البروجسترون.. الهرمون المنسي الذي قد يغير كل شيء في جسمك
الاستروجين، الاستروجين… الجميع يتحدث عن الاستروجين كيف ترفعينه؟ وكيف تخفضين مستوياته في جسمك؟ وكأنه لا يوجد هرمون غيره، ونحن بالطبع لا نقلل من أهميته؛ فهو هرمون الأنوثة والجمال، لكن لا أحد يتحدث عن البروجسترون، أحد أهم الهرمونات الأنثوية، والذي لا يقل أهمية أو تأثيراً عن الاستروجين، وعندما ينخفض البروجسترون قد يختل الكثير من الأمور لديك، ومنها الاستروجين نفسه، وكثيراً ما قد تعانين من نقص هذا الهرمون من دون أن تدركي ذلك، لأن أعراض نقصه شائعة جداً.
عموماً، إن كنت تشعرين بتغير في شكل دورتك الشهرية، أو بأعراض غريبة تصاحبها أو تسبقها بأيام، أو كنت في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث (Premenopause) أي فوق سن الخامسة والأربعين، فتابعيني.. سأخبرك ما أهم أعراض نقص هرمون البروجسترون، وسأتحدث عن أهم نبتة طبيعية يمكن أن تساعدك في حل هذه المشكلة بشكل آمن وسريع، من دون أن تسبب لك أي آثار جانبية أو تعبث في مستويات أي هرمون آخر، بل على العكس، ستساعدك على استعادة التوازن الهرموني وتحسين مستويات البروجسترون.
يُمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
البروجسترون.. الهرمون الذي لا تتحدث عنه الكثيرات رغم أهميته الكبيرة
البروجسترون هو هرمون أنثوي شديد الأهمية. وسأشرح لكِ قصته لتفهمي دوره، وبذلك نعرف ماذا يفعل نقصه في جسمك؟
مع بداية اليوم الأول من دورتك الجديدة، أي يوم نزول دم الحيض، تبدأ بعض الهرمونات في الارتفاع لتساعد البويضة الجديدة على النمو داخل الحويصلة. وتستمر البويضة في النمو داخل الحويصلة أو الجريب حتى اليوم الرابع عشر. وفي هذا اليوم، أو عندما يصل الجريب إلى الحجم المناسب لنضج البويضة، ينفجر الجريب ليحدث التبويض. بعد ذلك يتحول الجريب إلى ما يسمى بـ “الجسم الأصفر”، وهو يعمل كنسيج غدي يقوم بإفراز هرمون البروجسترون.
مهمة البروجسترون الأساسية وعلامات نقصه
المهمة الأساسية للبروجسترون هي تغذية بطانة الرحم التي بنى أساسها الاستروجين في النصف الأول من الدورة، حتى تتمكن البويضة المخصبة – إذا حدث حمل – من الالتصاق ببطانة الرحم والتغذي عليها حتى الأسبوع الثاني عشر من الحمل، إلى أن تنمو المشيمة وتتولى مهمة تغذية الجنين.
أما إذا لم يحدث حمل، فيبدأ البروجسترون في الانخفاض بعد 10 إلى 14 يومًا، مما يؤدي إلى انهيار بطانة الرحم ونزولها في صورة دم الحيض.
ومن هنا تظهر أول علامتين واضحتين لنقص البروجسترون:
- قصر مدة الدورة الشهرية
إذا كانت دورتك تأتي كل أقل من 28 يومًا، فهذا يعني أن البروجسترون ينخفض قبل أن يكمل مدة 14 يومًا. فعندما تقول لي امرأة إن دورتها تأتي كل 21 يومًا أو حتى كل أسبوعين، فهناك احتمال كبير جدًا لوجود نقص في البروجسترون.
- نزول نقاط دم بسيطة (Spotting) قبل الدورة
قد تلاحظين نزول نقط دم قبل موعد الدورة بأيام، أحيانًا قبلها بأسبوع. السبب أن كمية البروجسترون غير كافية لتغذية بطانة الرحم بالكامل، فتبدأ في الانهيار جزئيًا قبل موعدها.
- قلة كمية النزف في الدورة الشهرية
عندما تكون كمية الدم قليلة للغاية وبصورة غير معتادة، مجرد نقاط خفيفة من دون نزف حقيقي، فعادة يكون السبب نقص البروجسترون، لأنه لم يغذّ بطانة الرحم جيدًا فأصبحت رقيقة جدًا.
هذه الأعراض تُعد علامات كلاسيكية لنقص هذا ال hormone، لكن ليست الوحيدة.
علامات مهمة على نقص البروجسترون
البروجسترون يتحول في الدماغ إلى مركب يُسمى Allopregnanolone، وهو مسؤول عن التهدئة وكبح الانفعالات. لذلك، عندما تكون مستوياته منخفضة، قد تشعرين بالعصبية والغضب والتوتر من دون سبب واضح. بعض النساء يشعرن بالحزن أو الاكتئاب، لكن ما نقصده هنا هو العصبية والانفعالات الزائدة التي يصعب السيطرة عليها، وهذه علامة قوية على نقص البروجسترون.
كما أن البروجسترون يساعد على تحسين النوم، لذا إذا بدأتِ تعانين من الأرق أو اضطرابات النوم قبل موعد الدورة بأيام، فقد يكون ذلك أيضاً من علامات نقصه.
يُمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
- احتباس السوائل
عندما تشعرين أن جسمك بدأ ينتفخ وكأنك محتجزة ماء من دون سبب، فقد يكون السبب نقص البروجسترون، أحد وظائف هذا الهرمون الأساسية هي تنظيم مستويات الصوديوم في الكلى، وبالتالي التحكم في احتباس السوائل.
- هيمنة الاستروجين
أي امرأة تعاني من أعراض هيمنة الاستروجين مثل عسر الطمث، غزارة الدورة، آلام شديدة، أو الأورام الليفية، أو حتى بطانة الرحم المهاجرة، غالباً يكون وراء هذه الأعراض نقص البروجسترون، وذلك لأن أحد أهم أدوار البروجسترون هو التحكم في الاستروجين ومنع زيادته، بمعنى آخر البروجسترون يحافظ على توازن الاستروجين.
- الإجهاض المتكرر
إذا تعرضت المرأة للإجهاض أكثر من مرة قبل الأسبوع الثاني عشر من الحمل، يكون السبب المرجح نقص البروجسترون، لأنه المسؤول عن تغذية بطانة الرحم وثبات البويضة. لذلك تُستخدم أحياناً حقن التثبيت بالبرجسترون في الشهور الأولى من الحمل.
- التقدم في العمر
بعد سن الخامسة والأربعين، يبدأ هرمون البروجسترون بالانخفاض إلى جانب الاستروجين، وهذا أمر طبيعي، لأنه جزء من التغيرات الهرمونية في هذه المرحلة.
لماذا ينقص البروجسترون؟
- غياب التبويض
البروجسترون يفرز بعد التبويض فقط، فإذا لم يحدث تبويض لأي سبب، مثل خلل هرمونات التبويض أو ضعف مخزون البويضات، فلن يتم إنتاج البروجسترون بشكل كافٍ والجسم الأصفر المسؤول عن إنتاجه يكون ضعيفًا.
- أدوية الكوليسترول ونقص الدهون الصحية
الكوليسترول هو المادة الأولية لإنتاج البروجسترون. لذا استخدام أدوية خافضة للكوليسترول أو الامتناع التام عن الدهون الصحية، كما يحدث أحيانًا عند الرغبة في خسارة الوزن، يؤثر بشكل مباشر على إنتاج البروجسترون.
- ضعف التروية الدموية وقلة الحركة
نمط حياة خامل دون نشاط جسدي كافٍ يضعف الجسم الأصفر ويؤثر على إنتاج البروجسترون.
- التوتر المزمن
التوتر يستهلك الهرمونات بشكل عام، مما يقلل مستويات البروجسترون. هذا موضوع كبير يمكن التطرق له في حلقة مستقلة.
- كسل الغدة الدرقية
الخمول الوظيفي للغدة الدرقية يقلل استجابة المبيض للهرمونات، مما يؤدي إلى تبويض ضعيف ونقص البروجسترون، حتى لو كانت تحاليل الغدة الدرقية طبيعية. نفس الأمر ينطبق على نقص البروجسترون الوظيفي، أي وجود أعراض نقصه رغم نتائج التحاليل الطبيعية.
كيفية التحقق من مستويات البروجسترون
أفضل طريقة هي إجراء تحليل دم للبروجسترون (Progesterone Blood Test) في اليوم 21 من الدورة، أي بعد 21 يومًا من اليوم الأول للحيض. ومع ذلك، الأهم دائمًا هو الأعراض، إذا كنتِ تعانين من عدد كبير من الأعراض المذكورة، فمن الضروري دعم مستويات البروجسترون في جسمك.
ماذا تفعلين عند نقص البروجسترون؟
أول شيء يجب أن تعرفيه هو أنه لا توجد "حبة سحرية" تحل مشكلة نقص البروجسترون، خصوصًا أن الهرمونات تعمل بشكل متداخل مع غدد وهورمونات أخرى، لذلك تحتاجين إلى خطة شمولية لدعم جميع الغدد والهرمونات المرتبطة بمشكلتك.
أساسيات الخطة الشمولية تشمل:
- تنظيم الغذاء وتجنب الأطعمة المحرضة على الالتهاب.
- ممارسة الرياضة يوميًا، حتى لو مجرد نصف ساعة مشي.
- تنظيم النوم والعمل على تخفيف التوتر.
- الحصول على العناصر الغذائية الأساسية مثل فيتامين د، الأحماض الدهنية الأساسية، والزنك.
للحصول على شرح تفصيلي عن الدورة الشهرية وكيفية عملها وكيفية التعامل مع كل مرحلة، أنصحك بمشاهدة حلقة الدورة الشهرية على القناة، فهي تحتوي على معلومات مهمة لكل امرأة لفهم جسمها وهرموناتها.
دعم البروجسترون بالنباتات الطبيعية
هناك أربع نباتات مهمة جدًا لدعم إنتاج البروجسترون وتوازن الهرمونات، ويجب استخدامها بالتبادل وليست معًا اثنان في النصف الأول من الدورة، واثنان في النصف الثاني.
- الوايلد يام (Wild Yam)
أهم عشبة لعلاج نقص البروجسترون، تحتوي على مركب Diosgenin يشبه كيميائيًا البروجسترون البشري.
تأثيرها غير مباشر، فهي تدعم إفراز البروجسترون الطبيعي بعد التبويض وتقوي الجسم الأصفر، مما يقلل أعراض هيمنة الاستروجين.
تدعم الكبد في التخلص من الاستروجين الزائد.
تستخدم فقط بعد اليوم 14 من الدورة ولمدة 12 يومًا، ثم توقف، ويمكن تكرارها في الشهر التالي بنفس الطريقة.
ملاحظة.. كريمات البروجسترون المستخلصة من الوايلد يام تختلف عن العشبة نفسها، ويجب عدم استخدامها بشكل عشوائي.
- روديولا (Rhodiola أو الجذر الذهبي)
عشبة تكيفية تساعد على دعم الهرمونات وتحسين استجابة الجسم للتوتر، وخفض الكورتيزول.
كلما كان احتياج الجسم للكورتيزول أقل، كلما حافظ الجسم على إنتاجه لبقية الهرمونات.
يمكن استخدامها طوال الشهر، خاصة إذا كنتِ تحت ضغوط كبيرة.
- شاتافاري (Shatavari)
عشبة مهمة لدعم التبويض وتنشيط الجريبات لتتحول إلى جسم أصفر قوي، مما يزيد إنتاج البروجسترون.
الجرعة الموصى بها: 500–1000 ملج يوميًا.
يمنع استخدامها في حالات السرطانات الهرمونية أو ارتفاع البرولاكتين.
- فايتكس فروت أو كف مريم (Vitex/Chasteberry)
يدعم تنظيم الهرمونات التي تفرز من الغدة النخامية ويحفز التبويض.
يُستخدم عادة في النصف الأول من الدورة (من اليوم الأول وحتى اليوم 14)، ثم يُستبدل بالوايلد يام في النصف الثاني.
نظام الاستخدام
الروديولا والشاتافاري.. طوال الشهر، يمكن الاستمرار بهم من 8 إلى 12 أسبوعًا متواصلًا.
الفايتكس فروت.. النصف الأول من الدورة فقط.
الوايلد يام.. النصف الثاني من الدورة فقط.
باتباع هذه الخطوات، ستتمكنين من دعم مستويات البروجسترون وتنظيم هرموناتك، وستلاحظين الفرق في شعورك العام وصحة جسمك.
يُمكنك الآن حجز استشارة مع ندى حرفوش من هنا،
للحصول على المنتجات المقترحة في المقال:
