هذا الفيتامين سيغير حالتك النفسية ويقضي على الاكتئاب
أنا أعاني من اكتئاب، أو لدي أعراض قلق، أو تقلبات مزاجية حادة وسريعة، وأعاني أيضًا من أرق واضطرابات في النوم، وقد وصفت لي أدوية نفسية فعالة، لكنني مترددة في البدء باستخدامها، ولست قادرة على اتخاذ القرار.
هذا سؤال يتكرر كثيرًا جدًا في الاستشارات أو حتى في التعليقات. والحقيقة أن هذا السؤال ليس له إجابة واحدة، لأن الناس ليسوا متشابهين، لا أعراضهم واحدة، ولا شدتها وتأثيرها على جودة حياتهم متماثلان، ولا حتى أسباب مشاكلهم متطابقة، لكن هناك نصيحة واحدة فقط يمكنني تقديمها لكل من يطرح هذا السؤال.
من فضلك، قبل أن تتخذ قرارك ببدء تناول الأدوية النفسية، ارفع مستويات كل المعادن والفيتامينات التي قد يؤدي نقصها في جسمك إلى أعراض اكتئاب أو قلق أو اضطرابات في النوم، وهذه العناصر كثيرة جدًا، والمفاجأة أن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية تكون أعراضهم ناتجة أساسًا عن مشكلات جسدية ونقص شديد في عناصر غذائية مختلفة.
كم مرة سمعت شخصًا يقول: "عندما تناولت فيتامين د تحسنت نفسيتي"؟ وكم مرة سمعت آخر يقول: "عندما بدأت تناول الماغنيسيوم أصبح نومي أفضل بكثير"؟ أنا شخصيًا سمعت ذلك مئات إن لم يكن آلاف المرات بحكم عملي. وأنت في محيطك القريب بالتأكيد سمعتها كثيرًا أيضًا.
سأتحدث معكم اليوم عن أحد الفيتامينات التي يرتبط نقصها بشكل واضح بالاكتئاب والقلق واضطرابات النوم، سنتعرف على سبب ذلك، وكيف يؤدي نقصه إلى اكتئاب وقلق وأرق، وكيف تعرف إن كان ناقصًا لديك، ولماذا قد تنخفض مستوياته في جسمك، وكيف تعوضه سواء بالمكملات الغذائية أو من مصادره الطبيعية، وسنعرف أيضًا مَن يحتاج إلى تناوله من المكملات، والجرعة اليومية المناسبة، وأفضل الصيغ، وكل التفاصيل التي تحتاجون معرفتها عنه.
ولن أقول لكم "يجب أن تقرأوا هذا المقال لأنه مهم جدًا"، بل سأقول: إذا كان لديك نقص في هذا الفيتامين بسبب طفرة جينية مثلًا، فحتى أدوية الاكتئاب لن تحقق معك نتائج جيدة ما لم ترفع مستوياته في جسمك.
فتابع ولنعالج هذه المشكلة من أصلها.
يُمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
فيتامين ب6… الجندي المجهول لصحتك النفسية والنوم والاستقرار العصبي
نعلم جميعًا أن مجموعة فيتامينات ب تعد من أهم العناصر لصحة وعمل الجهاز العصبي، لكن الفيتامين المظلوم الذي لا يتحدث عنه الكثيرون رغم أهميته البالغة لصحتك النفسية هو فيتامين ب6.
وقبل أن نخوض في تفاصيل أهمية فيتامين ب6 وأعراض نقصه، دعني أوضح لك أولًا لماذا قد يؤدي نقصه إلى قلب حياتك رأسًا على عقب، ويسبب لك اكتئابًا ويمنعك حرفيًا من النوم ليلًا.
سنقسم الموضوع إلى ثلاثة أجزاء.
يعد فيتامين ب6 لاعبًا أساسيًا في عمليات إنتاج النواقل العصبية المسؤولة عن شعورك بالسعادة، واستقرارك النفسي، وتحسين جودة نومك، وقدرتك على التعامل مع الضغوط. دعني أذكر لك بعض العمليات التي تتأثر مباشرة بنقص هذا الفيتامين:
- أولًا: السيروتونين
والذي يُسمّى مجازًا "هرمون السعادة"، وهو الناقل العصبي المسؤول عن شعورك بالسعادة والاستقرار النفسي.
فيتامين ب6 ضروري لإنتاج الإنزيم الذي يحول حمضًا أمينيًا يدعى "التريبتوفان" إلى سيروتونين.
فإن لم يكن لديك ما يكفي من فيتامين ب6، فلن يتوفر لديك ما يكفي من السيروتونين.
والنتيجة: اكتئاب، قلق، وتوتر من أقل الأشياء.
- ثانيًا: الدوبامين والنورأدرينالين
الدوبامين هو الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالمكافأة وإنجاز المهام،
أما النورأدرينالين فهو المسؤول عن الطاقة والتركيز.
فيتامين ب6 ضروري لإنتاج أحد الإنزيمات الأساسية اللازمة لتصنيع هذين الناقلين العصبيين، فإذا كان لديك نقص في فيتامين ب6 فلن يتم إنتاجهما بكفاءة.
والنتيجة:
- تشعر بفقدان الشغف، لا رغبة لديك في الإنجاز لأن جسمك لا ينتج الدوبامين الكافي كي تشعر بالمكافأة،
- تشعر بانخفاض الطاقة، خمول، وتشتت في الانتباه.
- ثالثًا: حمض الجابا (GABA)
حمض الجابا-أمينوبوتيريك هو ناقل عصبي بالغ الأهمية يساعدك على الهدوء وتقليل القلق.
يسمى "فرامل الدماغ" هو ما يمكنك من تهدئة أفكارك والسيطرة على انفعالاتك.
وحين ينقص، تصبح عصبيًا، سريع التوتر والانفعال.
ولإنتاج GABA.. يحتاج الجسم إلى فيتامين ب6.
- رابعًا: الميلاتونين (هرمون النوم)
الجسم يصنع الميلاتونين من السيروتونين (الذي ذكرناه في البداية).
فإذا لم يتوفر السيروتونين لن يتوفر الميلاتونين.
والنتيجة:
- أرق، نوم غير عميق، جودة نوم منخفضة،
- تستيقظ وكأنك لم تنم أصلًا.
- وكل ذلك يبدأ من نقطة واحدة: نقص فيتامين ب6 → نقص السيروتونين → نقص الميلاتونين.
خامسًا: الهوموسيستين (Homocysteine)
هو ليس ناقلًا عصبيًا، بل حمض أميني غير أساسي، من المهم للغاية أن تبقى مستوياته في الجسم تحت السيطرة، لأن ارتفاعه:
- يرفع خطر الإصابة بالخرف والزهايمر
- يزيد احتمالات الجلطات والسكتات الدماغية
- يسبب تلفًا في بطانة الأوعية الدموية
- ويرفع كذلك فرص حدوث تشوهات الأجنة
ما الذي ينظّم مستويات الهوموسيستين؟
فيتامين ب12، ب9، وب6 جميعها تشارك في عملية استقلابه وتحويله إلى مركبات أخرى آمنة.
يُمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
وظائف فيتامين ب6.. أبعد بكثير من تأثيره على الحالة النفسية
لقد حدثتك عن أهمية فيتامين ب6 لصحتك النفسية فقط، لكننا لم نتناول بعد بقية وظائفه، وهي كثيرة جدًا.
فيتامين ب وجهاز المناعة
فيتامين ب6 مهم للغاية لجهاز المناعة، لأن له دورًا أساسيًا في إنتاج كريات الدم البيضاء، وهي جيش الدفاع الأول في مواجهة أي عدوى. كما يساعد مناعتك على ضبط الالتهاب؛ فجزء من الجهاز المناعي وظيفته رفع الالتهاب عند الحاجة، وجزء آخر وظيفته تهدئته، وفيتامين ب6 يدعم هذا التوازن.
فيتامين ب وصحة الجلد والشعر
وهو أيضًا مهم جدًا لصحة الجلد والشعر، خاصة لدى من يعانون من جفاف الجلد، الإكزيما، أو حب الشباب، وجميعها مرتبطة بالالتهاب، وزيادة إفراز الدهون، ونقص الأحماض الدهنية. فيتامين ب6 بإمكانه معالجة كل هذه المشكلات، فهو ينظم الاستجابة المناعية التي تسبب التهاب الجلد، ويقوي حاجز البشرة، ويحسن إنتاج الأحماض الدهنية.
أما للشعر، فهو ضروري لإنتاج الكيراتين، وهو البروتين الأساسي لبناء الشعر.
فيتامين ب 6 ودعم صحة النساء
فيتامين ب6 مهم جدًا كذلك للنساء، فهو يقلل أعراض ما قبل الدورة الشهرية مثل احتباس السوائل، الآلام، التقلصات الرحمية، واشتهاء الحلويات. كما أن تأثيره على الحالة النفسية يخفف من حدة تلك الفترة. وهو أيضًا ضروري جدًا للحوامل، لأن نقصه قد يؤدي إلى ارتفاع الهوموسيستين، مما يزيد خطر تشوهات الأجنة.
أعراض نقص فيتامين ب 6
وبذلك لا نحتاج للكثير من الشرح لمعرفة أعراض نقصه، فهي أصبحت واضحة. فإذا كنت تعاني من أي مشكلة ضمن ما ذكرناه، فربما لديك نقص في فيتامين ب6.
وقد تقول: "أريد أن أتأكد بالتحاليل، فالأعراض وحدها لا تكفي."
لكن الحقيقة أن هناك تحاليل كثيرة قد تبدو طبيعية تمامًا رغم وجود أعراض نقص واضح، وهذا ما يسمى بالنقص الوظيفي؛ أي أن الجسم لا يستطيع الاستفادة من فيتامين ب6 الموجود في الدم، أو لا يستطيع تحويله إلى صيغته النشطة.
وهناك بالفعل أشخاص غير قادرين على تحويل فيتامين ب6 إلى الشكل الفعال بسبب طفرات جينية شائعة، مثل طفرة MTHFR، أو طفرة إنزيم PNPO التي تعيق تحويله للصيغة النشطة، ومن غير المنطقي أن يجري الجميع تحاليل وراثية باهظة الثمن لمعرفة ما إذا كانوا يحملون هذه الطفرات، بينما يمكن ببساطة تناول فيتامين ب6 نفسه.
وقد تقول: "وما الفائدة إذا كان جسمي لا يستطيع استخدامه؟"
أقول لك: اهدأ واستمع للنهاية وسأخبرك ماذا نفعل بالضبط.
أولًا يجب أن نعرف من هم الأشخاص الأكثر عرضة بنسبة تقارب 90% لنقص فيتامين ب6 بشكل طبيعي، وهم:
كل من يعاني مشكلات هضمية
أي شخص خضع لجراحة في المعدة أو الأمعاء (تكميم، قص، تحويل مسار)، أو يعاني أمراض الأمعاء الالتهابية مثل كرونز أو القولون التقرحي، أو السيلياك، أو حساسية الجلوتين، أو حساسية اللاكتوز، أو القولون العصبي، أو الإمساك، أو الإسهال، أو سوء الهضم.. غالبًا لديه نقص في ب6.
مرضى السكري ومقاومة الإنسولين
لديهم معدل أعلى لفقدان ب6 في البول بسبب ارتفاع السكر، لذلك يحتاجون جرعات أعلى لتعويض النقص.
النساء الحوامل والمرضعات
احتياجات الجسم تزداد، ومعدلات الفقد ترتفع خصوصًا في بداية الحمل. نقص ب6 يزيد الغثيان، والغثيان يزيد القيء، وكلما زاد القيء زاد فقدان ب6، وهذا إضافة إلى دوره في منع تشوهات الأجنة.
الأشخاص الذين يتناولون أدوية تؤثر في مستويات ب6
بعض الأدوية تعيق استقلابه أو تزيد فقدانه. ومن أهمها:
- أدوية الصرع (فينيتوين، كاربامازيبين، فينوباربيتال)
- موانع الحمل الفموية
- الريفامبيسين (مضاد حيوي)
- الليفودوبا (دواء باركنسون)
- الهيدرالازين (دواء ضغط الدم)
- الأيزونيازيد (دواء السل)
إذا كنت تتناول أيًا من هذه الأدوية بشكل منتظم، فأنت بحاجة إلى جعل فيتامين ب6 جزءًا أساسيًا من نظامك الغذائي.
متبعو الحمية النباتية
سواء كان السبب أخلاقيًا أو صحيًا، فإن الأشخاص الذين يعتمدون على نظام نباتي فقير بالبروتين الحيواني غالبًا يعانون من نقص في مجموعة فيتامينات ب بشكل عام، وبالأخص فيتامين ب6.
مشاكل الكبد والكلى
مشاكل الكبد تعيق استقلاب وتخزين فيتامين ب6، بينما مشاكل الكلى تزيد من طرحه في البول، ما يؤدي إلى فقدان كميات أكبر من الطبيعي.
وبالتالي، إذا كنت تعاني من اكتئاب، قلق، توتر، عصبية، أرق، ضعف التركيز، أو خمول وكسل غير مبرر، فهناك احتمال كبير أن يكون السبب نقص فيتامين ب6.
حتى إذا كنت تتناول أدوية نفسية (مضادات القلق، مضادات الاكتئاب، مضادات الذهان) ولم تتحسن، قد يكون السبب هو نقص ب6، لأن بعض هذه الأدوية تعمل على تنظيم النواقل العصبية، وجسمك لا يستطيع إنتاجها بكفاءة بدون هذا الفيتامين.
- ماذا نفعل إذا كنت من هذه الفئات؟
تعزيز المصادر الطبيعية لفيتامين ب6:
- الكبد البقري في المقدمة
- لحوم الدجاج، الديك الرومي، اللحوم الحمراء
- الأسماك: السلمون، السردين، التونة
- البيض
- المصادر النباتية: الأفوكادو، المكسرات، بذور عباد الشمس
تناول المكملات الغذائية:
خاصة لمن لديهم مشاكل السكر أو الطفرات الجينية التي تمنع استقلاب ب6.
يجب اختيار الصيغة النشطة: بيريدوكسال-5-فوسفات (P5P) بدل البيريدوكسين العادي، لأن الجسم يستخدمها مباشرة بدون تحويل.
طريقة الاستخدام والجرعات
أقصى جرعة.. 200 ملج، لكن لا نبدأ بها مباشرة.
البداية
25 ملج، وزيادة أسبوعية 25 ملج حتى الوصول إلى الجرعة المطلوبة حسب الحالة.
الجرعة الاحترازية
50 ملج يمكن الاستمرار عليها 6 أشهر، ثم التوقف 6 أسابيع قبل العودة.
الفيتامينات B ذائبة في الماء، لذا يجب أخذها مع الماء بعيدًا عن الوجبات.
أفضل نتيجة عند تناول ب6 مع المغنيسيوم، وهناك مكملات تحتوي على الاثنين معًا.
ملاحظة مهمة للحوامل أو المقبلات على الحمل
إذا كنت تتناولين فوليك أسيد (فيتامين B9)، شاهدي حلقة كاملة عن أفضل الأنواع، لأن النوع السيئ قد يكون ضارًا، بينما النوع الجيد ضروري جدًا لصحة الأم والجنين.
يُمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
للحصول على المنتجات المقترحة في المقال: