تقوية المناعة
هل أصبت بعدوى قبلا واستمرت معك وقتا طويلا؟ أو أنك أصبت بالعدوى بشكل متكرر خلال مدة قصيرة؟ أو لاحظت بأنك تتأثر بالعدوى بشكل أسهل من غيرك؟ أو اجتمعت في مكان أنت وأسرتك أو مجموعة من أصحابك فإنك تتأثر وحدك وتصاب بعد ذلك بالعدوى دونهم! أو احتجت إلى فترة طويلة جدا لتستطيع التعافي من العدوى؟
جميع هذه الأمور تعني أنك مصاب بمرض ضعف المناعة، وهو مرض خطير وشائع جدا، وليس مشكلة بسيطة كما تعتقد، أو كما يقال لك عادة أن مناعتك ضعيفة قليلا وأنه عليك تناول الطعام بشكل جيد والحصول على قسط جيد من النوم ومن ثم جميع الأمور ستكون جيدة.
لا تستهين بضعف المناعة فهو بوابة جميع الشرور، وتكرار العدوى، واستنزاف الطاقة، وتغير وظيفة جهاز المناعة الذي يؤدي للإصابة بالأمراض المناعية. ضعف المناعة هو الباب المفتوح على مصراعيه للإصابة بالسرطان.
لذلك سأحدثكم هذا اليوم عن تقوية جهاز المناعة، وجميع العناصر الأساسية والفعالة لعمل المناعة، وكل الممارسات الصحية الضرورية لتقوية المناعة.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
ضعف المناعة:
أي دولة في العالم تملك جيشا ضعيفا غير مسلح لا يرحمها أحد. أنت أيضا لو كانت مناعتك -التي تمثل جيش جسدك- ضعيفة وغير مسلحة، حينها الجراثيم متمثلة بالفيروسات والبكتيريا والفطريات لن ترحمك، لأنها كائنات تبحث عن أي جسم مضيف تعيش فيه، فهي لا تستطيع العيش في الهواء أو على الأسطح لفترات طويلة، لذا ليس لها بيئة أفضل من إنسان ضعيف المناعة، جميع دفاعات جسمه منهارة لتدخله وتتكاثر فيه.
إن جهاز المناعة ينقسم إلى جزئين:
- جهاز المناعة الفطري:
حين يولد الطفل يكون هذا الجهاز شبه كامل، وينتهي تكوينه في الفترة الأولى من عمر الطفل. ويكون أكثر ارتباطا بالجينات، وصحة وتغذية الأم أثناء فترة الحمل، ويكتمل بالرضاعة الطبيعية وتغذية الطفل في أول عامين من عمر الطفل.
ويعتبر خط الدفاع الأول، فمهمته قتل جميع الأجسام الغريبة المشكوك فيها، وهو ما يسمى بالخلايا المناعية غير المتخصصة.
- جهاز المناعة التكيفي:
وهو الجزء من جهاز المناعة الذي يتم بناؤه مع تعرض الإنسان للملوثات، فيكوّن أجساما مضادة ضد أنواع معينة من الأجسام الممرضة أو العدوى أو الجراثيم، وهو الذي يكوّن الخلايا البائية والتائية، وهذا بالطبع يتم بناؤه تبعا للبيئة والملوثات التي يتعرض لها كل شخص، لأنه هو ما سيكون ذاكرة مناعية لدى الإنسان.
لذلك من الأفضل تعرض الطفل للملوثات في عمر صغير، مثل اللعب بالتراب أو الاختلاط بالحيوانات الأليفة، لأن هذا يساعدهم في تكوين ذاكرة مناعية في عمر صغير، وإن توفير بيئة معقمة للأطفال شيء مؤذٍ لهم لأنه لا يدرب مناعتهم على الدفاع.
هكذا يعمل جهاز المناعة، فجهاز المناعة الفطري موجود في الجلد والأمعاء والأغشية المخاطية، يتصدى لأي جسم غريب مثل المصفاة أو الغربال، فما يمر منه هو فقط ما يستطيع أن يحرك جهاز المناعة التكيفية ويحفزه على العمل.
ما الذي يجب فعله لتقوية المناعة الضعيفة؟
في البداية يجب معرفة سبب المناعة الضعيفة، حتى نستطيع معرفة كيف نقويها.
1. التغذية السيئة:
ذلك لأن هناك مجموعة من العناصر الغذائية إن لم تكن موجودة في جسمك بالشكل الكافي فلن تستطيع إنتاج الخلايا المناعية، ولن تستطيع تنظيم وظيفة الجهاز المناعي.
والتغذية السيئة تعني تناول طعام قليل أو عديم القيمة الغذائية (empty calories) وفي ذات الوقت يرفع معدلات الأكسدة في جسمك.
إن التغذية السيئة تشمل الوجبات السريعة وجميع الأطعمة المصنعة والمواد الحافظة والدهون المهدرجة. لكن أسوأ ما يمكن أن تقدمه لمناعتك هو السكر. فالسكر قاتل المناعة الأول. فقد وجدت الأبحاث أنه بعد دخول السكر إلى جسدك بثلاثين دقيقة تنخفض وظيفة الجهاز المناعي بنسبة 50%، ويستمر ذلك حتى خمس ساعات، لذا من المفترض إدراج السكر ضمن قائمة السموم لو كنا في عالم يحكمه العقل والضمير وليس رؤوس الأموال.
في سيناريو بسيط جدا، كنت وطفلك في جولة مدتها ساعتين أو ثلاثة، فاشتريت لابنك علبة عصير، وخلال الجولة تعرضتما لعدد كبير جدا من الجراثيم، فكان طفلك طوال وقت الجولة في مناعة تعمل بنسبة 50% بسبب علبة العصير التي شربها. هذا لو افترضنا أن مناعته بالأصل كانت جيدة قبلا، وبعد يومين بدأت تظهر عليه العدوى. بالطبع إنك لن تربط أبدا بين الحدثين بسبب فترة حضانة العدوى، ولكن علبة العصير هي السبب في العدوى التي أصيب بها ابنك. لذا لو كان لديك طفلا مناعته ضعيفة فاسأل نفسك عن تغذيته. نفس السيناريو قد ينطبق عليك أيضا.
هذا دونا عن الكم الكبير من عمليات الأكسدة والجذور الحرة الناتج عن تناول السكر، الأمر الذي يؤثر على وظيفة الغدة الزعترية.
2. الغدة الزعترية (thymus gland).
غدة مهمة جدا في الجسم لتنظيم وظيفة الجهاز المناعي، هذه الغدة تصل لأقصى حجم وقوة لها مع الولادة، وفي أول عامين من عمر الطفل، وتبدأ وظيفتها بالانخفاض، ويحدث لها انكماش مع التقدم في السن. وكلما كانت معدلات الالتهاب والجذور الحرة أو الأكسدة في جسدك عالية فإنها تنكمش بشكل أكبر وأسرع.
3. تناول المضاد الحيوي:
حين تتم الإصابة بالعدوى حينها يتم تناول المضاد الحيوي سريعا، وهو السبب الثاني في تدمير المناعة، مثل قنبلة نووية يتم رمي الجهاز المناعي بها. وإن أكثر من 90% من العدوى ليست بحاجة لأي مضادات حيوية، فالجسم قادر على التعامل معها بنفسه إن كانت المناعة جيدة.
- فالمضاد الحيوي يقوم بقتل معظم أنواع البكتيريا النافعة التي تعتبر جزءا كبيرا جدا من جهاز المناعة.
- لا يسمح لجسدك بالتعامل مع العدوى وتكوين أجسام مضادة وذاكرة مناعية ضد الجراثيم. فإن تعرضت لذات العدوى مرة أخرى فستصاب بها مرة أخرى لأنه لا يوجد أجسام مضادة تم تكوينها في المرة الأولى، وهذا سبب مهم جدا لتكرار العدوى.
يجب تناول المضاد الحيوي حين نكون بين الحياة والموت فقط وتكون حياتك متوقفة على تناوله. منذ أربع سنوات لم أدخل بيتي مضادا حيويا.. أسرة كاملة لا يوجد فيها فرد احتاج للمضاد الحيوي.
وبالطبع إن أي شخص مدخن، أو لديه وزنا زائدا، أو لديه مقاومة أنسولين، أو قليل الحركة، أو ينام طوال النهار ويسهر طوال الليل، لا يملك مناعة قوية.
كيف يتم تقوية المناعة؟
- الصيام المتقطع:
إن الصيام المتقطع لفترات تفوق 16 ساعة يفعل عملية الالتهام الذاتي، على عكس تناول الطعام طوال الوقت الذي يزيد من عمليات الالتهاب والأكسدة في الجسم. كما يعمل على تحسين الصحة، والتخلص من الألم والتعب، وتكرار العدوى، والأمراض المزمنة. حيث يقوم بـ:
- زيادة عدد الخلايا المناعية.
- تحسين وظائف المناعة، حيث يجعل الجهاز المناعي أكثر دقة في التعرف على الكائنات الممرضة.
- حماية الجهاز المناعي من التعطل عن العمل، والبدء بمهاجمة خلايا جسدك عن طريق الخطأ كما يحصل في الأمراض المناعية.
- تعزيز إنتاج الأجسام المضادة، وتجديد الخلايا المناعية عن طريق التخلص من الخلايا التالفة وإنتاج خلايا مناعية جديدة.
- النوم بجودة عالية:
فالنوم بجودة عالية خلال الليل يجعل الجسم يحصل على دورات النوم العميق التي يحتاجها قبل ضوء النهار. وإن أفضل موعد للنوم بين العاشرة والحادية عشرة مساء.
- تناول فيتامين د:
فهناك عناصر مستحيل أن تعمل المناعة دونها بالكفاءة المطلوبة. ففيتامين د يعمل على:
- تنشيط الخلايا المناعية.
- يزيد من عدد الخلايا المناعية.
- ينظم التعبير الجيني للخلايا المناعية وينظم وظيفتها.
- يحاكي عمل الكورتيزون في تهدئة الالتهاب.
لذا فإن فيتامين د ينشط المناعة، وفي ذات الوقت لا يترك الجسم في نار محاربة العدوى إلى ما لا نهاية، فهو يسيطر على حالة الالتهاب. فالالتهاب هو جميع أعراض العدوى التي نشعر بها: من ارتفاع درجة الحرارة، وتكسير الجسم، والرشح، والسعال. وأي عرض للعدوى فإن فيتامين د يهدئه.
لذا فالجميع بحاجة لتناول فيتامين د باستمرار، وإن بدأت تظهر عليه بوادر العدوى حينها يجب مضاعفة الجرعة فورا. وإن الجرعة العادية تساوي عشرة آلاف وحدة دولية يوميا بالتزامن مع 100 ميكروجرام من فيتامين ك2، بينما تساوي الجرعة الضعف في حالة الإصابة بالعدوى.
متى لا يكون هناك حاجة لتناول فيتامين د من المكملات؟
- في حال التعرض لأشعة الشمس المباشرة لمدة ساعتين كل يوم وجزء كبير من الجسم مكشوف.
- في حال عدم وجود زيادة وزن.
- صغر السن.
- عدم وجود مشاكل في الكبد والكلى.
- لا يتم تناول أدوية كوليسترول.
ولفهم أهمية فيتامين د للمناعة بشكل أكبر، هناك دراسة أجريت في إسبانيا على المسنين الموجودين في دور الرعاية. هذه الدراسة وجدت انخفاضا في الوفيات بسبب عدوى في الجهاز التنفسي بنسبة 82% فقط لأنهم تناولوا فيتامين د.
- تناول الزنك:
هو حارس الغدة الزعترية؛ فهي تعتمد على الزنك بشكل أساسي لأداء وظائفها وإنتاج هرموناتها التي تنظم وظيفة المناعة، لدرجة أن انخفاض مستويات الزنك في الدم مرتبط بشكل مباشر بانخفاض مستويات هرمونات الغدة الزعترية. لذا فالزنك يلعب دورا مهما جدا في المناعة الفطرية والمناعة المكتسبة التكيفية.
إن الزنك موجود في البروتين الحيواني خاصة في اللحوم الحمراء. فإذا كنت تحصل على كفايتك من البروتين بشكل يومي، وليس لديك أية مشاكل سوء امتصاص أو نقص في حمض المعدة حينها لا تكون بحاجة لتناول مكملات الزنك. ولكن إن كنت تعاني من مشكلة أو أن مناعتك ضعيفة فأنت تحتاج للزنك من المكملات الغذائية بجرعة تساوي 50 ملجم بالتزامن مع 5 ملجم من النحاس بشكل يومي.
- تناول فيتامين سي:
لو كانت الخلية المناعية هي الجندي، فإن فيتامين سي هو السلاح في يده. فهو الذي يساعد الخلايا المناعية على إنتاج المواد الكيماوية التي تستخدمها في قتل العدوى. تخيل جنديا دون سلاح، هل يكون باستطاعته أن يحارب؟ بالطبع لا.
إن فيتامين سي موجود في الحمضيات؛ في الليمون، والبرتقال، والفلفل، والورقيات، والفواكه مثل الجوافة والكيوي. تستطيع الاعتماد عليهم، ولكنك بحاجة لتناول كميات كبيرة منهم بشكل يومي، أو تناول 500 ملجم على الأقل من فيتامين سي كومبلكس المركب الكامل بشكل يومي. وإن جرعة جرام واحد هي الجرعة المثالية بالنسبة لي.
- تناول الأحماض الدهنية الأساسية:
الأحماض الدهنية الأساسية مهمة جدا، لأن جميع أغشية الخلايا تتكون من الدهون، وهي مهمة لتقليل الالتهاب والسيطرة عليه، وتسريع عملية التشافي بعد انتهاء العدوى، كما أنها مهمة لوظيفة الجهاز المناعي. هذه الأحماض موجودة في الأسماك الدهنية مثل السلمون، والسردين، والماكريل، وزيت كبد سمك القد، وبذور الشيا، ومكملات الأوميجا-3. وإن الجرعة اليومية من مكملات هذه الأحماض تساوي جرامين من (EPA - DHA).
- تناول البروبيوتك:
في حال سبق وتناولت مضادات حيوية بشكل متكرر فمن المؤكد بأنك بحاجة لتناول البروبيوتك، أو البكتيريا النافعة. فجزء أساسي من مناعتك قد فقدته بالأساس وتحتاج لإعادة بنائه. من الممكن الاعتماد على مخمر الملفوف (الساوركراوت)، ولبن الكفير (kefir)، وتناول مكملات البروبيوتك، خاصة سلالة (lactobacillus) بجرعة خمس مليارات.
في حال الإصابة بالعدوى ولا نريد تناول المضاد الحيوي ونريد مساعدة الجسم للقضاء على العدوى:
- صيام 23 ساعة يوميا حتى انتهاء العدوى، مما سيمنع العدوى من الاستمرار لأكثر من ثلاثة أيام.
- تناول جرعات مضاعفة من العناصر التي تم ذكرها
- إعطاء جسمك الراحة التي يحتاجها، والنوم جيدا.
- التعرض لأشعة الشمس المباشرة.
- تناول سوائل كثيرة، ومشروبات دافئة مثل الليمون والزنجبيل والكركم.
- عدم الجلوس في مكان مغلق، حيث يجب أن يكون هناك تهوية جيدة جدا، وإغلاق التكييف وفتح النوافذ.
- عدم الاستيقاظ والنوم في ذات الملابس.
- الاستحمام مرتين يوميا على الأقل مع تغيير جميع الملابس وتغير فرش السرير الذي تنام عليه. فالملابس تأخذ بالفعل من طاقة المرض وتكون بالفعل محملة بالبكتيريا والفيروسات، مما يؤخر التعافي ويصعبه.
- تناول زيت الزعتر البري (زيت الأوريجانو)، فهو مضاد حيوي طبيعي قوي جدا، ولكن على عكس المضادات الحيوية الكيماوية، فهو يقوم بقتل الجراثيم الضارة فقط. حيث أن نقطتين من زيت الزعتر البري على كوب من الماء ثلاث مرات في اليوم كافية للتعافي من العدوى.
- تناول عسل المانوكا:
حيث أن تناول ملعقة من عسل المانوكا الأصلي على كوب من الماء الفاتر بعيدا عن وقت الصيام له خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات. قد يكون ذو سعر باهظ، ولكنه سيوفر عليك تكرار العدوى وتكرار الكشف وتكرار المضاد الحيوي، وتدمير مناعتك وتكرار المعاناة.
- عشبة مخلب القط:
من الممكن شراءها من محلات العطارة، فهي قادرة على إمدادك بمناعة فولاذية.
- نبتة القنفذية أو الإكناسيا (Echinacea)
- نبتة الجودوتشي:
نبتة الجودوتشي هي نبتة خارقة تحدثت عنها بالتفصيل سابقا في مقال خاص بها.
باختصار:
زيت الزعتر البري وعسل المانوكا والكركمين هم الحل والعلاج. فمنذ عام ونصف كنت قد أجريت جراحة صغيرة في اللثة، حينها وصف لي طبيب الأسنان المسكنات والكورتيزون ومضاد حيوي. حينها ذهبت إلى البيت وتناولت فيتامين د والكركمين وزيت الأوريجانو، فأصبحت أفضل في يومين.
إنك لست بحاجة إلى مواد كيميائية في جسدك، ولكن عليك معرفة العناصر الطبيعية التي تستطيع أن تساعدك، ثم تترك البقية إلى جسدك وهو سيعرف كيف يتصرف.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر
فيتامين سي العضوي كبسولات من شركة Alive
فيتامين سي العضوي مسحوق من شركة Alive
مسحوق فيتامين سي كومبلكس من شركة nowfoods
كبسولات فيتامين سي كومبلكس من شركة nowfoods
فيتامين د، عالي الفعالية، 50.000 وحدة دولية
فيتامين د، عالي الفعالية، 10.000 وحدة دولية
فيتامين ك2 صيغة MK7 تركيز 100 مكجم
فيتامين ك2 صيغة MK7 تركيز 300 مكجم
Ultra Omega 3 من شركة ناو فودز
ProOmega من شركة نوردك ناتشورالز
كبسولات جودوتشي عضوية (guduchi)
بروبيوتك (LactoBif Probiotics)
الجوز البرازيلي العضوي (organic brazil nuts)
ومن داخل مصر: