خطورة تناول مكملات الكالسيوم
أريد من خلال هذا المقال أن أحذر من كارثة ساهمت في تعرضي لجلطة دماغية. وقد اكتشفت أن كثيرا من السيدات يقمن بذات الخطأ، ألا وهو تناول الكالسيوم كمكمل غذائي، ذلك لأن هذا النوع من الكالسيوم يتسبب بحدوث جلطات وسكتات دماغية وحصوات كلى وارتفاع في ضغط الدم والشعور المستمر بالدوخة ومشاكل أخرى كثيرة.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
ما هو الكالسيوم؟
هو أحد الأملاح الموجودة في جسم الإنسان التي ترتبط بصحة العظام والأسنان، ومهم جدا للأعصاب وتنظيم ضربات القلب وانقباض العضلات والإنقباضات بشكل عام في الجسم ووظائف أخرى كثيرة.
هل نحتاج تناول الكالسيوم؟
الكالسيوم مهم جدا للجسم ولكن الجسم لا يستطيع امتصاص الكالسيوم وحده بشكل جيد، كما أنه يترسب في أماكن خاطئة دون وجود العوامل المساعدة على استقلابه أو امتصاصه وترسيبه في أماكنه الصحيحة؛ أي العظام.
حين يتم تناول الكالسيوم من المكملات الغذائية فإنه يكون على شكل (كالسيوم كاربونات)، وهذا معناه تناول مادة (الجير) حرفيا، دون أي نوع آخر من المعادن أو الفيتامينات. وإن الجسم لا يمتلك القدرة على امتصاص هذا النوع من الكالسيوم ولا هذه الكمية بشكل جيد، لذا تترسب كمية الكالسيوم الفائضة والكبيرة التي لا يستطيع الجسم امتصاصها في الشرايين والأوعية الدموية، فيجعلها ضيقة ومتصلبة، وهذا يتسبب بارتفاع ضغط الدم والجلطات كما حدث لي شخصيا؛ حيث كان لدي استعداد جيني لتكوين الجلطات دون أن أعلم. وخلال حملي لم يطلب الطبيب تحاليل الجينات بينما كان يمدني بالكالسيوم والحديد كباقي السيدات الحوامل في مصر، واستمريت بتناول الكالسيوم طوال مدة الحمل، لأصاب بعد ولادتي بأيام بجلطة في المخ كنت سأفارق الحياة بسببها.
وقد أثبتت الأبحاث بالفعل أن تناول الكالسيوم من المكملات الغذائية يرفع من احتمالية الإصابة بالسكتات الدماغية والأزمات القلبية.... أي أن ما قلته مثبت بالأدلة وليس تأويلا مني.
ما هي مضاعفات تناول الكالسيوم من المكملات الغذائية؟
كل المضاعفات والأضرار والآثار الجانبية له تحصل بسبب ترسبه في الأماكن الخاطئة، فهو:
- يترسب في الأوعية الدموية فيتسبب بحدوث الجلطات، ويرفع ضغط الدم.
- يترسب في المفاصل فيتسبب بآلام والتهابات المفاصل؛ لذا فالمصابين بخشونة المفاصل والالتهابات فيها سواء كانت مناعية أم لا ليس عليهم تناول هذا النوع من الكالسيوم.
- يترسب في الكلى فيتسبب في حدوث حصوات فيها، وهي أكثر مشاكل وأمراض الكلى شيوعا. كما يتسبب في أضرار أكبر على المدى البعيد.
- يترسب في الأذنين على شكل بلورات، مما يتسبب بحدوث الدوار والإحساس بعدم التوازن.
- زيادة الكالسيوم قد تتسبب في التشنجات وزيادة القلق.
هل الحليب أفضل مصادر الكالسيوم؟
كلا..الحليب ليس أفضل مصدر للكالسيوم كما لقنونا في المدرسة، ولا يعمل على تقوية العظام أو الحماية من الكسور وهشاشة العظام. فالدراسات الحديثة أثبتت أن الحليب ليس له أي أثر إيجابي على صحة العظام، وذلك لأن الكالسيوم فيه صعب امتصاصه من الجسم وترسيبه في العظام.
أهم علامات نقص الكالسيوم وزيادته في الجسم:
علامات زيادة الكالسيوم |
علامات نقص الكالسيوم |
|
الصداع المستمر |
|
|
الإحساس بالدوار |
|
|
الشعور بالاكتئاب والقلق |
الاكتئاب |
|
زيادة عدد مرات التبول |
|
|
آلام العظام والمفاصل |
آلام العظام والمفاصل |
|
آلام العضلات والتشنجات |
آلام العضلات والتشنجات |
|
ارتفاع ضغط الدم |
|
|
حصوات الكلى |
|
|
|
صعوبة التركيز والتذكر |
إن أعراض زيادة الكالسيوم شبيهة جدا بأعراض نقصه، والموضوع محّير فعلا. ولكن الحل بسيط وسهل جدا لحل هذه المشاكل، وهو تناول الكالسيوم من مصادر طبيعية، وتناول ما يعزز امتصاص الكالسيوم من الطعام وما يعزز امتصاصه في الجسم وما يجعله يترسب في أماكنه الصحيحة.
ما هي الأطعمة الغنية بالكالسيوم المناسب والآمن والصحي للجسم؟
يحتاج الجسم يوميا حوالي 1000 ملج من الكالسيوم. ونستطيع الحصول عليه طبيعيا من:
1- البذور: وهي أكثر المصادر أهمية، فهي غنية جدا بالكالسيوم. مثل السمسم وبذور الشيا التي نستطيع تحضيرها بطرق عديدة جدا. وهي مليئة بالفوائد والألياف، وتعطي الإحساس بالشبع، ومن الممكن أيضا أن توضع على الماء فقط.
2- المكسرات: مثل المكاديميا واللوز.
3- الخضروات الورقية ذات اللون الداكن: مثل نبات الكيل (Kale) والجرجير والسبانخ.
4- الأجبان: مثل جبن الماعز.
العوامل المساعدة على امتصاص الكالسيوم:
-
فيتامين د3:
هو أهم العناصر المساعدة لتعزيز امتصاص الكالسيوم. لذا يجب تناوله بجرعات كافية للتعافي من هشاشة العظام، أو التعافي من الأمراض التي تتسبب بهشاشة العظام مثل الروماتويد، أو في مرحلة ما بعد الطمث، أو خلال فترة الحمل.
الجرعة اليومية من فيتامين د3 هي عشرة آلاف وحدة دولية بشكل يومي، وذلك للحفاظ على مخزون فيتامين د في الجسم. أما في حال وجود نقص فيتامين د يجب تناول جرعة تساوي عشرين ألف وحدة دولية يوميا لرفع المخزون. أما في حالة وجود حالة مرضية مزمنة فتكون الجرعات أكبر من ذلك بكثير.
يجب الحصول على فيتامين د3 من خلال المكملات الغذائية، وذلك للأسباب التي ذكرتها في المقال الخاص به، يمكنكم قراءته من هنا.
-
فيتامين ك2 بصيغة (MK7):
يجب عند تناول فيتامين د3 إقرانه دائما بفيتامين ك2، الذي يعمل على توزيع الكالسيوم بعد امتصاصه بالطريقة الصحيحة على الأماكن الصحيحة؛ فيجعله يترسب في العظام، ويطرد الكالسيوم المترسب بالفعل في الشرايين والمفاصل.
وتكون الجرعة 100 ميكروجرام من فيتامين ك2 لكل عشرة آلاف وحدة دولية من فيتامين د3.
كما ذكرت منذ قليل أنني من الأشخاص الذين يملكون استعدادا جينيا لتكوين جلطات أكثر من الأشخاص العاديين بنسبة 30%، مما يعني أنني يجب أن أعيش على مسيلات الدم طوال عمري، حتى ولو كان بجرعات احترازية. ولكنني في الحقيقة لم أتناول مسيلات للدم منذ أكثر من سنتين. بالمقابل فإني أتناول فيتامين د بجرعات عالية تتراوح بين (50-10) وحدة دولية باستمرار، بالاقتران مع فيتامين ك2، وأعتمد مسيلات الدم الطبيعية مثل أوميجا 3 وفيتامين (E)، الأمر الذي جعلني في غنى عن العقاقير التي تدمر الكلى.
-
المغنسيوم
مهم جدا لعملية استقلاب الكالسيوم وامتصاصه. حيث أنه مهم جدا لعمل الغدة جارة الدرقية (Parathyroid gland) المسؤولة عن إفراز هرمون (PTH) الذي يعمل على مستويات الكالسيوم في الدم، فاضطرابها يسبب نقص الكالسيوم في الدم.
لذا فإن المغنسيوم يعمل بالتوازي مع الكالسيوم بنسبة تساوي 1:2؛ بمعنى آخر لو كنت بحاجة 1000 مللي جرام يوميا من الكالسيوم، فإنك بحاجة 400-500 ملليجرام من المغنسيوم. وإن أفضل صيغ المغنسيوم هي المغنسيوم جلايسينات (Magnesium Glycinate)، والمغنسيوم سيترات (Magnesium citrate)، بشرط أن يكون من مصدر موثوق وغير معدل وراثيا.
من الضروري الانتباه للمشاكل التي تتسبب بها زيادة الكالسيوم (hypercalcemia) في الدم بسبب تناوله من المكملات الغذائية بصيغة كالسيوم كاربونات والألبان، حيث يتسبب بهبوط في مستويات المغنيسوم، وبالتالي عدم كفاءة الغدة جارة الدرقية في عملها، مما يتسبب في زيادة الكالسيوم في الدم وعدم امتصاصه وترسيبه في أماكنه الصحيحة، الأمر الذي يتسبب بحدوث هشاشة عظام مع حصوات في الكلى وتكلس في الشرايين وجميع المشاكل الأخرى التي تحدثنا عنها.
باختصار:
يجب إيقاف تناول الكالسيوم من الحليب والمكملات الغذائية التي تحتوي عليه بصيغة كالسيوم كاربونات، والاعتماد على أصناف الطعام التي تكلمنا عنها كمصادر للكالسيوم.
بالإضافة للإلتزام بالجرعة اليومية من فيتامين د3 وإرفاقها بفيتامين ك2 والمغنيسيوم، فالمغنسيوم شيء أساسي في حياتنا.
فجرعة تساوي 10 آلاف وحدة دولية من فيتامين د3، مع جرعة تساوي 100 ميكروجرام من فيتامين ك2 بصيغة (MK7)، مع 400 مليجرام من المغنسيوم، هو ما يحتاجه الجسم لامتصاص الكالسيوم من مصادره وترسيبه في أماكنه الصحيحة، وبالتالي تجنب جميع المشاكل التي تحدث بسبب زيادة الكالسيوم ونقصانه من هشاشة عظام وآلام عضلات وعظام ومفاصل واكتئاب...الخ.
قد يعترض أحد الأشخاص قائلا بأن كل هذه الأمور باهظة الثمن وكثيرة، لذا سأحصل على الكالسيوم من المكملات الغذائية، وليس من الضروري أن تحدث لي الجلطات والحصوات وارتفاع ضغط الدم. وإجابتي على ذلك هي أن استثمار أي نقود في الصحة هو المكسب الحقيقي. وأن ما تراه باهظا ويجعلك في صحة وعافية أفضل مما ستتكلفه من نقود وألم وأنت تحاول إصلاح ما تعرضت له من مشاكل.
عندما أصابتني الجلطة في المخ، دفعت ألوفاً مؤلفة من النقود، بالإضافة إلى تعرضي لخطر الموت، بينما كنت في غنى عن كل ذلك لو كنت قد عرفت ذلك في وقته.
كل منا يعتقد بأنه بعيد عن المشاكل ومن المستحيل أن تحصل له، ولكنه في الحقيقة ليس بعيدا عن أي شيء.. شفانا الله جميعا.
إن الصحة لا تعوض ولا تقدر بثمن. وعند حدوث المشكلة فلا تعتقد أن علاجها سهل أو مجاني، فالتعب والألم الذي يعيشه الشخص قد يصل به لخطر فقدان حياته كما حدث لي.
لذا فإن الوقاية خير من العلاج، حافظوا على الصحة.. فهي الكنز الحقيقي. فالجسد هو ما يحملك فقط، ولن يستطيع أن يحملك لآخر العمر إلا لو عاملته كأنه أغلى وأهم أمر في الدنيا.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر:
فيتامين د، عالي الفعالية، 50.000 وحدة دولية
فيتامين د، عالي الفعالية، 10.000 وحدة دولية
فيتامين ك2 صيغة MK7 تركيز 100 مكجم
فيتامين ك2 صيغة MK7 تركيز 300 مكجم
ومن داخل مصر:
