جفاف العين
جميعنا يقضي معظم يومه أمام الشاشات؛ فمنا من يتطلب عمله التحديق لفترات طويلة في الشاشة، ومنا من يقوم بتصفح الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. لذلك فإن مشكلة جفاف العين أصبحت أكثر مشكلة أكثر شيوعا مما سبق. فلو كنت تشعر بحرقة في العينين أو رغبة في دعكهما، وتلاحظ احمرارهما فإنك تعاني من جفاف العين.
وإن جفاف العين مشكلة لها أكثر من سبب، منها الجفاف والالتهاب، كما أنها تحصل أحيانا كعرض جانبي للإصابة بمشاكل صحية معينة، أو تناول أدوية معينة.
سأتحدث في هذا المقال عن أهم أسباب جفاف العين، وكيفية علاجه بطرق طبيعية، وأهم الأمور التي تعمل على التخفيف منه.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
جفاف العين:
إن السبب المباشر لجفاف العين هو الالتهاب، فحين تصاب العين بالالتهاب يحدث التالي:
- تتأثر الغدد الدمعية، بالتالي يقل إنتاج الدموع. فالدموع هي السائل الذي يحافظ على ترطيب العين، وإن زاد الالتهاب فقد يؤدي ذلك إلى تلف الغدد الدمعية. إن الالتهاب في الحالات العادية هو التهاب منخفض الشدة، وهذا ما يجعلنا لا ننتبه له، ولكن آثاره مدمرة على المدى الطويل.
- انخفاض جودة الدموع، فلا تستطيع الحفاظ على ترطيب العين. حيث يقوم الالتهاب بتغيير تركيب الدموع، وزيادة معدل تبخرها من العين الأمر الذي يسبب الجفاف.
ما الذي يسبب التهاب العين؟
- ارهاق العين باستخدامها لفترات طويلة دون راحة، والتحديق في شاشات الهواتف النقالة أو الحواسيب لفترات طويلة.
- التعرض المباشر لأشعة الشمس، والتعرض للرياح القوية والغبار لفترات طويلة.
- التدخين.
- التقدم في العمر، وذلك مرتبط بارتفاع علامات الالتهاب.
- وجود مشاكل صحية معينة تتسبب بجفاف والتهاب العينين، بعضها مرتبط بالعين بشكل مباشر والبعض الآخر بشكل غير مباشر، مثل:
o التهاب ملتحمة العين.
o التهاب القرنية.
o مرض شوجرن المناعي الذي يتسبب في التهاب وتضرر الغدد الدمعية بشكل مباشر.
o مرض الذئبة المناعي.
o التهاب المفاصل الروماتويدي.
o تناول الأدوية الكيميائية الخاصة بمرض الذئبة والروماتويد. حيث أن جفاف العين يعتبر من ضمن الأعراض الجانبية لها.
o تناول أدوية الحساسية (مضادات الهيستامين).
o تناول مضادات الاكتئاب.
o تناول أدوية ارتفاع الضغط.
o مرض السكري، فهو من أخطر الأمراض المدمرة لصحة العين.
لذا إن كنت مريضا بالسكري، وتشعر بأن جفاف العين يزيد لديك، حينها يجب عليك متابعة مستويات سكر الدم، والعمل على تغيير نمط حياتك إلى نمط حياة صحي ومناسب للسيطرة على السكر. إن السكري من النوع الثاني ليس مرضا مزمنا، ولكنه مرض مرتبط بنمط الحياة، ومن الممكن علاجه بسهولة في حال تغيير نمط الحياة إلى الشكل الصحيح. حتى أن السكري من النوع الأول من الممكن السيطرة عليه وعلى مضاعفاته بدرجة كبير جدا.
أما إن لم تكن مريضا بالسكري، ولكن لديك معظم أعراض مقاومة الأنسولين؛ من زيادة الوزن، ودهون في منطقة البطن، وارتفاع الضغط، وارتفاع الكوليسترول، واشتهاء السكر بشكل دائم، وبدأت تعاني من مشكلة جفاف العين، فعليك البدء في علاج مقاومة الأنسولين قبل أن تتحول إلى مريض سكري. لأن ما يفصل بين مقاومة الأنسولين والإصابة بالسكري شعرة. فارتفاع السكر يتسبب في تلف الأعصاب، منها الأعصاب المغذية للعين والأعصاب التي تتحكم في عملية إنتاج الدموع. كما يتسبب في التهاب العين وتغير تركيب الدموع، فتفقد الدموع قدرتها على ترطيب العين.
كيفية علاج مشكلة جفاف العين؟
1. إعطاء العينين فترة للراحة. فلو كنت تستخدم الشاشات كثيرا، فيجب إراحة العين بعد نصف ساعة من استخدام أي شاشة سواء كانت شاشة هاتف نقال أو حاسوب أو تلفاز.
2. تخفيف سطوع الأضواء الزائدة عن اللزوم قدر الإمكان.
3. محاولة تقليل التعرض لأشعة الشمس المباشرة في أوقات الظهيرة.
4. لبس نظارات شمسية في حال الاضطرار للخروج في يوم كثير الأتربة وشديد الرياح.
5. التوقف عن التدخين.
6. العمل على السيطرة على أي مشكلة صحية مرتبطة بجفاف العين. ستجدون العديد من الحلقات والمقالات التي تتحدث عن علاج الروماتويد والذئبة ومرض شوجرن، وجميعها بالطرق الطبيعية.
أهم علاجات جفاف العين الطبيعية:
- جينكوبيلوبا:
عشبة موجودة لدى العطارين الذين يبيعون الأعشاب الطبية، كما توجد على شكل مكملات غذائية. وهي عشبة لها العديد من الفوائد، فهي تحتوي على مركبات نباتية كثيرة مضادة للالتهاب ومضادة للأكسدة، هذا ما يجعلها مهمة جدا. ولكن أهم مركب منها للعيون بالتحديد هي مركبات (Terpenoids) التي تعمل على:
- زيادة إنتاج الدموع، وتقليل تبخرها، كما تقلل الالتهاب. أي أنها تعمل على جميع العوامل التي تسبب جفاف العين.
- كما أنها مسيل طبيعي للدم، وتزيد من تدفق الدم إلى العين. وهي من الأمور التي تساهم في ترطيب العين وتحسين الرؤية. لذا فهي من أفضل الأمور لدعم صحة العين.
هناك مصادر أخرى غنية بمركبات (Terpenoids)، منها:
- الأطعمة:
الجزر، والكرفس، والفلفل الحار، والسبانخ، والبروكلي، والتوتيات.
- الأعشاب:
البابونج (الكاموميل)، والنعناع، والريحان.
- الزيوت العطرية:
زيت الليمون، وزيت الخزامى (اللافندر)، وزيت النعناع.
إن للزيوت العطرية طرقا كثيرة جدا في الاستخدام:
- الاستنشاق:
نأت بطبق عميق ونضع فيه ماء مغليا، ثم نضيف إلى هذا الماء نقطتين أو ثلاثة نقاط من الزيت العطري الذي نختاره، ثم نضع وجهنا فوق الطبق، ونقوم بتغطية الرأس بقطعة من القماش أو فوطة، ثم نقوم باستنشاق البخار لمدة تتراوح بين 5-10 دقائق. ولا تستهينوا بالنقطتين لأن الزيوت الأساسية قوية جدا.
- تدليك الجفون بالزيت:
ولكن استخدام الزيت الأساسي وحده أمر خاطئ، بل يجب استخدام نقطتين من الزيت الذي نختاره وإضافتهما إلى ملعقة من أي زيت حامل مثل زيت الجوجوبا أو زيت الأرجان، ثم نخلطهم جيدا ونأخذ نقطتان فقط من الخليط على طرف الإصبع ويتم تدليك الجفون بها ومنطقة حول العينين.
- التقطير:
نأت بقطارة مليئة بمحلول ملحي، ونضيف إليها نقطتان من الزيت ليس أكثر، ونقوم بخلطها جيدا، ثم نقوم بتقطير العين مثل أي قطرة داخل العين.
سيسبب هذا الأمر خلافا على مدى صحة تقطير العين بالزيوت، وفي الحقيقة إن وضع أية زيوت كيماوية داخل العين أمر خطير فعلا، حيث أن كثير من الزيوت الموجودة في السوق تكون زيوتا كيماوية تماما ليس لها علاقة بالزيت الطبيعي، وإن استخدامها لأي شيء هو أمر ممنوع منعا باتا، وخاصة مع عضو حساس مثل العين.
لذلك يجب اختيار الزيت بعد التأكد أنه زيت عطري أصلي (organic essential oil)، وتكون مكوناته مكتوبة على العبوة وأن يكون خاليا من إضافة أي مادة كيميائية.
من الزيوت التي استخدمتها بنفسي في منطقة العين وشعرت بفرق كبير جدا في ترطيب العين كان زيت الخروع. للمزيد من المعلومات عنه عودوا إلى المقال الخاص به.
في الحقيقة ليس هناك ضرر حقيقي من استخدام الزيوت الطبيعية الأصلية.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر
بذور البروكلي للتنبيت - Broccoli
مستخلص الجنكوبيلوبا سائل (ginkgo biloba)
مسحوق فلفل الكايين الحار العضوي (Cayen pepper)
كبسولات فلفل الكايين الحار العضوي (Cayen pepper)
ومن داخل مصر:
