أخطر مادة على وجه الأرض نتعرض لها يومياً وتسبب الإصابة بالأمراض المناعية والمزمنة
"السكر"
هذه المادة سامة محرضة على الالتهاب وتدمر الجهاز المناعي وتتسبب في تكرار إصابتك بالعدوى
لو كنت تعاني اضطرابا مناعيا بغض النظر عن نوعه، أو كان لديك استعدادا وراثيا لتطوير اضطراب مناعي بسبب خلل جيني، أو إن كنت شخصا سليما تماما وتريد حماية نفسك من الإصابة بالاضطرابات المناعية التي أصبحت منتشرة جدا في السنوات الأخيرة، وأصبحت نسبة الإصابة بها في تزايد مستمر، فهذا المقال موجه لك.
حيث سأتناول في هذا المقال التعريف بالمادة الأخطر على البشرية في هذا الكون -في الوقت الحالي-، فهي أخطر من السموم والمخدرات على اختلاف أنواعها... إنها السكر. فالسكر يعتبر خطرا وتهديدا حقيقيا على الصحة العامة للإنسان، هذا في حال التمتع بصحة جيدة. وأما لو كان الشخص يعاني من اضطراب مناعي أو مرض مزمن، فهو خطر مهدد للحياة. لذا حين أقول "اقطعوا السكر" فهذا ليس كلاما فارغا، ولا أمرا دارجا نريد اتباعه، ولا هي مبالغة؛ حيث يرى البعض أني أبالغ جدا في قولي "أن السكر من السموم والمخدرات" لأن جميع الناس يتناولون السكر ويعيشون حياتهم بطريقة أو بأخرى. في الحقيقية هذا هو تماما السبب الذي جعل السكر أخطر من السموم والمخدرات؛ أن يكون الأمر متاحا وطبيعيا وعاديا، مع العلم أن السكر مادة تسبب الإدمان، شأنه شأن المخدرات، حيث يدمنها دماغ الإنسان حين تناولها بشكل منتظم، وهو ما يجعل الناس لا تستطيع التوقف عن تناولها، فالسكر في كل صوره؛ من السكر أو النشويات بأنواعها، أو أي مادة تتحول في الجسم إلى سكر جلوكوز، يعتبر مادة محرضة على الالتهاب، والالتهاب هو سبب كل الأمراض التي تصيب الإنسان.
كما أن السكر مادة سامة لجسم الانسان، فهي خالية من أية قيمة غذائية، بالإضافة إلى أنها مستنزفة للعناصر الضرورية للجسم، وتأثيرها مدمر على كل الأعضاء، ولكن بالطبع لن يتفوه أحد بهذا الكلام، فهم يقولون: قنّن تناول السكر، واجعله بكميات قليلة، لماذا؟ لأنه مادة إدمانية ومتاحة ومتوفرة، فهم يعلمون أنهم لو قالوا لك اقطع السكر والنشويات فلن تستمع إلى كلامهم، بل ستتركهم وتمضي لأنك لا تريد التوقف عن تناول السكر ذو الطعم الحلو والجميل، والذي يمدك بهرمونات السعادة، والمتاح في كل مكان بثمن رخيص.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
لماذا يحظى السكر بالقبول المجتمعي رغم آثاره المدمرة للصحة؟
إن الموضوع لم يبدأ صدفة، فشركات الأغذية التي تنتج جميع الأطعمة المعلبة والمصنعة، تعلم جيدا تأثير السكر والنشويات على الدماغ بعد دراسات كثيرة ومتعمقة، لذا فإنها:
- تضعه في منتجاتها بنسب وكميات دقيقة ومحسوبة جدا، لأنها تجعلك تشتهي المنتج طوال الوقت، وكلما ذهبت إلى السوق ستود شراءه.
- تقتلك ببطء، لأنها لو كانت قاتلا سريعا ستصبح في تأثيرها مثل تأثير المخدرات، فيرفضه الناس وينبذونه لأنهم سيكونون مدركين أنه خطر على الحياة ومهدد لها، ولكنهم لا يفعلون ذلك، لأنهم يريدون منا أن نبقى على قيد الحياة ومستنزفين ماديا وصحيا.
- وتتمثل المشكلة بأن كل المنتجات الموجودة في السوق تقريبا تحتوي على سكر ومواد خطيرة جدا، بل حتى التي مذاقها ليس حلوا فهي تحتوي على السكر أيضا. وبالتالي لا تعرف أين تهرب من السكر، فأنت محاط بهذا السم من كل مكان، وهو الأمر الذي يجعله أخطر من المخدرات، أنه متاح ومتوفر، وأنك مجبر على تناوله، إلا لو كانت لديك الإرادة والتركيز الكافيان للابتعاد عن السكر.
- أيضا رخص ثمنه، وزرع فكرة أن البديل الصحي غالي الثمن، وماذا سنأكل إن توقفنا عن تناول السكر والنشويات، وكأن الإنسان لم يكن يعش قبل اختراع السكر والدقيق المعالج مئات الآلاف من السنين بصحة وعافية دون استهلاك السكر.
فمنذ خمسين سنة مضت لم يكن السكر مادة رخيصة أو متوفرة في كل البيوت، لذا كانت الأمراض أقل، كما حصل طفرة كبيرة تسببت في حصول طفرة كبيرة في نسب الإصابة بالأمراض المزمنة والاضطرابات المناعية في العشر سنوات الأخيرة، بالتزامن مع انتشار ثقافة الوجبات السريعة.
خطورة السكر على أصحاب الاضطرابات المناعية:
المشكلة أن يسوّق شخص ما السكر على أنه شيء أساسي حتى في حالات الأمراض المناعية، حيث تكمن خطورة السكر في كونه مادة إدمانية، التهابية، ومادة سامة لجسم الإنسان، تعمل على:
1- إضعاف جهاز المناعة
وجعله غير قادر على حماية الجسم والدفاع عنه ضد العدوى والفيروسات. حيث تؤكد الأبحاث أن تناول 100 جرام من السكر يضعف من قدرة الخلايا البيضاء (من نوع العدلة) (Neutrophils) التي تعتبر الخط الدفاعي الأول في جهاز المناعة على مهاجمة البكتيريا والقضاء عليها، فهو يجعلك معرضا للإصابة بالعدوى في أي وقت، وأن هذا التأثير يستمر حوالي 5 ساعات بعد تناول السكر.
إن 100 جراما لا تعتبر كميرة كبيرة بالنسبة لشخص يأكل خبزا وأرزا ومعكرونة، وعصائر ومشروبات غازي في نظامه الغذائي العادي. فتخيل لو كل ذلك حدث من وجبة واحدة، فما بالك بالجهاز المناعي؟ ببساطة سيكون معطلا غير قادر على العمل.
2- إنتاج السيتوكاينز (Cytokines)
وهي البروتينات التهابية التي يزيد الجسم من إنتاجها بشكل كبير حين يحدث التهاب في الجسم. وتقاس كمية هذه البروتينات في تحليل (CRP C-Reactive protein)، الذي يتم عمله لقياس نسبة الالتهاب في الجسم في حال الشك بوجود اضطراب مناعي أو الشك بوجود بالإصابة بجرثومة ما. فالاضطراب المناعي يجعل جهاز المناعة يهاجم خلايا الجسم على اختلاف أنواعها، والسكر يقوم بذات الأمر تماما.
لذلك أقول وأكرر أن السكر والنشويات ممنوعة لأصحاب الاضطرابات المناعية، لأن تناول السكر من شأنه زيادة نسبة الالتهابات في الجسم، وبالتالي تحفيز حدوث الهجمات وتفاقهم المرض وزيادة المضاعفات وتدهور الحالة يكون سريعا جدا. لذلك فإن قطع السكر والنشويات من أهم الأمور وأولى خطوات التعافي من الاضطرابات المناعية. لو لم يتم قطعها فلن يتم التعافي، لو مهما فعلت.
3- افتعال الالتهابات
فالالتهابات بسبب تناول السكر ليس حكرا على المصابين بالاضطرابات المناعية، وإنما الأشخاص السليمين أيضا. لذا لو كنت تريد الحفاظ على صحتك وحمايتها من الأمراض المزمنة والمناعية، عليك بقطع السكريات. فحين ترتفع نسبة السكريات في الجسم باستمرار تتسبب في رفع نسبة الالتهابات في الجسم باستمرار، الأمر الذي يحفز الجهاز المناعي على مهاجمة خلايا الجسم نفسه وبالتالي تطور اضطراب مناعي.
كل الأشخاص الذين أصبحوا مصابين بالروماتويد والذئبة والهاشيموتو ليس مصادفة، ولم يحدث ذلك دون سبب. حيث إن ذلك يحدث بسبب العادات الغذائية الخاطئة وأمورا أخرى كثيرة. وتكمن المشكلة بعدم وجود مقدمات. فقط تكتشف أنك مصاب بالمرض الفلاني... لذا فالأمر لا يستحق هذه المجازفة.
وحين أنصح الأشخاص السليمين من مراعاتهم لعاداتهم الغذائية والانتباه لها، فذلك لحمايتهم، والأمر ليس فيه مبالغة، حيث تؤكد الدراسات العلمية كل ما أقوله. وفي إحدى الدراسات، تم إثبات أن تناول المشروبات الغازية؛ سواء كانت بيبسي أو كوكاكولا وغيرهم، يتسبب بشكل مباشر في الإصابة بالأمراض المناعية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، خاصة لدى السيدات، وهذا مرتبط باحتوائها على كميات كبيرة جدا من السكر.
قد يقترح أحدهم تناول المشروبات الغازي الخالية من السكر. هذه المشروبات قد لا تحتوي على السكر، ولكنها تحتوي على المحليات، والنوع الذي يتم استخدامه في المشروبات الغازية هو محلي الأسبرتام. محلي الأسبرتام يعتبر كارثة بحد ذاته، حيث يتسبب في حالات الكبد الدهني ومقاومة الأنسولين وعمليات الأكسدة ضعف الحالة الطبيعية، وإن زيادة عمليات الأكسدة هي من أهم العوامل المسببة للسرطانات.
إن صحتكم أمانة بين أيديكم، فحافظوا على الأمانة ولا تفرطوا بها في سبيل بضع كلمات تقول: "جميع الناس يأكلون السكر والدقيق، فهل توقف ذلك علي؟ كم مرة سأعيش؟"، فهذا الكلام ممرض، بل وقاتل. لذا كونوا واعين بشكل أكبر من ذلك، واجعلوا لديكم القدرة على الاختيار، وليس الانسياق خلف الكلام الذي يتفوه به الأخرون دون تفكير بصحة الكلام أو عدم صحته.