المادة النباتية الأهم لتخفيف الالتهابات وتعديل المناعة
"لا تأكل من خضراوات العائلة الصليبية؛ من ملفوف (كرنب) أو قرنبيط أو بروكلي..الخ إذا كنت تعاني من التهاب الغدة الدرقية أو خمول الغدة الدرقية المناعي (الهاشيموتو) لأنها تزيد الحالة سوءا". من المؤكد أنكم سمعتم هذه النصيحة، فهي منتشرة كثيرا. وقد وردتني العديد من الأسئلة عن ذلك بعد المقال الذي تكلمت فيه عن علاج الهاشيموتو بشكل طبيعي
حيث قلت إن الحمية المناسبة لمرضى الهاشيموتو هي أي حمية قليلة الكربوهيدرات، سواء كيتو أو كارب أو باليو، وأن الخضروات الصليبية جزء مهم في هذه الحمية لأنها غنية بمضادات الأكسدة.
لهذا كله، رأيت أنه من الجيد إيضاح كل ذلك الالتباس، فالأسطورة المتداولة غير حقيقية.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
تقول الأسطورة:
أن الخضروات الصليبية تتداخل مع أو تعيق الغدة الدرقية عن امتصاص اليود. واليود أحد المعادن الأساسية المهمة جدا لعمل الغدة الدرقية وإفرازها للهرمونات بكفاءة. والحقيقة أن نقص اليود هو واحد من أهم أسباب اضطراب الغدة الدرقية.
بالطبع هذا الأمر غير حقيقي، فهناك دراسة علمية تؤكد عدم صحة هذا الكلام، نشرتها مؤسسة الصحة الوطنية (National Institute of Health).
دراسة بحثية تثبت عدم صحة الأسطورة:
هناك دراسة طويلة المدى تمت على الفئران، أكدت أن تناول براعم البروكلي (وهو أحد الخضروات الصليبية) لمدة طويلة لم يكن له أي أثر سلبي على مستويات إفراز هرمونات الغدة الدرقية، بل على العكس، وجدوا أن لها تأثيرا وقائيا ضد تلف الغدة الدرقية. بل وثبت أن لها تأثيرا إيجابيا كبيرا على توازن مضادات الأكسدة في الغدة الدرقية، وذلك مهم جدا لحل مشاكل الغدة الدرقية.
رأي آخر:
هناك رأي آخر يقول إن الخضروات الصليبية من الممكن أن تكون ضارة في حال خمول الغدة الدرقية و تناولها بكميات ضخمة جدا، و أن تكون الكميات الكبيرة في حمية غذائية فيها نقص يود شديد (iodine deficiency).
لقد شرحت سابقا أهمية اليود لأجسادنا والغدة الدرقية خاصة، وكيف أنه جزء أساسي من الحمية الغذائية الخاصة بالبرنامج العلاجي للهاشيموتو، وأننا يجب أن نحصل عليه من المكملات الغذائية لو كانت الإمكانية موجودة، فهو أفضل خيار.
ما هي مصادر اليود الطبيعية؟
أكثر الأطعمة غنى باليود هي الطحالب البحرية، ولكنها غير متوفرة كثيرا في بلداننا، لذلك نتناولها عن طريق المكملات الغذائية. ثم يأتي الطعام البحري في المرتبة الثانية؛ وهو كل شيء نستطيع تناوله من البحر من أسماك وحيوانات أخرى. ثم يأت البيض والكبدة في المرتبة التي تليها.
قد يسأل أحدكم عن ملح المائدة المدعم باليود. هذا الملح يجب استثناؤه من حياتنا أصلا، فهو مليء بالشوائب والجزيئات البلاستيكية، وهي إحدى أهم مسببات خمول الغدة الدرقية، ولكن نستطيع استبداله بملح الهيمالايا أو الملح البحري.
كل ما في الأمر أن هذه الأنواع من الخضراوات مهمة جدا لغناها بمضادات الأكسدة، ولكن يجب عدم الإفراط بتناولها، ومراعاة أن نظامنا الغذائي يحتوي على كميات كافية من اليود، عن طريق المكملات الغذائية ومن الأطعمة المختلفة التي تحتوي على اليود.
باختصار:
تقول الأسطورة أن مرضى الهاشيموتو أو خمول الغدة الدرقية ممنوع عليهم تناول البروكلي والقرنبيط والملفوف (الكرنب) ونبات الكيل وكل أنواع الخضروات الصليبية لأنها تتداخل مع امتصاص الغدة الدرقية لليود، المعدن المهم لعمل وإنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
وهذه الأسطورة غير حقيقية، فالدراسات العلمية أثبتت أن هذه الأنواع من الخضروات ليس لها أي تأثير سلبي على إنتاج هرمونات الغدة الدرقية بأنواعها، بل على العكس، تحميها من التلف وتدعم توازن مضادات الأكسدة فيها. أما الرأي الثاني يقول إن تناول الخضروات الصليبية قد يضر بشرط تناول كميات كبيرة منها وبإفراط، بالتزامن مع تناول حمية غذائية فقيرة باليود.
لذلك كله فأنا أنصحكم بتناول هذه الخضروات باعتدال مع مراعات الاهتمام بتناول اليود من المكملات الغذائية ومن مصادره الطبيعية مثل الطحالب البحرية والطعام البحري والكبدة والبيض.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر:
ومن داخل مصر:
