قرحة المعدة مؤلمة جدا، ولا يعرف ألمها سوى من جربها. والأكثر بشاعة هو عدم قدرة الشخص على وصف الألم لمن حوله لأن ألمها لا يوصف، وأن المصاب بقرحة المعدة غالبا ما يعاني من أعراض أخرى كثيرة، فيتناول دواء لكل عرض، ومع الوقت وتناول الأدوية تسوء الحالة أكثر، دون أن يشعر بأي تحسن ملحوظ، ويستمر الألم دون أن يفارقه، فيبدأ بالتأثير على جودة حياته كلها لأنه متألم دائما، وعصبي دائما، وغير قادر على التركيز، وغير مرتاح، لا يستطيع تناول الطعام والشراب بشكل طبيعي، فمصاب القرحة ليس شخصا كئيبا، بل هو إنسان متألم باستمرار، جرب تناول كل شيء من مسكنات وأدوية حموضة وأدوية لالتهابات الأمعاء دون أي نتيجة تذكر.
في هذا المقال سأتحدث عن قرحة المعدة، وعن سبب حدوثها، ومعالجتها بطرق طبيعية.
يمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
لتحصل على برنامجا صحيا متكاملا ومصمما خصيصاً لك لمساعدتك على التعافي من مشاكلك الصحية بالطرق الطبيعية
ما هي قرحة المعدة؟
يجب أن نتفق منذ البداية على الطريقة الصحيحة للتعامل مع المشكلة. فقرحة المعدة هي باختصار ثقب في جدار الأمعاء، وتفصيليا هي ضرر يحدث للغشاء المخاطي المبطن لجدار الأمعاء في مكان معين، مما يجعل جدار الأمعاء نفسه مكشوفا ويتلامس مع حمض المعدة الذي يعتبر في حد ذاته مادة كاوية بشكل مباشر ودون حماية، الأمر الذي ينتج عنه التهاب وألم شديدين في مكان القرحة. ومع مرور الوقت، يتحول الالتهاب بمرور الوقت إلى جرح من الممكن أن يبدأ بالنزيف. فتخيل معي جرحا مفتوحا ومعرضا للتلامس مع مادة شديدة الحموضة طوال الوقت، الأمر الذي يسبب الألم الرهيب المصاحب لقرحة المعدة.
أعراض قرحة المعدة:
الحموضة، والانتفاخات، وآلام البطن، جميعها أعراض مشتركة في معظم مشاكل الأمعاء، ولكن هناك عرض واضح جدا يجعل الإصابة بالقرحة معروفة ومميزة دون فحوصات أو أشعة؛ أن الألم يكون شديدا جدا في الأوقات التي تكون فيها المعدة فارغة، سواء كان بين الوجبات أو حين نستيقظ من النوم صباحا أو في وقت متأخر من الليل، وحين نتناول الطعام يختفي الألم أو يقل.
ذلك لأنه حين تكون المعدة فارغة يكون حمض المعدة ملامسا للقرحة مباشرة، وحين يتم تناول الطعام يختلط الحمض مع الطعام فلا يحصل تلامس بين الحامض والجرح بشكل مباشر. فلو كنت مصابا بهذا العرض فمن المؤكد أنك مصاب بالقرحة.
ما الذي يسبب قرحة المعدة، أو بمعنى أدق، تضرر الغشاء المخاطي؟
1- السبب الأكثر شيوعا هو جرثومة المعدة اللعينة. وكم رأيت حالات لأشخاص بكامل صحتهم قد تدهورت حياتهم خلال عام فقط ليصبحوا أشخاصا يشتكون من مشاكل في جميع أنحاء جسدهم بدأت فقط بالإصابة بجرثومة المعدة. فهناك تسعة أشخاص من كل عشرٍ مصابون بجرثومة المعدة التي لا تكون نشيطة بشكل دائم ومع ذلك تسبب كل هذا الضرر. ولكن لو كانت عاداتنا الغذائية سيئة وأعطيناها فرصة بأن تكون قوية ومسيطرة فستكون الأضرار أصعب بكثير.
فلو كانت لديك قرح فاحتمالية إصابتك بجرثومة المعدة هي 95%، ولو كنت مصابا وتناولت المضاد الحيوي لها واعتقدت بأنك قد تعالجت منها وتعافيت، فإني أقول لك بأن المضاد الحيوي لا يعالجها، وستعود مرة أخرى بعد فترة. للمزيد من المعلومات عد إلى حلقة ومقال علاج جرثومة المعدة.
2- الإفراط في استهلاك المسكنات ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل البروفين.
3- العادات الغذائية الخاطئة، من أول تناول فنجان القهوة والسيجارة على معدة فارغة، حتى الإفراط في تناول الكافيين. أو تناول الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة والمقليات والإفراط في استهلاك السكر، كلها أمور تعمل على تدمير الغشاء المخاطي لأنها تدمر المجتمع البكتيري أو الميكروبيوم. ولا ننسى تناول المشروبات الكحولية التي أبسط ما يمكنها فعله هو القرح.
4- حساسية الطعام. فبعض الأشخاص لديهم حساسية اتجاه أنواع معينة من الأطعمة. بمعنى الإحساس بالتعب بعد تناول أطعمة معينة، مثل الإحساس بالانتفاخات، أو الإمساك، أو الإسهال، أو عدم الراحة، أو سوء الهضم. كل ذلك يعني أن هذا الطعام غير مناسب لي، وهو أمر شائع مع الجلوتين واللاكتوز، ولكننا لا نعلم ذلك لأننا نعمد إلى تناولهم طوال حياتنا، ولم نجرب أبدا نظاما خاليا من الجلوتين أو اللاكتوز، فلم ننتبه إلى وجود مشكلة في تناولهم، فنستمر بتناولهم مما يتسبب بالتهاب الأمعاء، والقرح على المدى الطويل. ذات الأمر تسببه البقوليات، حيث يشعر أشخاص كثر بالتعب بعد تناولها.
5- أمر ليس شائعا جدا، ولكني أصبحت أراه بكثرة، حيث يجرب الشخص جميع الطرق الطبيعية والأدوية الكيميائية، وتغيير النظام الغذائي، وكل شيء آخر ولكن دون نتيجة. حيث يحدث بعض التحسن في الأعراض لفترة من الوقت، لتعود قوية دون مقدمات. في هذه الحالات يكون الشك بالإصابة بأحد أمراض الأمعاء الالتهابية؛ مثل القولون التقرحي، أو السيلياك، أو الكرونز. في هذه الحالة يجب القيام بالفحوصات اللازمة للتأكد من وجود إصابة والتعامل معها على أنها حالة مناعة ذاتية نتج عنها أعراض الجهاز الهضمي. فيتم في البداية التعامل مع الجهاز المناعي، ويكون له نظام مختلف.
أكثر الأمور الخاطئة التي يقوم بها الأشخاص وعليهم التوقف عن فعلها:
1- تناول الأدوية المضادة للحموضة خاصة المصابين بجرثومة المعدة، فهذه الحموضة ناتجة بسبب نقص في أحماض المعدة، لأن الوسط القلوي مناسب بشكل أكبر لجرثومة المعدة، حيث تعمد إلى التقليل من درجة حامضية المعدة عن طريق إطلاق غازات معينة. لذا حين يتم تناول مضادات الحموضة فإنه يتم تهيئ البيئة لها بشكل أكبر، كما أن مضادات الحموضة لن تساعد في العلاج أبدا.
2- تناول المسكنات. أعلم أن ألم القرح صعب جدا، ويشعر المصاب بأن عليه تناول المسكنات ليستطيع التعايش. ولكن المشكلة تكمن في أن المسكنات لها أثر لحظي في تسكين الألم، ولكنها في الحقيقة تزيد من القرح. فبعد انتهاء المفعول، يعود الألم بشكل أكبر، لأن المشكلة تزيد.
3- تناول الخل لمحاربة جرثومة المعدة. فطالما أنك مصاب بالقرح فأنت في مرحلة غير مناسبة لتناول الأحماض، وليس من المنطقي أن يكون لدي جرح مفتوح وأضع عليه الخل، حيث سيتأجج بالالتهاب أكثر. لذا يجب علاج الجرح أولا، وأتأكد من إغلاقه، ثم أتجه للأحماض بعد ذلك.
كيف نعالج القرحة؟
- الابتعاد عن الأمور التي تسبب القرحة، من الأطعمة التي تسبب الحساسية، أو الأطعمة المصنعة، أو طعام الوجبات السريعة، أو تناول الكافيين على الريق، أو التدخين وخاصة على الريق، وتناول المشروبات الكحولية بالطبع.
- التركيز على الأمور التي تدعم وتصلح الغشاء المخاطي وتحسن حامضية المعدة وتعيد التوازن البكتيري، مثل الخضروات الصليبية مثل الملفوف والبروكلي والكيل والجرجير. وتناول الملفوف على الأخص سواء كان نيئا أو عصيرا أو مخمرا (الساوركراوت)، وتناول براعم البروكلي.
وإن أفضل هذه الأمور هو تناول عصير الملفوف، حيث أثبتت دارسة أن عصير الملفوف يحتوي على تراكيز عالية في فيتامين (U) الذي يسرع من التئام القرح بصورة إعجازية، حيث حصل التئام في قرح المعدة للحالات التي أجريت عليها الدراسة خلال سبعة أيام، مقارنة بـ 42 يوما مع العلاج التقليدي.
- تناول شاي الكمبوتشا، وهو نوع من الشاي المخمر، للمزيد عنه اقرأوا المقال الخاص به من هنا. وإن تناول الشاي مفيد جدا لحامضية المعدة دون التسبب بمشاكل للقرح، كما أنه مفيد للأمعاء، ويستطيع محاربة جرثومة المعدة التي سببت القرح.
- عسل المانوكا مفيد جدا لعلاج القرحة، حيث تقول الأبحاث أنه مفيد لدعم الغشاء المخاطي الذي تضرر وتسبب بالقرحة، ويحميه أيضا، مما يقلل من حجم القرحة بشكل ملحوظ.
ولكن يجب الانتباه عند شراء عسل المانوكا، فارتفاع سعره ليس دليلا على أنه أصلي، فإن 80% من عسل المانوكا الذي يباع في العالم مغشوشا. وإن أفضل طرق تناول عسل المانوكا هو تناول ملعقة منه على كوب من الماء الفاتر على الريق.
- تناول الزنك وفيتامين سي. فإن نقصهما يتسبب بتأخر التعافي من القرح. وإن علاقة فيتامين سي عكسية دائما مع جرثومة المعدة والقرح، لأن فيتامين سي أساسي لإنتاج الجسم للكولاجين الأساسي لبناء وترميم جدار الأمعاء. فلو كانت لدي قرحة فسأحتاج على الأقل إلى جرامين من فيتامين سي كومبلكس يوميا.
وأما الزنك فيؤثر على إفراز أحماض المعدة والأنزيمات الهاضمة، الأمر الذي يسمح لجرثومة المعدة أن تصبح أقوى، وتنتشر وتسيطر أكثر على المعدة، الأمر الذي يزيد من القرح. وإن لم يكن هناك أنزيمات هاضمة أو أحماض المعدة، فسيكون الجسم غير قادر على امتصاص الزنك، فيزيد من انهيار جدار الأمعاء. وفي حالة القرح فستحتاج إلى 100-200 ملجم من الزنك مع 10-20 ملجم من النحاس. وإن أفضل أنواع الزنك هو (Zinc L-Carnosine).
- تناول الجلوتامين (L-Glutamine)، وهو حمض أميني أساسي وضروري لبناء وترميم جدار الأمعاء، ولكن يجب أن يتم تناوله بجرعات كبيرة لمدة قصيرة، أي 5-10 جرامات لمدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر.
- تناول العرقسوس، فهو من أفضل النباتات الطبية لعلاج القرح، حيث من الممكن أن شراء العرقسوس من العطار وشرب كوب منه يوميا، أو تناول مستخلص العرقسوس من المكملات الغذائية للحصول على نتائج أفضل وأسرع.
- تناول لبان المستكة المفيد جدا سواء كان من محلات العطارة أو من المكملات الغذائية. ولكن يجب التأكد من جودة وأصالة المستكة قبل شرائها من العطار، حيث يتم بيع أشياء أخرى لها ذات شكل المستكة بسعر أرخص على أنها مستكة.
لو تم الالتزام بكل هذه الأمور وتم الاستمرار عليها لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر فسيتم بناء جدار أمعاء من حديد، ولكن أكثر شيء خاطئ يمكن فعله هو الاستعجال، بأن يمر شهر لنتساءل بعده فورا لماذا لم يتم التعافي! ذلك لأن مشكلة القرح تحل بشكل تدريجي، وتحتاج إلى وقت. ولكن الالتزام بهذا النظام نتائجه مضمونة بإذن الله.
لشراء المكملات المقترحة في هذا المقال من خارج مصر
فيتامين سي العضوي كبسولات من شركة Alive
فيتامين سي العضوي مسحوق من شركة Alive
مسحوق فيتامين سي كومبلكس من شركة nowfoods
كبسولات فيتامين سي كومبلكس من شركة nowfoods
فيتامين د، عالي الفعالية، 50.000 وحدة دولية
فيتامين د، عالي الفعالية، 10.000 وحدة دولية
فيتامين ك2 صيغة MK7 تركيز 100 مكجم
فيتامين ك2 صيغة MK7 تركيز 300 مكجم
كبسولات زنك ل-كارنوزين - PepZin GI, Zinc-L-Carnosine Complex
بروبيوتك (LactoBif Probiotics)
تركيبة أعشاب - مسحوق عشبة القمح - Green Blend
مسحوق عشبة القمح العضوي - organic wheat grass
كبسولات تركيبة بيتايين هيدروكلورايد- betaine hydrochloride
ومن داخل مصر: