فاكهة واحدة تساعدك على فقدان الوزن وعلاج العديد من الأمراض
يعتبر من أفضل أنواع الفاكهة على الإطلاق. فهو من الفاكهة القليلة التي يستطيع جميع الناس تناولها دون خوف أو قلق. فمن يعاني من السكري أو مقاومة أنسولين أو الضغط أو الكوليسترول أو الاضطراب المناعي يستطيع تناولها.
لا أتحدث عن فاكهة آتية من بلاد أخرى أو من المريخ، ولا غالية وسعرها يفوق القدرة المادية، على العكس كلنا باستطاعتنا شراءها، بل جميعنا كبرنا ونحن نتناولها. قد يستطيع أي شخص زراعتها في الشرفة أو فوق السطوح، ولا يحتاج رعاية أو اهتمام خاص. فهو ينبت في الأصل في الصحراء وحده. إنه التين الشوكي. جميعنا يحمل ذكريات مع عربة التين الشوكي، ذاك الرجل الذي كان يمر تحت البيت بعربة بعجلتين أو عربة كارو، يجرها وينادي "أبو حلاوة يا تين". تلك الذكريات كانت مصدرا للسعادة والبهجة في طفولتنا جميعا.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
أسباب جعلت التين الشوكي أفضل أنواع الفاكهة:
- مؤشره الجلايسيمي له منخفض جدا، والمقصود هو تأثيره على سرعة ارتفاع مستويات سكر الدم بعد الطعام. حيث يساوي مؤشره الجلايسيمي 7. هذا الأمر يجعله مناسبا لجميع الناس، الأصحاء وغير الأصحاء، فيتناولوه بشكل آمن دون مشاكل، خاصة مرضى السكري ومقاومة الأنسولين الذين يتعاملون مع الفاكهة بحذر لأنها مليئة بالسكريات، فيتم نصحهم بأنواع معينة من الفاكهة وبكميات محددة وفي أوقات معينة حتى تبقى مستويات سكر الدم تحت التحكم.
وعلى الرغم من تأثيره البسيط على سكر الدم إلا أن طعمه حلو جدا بعكس فاكهة الأفوكادو ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض والطعم غير الحلو، لأنه لا يحتوي على السكر تقريبا.
- أيضا الأشخاص الذين يتبعون حمية الكيتو ولا يتناولون الفاكهة أو يتناولونها بمقدار ضئيل في حمية الكربوهيدرات المنخفضة، يستطيعون تناول التين الشوكي بكميات محددة، حيث تحتوي الثمرة الواحدة على 6 جرامات من الكربوهيدرات تقريبا، وحمية الكيتو تسمح بمقدار 20 جراما من الكربوهيدرات في اليوم. لذا من الممكن إدخال فاكهة التين الشوكي ضمن نظام حمية الكيتو للحصول على الحصة اليومية من الكربوهيدرات النظيفة.
- يحتوي على فيتامين سي، والبوتاسيوم، والمغنسيوم، والفسفور، والصوديوم. كما يحتوي على جميع المعادن التي يحتاجها أي شخص يعيش في بيئة صحراوية. ذات المبدأ الذي كنت أحدثكم به في مقال "أكل الصيف"، كيف أن الخضار والفاكهة الخاصة بالموسم الحالي والموجودة في البيئة التي نعيش فيها هو أنسب طعام، وهنا التين الشوكي مناسب لمن يعيشون في بيئات صحراوية، التي تتلخص ظروفها بالحر والتعرق وفقدان المياه والمعادن والشوارد من الجسم، حيث يحتوي التين الشوكي على الماء والمعادن والشوارد التي يتم فقدها خلال التعرق.
- أيضا للتين الشوكي خصائص مضادة للميكروبات تساهم في عملية التئام الجروح. فعادة الأشخاص الذين يعيشون في هذه البيئات لا يملكون رعاية طبية كافية أو مستشفى ليطهروا لهم الجروح ويخيطوها. وقد أثبتت الدراسات التي تمت على الزيت المستخلص من التين الشوكي وبذوره، أن هذا الزيت له القدرة على محاربة الميكروبات والفطريات والكانديدا وعفن الجلد الانتهازي الذي ينشط عند حدوث الجروح في الجلد ولا يتم الاهتمام بها وتطهيرها بشكل مستمر.
وهكذا نرى كيف خلق الكون بنظام دقيق، حيث تخرج فاكهة في قلب الصحراء لتحمل بداخلها كل ما يحتاجه الإنسان الذي يعيش في هذه البيئة. لذلك أقول دائما، كلما عدنا للطبيعة كلما أصبح الأمر أفضل، فالبعد عن الأشياء المصنعة والمزيفة هو بداية الحل لكل المشاكل.
فوائد التين الشوكي:
1- مضاد للالتهاب ومضاد أكسدة قوي جدا، الأمر الذي يجعله مفيدا لكل الناس وبالأخص أصحاب الأمراض المزمنة والاضطرابات المناعية. فهو يحارب الإجهاد التأكسدي والجذور الحرة المرتبطة بالإصابة بالسرطانات، مما يجعل له دورا كبيرا في الحماية من السرطانات.
2- فاكهة رائعة لمن يعانون من متلازمة الأيض (Metabolic syndrome)، وهي متلازمة الحرق المنخفض التي تظهر في صورة زيادة في الوزن، ودهون زائدة في منطقة البطن، ودهون حشوية مثل الكبد الدهني، وارتفاع ضغط الدم، ومقاومة الأنسولين، أو الإصابة بالسكري، وارتفاع الكولسترول.
وذلك لأن التين الشوكي يساهم في ضبط مستويات سكر الدم، حيث يرفع مستويات الحرق عن طريق جعل اعتماد الجسم على عدد أكبر من السعرات الحرارية على مدار اليوم، بمعنى آخر، يحسن من قدرة الجسم على استخدام الطاقة. على سبيل المثال: لو أن الجسد يعتمد على حرق ألف سعر حراري في اليوم ويخزن بقية السعرات، فالتين الشوكي يجعل الجسم يحرق 1200 سعرا بدلا من 1000 سعر.
3- يقلل الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL)، وهو النوع السيئ من الكوليسترول الذي يجب أن تقل معدلاته في الجسم.
4- يساهم في خفض معدلات سكر الدم عند مرضى السكر.
5- يساهم في علاج أمراض الكبد، خاصة الكبد الدهني، ويساهم في تطهير الكبد من السموم بسبب احتواءه على مضادات الاكسدة.
كل هذه الفوائد الرائعة للتين الشوكي لا تعني تناوله بكميات كبيرة، فكل شيء زاد عن حده انقلب ضده.
مضار الإفراط في تناول التين الشوكي:
الإفراط به ليس مريحا أبدا للجهاز الهضمي، فغالبية الناس يعانون من الإمساك عند الإفراط بتناوله لاحتوائه على البذور التي لا يملك الجميع القدرة على هضمها. بينما يعاني البعض الآخر من الإسهال، أو من الانتفاخات وعدم الراحة. لذا تكون الكمية المثالية منه هو ثمرتين إلى ثلاثة ثمار بعد الوجبة، حيث يملؤون البطن ويعطون الإحساس بالشبع.
ويجب شراء التين الشوكي بقشره، وليس مقشرا، لأن المقشر صعب جدا غسله، ولا تملك أية ضمانات عن نظافة يدي البائع الذي قشرها لك. كما يقف في الغالب في الشارع ضمن بيئة ملوثة، ليمسك كل شيء بيده، ليستحيل أن يكون قد غسل يديه قبل تقشيرها لك. وغالبا من ينتقل الكثير من الفيروسات والبكتيريا بهذه الطريقة، فجرثومة المعدة أصلا التي انتشرت بشكل مخيف وأصبحت لدى كل الناس، تنتقل عن طريق ملامسة الشخص المصاب لطعام الآخرين. لذا يجب غسل الطعام جيدا، أو طبخه على حرارة عالية.
بالطبع هذا الكلام يستجلب الخوف والهلع من الإمساك بتلك الفاكهة الشوكية. ولكن في الحقيقة الموضوع بسيط جدا.
- قبل البدء بتقشيره يجب نقعه بالماء العادية (من الصنبور) لعشرة دقائق، وذلك حتى لا يطير الشوك إن كان جافا.
- لبس الكفوف السميكة والمبطنة.
- قطع الجزء العلوي والسفلي، ثم إحداث قطع طولي، ثم تقشيره باليدين.
يتوجب الانتباه إلى شراء التين الشوكي بكميات بسيطة، فمن الممكن تبريده في الثلاجة لغاية ثلاثة أيام فقط لو ثم تخزينه دون تقشير. أما لو كان مقشرا فيجب استهلاكه في ذات اليوم أو اليوم التالي بالكثير. أما لو كنت تشتريه بكميات كبيرة وتريد الحفاظ عليه، فيجب نقعه بالماء، ثم تصفيه منها، ثم يتم تفريزه بقشره بعد وضعه في أكياس، ويتم إخراجه من الفريزر قبل الاستخدام بربع ساعة ليذوب ويتم استخدامه فيما بعد بشكل عادي جدا.
