ماذا يحدث عند تناول جرام واحد يوميا من الكركمين بهذه الطريقة
هناك أمور تهدينا إياها الطبيعة، تقول للبشر خذ هذا لحل مشاكلك، لعلاج أمراضك، وإصلاح جسدك، وتسكين ألمك... عِش بصحة أفضل. وبينما نبحث عن الحبة السحرية التي تحمل المكون الطبيعي الذي يساعدنا على فعل كل ذلك دون تناول خمسة أنواع أو أكثر ونعاني من أضرارهم وأعراضهم الجانبية، تهدينا الطبيعة ذلك في مادة الكركمين، التي ستساعدنا مهما كانت الحالة دون التسبب بأي ضرر.
سأحدثكم عن في هذا المقال عن الدراسات والأبحاث التي تمت عليها، وعن تجربتي الشخصية معها، وكيف ساعدتني في التخفيف من آلامي وفي رحلة التعافي من التهاب المفاصل الروماتويدي. كما سأحدثكم عن كيفية عمل الكركمين في علاج الالتهابات والاضطرابات المناعية ومرض السكري ودعم جهاز المناعة ودعم صحة كبار السن. وأيضا عن الفرق بين الكركم الموجود ضمن التوابل والكركم الموجود في المكملات الغذائية.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
الفرق بين الكركم والكركمين:
الكركم (Turmeric) هو نبات يتم زراعته في آسيا، معروف في الطب الهندي والطب الصيني القديم منذ أكثر من 4000 سنة. يستخدم في الطبخ والتلوين بسبب لونه الأصفر القوي، كما يستخدم في العلاج. يتواجد بشكله الطازج على هيئة جذور كما الزنجبيل، ويغلب عليها اللون الأصفر.
أما الكركمين (Curcumin) فهو المركب الحيوي الموجود في جذور الكركم، وهو ما يعطيه اللون الأصفر المعروف، ويحتوي على مركبات طبيعية تسمى (Polyphenols)، لها خصائص مهمة جدا مضادة للالتهاب ومضادة للأكسدة.
يتواجد الكركمين في صورة مكملات غذائية، وهو من أكثر المواد أمنا، وهو مصرح به من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لأنه من أكثر المواد التي أجري عليها أبحاث علمية في السنوات الأخيرة، فقد تم إجراء حوالي 8000 آلاف بحث على هذه المادة.
لماذا نتناول الكركمين من المكملات الغذائية ولا نتناوله بشكل الكركم الطبيعي فقط؟
لأن التوفر الحيوي في الكركم الطبيعي قليل جدا حوالي %3 فقط. والتوفر الحيوي هو كمية المواد الفعالة في الكركم (curcuminoids) وقدرة الجسم على امتصاصها. وإن التوفر الحيوي في الكركم الطبيعي ضعيف.
لذلك عندما تم اكتشاف فوائد (curcuminoids) أصبح هناك اهتمام أكبر بهذه المواد لأنها تساعد في علاج مشاكل صحية كثيرة، فأصبحت تصنع كمكملات غذائية.
ما هي فوائد الكركمين؟ ومن هم الأشخاص الذين يساعدهم؟
- أي شخص يعاني من مرض مناعي التهابي.
معروف أن الكركمين له خصائص قوية جدا مضادة للالتهاب، لأنه يعمل على تنظيم عمل ونشاط نوع من البروتينات مرتبط بحدوث الالتهاب المزمن يتم إنتاجه بشكل كبير جدا لدى مرضى الاضطرابات المناعية يسمى (KB-NF)، وبالتالي فهو يقلل أحد العوامل الرئيسية للالتهابات المزمنة الناتجة عن رد فعل مناعي غير منظم.
كما يعمل الكركمين على تقليل آلام المفاصل في حالة الاضطرابات المناعية، وهو أمر أنا جربته واختبرته بنفسي حين إصابتي بالروماتويد. فحين بدأت العلاج بالتغذية والمكملات الغذائية كنت فعلا في مرحلة مليئة بالتعب والألم، وكان الكركمين من أول المكملات الغذائية التي تناولتها وجربتها، وقد جعلني أشعر بتحسن ملحوظ بعد مدة قصيرة. وقد ظهر التحسن في تخفيف آلام المفاصل، خاصة المفصل الذي أعاني معه، ومرضى الروماتويد الذين يقرأون مقالي سيفهمون قصدي جيدا. فكل واحد منا لديه مفصل معين يعاني منه أكثر من بقية المفاصل، حتى لو كان البقية فيها ألم فقط، فهذا المفصل سيكون مؤلما بشكل أكبر ويؤثر بشكل أكبر على الحركة والأداء اليومي. فكان أكثر مفصل شعرت فيه بالتحسن مع تناول الكركمين، حيث خف الألم والتيبس الصباحي.
- أي شخص يعاني من التهاب مفاصل مزمن غير مناعي.
فالكركمين مهم جدا لكل من يعاني من التهابات وآلام المفاصل بوجه عام ومفصل الركبة بوجه خاص، بالإضافة إلى أي شخص يعاني من هشاشة العظام. ففي دراسة أجريت على 50 شخصا أعمارهم فوق 40 سنة، تناول نصفهم مكملات الكركمين، بينما تناول النصف الآخر دواء وهميا لمدة 8 أسابيع. فأظهرت المجموعة التي تناولت مكملات الكركمين تحسنا ملحوظا في مستويات الألم عن المجموعة الثانية.
أيضا الكركم رائع لتحسين صحة ووظيفة المفاصل وتقليل ضرر تآكل ولين العظام بدرجة كبيرة.
- أي شخص يعاني من المتلازمة الأيضية (Metabolic syndrome).
المتلازمة الأيضية هي التي تظهر في صورة مقاومة أنسولين أو مرض السكري، مع دهون في منطقة البطن، وارتفاع الضغط والكوليسترول والكبد الدهني. وإن الكركمين يساعد هؤلاء الأشخاص لأنه:
- يقلل معدلات الالتهاب، فهذه المتلازمة مرتبطة بارتفاع مستويات سكر الدم والأنسولين وبالتالي تسبب مستويات مرتفعة جدا من الالتهابات.
- يعمل الكركمين على خفض معدلات الكوليسترول الضار، ويحمي الكوليسترول الجيد من خطر الأكسدة. كما يعمل على خفض معدلات سكر الدم.
هذا وقد أجريت دراسة على تأثير الكركمين على أعراض المتلازمة الأيضية، فأظهرت أن تناول 1 جرام من الكركمين يوميا لمدة شهر أدّى إلى انخفاض مستوى الدهون الثلاثية؛ وهي نوع من أنواع الشحوم الموجودة في الجسم تعمل على رفع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجلطات، وإن ارتفاعها أخطر بكثير من ارتفاع الكوليسترول.
- كبار العمر.
الكركمين مهم لصحة كبار السن، وحمايتهم من تدهور الوظائف العقلية والإصابة بأمراض مثل: الخرف والزهايمر، وأيضا تأخير ظهور أعراض التقدم في السن.
فالكركمين مضاد أكسدة قوي، والأكسدة هي العملية التي تتسبب في حدوث تلف للخلايا. وإن تلف الخلايا يتم بمعدلات معينة في كل سن، وتزيد مع تقدم العمر. أيضا مع التقدم في السن يحدث حالة التهاب مزمنة ولكن بشكل خفيف، وبسبب هذا الالتهاب المستمر تبدأ أمراض الشيخوخة بالظهور، وبالطبع يحارب الكركمين الالتهابات.
وأود توضيح أن الكركمين لا يعالج الزهايمر عند الإصابة به، لأن الإصابة به تكون من أصعب المشاكل الصحية في العلاج، ولكنه فعال في الحماية من الإصابة به، لأنه يعمل على تحسين وظائف الدماغ، حيث يحسن الذاكرة ومستويات التركيز، فلا يصل الشخص إلى مرحلة الإصابة به.
هناك دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا على مجموعة من الأشخاص تتراوح أعمارهم بين 50 و90 سنة، تم تقسيمهم لمجموعتين؛ مجموعة تناولت الكركمين، ومجموعة تناولت دواء وهميا لمدة 18 شهرا. تم تقييم هؤلاء الأشخاص مرتين؛ مرة كل 6 أشهر، وقد أظهرت الدراسة أن المجموعة التي تناولت الكركمين قد تحسنت وظائفهم الإدراكية بنسبة %28 مقارنة بالمجموعة التي تناولت دواء وهميا، كما أظهرت أن مستوى تلف الدماغ لديهم كان أقل بكثير، وذلك بسبب تقليل الكركمين لترسب البروتينات المرتبطة بالخرف في الدماغ، مثل بروتين الأميلويد (Amyloid protein).
هناك دراسة علمية أخرى تمت عام 2020 على 930 شخص، أظهرت أن الكركمين يحسن أعراض القلق والاكتئاب، ولكن الموضوع يحتاج إلى دراسات أكثر للتأكد من هذه النتائج.
- أي شخص يعاني من مشاكل في الكبد.
فالكركمين مفيد جدا لدعم صحة الكبد. وأنا شخصيا متعافية من التهاب الكبد الوبائي سي. أعلم أني أستمر بقول أني متعافية من كارثة ما، وفي الحقيقة أحمد الله على شفائي من مشاكل صحية كثيرة لا يستطيع معظم الناس المرور فيها والخروج سالمين. باعتقادي أن أي شخص يستطيع أن يتعافى من أي مشكلة صحية، فقط عليه التحلي بالإيمان والأمل، فكل مرض له علاج. وإن الكركمين من الأمور التي ساعدتني جدا في إصلاح آثار فيروس سي المدمرة.
إن الكبد عضو مهم وحساس جدا في الجسم، لأن وظيفته هي تنقية الجسم من السموم وطردها. وإن أسباب التهابات الكبد كثيرة، منها ما يحدث بسبب عدوى فيروسية مثل فيروس بي وسي، وهناك التهابات تحصل لأسباب مناعية مثل التهاب الكبد المناعي، ومشاكل أخرى أكثر شيوعا مثل الكبد الدهني، وهو أمر مرتبط بالمتلازمة الأيضية التي تحدثنا عنها.
هناك دراسة أجريت على مجموعة من مرضى الكبد الدهني، مجموعة منهم تناولت الكركمين وأخرى تناولت دواء وهميا لثمانية أسابيع. في نهاية المدة فقدت المجموعة التي تناولت الكركمين 79% من دهون الكبد، مقابل 27% فقط لدى المجموعة الأخرى. لذلك أنصح به بشدة لأي شخص يعاني من أي مشكلة في الكبد وبخاصة الكبد الدهني.
- أي شخص لديه مشاكل في الجهاز التنفسي.
نتحدث هنا عن مشاكل مثل الربو والتهابات الشعب الهوائية، قد يعاني منها الأطفال والكبار. وإن الكركمين مادة آمنة على الأطفال.
وقد أظهرت دراسة علمية تمت على الكركمين، أن الكركمين يساهم في تخفيف أعراض الربو والتخلص منها، كما أنه يحسن وظائف الرئة عند مرضى الربو، حيث يقلل من التهابات الشعب الهوائية والإفرازات المخاطية.
كيف نختار أفضل نوع من الكركمين؟
- اختيار النوع الذي كتب عليه كركمين (curcumin)، وليس كركم (Turmeric)، لأن الكركم تركيز الكركمين فيه ضعيف.
- اختيار ما كتب عليه كمية التوفر الحيوي (Bioavailability). وذلك لا علاقة له بالتركيز، فمن الممكن أن تتناول كبسولة فيها تركيز ألف ملليغرام، ولكن التوافر الحيوي فيها ضعيف، لذلك لن يمتصها الجسم أو يستفيد منها.
- أيضا هناك أنواع تحتوي على (Piperine) ليحسن امتصاصها.
جرعة الكركمين:
يجب تناول الكركمين وسط الوجبة أو مع الدهون، لأنه من المواد الذائبة في الدهون، لذا يجب تناوله مع الدهون ليتم امتصاصه جيدا في الجسم. وفي حال الالتزام بالصيام المتقطع، من الممكن تناوله خلال الصيام مع مصدر للدهون مثل (Bulletproof coffee) أو ملعقة من (MCT oil).
ما العمل في حال عدم توافر الكركمين بشكل مكملات غذائية، أو كان ثمنه باهظا؟
من الممكن شراء جذور الكركم الطازجة، ويفضل أن تكون عضوية، ويتم برشها، -أو استخدام مسحوق الكركم الجاهز إن لم تتوفر الجذور- وتناول كمية صغيرة مع فلفل أسود، فالفلفل الأسود يحسن من امتصاص الكركم لاحتوائه على مادة (Piperine). بالطبع لن يكون التركيز أو التوفر الحيوي كما في المكملات الغذائية، ولكن لو استمريت عليه لفترة طويلة ستجد في ذلك الفائدة.
كم مدة تناول الكركمين الآمنة؟
تقول الأبحاث أنه من الممكن تناول الكركمين بشكل آمن دون مشاكل على المدى البعيد، وأن هناك دراسات كانت مدة الاستخدام فيها تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر، وقد كان استخدامه طوال هذه المدة آمن جدا. لذا من الممكن القول أن استخدامه لمدة ثلاثة أشهر يعد آمنا.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر
ومن داخل مصر:
