
على ماذا يدل لون ورائحة البول
أي الألوان طبيعي وأيها يدل على المشاكل الصحية؟
إن الجسم لا يتعب بشكل فجائي، فهو دائما ما يرسل الرسائل للتنبيه بوجود أمر خاطئ، ولكننا لا نلقي بالا لهذه الرسائل، أو لا نفهم معناها، أو نقوم بتجاهلها على اعتبارها أمر بسيط وغير مؤثر، أو اعتبارها غير ذات معنى. ومن الرسائل التي يرسلها الجسم للتنبيه بوجود أمر خاطئ هو التغير في لون البول، ورائحته.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
ما هو البول (Urine)؟
هو نتاج تصفية الدم من خلال الكليتين اللتين تنتجان الماء وبعض الفضلات (waste products). ويكون اللون الأصلي للبول هو اللون الأصفر الفاتح المشابه للون القش، صافيا (clear)، ورائحته غير جميلة ولكنها ليست سيئة، فالطبيعي أن تكون رائحته رائحة أمونيا غير قوية. ولكن هذه الصفات متغيرة لأسباب كثيرة، وقد لا نلاحظ تغيرها أصلا، وهو ما يعتبر خطأ كبيرا، حيث يجب متابعة لون ورائحة البول بشكل مستمر.
دلالات ألوان البول وروائحه:
1- اللون الفاتح جدا (Pale):
أقرب لشفافية الماء، وغالبا لا يكون مقلقا، أسبابه:
- شرب كمية فائضة من الماء.
فشرب الماء الكثير غير جيد، لأن المبالغة بشرب الماء يجعلنا نفقد الأملاح والمعادن ويشعرنا بالإرهاق والتعب. لذا لو لاحظت أن هذا هو لون البول أثناء شرب الماء بشكل مبالغ فيه حينها تكون بحاجة لتقليل شرب الماء والالتزام بكمية تتراوح بين لتر ونصف ولترين في اليوم الواحد وليس أكثر.
- عرض جانبي للأدوية المدرة للبول.
وفي هذه الحالة يجب تعويض المعادن التي تم فقدها مع المياه بكميات كبيرة مثل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم.
- دلالة على الإصابة بالسكري، أو وجود مشكلة في الكلى
لو كانت رائحة البول فيها سكر أو رائحة فواكه، وكانت رائحة النّفَس كذلك فاحتمال كبير جدا بأن يكون هناك إصابة بالسكري، أو أن مرض السكري خارج عن السيطرة ويجب التوجه لمقدم الرعاية الصحية المسؤول عن الحالة للتعامل مع الموقف.
أما في حالة التأكد من عدم الإصابة بالسكري دون وجود أي سبب مما تم ذكره، حينها يجب عمل فحوصات الكلى للتأكد من وجود مشكلة.
2- اللون الأصفر الغامق قليلا (بين الأصفر والبرتقالي، أو الأصفر والبني):
في هذه الحالة تكون الرائحة في الغالب أقوى قليلا عن المعتاد، ويكون هذا بسبب:
- تركيز البول العالي بسبب الجفاف أو قلة شرب الماء، فكل المطلوب في هذه الحالة هو الاهتمام بشرب المياه.
- تناول فيتامينات ب الصناعية، حيث أن جميع فيتامينات مجموعة ب الموجودة صناعية، والمصدر الوحيد الطبيعي لها هو الخميرة الغذائية.
3- اللون الأصفر الحاد جدا، الفسفوري المائل للأخضر:
قد يكون مقلقا أو لا، حيث يظهر في الحالات التالية:
- في حال تناول فيتامينات أو مكملات غذائية، حينها يكون اللون طبيعيا.
- في حال تناول طعام غني بالكبريت مثل الهليون (Asparagus)، أو الثوم أو البصل. في هذه الحالة يتم ملاحظة رائحة نفاذة شبيهة برائحة الكبريت.
- في حال عمل حمية الكيتو، وهذا يعني الدخول في حالة حرق الدهون بدلا من السكر. وتكون هذه الحالة طبيعية وصحية.
- التهاب أو عدوى في المسالك البولية، ويصاحب هذه الحالة ألم مع التبول، وحكة، ورائحة سيئة.
4- اللون البرتقالي:
الذي يظهر في حالات:
- المعاناة من الجفاف بسبب قلة شرب الماء.
- وجود مشكلة في قناة المرارة، سواء كان انسدادا أو حصوة تسببت في تغيير مسار العصارة الصفراوية الطبيعي. ويكون تغير لون البراز إلى لون أفتح من الطبيعي دلالة على ذلك. حينها يجب فحص المرارة والكبد والقنوات المرارية.
- الإصابة بالصفار، ويكون دليل ذلك هو اصفرار الجلد واصفرار بياض العين. حينها يجب فحص الكبد للتأكد من نوع الإصابة.
5- اللون الأحمر:
قد تكون هذه الألوان مرعبة فعلا حين تراها للوهلة الأولى، ولكنها أحيانا لا تكون مصدرا للقلق.
- ففي حال تناول عناصر غذائية مليئة بالأصباغ مثل الشمندر (البنجر)، يتحول لون البراز والبول إلى اللون الأحمر لأن الصبغة فيه قوية جدا. ويكون ذلك أيضا في حال تناول التوتيات، أو الأطعمة التي تحتوي على ألوان صناعية تضاف على الطعام. فلو رأيت هذا اللون فتذكر ما تناولته قبلها.
- عرض لتناول بعض الأدوية مثل الملينات، حتى لو كانت ملينات طبيعية.
- عرض لتناول بعض أنواع المضادات الحيوية.
بينما يكون الأمر مقلقا في الحالات التالية:
- تضخم البروستاتا، حيث يسبب تضخمها وجود دم في البول. ويتم الشك في هذه الحالة عند وجود صعوبة في التبول، أو خروج البول بشكل متقطع، أو مواجهة صعوبات ومشاكل في العلاقة الجنسية.
- دليل على وجود حصوات في المرارة.
- دليل على مشاكل في الكلى في حال مرافقة اللون لألم متكرر في الكلى.
- دليل على وجود أورام في المرارة أو الكلى، وهو أمر غير شائع، ولكن في حال تكرار ظهور اللون الأحمر دون وجود أي مما سبق ذكره حينها يجب عمل أشعة على المرارة والكلى للاطمئنان. ودائما ما يجعل اكتشاف المشكلة في بدايتها حلها أسهل.
6- اللون البني الغامق:
- دلالة على تناول عناصر غذائية تحتوي على صباغ بني اللون مثل الفول.
- أثر جانبي لتناول بعض الأدوية مثل (metronidazole) أو ما يعرف تجاريا باسم الفلاجيل، وهو مضاد حيوي وليس مطهرا معويا كما يعتقد البعض.
- وجود مشاكل في الكبد، وهو أمر غير شائع، فلو لاحظت تكرار ظهور اللون مع استبعاد جميع الأسباب الأخرى حينها يجب التوجه لفحص الكبد.
- شائع الحدوث مع الرياضيين أو الأشخاص الذين يلعبون رياضات مرتفعة الشدة وذات حركات عنيفة؛ مثل القفز أو الجري لمسافات طويلة أو تمارين الهيت كارديو العنيفة، أو حدوث إصابة شديدة أثناء التمرين. ولكن في هذه الحالة يجب أن يعود البول للونه الطبيعي خلال 48 ساعة، أما إن لم يعد لطبيعته حينها يجب التوجه لعمل التحاليل اللازمة.
7- اللون الأخضر أو الأزرق أو البنفسجي:
وهو اللون الأكثر غرابة وندرة. ولكن هذه الألوان ليست مقلقة في حال:
- تناول أطعمة تحتوي على ألوان صناعية.
- تناول مجموعة فيتامينات ب الصناعية.
- تناول بعض الأدوية.
- عمل تحاليل صباغية للكلى والمثانة.
لكنها مقلقة في حالات أخرى مثل:
- وجود حالة وراثية نادرة تسبب فرط الكالسيوم في الدم. ودلالتها استمرار ظهور اللون مع وجود ارتفاع في مستويات الكالسيوم بشكل أعلى من الطبيعي بكثير.
- بعض حالات العدوى البكتيرية أو الطفيليات التي تسبب اللون الأخضر أو الأزرق.
في حال وجود لون بول طبيعي مع ظهور رغوة:
لو كان الأمر غير متكررا فمن الممكن أن يكون:
- دليلا على الجفاف.
- الإفراط في تناول البروتين بشكل يزيد عن حاجة الجسم. حيث يعمل الجسم على التخلص من البروتين الفائض. فلو كنت رياضيا وتتناول البروتين لزيادة الكتلة العضلية بشكل يزيد عن حاجة الجسم فذلك ليس مفيدا، ولن يساعدك، بل على العكس سيضع حملا زائدا على الكلى للتخلص من البروتين الفائض. لذا قم بتناول كفايتك من البروتين فقط.
أما في حال تكراره فمن الممكن الشك بـ:
- حصوات الكلى، ودلالة ذلك وجود ألم متكرر في منطقة الكلى.
- وجود مشاكل في الكلى
حينها يجب فحص معدل الترشيح الكبيبي (eGFR)، فذلك سببه وجود تسرب بروتيني، أي أن الكلى غير قادرة على ترشيح البروتين بكفاءة، فيتسرب إلى البول، مما يعني وجود ضعف في وظائف الكلى. وكلما تم اكتشاف هذه المشكلة باكرا وتم علاجها سريعا كلما كان أفضل، لأن أي ضرر في الكلى يكون أصعب في العلاج في حال تقدمه.
في حال كان البول متعكرا:
قد يكون السبب:
- الجفاف
- مشاكل في الكلى
- عدوى في المسالك البولية إن رافق ذلك رائحة سيئة.
ويكون ذلك خطرا في حال الحمل، فعكارة البول للحامل تعني تسمم الحمل، لذا على الحامل التوجه السريع للفحص في حال رؤية بول عكر جدا.
في حال تغير رائحة البول دون تغير لونه:
إن الرائحة النفاذة هي رائحة الأمونيا، وقد يعني ذلك:
- الجفاف
- العدوى في المسالك البولية
- حصوات الكلى
- مشاكل في الكبد
- مشكلة في حاسة الشم، حيث تميل السيدات أثناء فترات الحمل أو فترات التبويض أو مراحل معينة من الدورة الشهرية لأن تكون حاسة الشم لديهن أكثر حساسية للروائح.
في حال وجود رائحة سيئة للبول كرائحة السمك أو البيض الفاسد:
يكون هناك شك بـ:
- الإصابة بأحد الأمراض المنتقلة جنسيا. ويتم الشك بذلك في حال إقامة الشخص لعلاقات جنسية. وتكون هذه الأنواع من العدوى مصحوبة بأعراض أخرى تسهل ملاحظتها.
- العدوى البكتيرية المهبلية، ودلالتها وجود إفرازات بيضاء أو رمادية، يصاحبها حكة، وإحساس بالحرقة.
- استخدام المطهرات المهبلية أو الدش المهبلي. وهي منتجات يشيع استخدامها على أنها نظافة واهتمام، ولكنها تحتوي في الحقيقة على كيماويات تعمل على قتل البكتيريا النافعة الموجودة في منطقة المهبل والتي تعمل على تحقيق التوازن البكتيري المطلوب. إن المهبل لديه القدرة على تنظيف نفسه دون أي تدخل. وليس هناك حاجة سوى للعناية اليومية الطبيعية، مثل الغسل بالمياه والتجفيف الجيد وارتداء ملابس داخلية قطنية نظيفة وتغييرها باستمرار.
في حال وجود رائحة سكر أو فواكه في البول:
- تدل هذه الرائحة على الإصابة بالسكري أو وجود كميات كبيرة من السكر في الدم بسبب خروجه عن السيطرة.
- كما يمكن أن تظهر في حالات المراحل المتقدمة من مقاومة الأنسولين أو ما قبل السكري.
في حال وجود رائحة الكبريت في البول:
تظهر في حال تناول الأطعمة الغنية بالكبريت كما ذكرنا، وتظهر الرائحة المعدنية عند تناول مكملات الحديد.
باختصار:
إن لون ورائحة البول هما إحدى أنواع الرسائل الكثيرة التي يظهرها الجسم لتحذيرنا من وجود المشاكل. وإن هناك أنواع أخرى من الرسائل تتمثل في لون اللسان وشكله.