون، وزيت جوز الهند. ولا ننسى الخضار، خاصة الخضار الورقية. وتناول الملح البحري، وبشكل خاص ملح الكلتيك، فالملح البحري مهم للغدة الكظرية.
3- تناول الفيتامينات والمعادن التي تدعم الغدة الكظرية
التي تم إنهاكها بإفراز الكورتيزول طوال الوقت، وبشكل خاص
- (Pantothenic B5) المهم للغدة الكظرية بجرعة 500 ملجم يوميا، فالنقص الشديد فيه يسبب انكماش وضمور الغدة الكظرية.
- (B1-B12)، وهي أهم فيتامينات مجموعة ب، وتكون بجرعة 500 ملجم يوميا.
- فيتامين سي. فإن أعلى تراكيز موجودة في أجسادنا من فيتامين سي موجودة في الغدة الكظرية، لأن فيتامين سي أساسي لإنتاج هرمونات الغدة الكظرية. وتكون جرعته من جرام إلى جرامين من فيتامين سي كومبلكس.
- الزنك، فنقصه من أهم عوامل الإصابة بالإجهاد الكظرية لأنه يضعف استجابة الجسم الطبيعية للتوتر ويكون سببا مباشرا في عدم انتظام مستويات الكورتيزول. لذا يجب التركيز على الحصول عليه من خلال تناول البروتينات الحيوانية بالإضافة إلى 50 ملجم من الزنك مع 5 ملجم من النحاس يوميا من المكملات.
- المغنيسيوم والبوتاسيوم والصوديوم، ويتم الحصول على الصوديوم من الملح البحري. كما يعتبر المغنيسيوم مهما لأنه مهدئ طبيعي عام، يقلل احتياج الجسم لإفراز الكورتيزول. كما أن البوتاسيوم مهم لمن يعانون من مقاومة الكورتيزول أو الاجهاد الكظري لأنهم غالبا يعانون من نقصه. ويتم الحصول على البوتاسيوم من أوراق الشمندر (البنجر) التي تحتوي على تراكيز مرتفعة منه، والأفوكادو، ومسحوق الشوارد.
- تناول الكيرستين، وهو مركب نباتي مهم للحساسية والأمراض المناعية، كما أنه يساعد الجسم على استعادة الحساسية للكورتيزول. لذل فهو مهم لمن يعانون من مقاومة الكورتيزول أو الإجهاد الكظري أو مصابون باضطراب مناعي ويتناولون الكورتيزون.
4- تناول النباتات التكيفية (Adaptogenics).
وهي مجموعة من النباتات التي تساعد على تنظيم مستويات الكورتيزول عن طريق تنظيم الاستجابة للضغوط. ومن أفضل هذه النباتات:
- نبتة الجذر الذهبي (Rhodiola).
- الأشواجندا.
- جذور العرقسوس.
وإن العرقسوس مفيد جدا في مرحلة قطع الكافيين، ومن الممكن لمن لا يحب طعمه أن يتناوله من الكبسولات.
أخيرا:
من المفضل استخدامهم جميعا، فهذا يعطي أفضل النتائج. ولكن بالطبع لا يتوجب استخدام جميع هذه العناصر، ولكن أهمها: فيتامين ب5 والزنك وفيتامين سي والكيرستين.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر
فيتامين سي العضوي كبسولات من شركة Alive
فيتامين سي العضوي مسحوق من شركة Alive
مسحوق فيتامين سي كومبلكس من شركة nowfoods
كبسولات فيتامين سي كومبلكس من شركة nowfoods
حمض البانتوثينيك (Pantothenic Acid B5)
الخميرة الغذائية غير مدعمة من شركة alive
الخميرة الغذائية مدعمة من شركة kal
مستخلص جذور العرقسوس منزوع الجليسرين DGL
ومن داخل مصر:
