مسببات الدوار
الدوار أمر متكرر جدا، يعاني منه أشخاص كثيرون، ولكنه محيّر لأنه ليس مرضا في حد ذاته، وإنما عرضا لمشكلة صحية. لذلك فإن الشخص يستمر بالمعاناة من الدوار حتى يعلم المسبب لهذا الدوار.
في هذا المقال سأتحدث عن الدوار، لأنه كما قد يكون عرضا لمشكلة بسيطة جدا حلها بسيط، قد يكون أيضا عرضا لمشكلة كبيرة جدا، من الممكن أن يكون لإهمالها عواقب أكبر مما نتخيل.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
الدوار:
الدوار (الدوخة) هو شعور الشخص بعدم التوازن، والإحساس بأن كل شيء يدور حوله. من المؤكد أن الجميع قد مر بهذه الحالة ويعرفها جيدا. قد يستمر الدوار لثواني، أو دقائق، ومن الممكن أن يستمر لساعات، حيث يختلف الأمر تبعا للمسببات.
مسببات الدوار:
في الحقيقة إن مسببات الدوار كثيرة جدا، ولكن هناك أسباب تعتبر الأشهر والأكثر شيوعا، منها أمور بسيطة جدا، ومنها مشاكل خطيرة تحتاج للتدخل الفوري. وسنبدأ بالأبسط والأكثر شيوعا.
1- الجفاف ونقص الشوارد:
أشهر أسباب الدوار، ومنتشر بين أكثر من 50% من الأشخاص. في هذه الحالة يبدأ الشعور بالصداع، ثم يحدث الدوار، ليحصل بعد ذلك ضعف عام، وتقلبات مزاجية طوال الوقت، مع انخفاض في ضغط الدم.
عندما يحصل ذلك، فمن المعتاد النصح بشرب كوب من القهوة لضبط الضغط، وهو أمر كنت أقوم به، لأكتشف فيما بعد أن هذا أمرا قد يزيد الطين بلة.
فالشخص الذي يعاني من الجفاف ونقص الشوارد لا يقوم بشرب كمية كافية من السوائل، بل يتناول غالبا المنبهات مثل الشاي والقهوة، ويكون نظامه الغذائي فقير جدا بالمغذيات، ليس فيه أي مصدر للمعادن الأساسية (الشوارد). ويكون نقص المعادن مترافق مع نقص السوائل، الأمر الذي يؤدي إلى نتيجة محتومة متمثلة بالصداع والدوار وانخفاض ضغط الدم.
حل مشكلة الجفاف ونقص الشوارد
- شرب السوائل باعتدال.
- تناول ربع ملعقة من الملح البحري تحت اللسان لمدة عشرة دقائق.
- تناول السلطات والخضروات الورقية لأنها أكثر العناصر الغذائية احتواء على المعادن.
- تناول مقدار مغرفة واحدة من مسحوق الشوارد، فهو قادر على القضاء على الصداع والدوار وانخفاض الضغط.
- الامتناع عن تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين لأنه مادة مدرة للبول، مما يزيد من الجفاف ونقص الشوارد.
- الامتناع عن تناول المياه الغازية والعصائر المحلاة بالسكر.
2- الإجهاد الحراري:
هو السبب في حالات الإغماء التي نراها تكثر في الشوارع خلال فترة الصيف. ويحدث الإجهاد الحراري نتيجة عدم قدرة الجسم على تبريد نفسه ليستطيع التكيف مع درجة الحرارة الخارجية، فيتمكن من الحفاظ على درجة الحرارة السليمة للجسم. ومن أهم عوامل حدوث الإجهاد الحراري هو نقص السوائل والشوارد. الحل في هذه الحالة:
- تجنب ارتداء عدد كثير من طبقات الملابس في حال الخروج في مكان مفتوح وحار والتعرض المباشر للشمس والرطوبة العالية.
- الابتعاد عن الأقمشة الصناعية مثل البوليستر لأنها تحبس الحرارة، ولا يستطيع الجسم تبريد نفسه.
- ارتداء الأقمشة القطنية والكتانية.
- تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، وتجنب الأماكن المغلقة قدر الإمكان.
- شرب الماء وتناول الملح البحري أو مسحوق الشوارد لتعويض المفقود من الأملاح.
3- انخفاض سكر الدم (Hypoglycemia)
أكثر الأشخاص المعرضين لانخفاض سكر الدم هم مرضى السكر، ومرضى مقاومة الأنسولين، والصائمون، أو من يبقون فترات طويلة جدا دون طعام أو شراب يحافظ على معدلات سكر الدم.
1- مرضى السكري
مرضى السكري لأن معظمهم يتناول الأنسولين، ولأن هدف الأنسولين بالأصل هو معادلة مستويات سكر الدم الآتي من الطعام، لذا إن لم يتم تناول الطعام الذي يعطي الجلوكوز بمقدار الأنسولين الذي يتم تناوله سينخفض سكر الدم، وسيحدث الدوار وجميع أعراض الهبوط.
إن من يتناول الأنسولين لا يجب أن يتناول السكر، ذلك لأنه قد يحل المشكلة بشكل مؤقت بينما يزيد من مضاعفات السكر بشكل كبير جدا. لذا فإن التصرف الصحيح هو ضبط النظام الغذائي عن طريق تقليل مصادر الجلوكوز (السكريات والنشويات) إلى الحد الأدنى، ودعم البنكرياس بطرق كثيرة تحدثنا عنها مسبقا مثل البطيخ المر حتى يصبح قادرا على الاستغناء عن الأنسولين أو تقليل الاعتماد عليه إلى الحد الأدنى.
هل يستطيع مريض السكري التوقف عن تناول الأنسولين والشفاء من السكري؟
أجل يمكن ذلك في حال تغيير النظام الغذائي ونمط الحياة.
في حال تناولك للأنسولين وشعورك بالدوار، فإنه يتوجب عليك التحدث مع مقدم الرعاية الصحية المسؤول عن حالتك وإخباره بأن جرعة الأنسولين غير مناسبة لك. وإن شعرت بالدوار وأنت وحدك فالحل الأفضل هو شرب الماء والقيام بالتمارين الرياضية لو استطعت لتحفيز مخازن السكر في العضلات على ضخ سكر الجلايكوجين.
2- مصابي مقاومة الأنسولين:
معظم الأشخاص المصابين بمقاومة الأنسولين لا يعلمون أن شعورهم بالدوار يكون بعد إمضاء خمس ساعات دون تناول أي مصدر للجلوكوز؛ فلو تأخر موعد الوجبة يبدأ الدوار والعصبية والصداع والرغبة في تجنب أي شيء حتى يتم تناول أي شيء يحتوي على السكر أو النشويات، باختصار (أنا جائع فلا تكلمني حتى آكل).
ولا يشترط في مقاومة الأنسولين المعاناة من زيادة الوزن، فتلك ليس قاعدة، ولكن معظم الحالات تعاني من زيادة الوزن.
لو تكرر الدوار بالشكل الذي وصفته، فيجب علاج مقاومة الأنسولين بسبب وجود معدلات كبيرة جدا من الأنسولين في الدم تسبب انخفاض سكر الدم. أما إن لم يتم علاج مقاومة الأنسولين ستتحول بالفعل إلى مرض السكري من النوع الثاني.
3- من يقومون بالصيام المتقطع
يشعر الصائمون بالدوار في حال حدوث نقص في الشوارد والسوائل والأملاح. ولإن الملح ومسحوق الشوارد والدهون الصافية لا يكسرون الصيام، فمن الممكن تناولهم خلال الصيام لتعويض المفقود.
أما من يقومون بصيام متقطع ويعانون من تكرار مشكلة الدوار فقد تحدثت عن هذه المشكلة سابقا بالتفصيل في مقال (كيف أقوم بصيام متقطع)، لقراءته من هنا.
4- فقر الدم (الأنيميا)
وهو عدم قدرة الجسم على إنتاج خلايا الدم الحمراء بشكل كاف، فالهيموجلوبين جزء من خلايا الدم الحمراء، مسؤول عن حمل الأكسجين ونقله لجميع أجزاء الجسم، وبالتالي الدماغ. فحينما يحصل نقص في الهيموجلوبين لا يكون هناك إمداد كاف بالأكسجين، فيبدأ الشعور بأعراض الأنيميا والتعب والضعف العام والصداع.
متى يتوجب الشك بأن الدوار سببه فقر الدم؟
في حال وجود سوء هضم، أو اتباع نظام غذائي نباتي، أو تناول النشويات والحبوب بكميات كبيرة لأنها تمنع امتصاص الحديد، أو في حال وجود بقية أعراض فقر الدم مثل برودة الأطراف وتساقط الشعر وضيق التنفس.
كيفية التأكد من وجود فقر الدم؟
- تحليل تعداد الدم (CBC-Complete blood count)، حيث يكشف نقص الهيموجلوبين.
- تحليل (ferritin test) البروتين الذي يحمل الحديد.
في جميع الحالات التي ذكرناها هناك عرض مهم، وهو الشعور بزيادة الدوار أو الصداع عند القيام من وضعية الجلوس.
علاج فقر الدم:
- تناول حصة من البروتين الحيواني.
- تناول جرعة كافية من فيتامين سي يوميا بجرعة جرام من فيتامين سي كومبلكس.
- الابتعاد عن تناول مضادات المغذيات التي تعيق امتصاص الحديد مثل الحبوب والشاي، والفصل بينه وبين الوجبة بساعة على الأقل.
لمزيد من المعلومات عودوا إلى مقال علاج الأنيميا من هنا.
5- مشاكل الأذن:
من أكثر الأسباب الشائعة للدوار، ذلك لأن الأعصاب الموجودة في الأذن الداخلية لها وظائف كثيرة جدا من ضمنها ارسال اشارات للمخ مسؤولة عن الشعور بالاتزان.
هناك العديد من المشاكل التي من الممكن حدوثها في الأذن الداخلية، أشهرها:
- تشكل بلورات الكالسيوم خلف الأذن:
وهي مشكلة تواجه الأشخاص الذين لديهم القابلية لتشكيل الحصوات ومعتادون على الإصابة برمل أو حصى الكلى، أو الأشخاص الذين يتناولون مكملات الكالسيوم، أو الأشخاص الذين يتناولون فيتامين د بجرعات عالية وحده دون فيتامين ك2.
وهي مشكلة سهلة جدا تظهر في الفحص السريري، من الممكن الشك فيها لو كان الدوار مستمرا لفترة طويلة دون ظهور أعراض أخرى، ولكن لديه مشكلة مما ذكرتهم في الأعلى.
- التهاب العصب الثامن:
- يتم الشك فيه لو كان الدوار مصحوبا بطنين في الأذن. وهو مرتبط بشكل مباشر بالنقص الشديد في فيتامين ب12.
- وجود مشاكل سوء هضم.
- إجراء الشخص عملية جراحية في المعدة مثل تكميم المعدة.
- الإصابة بمرض السكري.
من الضروري تناول جرعات كافية من فيتامين ب12 لمدة طويلة. وقد تحدثت سابقا عن الأمر في حلقة ومقال علاج طنين الأذن.
- الإصابة بالعدوى:
ويتم الكشف عنها عن طريق الفحص، ويكون العلاج تبعا للسبب.
6- الأدوية:
يعتبر الدوار عرضا من الأعراض الجانبية لبعض الأدوية، مثل أدوية ضغط الدم، لأنها مدرة للبول، فيحدث فقد للسوائل والمعادن، بالتالي قد يحدث نقص في الشوارد، وقد ينخفض الضغط أيضا، فيحدث الدوار.
أيضا هناك أدوية الصرع، والمهدئات، ومضادات الاكتئاب، وبعض المسكنات. فإن كنت تتناول أي نوع من هذه الأدوية فاحتمال كبير أن تكون سبب الدوار، لذا يجب تجنبها لتجنب الدوار.
7- التهاب الجيوب الانفية:
وهو سبب شائع جدا، ولكن في هذه الحالة يكون السبب معروفا بسبب الأعراض الشديدة. للمزيد عن التهاب الجيوب الأنفية المزمن عودوا إلى المقال الخاص به من هنا.
أسباب الدوار الأقل شيوعا والتي تستدعي القلق:
- الإصابة بالتصلب اللويحي (Multiple sclerosis):
وهو مرض مناعي يصيب الجهاز العصبي، عادة يبدأ بأعراض خفيفة ومتكررة فلا يحدث ربط بينها وبين المرض إلا مع الاستمرارية.
ويرتبط حدوث الدوار بالتصلب اللويحي في حال تكرره مع وجود الأعراض التالية:
تنميل الأطراف، وضعف القدرة على التحكم في الأطراف، وازدواجية وتشوش الرؤية، والتلعثم، وضعف وتشنج العضلات.
في هذه الحال يجب التوجه فورا لإجراء الفحوصات، وأهمها أشعة الرنين المغناطيسي للتأكد من وجود إصابة فعلية بالتصلب المتعدد أو وجود مشكلة أخرى.
- السكتات الدماغية:
لقد مررت بتجربة السكتة الدماغية وكانت تجربة بشعة لم أعاني قبلها من الدوار، ولكن تختلف الأعراض من شخص لآخر. فلو شعرت بدوار مفاجئ وشديد، يصاحبه فقدان اتزان، أو صداع مفاجئ أو صداع شديد ومستمر لا يتوقف بالمسكنات، مع فقدان القدرة على الكلام، أو تفسير حديث الآخرين، وخدر، أو عدم القدرة على التحكم في الذراع، وغمام الرؤية وسوادها فيجب طلب المساعدة من الموجودين ليتم النقل إلى الطوارئ والتعامل مع الحالة بمسيلات الدم.
أما في حالة عدم وجود أشخاص آخرين قادرين على التعامل مع الحالة، حينها يتم تناول مسيلات الدم الطبيعية.
كل ذلك يتوجب حدوثه بشكل سريع جدا، فالوقت عامل مهم في التعامل مع الجلطات، فكلما كان التعامل معها باكرا كلما كانت فرصة النجاة منها وتقليل مضاعفاتها أكبر.
باختصار:
قد يكون الدوار أمرا بسيطا وقد يكون أمرا مهددا للحياة، لذا لو شعرت بالدوار فعليك ملاحظة بقية الأعراض التي تظهر معها، وكيف تحصل ومتى تحصل، والظروف التي تزيد احتمالية الشعور بالدوار حتى يتم تحديد السبب.
عادة ما يكون الأمر بسيطا وحله يكمن في الاهتمام بالعادات الغذائية وتناول القدر الكافي من السوائل وتجنب الإجهاد الحراري، ولكن لو كان هناك علامات تدل على وجود مشكلة كبيرة مثل الأعراض التي تم ذكرها، حينها يجب الاهتمام والبدء باتخاذ الإجراءات اللازمة فورا.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر:
فيتامين د، عالي الفعالية، 50.000 وحدة دولية
فيتامين د، عالي الفعالية، 10.000 وحدة دولية
فيتامين ك2 صيغة MK7 تركيز 100 مكجم
فيتامين ك2 صيغة MK7 تركيز 300 مكجم
فيتامين سي العضوي كبسولات من شركة Alive
فيتامين سي العضوي مسحوق من شركة Alive
الخميرة الغذائية غير مدعمة من شركة alive
الخميرة الغذائية مدعمة من شركة kal
مسيلات الدم الطبيعية
زيت سمك القد النرويجي (أوميجا 3)
ومن داخل مصر: