الخميرة الغذائية (Nutritional yeast)، لا داعي لشراء فيتامينات ب الاصطناعية بعد الآن
الخميرة الغذائية (Nutritional yeast) منتج غذائي شهير جدا، حيث تعتبر من أقدم الأطعمة فائقة الجودة (superfoods) في التاريخ. فقد عرفها قدماء المصريون منذ عصر ما قبل الأسرات، لكن لم تصبح منتجا معروفا يتم استهلاكه بشكل تجاري في أوروبا والعالم إلا منذ 70 سنة تقريبا.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
والخميرة الغذائية هي نوع من الفطريات وحيدة الخلية تسمى (saccharomyces cerevisiae)، وهي ذات السلالة الفطرية المكونة للخميرة الفورية أو خميرة البيرة، ولكن هناك اختلافات؛
- فالخميرة الفورية أو خميرة البيرة تكون على قيد الحياة، لذلك تبدأ بعمل الفقاقيع عند وضعها في المياه أو العجين (وهذا هو الهدف أصلا من وضعها في العجين، فيختمر ويرتفع بفعل الهواء الذي تنتجه خلايا الخميرة)، بينما الخميرة الغذائية خلاياها معطلة (ميتة)، لذا فهي لا تنتج الفقاقيع.
- يتم تغذية الخميرة الغذائية على العسل الأسود أو الشمندر السكري أو قصب السكر مما يجعل طعمها مميزا كطعم جبنة الشيدر أو المكسرات، لذا قد تستخدم كنكهة للطعام، بينما يتم تغذية خميرة البيرة على الشعير المملح مما يكسبها طعما فيه مرارة.
- يعتمد النباتيون على الخميرة الغذائية كبديل للجبن، لأن طعمها شبيه بطعم جبن البارميزان أو جبن الشيدر.
- وكما يوجد فروقات في الشكل بين الخميرة الغذائية وخميرة البيرة، يوجد فروقات كبيرة في القيمة الغذائية، فخميرة البيرة تحتوي على معدن الكروم، ولكنها لا تحتوي على فيتامينات ب. بينما الخميرة الغذائية هي مصدر ممتاز للنياسين وحمض الفوليك والزنك والثيامين والسيلينيوم وفيتامين B12، وهو عنصر غذائي مهم للنباتيين الذين هم أكثر عرضة للإصابة بنقص B12.
تاريخ الخميرة الغذائية:
ظهرت الخميرة الغذائية في المتاجر في شكل منتج يشتريه ويستهلكه الناس في الخمسينات، وزادت شهرتها مع بداية رواج الأنظمة الغذائية النباتية في الفترة الواقعة بين أواخر الستينات وأوائل السبعينات، وهذا لأنها بديل نباتي جيد جدا للجبنة، وأيضا مصدر مهم جدا للبروتين النباتي. في البداية، كانت هذه معلوماتي عن نشأة الخميرة الغذائية، ولكني أحب البحث عن المعلومة وأصلها، لذا اكتشفت أن فترة الخمسينات لم يكن الزمن حيث عرفت الخميرة لأول مرة، بل وجدت أن القدماء المصريون قد عرفوها منذ 5200 عاما.
ففي عام 1898 تم العثور على بقايا مقبرة الملك المصري (سعرقت) الذي يعني (الملك العقرب) في منطقة الكوم الأحمر. والملك سعرقت هو ملك مصري قوي ومحارب حكم مصر السفلى أو صعيد مصر. ويعود تاريخ حكمه إلى عصر الأسرة صفر؛ أي إلى عصر ما قبل الأسرات عام 3200 قبل الميلاد، أي قبل حوالي 5200 سنة، أي قبل بناء الأهرامات بعصور كثيرة.
حين تم العثور على بقايا المقبرة، حلل العلماء بقايا الطعام والمشروبات الموجودة في المقبرة، فوجدوا الحمض النووي أو المادة الوراثية الخاصة بخميرة (saccharomyces cerevisiae)، وهو نوع من الفطريات وحيدة الخلية تستخدم لتخمير العنب وصناعة النبيذ. وهو النوع الذي يستخدم في صناعة الخميرة الغذائية، فهي الصيغة الآمنة من الفطيريات التي تأتي منها الخميرة. وهكذا يعود تاريخ اكتشاف الخميرة إلى تاريخ القدماء المصريين، أجدادنا الذين يبهرونا دائما.
فوائد الخميرة الغذائية:
1- غنية جدا بالبروتين الذي يحتوي على تسعة أنواع من الأحماض الأمينية التي يحتاجها الجسم، لذا يعتبر بروتينا فاخرا.
2- تحتوي على مجموعة فيتامينات (B)، لذا تعتبر أهم مصدر طبيعي لفيتامينات ب بالصيغة الطبيعية، بعكس أغلب المكملات الغذائية التي تعتمد صيغة صناعية من فيتامينات ب، وهو أمر خاطئ. ودائما ما أؤكد على أهمية أن تكون المكملات الغذائية من مصادر طبيعية.
3- غنية جدا بالمعادن النادرة مثل الزنك والسيلينيوم والمغنيسيوم.
4- غنية بمضادات الأكسدة، حيث تحتوي على مركبات الجلوتاثيون، وهي مواد لديها قدرة على تنقية الجسم من السموم والمعادن الثقيلة التي تتراكم في الجسم. لذا فإن الخميرة الغذائية واحدة من أهم الأطعمة فائقة الجودة (super foods) لعلاج مشاكل الغدة الدرقية والاضطرابات المناعية بوجه عام، لأنها تلعب دورا في الحد من الطفرات الجينية التي تسبب هذه المشاكل، وتعمل على تعديل ودعم الجهاز المناعي.
5- تعتبر مصدرا جيدا جدا للـ (prebiotics) لأنها تحتوي على (Beta Glucan)؛ وهي ألياف قابلة للذوبان تأتي من الجدار الخلوي للخميرة، وتتألف من سكريات معقدة (عبارة عن خيط طويل من وحدات الجلوكوز مربوطة ببعضها)، لذا فهي تدعم صحة بكتيريا الأمعاء عن طريق تحفيز نموها ونشاطها، بينما تمنع نمو مسببات الأمراض.
6- تلعب دورا في خفض نسبة الكولسترول الضار بسبب احتوائها على (Beta Glucan).
7- المساعدة على الاسترخاء وتحسين الحالة المزاجية، وتحسين حالات الأرق واضطرابات النوم مثل عدم القدرة على النوم لفترات متواصلة.
من الذي يحتاج للخميرة الغذائية؟
جميع الناس يحتاجون الخميرة الغذائية، فقيمتها الغذائية عالية جدا ومفيدة جدا وطعمها رائع. ولكن أكثر الناس حاجة لها هم من يعانون من اضطرابات المناعة الذاتية؛ فأي شخص يعاني من مقاومة الأنسولين أو السكر أو ارتفاع الكولسترول يحتاج لتناول الخميرة الغذائية.
الجرعة اليومية من الخميرة الغذائية:
الجرعة اليومية من الخميرة الغذائية تتراوح بين 10-30 جرام. قد تضاف إلى الماء أو الطعام أو السلطات. وأنا شخصيا أضعها على البيض والسلطة، وكل بحسب الطريقة التي يحبها.
اختيار نوع الخميرة الغذائية:
اي نوع تتوفر فيه المواصفات التالية هو نوع جيد وآمن:
يجب أن تكون خالية من الجلوتين، وغير معدلة وراثيا، وغير مدعمة بالفيتامينات؛ لأن المدعمة بالفيتامينات غالبا ما تكون صيغها صناعية، وأن تكون خالية من النكهات الصناعية، والمواد المزيفة.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر
ومن داخل مصر: